من ١٥ أكتوبر حتى ١٥ نوفمبر، في مؤسسة الدراسات الفلسطينية ببيروت

معرض “النكبة… على طريق العودة”: استعادة لحياة ما قبل النكبة

من موقع المؤسسة، من المعرض

وسيم السلطي

كاتب من فلسطين

بيد أن عدة مصادر أوردت بأن أول من ذكر النكبة ليس المفكر زريق، وإنما الاحتلال ذاته، ويقودنا إلى ذلك دليل، عبارة عن منشور كان من المفروض أن يلقى من الطائرة على قرية الطيرة بعد سقوط اللد والرملة، يتوعد فيه جيش الاحتلال أهالي القرية بدك قريتهم بالمدافع والطائرات والدبابات، وتدميرها بالكامل، و"لتلافي النكبة" عليهم الاستسلام وإلقاء السلاح،

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

17/10/2018

تصوير: اسماء الغول

وسيم السلطي

كاتب من فلسطين

وسيم السلطي

درس في قسم الفلسفة في جامعة دمشق وتخرج في العام 2014

افتتحت مؤسسة الدراسات الفلسطينية يوم الإثنين 15/ 10 معرضاً تحت عنوان “النكبة… على طريق العودة”، وجرى عرض مختلف المستندات من صور فوتوغرافية ووثائق وأوراق خاصة وخرائط منذ زمن ما قبل النكبة عام 1948 إلى وقتنا الراهن، معتمدين في ذلك العرض على أرشيف مكتبة المؤسسة الذي يضم نحو 10 آلاف صورة مقسمين على إحدى عشرة مجموعة، إلى جانب وجود 25 مجموعة من الأوراق الخاصة (الوثائق والخرائط والكتب)، ويستمر المعرض حتى 15/ تشرين الثاني، يصاحبه عدد من النشاطات من محاضرات وحوارات وعروض أفلام وثائقية.

سبعينية النكبة وقبلها ستينية وخمسينية، نَعدّ نكباتنا عاماً بعد عام وعقداً بعد عقد، هل نبكيها أو نستعيد مأساتنا أم نجدد ذكراها تأكيدًا على عودتنا وحقنا في تراب فلسطين، ربما جميع ما ذكر، وسواء كان هذا أم ذاك، فإن المدلول الأكيد هو أن النكبة مستمرة إلى الآن منذ وقوعها، وبسبب ذلك لا بد من تجديد المطالبة بالعودة إلى الأرض من خلال العودة إلى حياة ما قبل النكبة والكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني التي سببت طرده وتهجيره من دياره وجردته من أملاكه.

العودة إلى ما قبل النكبة

هذه العودة كانت التيمة الأساس في المعرض، إذ عادت بنا الصور والوثائق والأوراق الخاصة إلى الحياة الاجتماعية التي كان يعيشها الشعب الفلسطيني في أرضه، فكانت حياة مفعمة بالحيوية، قبل أن تشن العصابات الصهيونية حملتها الشعواء وترتكب المجازر والفظائع في قتل الفلسطينيين واستلاب أملاكهم متذرعين بحجج واهية كفكرة “الأرض الخالية” التي كانت تعني بأن من يسكن فلسطين لا يمتلكون أي روابط اجتماعية أو ثقافية تربطهم بالأرض التي يعيشون عليها، الأمر الذي يجعل ترحيلهم عنها أمراً سهلاً، وهذا ما دلت عليه عبارة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” التي روّجَ لها الأديب الإنكليزي “يسرائيل زانغويل” المقرب من “تيودور هرتزل”، الذي كان يرى في الفلسطينيين (أشباه بدو) لن يتمسكوا بأرضهم وسيسارعون في “طي خيمهم” ويرحلون عنها.

دحض تلك الأفكار، عَبّرت عنه الصور التي عُرضت، وأكدت بما حوته من تفاصيل للحياة التي كانت موجودة قبل الاحتلال، بأنها أرض لشعب امتلك تاريخاً وتراثاً وثقافة أصيلة، ربما يرى البعض بأن الصور والوثائق أضعف تأثيراً من أفعال مقاومة أخرى، ولكن هذا التأثير هو جزء من المقاومة بشكلها غير التقليدي للتعبير عن الحق، وله أهميته في “إعادة الاعتبار للقضية وتسليط الضوء على تاريخ الشعب الفلسطيني، تلك القضية التي فقدت أهميتها وزخمها الإعلامي” على حد تعبير “جانيت” أمينة مكتبة مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وتولي مؤسسة الدراسات عناية كبيرة ومسؤولية جدية في الحرص على أرشيف مكتبتها، إذ تقوم المؤسسة بـ “رقمنة الأرشيف، ونسخ آلاف الصور والأوراق والخرائط المؤرشفة وحفظها بدقة عالية”، وهو مشروع مهم ويحتاج وقتاً طويلاً لما له من ضرورة.
 

