فرح صالح: سرديات اللجوء لا تُحصر فقط بالمآسي (أفينيون)

منى مرعي

كاتبة من لبنان

طبعاً لا أدعي أنه لا يوجد مآسي في اللجوء، ولكن في نفس الوقت هذا لا يعني أن سرديات اللجوء يجب أن تحصر فقط بالمآسي ولا يعني أننا محصورون بصورة الضحية.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

27/08/2018

تصوير: اسماء الغول

منى مرعي

كاتبة من لبنان

منى مرعي

ومنتجة وفاعلة ثقافية. في العام ٢٠٠٩، أطلقت مبادرة سحبه للتشجيع على المطالعة وهي مبادرة غير ربحية تهدف إلى خلق حب وحاجة القراءة لدى فئات متنوعة من المجتمع. نُشر لها كتابان «خارج نطاق الخدمة» و«وليمة تحت الماء» ولها عدة مقالات في النقد المسرحي. تنهي حالياً رسالة الماجستير في الوساطة الثقافية.

ولدت فرح صالح في مخيم اليرموك وانتقلت إلى الأردن قبل عودتها إلى فلسطين عام ١٩٩٤. بدأت تتعلّم رقص الباليه في الأردن عن عمر الست سنوات ولدى انتقالها إلى فلسطين اكتشفت الدبكة الفلسطينية. عملت مع فتحي عبد الرحمن في فلسطين إلى أن اكتشفت الرقص المعاصر. عند اجتياح الضفة الغربية عام ٢٠٠٢ سافرت إلى ايطاليا وبدأت تطور مهاراتها في الخارج. هي مقيمة حالياً في اسكتلندا حيث تكمل شهادة الدكتوراة في الفن وحيث تعمل كفنانة منتسبة في مركز رقص Dance Space في أدنبره. قدمت  فرح صالح عرضها الراقص التفاعلي “حركات لاجئ”  في مهرجان أفينيون أوف. رمّان أجرت لقاء مع الفنانة الشابة حيث تمّ الحديث عن الرقص المعاصر وعن السرديات الحركية للجوء التي تبتعد عن مفهوم الضحية.

 

كيف برأيك ينظر الجمهور الفلسطيني إلى الرقص المعاصر؟ هل هناك جمهور يقدّر ويتماهى مع هذا النوع من الرقص؟

فيما مضى، كان يُنظر إلى الرقص المعاصر على أنه مادة مستوردة حتى لو كانت الحركات أو الإيماءات فلسطينية ويومية… شيئاً فشيئاً، عام ٢٠٠٥ أو عام  ٢٠٠٦ بعد انتهاء الانتفاضة الثانية، أصبح هناك حركة فنية ثقافية كبيرة بدأت تنمو في فلسطين من الرقص للمسرح للفنون البصرية ونشأت مؤسسات تعمل على الأرض في رام الله ثم انتشر الأمر ليطال الضفة الغربية بأكملها وهذا يطال أيضاً تعليم الفنون. هذا الأمر بدأ يبنى جمهوراً مهتماً بالرقص. لا يعني هذا بالطبع أن جمهور الرقص يبلغ تعداده بالآلاف ولكن أستطيع أن أقول أن هناك قاعدة بدأت تنشأ. بدأ مهرجان الرقص في رام الله مثلاً عام ٢٠٠٦. آنذاك كان عدد الجمهور لا يتخطى الـ٥٠ فرداً في الصالة. اليوم الصالات شبه ممتلئة. أعتقد أنه من الـ ٢٠٠٥ حتى اليوم نشأت قاعدة ما ويجب أن تتوسع أكثر.

تقولين أنك تفضلين الدبكة كجزء من احتفالية جماعية في الأعراس وغيرها، ولا تفضلين أن تستخدم في الرقص المعاصر… لماذا؟ ألا ترين أن هناك مساحة للدبكة في الرقص المعاصر؟

لا أرى أن ذلك واردٌ في تجربتي. ولكن ليس لدي مشكلة وأحب أن أرى تجارب آخرين يعتمدون الدبكة في الرقص المعاصر وأن يتم تطويرها، ولكن لدي مشكلة عندما يتم إسقاطها على الخشبة  كما هي وكما نراها في الأعراس والاحتفاليات على المسرح ولكن مع تقنية أعلى ومع تشكيلات. حينها  تصبح فائقة الجمالية ولكنها تفقد روحها وبالتالي أفقد أنا كمشاهدة الإحساس بها كراقصة. ليس لدي مشكلة في تحويل معنى الدبكة ونشرها ولكن أواجه مشكلة مع إقتصاص الدبكة من سياقها وتناسخها بشكل مجاني.

لماذا وقع خيارك على تقديم عرض يتناول موضوعة اللجوء؟

أنا شخص مسيّس في الفن. أحب كثيراً الفن المسيّس وأؤمن به. في السنوات الأخيرة، شاهدت الكثير من المشاهد إما في الميديا أو في بعض العروض التي تفرط في تصوير اللاجئين بصفتهم ضحايا وقد أزعجني هذا الأمر. قررت أن أتشاور مع أصدقائي الفنانين، وكان معظمهم مستاء من هذا التنميط. وقررنا أن نقدّم سرديتنا الخاصة والبديلة حول اللاجئ واللاجئ الراقص تحديداً بالإضافة أنني أردت العمل على حركات بديلة من ناحية الرقص لأننا غالباً ما نشاهد في العروض التي تتناول هذا الموضوع الحركات ذاتها حول الضحية.

هنالك أكثر من مستوى في العرض… اشتغلت على حركات كما قلتِ هامشية وسطحية ولكن هذه  الحركات، كنت أريد أن أفككها. أردت أن أمثلها في عرضي وأن أفككها لاحقاً وهي مثلاً حركة اللاجئ الذي يملك صفارة ولكن ليس لديه صفارة…في البداية نقوم بحركات منمطة تحديداً تلك التي نشاهدها على وسائل الإعلام وثم داخل المسرح يتم تحويل تلك الحركات إلى حركات بديلة. كذلك أنا مهتمة بأرشفة الحركات وهذا اهتمامي منذ عام ٢٠١٤: كيف أقوم بأرشفة الحركات عبر جسدي وعبر جسد المشاهد. فكما لو أن المشاهد يؤرشف الحركات البديلة والحركات المنمطة التي تمّ تفكيكها… نحن نتحدث اذا عن التحويل في جسد المشاهد أيضاً ونتحدث عن الـ New Subjectivities (”الذاتيات الحديثة“ أو ”كتابة الموضوعات الجديدة“) التي تحدث عنها فوكو… هذه هي فكرة العرض بشكل عام.

طبعاً لا أدعي أنه لا يوجد مآسي في اللجوء، ولكن في نفس الوقت هذا لا يعني أن سرديات اللجوء يجب أن تحصر فقط بالمآسي ولا يعني أننا محصورون بصورة الضحية.
 

أنا ألعب دور محامي الشيطان هنا… كيف تجيبين على من يتساءلون حول أخلاقية تمثيل صورة اللجوء بهذا الشكل الذي يركز على تصوير حركات هامشية، مضحكة أحياناً…خاصة وأن هناك وجود لفيديو للراقص حسن رابح الذي توفي منذ فترة…

يحق لأى فرد أن يتساءل عن الموضوع لو لم يكن فريق عمل العرض مؤلف من لاجئين. هذه قصتي أنا كلاجئة وقصة فادي الذي ظهر في الفيديو كما أنني تحدثت مع أهل حسن الرابح الذي توفي انتحاراً والذي ظهر أيضاً في الفيديو وتواصلت مع أهله وأصحابه. وتمّ كل شيء بموافقة أهله إذ كان يهمني كثيراً أن آخذ موافقة أهله.

اذا قدّم هذا العرض لجمهور من المنطقة العربية.. كيف برأيك من الممكن أن يتلقاه؟

كما سبق وقلتي من الممكن لعملية التلقي أن تكون مختلفة تماماً عن الجمهور في أوروبا. من الممكن أن يكون هناك اهتمام أكبر لأنني أعتقد أن هناك أفراد مثلي يعتقدون أن سرديات اللجوء متجهة دائماً نحو “اللاجئ كضحية فقط” وأرى أن هناك كثر من المهتمين باكتشاف سرديات أخرى ومن الممكن أن يكون هناك أفراد مهتمين بالشكل والتفاعل.. أنا أتساءل أيضاً حول هذا الموضوع.

الكاتب: منى مرعي

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع