هل اتخذت قراراً بأن تبدأ بكتابة رواية في السنة الجديدة؟ إليك بعض النصائح حول الكتابة من ليو تولستوي وموريل سبارك وجون شتاينبك وغيرهم من مشاهير الكتاب
نُشرت في “ذا غارديان” البريطانية يوم الأربعاء، ٣/١/٢٠١٨، كتبها ترافيس إلبورو وهذه ترجمتنا لها
عملتُ وهيلين جوردون طيلة العام الماضي على إنجاز كتاب «أن تكون كاتباً- Being a Writer» الذي يضم مجموعة من التأملات والنصائح والمقالات من بعض من الكتاب المفضلين لدينا عن العمل في الكتابة، اعتباراً من زمن صموئيل جونسون وغروب ستريت، إلى عصر “دوّار السيليكون” ولوري مور.
سرعان ما اتضح، أثناء الأبحاث المرافقة للكتاب، أنه ليس هناك طريقة صحيحة لتحديد كيفية الكتابة الخلاقة، مما يجعلها فكرة متحررة للغاية ومفتوحة على الكثير من الاقتراحات. هناك الروائي الذي يحتاج إلى عزل نفسه في مكتب هادئ (جوناثان فرانزن)، والآخر الذي يعمل على نحو أفضل في مقهى محلي (ريفكا غالشن) أو الذي يبذل ما في وسعه لانتزاع ساعة للكتابة من بين كل تلك الأعمال المنزلية ومتطلبات الأطفال (أليس مونرو في شبابها).
ومن جهة أخرى، أصبح من الواضح أيضاً أنه إلى جانب كل هذه الأساليب المتنوعة، فهناك أفكار ونصائح معينة يشترك فيها العديد من الكتاب. يقول تشارلز ديكنز في رسالة موجهة إلى السيدة بروكفيلد في عام 1866: “إنكم تسرّعون سردكم باستمرار… من خلال ضخ السرد بطريقة تخطف الأنفاس، انطلاقاً من ذواتكم، بينما ينبغي على الأشخاص [الشخصيات] أن تسرد وتقود بالأفعال بأسلوبها”. القاعدة الأساسية: الإبداء، لا الإفصاح. العبارة التي ستغدو مألوفة لأي شخص يحضر صفاً في الكتابة الإبداعية في القرن الحادي والعشرين.
وهكذا يضم كتابُنا الكثير من النصائح حول الكتابة، بدءاً من التعليمات العملية الصارمة إلى النصائح الاستثنائية اللامعة. لدينا كتّاب يتحدثون عن الأشياء المفيدة التي ناسبتهم، وعن الأساليب غير المفيدة التي لم تناسبهم. يناقش الكتّاب عدم قدرتهم على إنهاء مخطوطة ما، وعدم القدرة على العثور على ناشر، والشخصيات غير المكتملة والحبكات الملتوية الثقيلة التي لا يمكن السيطرة عليها. إليكم قليل من النصائح المفضلة لدينا، والتي نعتقد أن أي كاتب طموح ينبغي أن يحفظها عن ظهر قلب.
هيلاري مانتل – يمكن للقليل من الغرور أن يمثّل عوناً كبيراً
Hilary Mantel
“الميزة الأكثر فائدة التي يمكن للكاتب أن ينمّيها هي الثقة بالنفس/الغرور، إذا استطعت السيطرة عليها بالطبع. إنك تكتب لفرض نفسك على العالم، وعليك أن تؤمن بقدراتك عندما لا يظهر العالم أي علامة على اتفاقه معك”.
2. ليو تولستوي و هوارد فيلبيس لوفكرافت – اختر ساعات الكتابة الأفضل بالنسبة إليك
Leo Tolstoy and HP Lovecraft
يعتقد تولستوي أن أهم شيء بالنسبة إليه البدء مبكراً: “أكتب دائماً في الصباح. كان من دواعي سروري أن أسمع مؤخراً أن روسو أيضاً، يمشي لمسافة قصيرة بعد أن يستيقظ في الصباح، ثم يجلس ليعمل. يكون الدماغ في الصباح مفعماً بالنشاط على نحو فعال. غالباً ما تأتي أفضل الأفكار في الصباح بعد الاستيقاظ بينما لا تزال في السرير أو أثناء المشي“.
أو يمكنك النوم حتى وقت متأخر كما كان يفعل لوفكرافت: “في الليل، عندما ينزلق العالم الموضوعي مجدداً إلى كهفه ويترك الحالمين لوحدهم، يأتي هنا الإلهام والقدرات التي من المستحيل أن تأتيك في ساعة أخرى أقل سحراً وهدوء. لن يعلم المرء إذا ما كان كاتباً أم لا، ما لم يحاول الكتابة في الليل“.
3. ويليام فوكنر – اقرأ لتكتب
William Faulkner
“اقرأ ثم اقرأ ثم اقرأ كل شيء، الكتابات التافهة، والكلاسيكية، الجيدة والسيئة، وانظر كيف يكتبها أصحابها. تماماً مثل النجار الذي يعمل كمتدرب ويدرس عمل معلمه. اقرأ! ستمتص وتستوعب كل هذه القراءات. ثم بعدها اكتب. ستكتشف إذا ما كانت كتابتك جيدة. وإذا لم تكن كذلك، ارمها من النافذة”.
4. كاثرين مانسفيلد – كتابة أي شيء أفضل من عدم الكتابة على الإطلاق
Katherine Mansfield
“إذا نظرتُ إلى الماضي أتخيل أنني كنت دائماً أكتب. كان هناك الكثير من الثرثرة بالفعل. ولكن كتابة مجرد الثرثرة أو أي شيء آخر، أي شيء كان، أفضل من عدم الكتابة أبداً”.
5. إرنست همنغواي – توقف طالما أنت قادر على ذلك
Ernest Hemingway
“توقف دائماً في الوقت الذي تبلي فيه بلاء حسناً ولا تقلق أبداً حتى تبدأ الكتابة في اليوم التالي. وهكذا سيبقى لاوعيك يعمل على ما كتبته طيلة الوقت. أما إذا أخذت تفكر فيما كتبته بوعي، أو بدأت تقلق بشأنه، فسوف تفسده وسيكون دماغك مرهقاً قبل أن تبدأ حتى”.
6. جون شتاينبك- أكتب صفحة واحدة في كل مرة
John Steinbeck
“تخلّ عن فكرة أن أفكارك ستنفد ولا بد أن تنتهي من العمل. دع عنك فكرة إنجاز 400 صفحة واكتب صفحة واحدة فقط كل يوم. هذا مفيد للغاية”.
7. ميراندا جولاي – لا تقلق بشأن المسودات السيئة
Miranda July
“كنت أشعر بضيق شديد عندما كنت أكتب الرواية. شعرت بأسوأ ما يمكن أن يشعر به كاتب .. كنت أعود إلى البيت كل يوم من مكتبي وأقول: “جيد، لا زلت معجبة بالقصة، لكنني أتمنى فقط لو كتبتها على نحو أفضل”. لم أدرك في تلك المرحلة أنني كنت أكتب مسودة أولى. كانت المسودة الأولى هي الجزء الأصعب. اعتباراً من هناك تبدأ المرحلة الأسهل نسبياً. كان الأمر أشبه بوجود بعض ألعاب المعجون أو الصلصال للعمل عليها، الأمر الذي يمكنني الاستمرار فيه وحسب، عليك إنجاز مليون مسودة وستتغير الأشياء جذرياً وستظهر شخصيات وتختفي أخرى وستحل الألغاز: لماذا هذا الشيء هنا؟ ألا ينبغي علي التخلص منه؟ ثم تدرك الموضوع، لا، هذا الشيء هنا في الواقع لأنه يمثل مفتاحاً لشيء آخر. أحب هذا النوع من العمل الأشبه بعمل التحري، حافظ على إيمانك باللعبة حتى يتم تبديد جميع الشكوك”.
8. ف. سكوت فيتزجيرالد – لا تمزج بين الكتابة والشرب
F Scott Fitzgerald
“توضح لي شيئاً فشيئاً أن البناء الممتاز للغاية لكتاب طويل أو التوصل إلى أفضل التصورات والأحكام في وقت المراجعة لا يتوافق جيداً مع الخمور. يمكن كتابة قصة قصيرة وفي يدك زجاجة، أما الرواية فتحتاج إلى السرعة الذهنية التي تمكنك من الحفاظ على الاتجاه الكامل للقصة في رأسك لكي تتمكن من التضحية بلا رحمة بالمشاهد الثانوية… لكم تمنيت فعلاً لو أنني لم أكتب الجزء الثالث من رواية (رقيق هو الليل) تحت تأثير الكحول”.
9. زادي سميث – لا تتصل بالإنترنت
Zadie Smith
“اعمل على جهاز كمبيوتر غير متصل بالإنترنت”.
10. موريل سبارك * – اشتر قطة
Muriel Spark
“إذا رغبت في التركيز بعمق على بعض المشاكل، وخاصة على جزء معين من الكتابة أو على ورقة عمل ما، ينبغي أن تحصل على قطة. ابق لوحدك مع القطة في الغرفة حيث تعمل. سوف تقفز القطة دائماً على مكتبك وتستلقي تحت مصباح مكتبك. يمنح ضوء المصباح القطة شعوراً عارماً بالراحة. ستستقر القطة وتهدأ، ستحظى بالصفاء والسلام الذي لا يضاهى. وسوف يتسلل إليك تدريجياً كل الهدوء والسلام من القطة المستلقية على مكتبك، هكذا ستتلاشى كل المعوقات التي تشتت تفكيرك وتعيق تركيزك، وتعيد لذهنك مجدداً ذلك التحكم الذاتي الذي فقده. لست بحاجة لمراقبة القطة طيلة الوقت. فوجودها لوحده يكفي. إن تأثير القطة على تركيزك لافت للنظر بالفعل وغامض للغاية”.
* (أو بالأحرى، شخصية السيدة هوكينز في رواية: A Far Cry from Kensington)