يوم استقلالهم يوم نكبتنا

يعيد المعرض إلى الواجهة مسيرات العودة الأولى، ففي سنة 1998 “نظم عدد من الفلسطينيين والفلسطينيات في المناطق التي احتُلت سنة 1948 مسيرة عودة إلى قرية الغابسية المدمرة شرق عكا”، وفي سنة 1999 “تشكّلت اللجنة القطريّة للدفاع عن حقوق المهجرين في إسرائيل، التي هدفت إلى إعلاء صوت المهجرين الفلسطينيين من قراهم الأصلية وربط الأجيال الشابة بماضيها وتراثها وأرضها، وذلك من خلال تنظيم مسيرات سنوية في ذكرى نكبة فلسطين، إلى أنقاض القرى الفلسطينية التي دمرتها القوات الصهيونية وهجرت سكانها، وذلك خلف شعار يوم استقلالهم يوم نكبتنا”.

تجددت مسيرات العودة تلك في 30/ 3/ 2018 تزامنا مع ذكرى يوم الأرض، وانطلقت مسيرات العودة في قطاع غزة على امتداد السياج الفاصل بين القطاع والأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948، وطالب الفلسطينيون بعودة اللاجئين وكسر الحصار، بمشاركة مئات الآلاف من الأشخاص، ومنذ ذلك التاريخ ومسيرات العودة تنظم بشكل دوري كل يوم جمعة، وسقط حوالي 200 شهيد وأكثر من 16 ألف جريح برصاص قوات الاحتلال التي حاولت وتحاول ثني ومنع مثل تلك المسيرات التي تهدد وجودها.

في معنى النكبة

يحيل موضوع إحياء ذكرى النكبة إلى مسألة قليلاً ما يتم التطرق إليها، وهي مصطلح النكبة، متى تم استخدامه؟ ومَن أول من صاغه واستخدمه؟ بعد البحث تبين أن النكبة بما تعنيه من حلول المصيبة، كان الشاعر المصري أحمد محرم (1877- 1945) أول من تنبأ بها للفلسطينيين وذكرها في قصيدة (نكبة فلسطين) التي نشرتها جريدة البلاغ المصرية سنة 1933، ويقول فيها:

يا فلسطينُ اصطليها نكبةً

هاجها للقومِ عَهْدٌ مُضطرِمْ

في فؤادي جرحك الدامي وفي

كبدي ما فيك من حزن وهم
 

ولكن النكبة بمعناها الذي حل بالشعب الفلسطيني، فقد صاغه وذكره المفكر قسطنطين زريق (1919- 2000) في كتابه “معنى النكبة” الذي صدر في شهر آب سنة 1948، ووصف التطورات التي ألمّت بالشعب الفلسطيني بعدها بالنكبة، وبأنها ليست فقط ما تعنيه من تشريد الشعب الفلسطيني وإنما في إقامة “دولة إسرائيل”.

بيد أن عدة مصادر أوردت بأن أول من ذكر النكبة ليس المفكر زريق، وإنما الاحتلال ذاته، ويقودنا إلى ذلك دليل، عبارة عن منشور كان من المفروض أن يلقى من الطائرة على قرية الطيرة بعد سقوط اللد والرملة، يتوعد فيه جيش الاحتلال أهالي القرية بدك قريتهم بالمدافع والطائرات والدبابات، وتدميرها بالكامل، و”لتلافي النكبة” عليهم الاستسلام وإلقاء السلاح، أي أن جيش الاحتلال كان أول من وصف ما حل بالفلسطينيين من ويلات بالنكبة.

كما قام المؤرخ الفلسطيني عارف العارف (1891- 1973) بذكر النكبة في كتابه (نكبة فلسطين والفردوس المفقود) الذي رأى أن النكبة بدأت منذ اليوم الأول الذي صدر فيه قرار التقسيم يوم 29 تشرين الثاني من العام 1947.
 

الكاتب: وسيم السلطي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع