تحت عنوان “استوديو فلسطين: الحجارة الناطقة” شاركت فلسطين في “البيينال الدولي في فن العمارة”، في مدينة ”البندقية ــ فينيسيا”، في نسخته السادسة عشر، والمقام في الفترة من 26 أيار (مايو) إلى 25 تشرين الثاني (نوفمبر) المُقبل، والذي تشارك فيه أكثر من 60 دولة من مختلف أنحاء العالم.
“رمان” حاورت الباحث الأكاديمي والكاتب الفلسطيني الدكتور ناجي الخطيب، منسق مشروع “الحجارة الناطقة”، لمعرفة المزيد حول المشروع وفلسفته السياسية وأهدافه، وتفاصيل المشاركة الفلسطينية بهذا البيينال، وأهمية مواجهة السردية الصهيونية وحليفاتها من سرديات كولونيالية غربية، من خلال إعادة إحياء ذاكرة المكان الفلسطيني وجمالياته في المحافل الدولية، وتقديم سرديتنا الفلسطينية كمثقفين ومبدعين في ظل الانسحاب الرسمي الفلسطيني والعربي عموماً من ساحة المواجهة.
سؤالي في البدء، كم من المهم أن نحكي حكايتنا للعالم بصيغ مختلفة عن السائد والمعتاد، وأن نعيد كتابة ذاكرة المكان الفلسطيني في ظلّ هيمنة روايات العدو الصهيوني على المنصات الإعلامية العالمية؟
بالتأكيد أنّ هناك هيمنة صهيونية على الإعلام الغربي ولكن هذه الهيمنة تتغذى من الضعف الفلسطيني بعد جملة التنازلات المشينة التي فرضتها أوسلو علينا، فهذا الإعلام البرجوازي المرتبط بمراكز قوى إمبريالية وامبراطوريات إعلامية رأسمالية، ذاته كان في الماضي يُتابع الحدث الفلسطيني ويضعنا في مقدمة نشراته الإخبارية. اليوم، اللامبالاة بالمعاناة الفلسطينية تنبع من لامبالاة المستوى الرسمي الفلسطيني نفسه بمعاناة أصحاب القضية ومخيم اليرموك وغزة يشهدا على ذلك. لا يمكننا إلقاء اللوم على الغير قبل أن نرى عوراتنا.
نعم، هناك هيمنة صهيونية مدعومة من الانسحاب الرسمي الفلسطيني والعربي عموماً من ساحة المواجهة، ولكن هناك أيضاً قضايا إشكالية تتعلق بالشكل والأدوات التي نستخدمها، علينا ألا نكرر استخدام الخطابية المباشرة أو المبالغة في الوصف واستخدام الشعارات الرنانة. بل علينا أن نشتق مقاربات تخاطب العقل والوجدان والضمير الغربي لعرض المعاناة الفلسطينية كمعانة إنسانية شبيهة بما فد تعانيه بعض الأوساط الاجتماعية في الغرب من انتقاص الحقوق والتهميش ومواجهة العنصرية والاضطهاد الطبقي.
أما من ناحية المضمون، فإنَ إعادة إحياء ذاكرة المكان الفلسطيني وجمالياته للتأكيد على ارتباط الفلسطيني بوطنه هو ضرورة مُلِحة لمواجهة السردية “اليهودية المتصهينة” والتي هي جزء عضوي من سردية أكثر اتساعاً ألا وهي السردية الكولونيالية الغربية ذات الطابع الاستشراقي.
هنا، يجب القول بأنّ الماضي الكولونيالي الغربي وخطاباته لا تزالُ حتى يومنا هذا حجر أساس متين في الوعي الغربي عموماً، والذي لا بدّ لنا من مقاومته في خضم مقاومتنا للرواية الصهيونية. للأسف، الوعي الشعبي الأوروبي (ولدرجة أقل الثقافة الأكاديمية) يحمل بعضاً من هذا الإرث، والذي لا تسلمُ منه حتى تلك الطروحات التي يحملها البعض من أهل الثقافة والعلم ممن يحملون نزعات يسارية.
هذا لا يعني بالطبع سيادة خطاب كولونيالي غربي وصهيوني بالكامل، فهناك الكثير من مراكز المقاومة والتي لا بدّ لنا من الانخراط بها ومساندتها وتحفيز عملها، وهذا هو ما قمنا به في مشروعنا هذا إذ كان معرضنا الفلسطيني هو معرض فرنسي ـ إيطالي ـ فلسطيني. الشيء الآخر والذي لا يمكننا إلا الحديث عنه هو أن السردية الفلسطينية على المستوى الدولي تتعرض أيضاً لمخاطر “ذاتية” بفعل الخطاب الرسمي الفلسطيني، والذي لا يزال للأسف أرضية تتبناها معظم القوى المساندة لفلسطين في أوروبا.
هذه السردية الفلسطينية الرسمية تتناسى مُتعمدةً طبيعة المشروع الكولونيالي الصهيوني كمشروع استعمار إحلالي مُوجه لفلسطين التاريخية من بحرها إلى نهرها، وذلك باختزالها لجوهر هذا الصراع إلى قضية احتلال من دولة ”إسرائيل“ لأراضي دولة ثانية هي فلسطين، وذلك بعد حرب حزيران لعام 1967. لذلك، شكلت “عكا” بالنسبة لمعرضنا رمز المكان الفلسطيني المُهدد بالأسرلة بفعل سياسات الأبارتهايد (الفصل العنصري) كما هي مدينة “الخليل” والتي تواجه نفس السياسات ونفس المخططات.
هذه السردية الرسمية الفلسطينية ضارة بالكامل بنضالنا وتقوم بتشويش صورة مطالبنا المُحِقة وتخدمُ ضمناً السردية الصهيونية وحليفاتها من سرديات كولونيالية غربية.
كيف تبلورت فكرة المعرض (الجناح، الاستوديو)، وكيف تمت عملية مشاركة الجانب الفلسطيني في “البيينال الدولي في فن العمارة”، في مدينة البندقية؟
فكرة المعرض “استوديو فلسطين: الحجارة الناطقة” هي تتويج لنشاطات سابقة ما بين فلسطين وأوروبا، قامت بها “جمعية مدفيل للدراسات الإنسانية” (وهي جمعية فرنسية فلسطينية للتعاون الجامعي) بالتعاون مع “جامعة البندقية لهندسة العمارة“ IUAV ومع جامعة ”نابولي” UNINA وعدد آخر من الجامعات في فرنسا. وبفضل شبكة العلاقات هذه، وبفضل التأكيد على تلاحم قضيتنا مع قضايا الحرية والديموقراطية والعدالة الاجتماعية في الغرب ذاته، استطعنا بلورة مشروع المشاركة بالبيينال الدولي لفن العمارة لكي نسد نقصاً، ففلسطين ليست من البلاد المشاركة بينما تتمتع المشاركة الإسرائيلية بتغطية إعلامية هائلة.
المشاركة الفلسطينية كانت تتمثل في عملي أنا على المشروع لعدة شهور سابقة في التحضير والكتابة والاتصالات. الشابة الفلسطينية مرح مغامسة من “الناصرة” والتي حشدت مجموعة شبابية ما بين “الناصرة” و”حيفا” للمشاركة في المشروع فيما يخص مدينة “عكا” والتي يتهددها الأبارتهايد والتهويد وأخيراً المدير العام لجمعية “رواق” وهو السيد خلدون بشارة الذي غطت مشاركته مدينة “الخليل” وما تتعرض له من هجمة استيطانية مسعورة.
ما هو الهدف المركزي من المعرض، وأية أهمية ترونها في المشاركة في مثل هكذا تظاهرات عالمية؟
الشق “العكاوي” من المعرض، والذي لم يتسنَ لنا إعطاؤه حقه بالكامل وفقاً للخطة الأصلية بسبب نقص الإمكانيات المادية لشراء تذاكر للمجموعة الشبابية، كان يهدف إلى القيام بعملية إحياء الخطاب الفلسطيني بخصوص الوطن والمكان المسلوب من خلال عرض خصائصه المعمارية والجمالية والتاريخية، وذلك عبر اتخاذ مدينة “عكا” نموذجاً حيّاً ومُعبراً عما تعرضت له فلسطين بمختلف مناطقها.
عرض هذا الخطاب كهدف أول لهذا المشروع كان يهدف بدوره إلى تحقيق هدفين متوازيين:
الأول: يتعلق بالمستوى الفلسطيني وذلك لتعزيز الذاكرة الجماعية لسكان المدينة وللشعب الفلسطيني عموماً حول هوية المدينة ضد خطاب “الأسرلة” الكولونيالي ـ الإحلالي. والثاني: يتعلق بالمستوى الدولي وذلك عبر التعريف بهذا الخطاب وتجسيده مادياً وبشكل ملموس، وذلك لتقريبه للفهم أمام جمهور كبير ومتنوع من الزوار إلى “البيينال الدولي لفن العمارة”.
بشكل عام، الهدف المركزي هو تفكيك الخطاب الكولونيالي الصهيوني حول ملكيته للمكان الفلسطيني، وذلك أمام زائر أوروبي ودولي متأثر بالخطاب الصهيوني حول هذا المكان الفلسطيني وتراثه المعماري وثقافته وفنونه وأزياء أهله الأصليين ومطبخه وأكلاته الشعبية. الشق “الخليلي” من المعرض، كان أكثر نجاحاً بفضل مشاركة “ماريانا كاستيلاري” وهي باحثة إيطالية من جامعة “بولونيا”، والتي عرضت خلاصة أبحاثها حول سياسات الأبارتهايد الإسرائيلية في المدينة عبر تجسيدها في خرائط تفصيلية. كذلك مشاركة خلدون بشارة في إنتاج لوحة لنص يدحض الشعار المركزي للمعرض الإسرائيلي في البيينال، والقائل بأنّ هناك “وضع قائم من المفاوضات لتقاسم الأماكن المقدسة” فيما أنّ الوضع القائم الحقيقي هو وضع “الأبارتهايد” وليس غيره.
هناك محطات متعددة لإنشاء الجناح الفلسطيني في هذا البيينال، ومراحل وسلسلة من التعاونات. حدثنا عن ذلك، وعن من وقف خلف هذا المنجز الحضاري.
المحطة الأولى في المشروع، كانت عملية كتابة تصور عام للمشروع وفلسفته السياسية وأهدافه وقد كنتُ أنا من كتب النص الأول بهذا الصدد، وكان عنوانه يتمحور حول “ذاكرة المكان الفلسطيني” وارتباط ذلك بحق العودة. وكتب الباحث الإيطالي “رينو بوكولينو” النص الثاني حول “طوبوغرافية المكان واللغة”، كمادتين لإنجاز وثيقة تسجيلية بالصوت لترافق المعرض ولكي يسمعها الزوار كمادة إضافية للمجسدات المعمارية التي قام الطلبة الفرنساوية والطليان بتصميمها، وهي معروضة الآن في المعرض بشكل دائم.
هنا، طالب هندسة معمارية، فرنسي من أصول مغربية، كان له الدور الرائد في تصميم المجسمات المعمارية المعروضة الآن والتي تُجسد وضعية الأبارتهايد في مدينة “الخليل”. هذا الشاب ذو الأصول المغربية، هو من حشد مجموعة من طلبة الهندسة المعمارية من الفرنسيين للمشاركة في المشروع وله دور محمود في إنجازه. هنا، يجب أن أشير إلى أنّ الفضل الأول والأخير في رؤية المشروع النور هو للأنثروبولوجية الإيطالية “مارينا دي نوبيولو”، التي عملت وبدون توقف ولشهور عديدة على قيام المشروع وإنجاحه.
المحطة الثانية في المشروع، كانت تتمثل بتنظيم العمل وتوزيع المهام وإعداد المكان للمعرض، وعمل الدعاية حوله وتنظيم أمسيات متعددة لجمهور من الشبيبة الأوروبية المتواجدة في المبنى التاريخي لثكنة البحرية الإيطالية، والذي استقبل معرضنا. نظمنا أمسية متواصلة لعرض أفلام فلسطينية أو حول فلسطين، أمسية تحدث بها خلدون بشارة حول “شارع الشهداء” في “الخليل” كنموذج لسياسات الأبارتهايد، أمسية أخرى تحدثتُ أنا بها حول سياسات الأبارتهايد في “عكا” وتهويد المدينة وطرد أهلها منها.
ماذا عن التمويل لتغطية نفقات العمل بكل أوجهه، وكيف تخطيتم العقبات التي واجهتموها في هذا السياق؟
رغم عدم توفر إمكانيات مادية بعد رفض كل الجهات الفلسطينية مساندتنا مالياً بمبلغ زهيد لشراء تذاكر للمجموعة الشبابية القادمة من فلسطين 48، “البيينال المدني“ Beannale Urbana والذي هو جزء من البيينال الرسمي قدم لنا المكان باستقباله لمشروعنا مجاناً. مؤسسة Pas-e قدمت لنا مجاناً استوديوهاتها لإنجاز وثائق سمعية ـ بصرية للمعرض. طلبة الجامعات من إيطاليين وفرنسيين، تكفلوا شخصياً بتغطية تكاليف مشاركتهم. وهكذا كان هو الحال مع السيد خلدون بشارة. هنا نشير إلى الدور الكبير للكل من “فيكتور دي كاستري” و”فاليريا زين” و“أندريا كورتوني” و”جوليا موزورين” و”إليزا سيكيانتو”.
بالنظر إلى الجناح الإسرائيلي من جهة التمويل، ما هي رسالتكم للمؤسسات الرسمية الفلسطينية وفي مقدمها وزارة الثقافة في “رام الله”، وكذلك مؤسسات القطاع الخاص المعنية في الشأن الثقافي؟
التقاعس الفلسطيني عن مساندتنا بمبلغ سبعة آلاف يورو كان مذهلاً، وإن دلّ هذا على شيء فهو يدلُ على حجم الأزمة التي يعانيها الوضع الفلسطيني برمته. المعرض الإسرائيلي كان ضخماً وقد وُظِف به مبالغ هائلة ونحن لم نطلب إلا بمبلغ زهيد لتغطية بعض النفقات، ومنها شراء تذاكر طائرة للشباب والصبايا من فلسطين، إذ كنا قد رتبنا لهم استقبالاً في بيوت أصدقائنا أي لن يكلفونا إيجارات فنادق. أحد الأصدقاء اتصل بوزارة الثقافة في “رام الله” والجواب كان سلبياً! كما كان جواب مؤسستي “التعاون” و”قطان” سلبياً أيضاً! رسالتنا لهم جميعاً “رحمةً بفلسطين وبمكانتها الدولية”، كل فلسطين وليس فلسطين أوسلو الـ 22 بالمئة والتي لم يتبقَ منها إلا القليل.
لماذا وقع اختياركم على أن يحمل جناح فلسطين في هذا البينالي عنوان “الحجارة الناطٌقة”، أي دلالة لذلك؟
اختيار هذا العنوان يرمزُ إلى قدرة الفلسطيني على البقاء رغم كل محاولات التهويد والأسرلة والاقتلاع والتشريد، فالحجر الثابت والصلب ينطق بانتماء الفلسطيني إلى هذا المكان وبضرورة تصحيح هذا الغبن التاريخي الذي لحق بهذا الشعب في كل فلسطين التاريخية دون تمييز، فمدينتي “عكا” و”الخليل” كليهما تتعرضان لذات السياسات الكولونيالية وكليهما تقاومان.
ما هو تقيمك لعملية التلقي لدى الجمهور الإيطالي والدولي الزائر للمعرض؟
التلقي بشكل عام هو جيد ويكشف الاهتمام الذي لا تزال قضيتنا تتمتع به رغم جميع ما ذكرناه سابقاً. بالطبع، هناك جزء من الزوار وتحديداً من الشباب ممن يعرف الخطوط العريضة لقضيتنا، بينما هناك جزء آخر لا يعرف الكثير وهو ما نسعى لكسبه، لدفعه للتساؤل والبحث عن أجوبة وهذا ما تُحفزه المواد المعروضة من صور وخرائط ونصوص ومجسمات معمارية وحضور دائم لأصدقائنا الإيطاليين العارفين بتاريخ نضالنا الفلسطيني.
هل نجح مشروعكم في أن يكسب التحدي في مواجهة مزاعم الرواية الصهيونية، التي جعلت من “الحرم الإبراهيمي” معلماً معمارياً إسرائيلياً؟
النجاح في تمرير الخطاب الفلسطيني هو عبارة عن سيرورة طويلة الأمد، وليس عبر نشاط ما بحد ذاته. نعم، نجاحنا في قيام المعرض رغم كل الصعوبات هو بحد ذاته تكريس لروايتنا التاريخية المُفندة لمزاعم الخطاب الصهيوني بخصوص المكان الفلسطيني. خطابنا أكثر قوة مقارنة بالخزعبلات التوراتية والتي تجاوزتها أوروبا منذ عصور، والتي لن تشفع لهم ترويج أكاذيبهم حول “الحرم الإبراهيمي” أو غيره من الأماكن المقدسة في فلسطين.
إذا قُدّم هذا المعرض للجمهور الفلسطيني في مدن الضفة الغربية.. كيف برأيك من الممكن أن يتلقاه؟
نعم، نحن نتمنى توفر إمكانية لنقل المعرض إلى فلسطين بعد انتهاء “البيينال” في “البندقية ــ فينيسيا” في أواخر شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المُقبل، ونعتقد أنه سيلاقي استقبالاً جيداً من الجمهور، ولِمَ لا فهو يتحدثُ عن همومهم وأحلامهم في التحرر من نير الأبارتهايد الكولونيالي.
لماذا ليس هناك من إضاءة على هذا المعرض في صحافة فلسطين والعالم العربي؟
عدم وجود هذه الإضاءة يعود من جهة لضعف إمكانياتنا إذ انصرف العديد من القائمين على المشروع من خارج إيطاليا إلى مشاغلهم وأعمالهم، فليس هناك من متفرغين لمتابعة التواصل مع الصحافة وغيرها. فيما بقي الأصدقاء الإيطاليون يشرفون على سير المعرض ويستقبلون الزوار ويقومون باللازم. من جهة أخرى، قد تكون الصحافة العربية غير مهتمة بهذا النشاط “الأقل ضجة” رغم أهميته الكبيرة.
ما هو مصير هذا المعرض بعد الانتهاء من المشاركة في هذا “البينالي”، هل تفكرون بنقله للعرض في مكان آخر؟
بالطبع، بعد انتهاء “البيينال” في “البندقية ــ فينيسيا” سوف نكرس للمعرض “يوماً دراسياً” في “جامعة باريس الثامنة”، والتي ترتبط بها “جمعية مدفيل للدراسات الإنسانية”. هذا اليوم الدراسي المفتوح لطلاب الدراسات العليا سيُعقد في الأسبوع الأول من شهر كانون الأول (ديسمبر) المُقبل، ولا نعرف لليوم إذا ما كان بمقدورنا تغطية النفقات المالية لعملية نفل المجسم إلى “باريس”. على الأقل وفي حالة عجزنا عن ذلك، سوف ننقل معرض الصور وتسجيلات الفيديو والتسجيلات الصوتية وصور للمجسم. في هذا المجال، نحن نخوض نقاشاً في “باريس” مع “مركز ثقافي وفني فرنسي 6b”، وذلك لكسب مشاركتهم في نقل المعرض واستقباله في هذا المركز رفيع المستوى لمدة معينة. من جهة أخرى، نحن في نقاش متقدم مع “لورنزو روميتو” لفتح أبواب Stalker المختبر الفني الإيطالي في “روما” ذائع الصيت لكي يحل معرضنا ضيفاً عليه في بداية العام القادم.
ناجي الخطيب، يحمل دكتوراه في العلوم الاجتماعية والإنسانية. باحث ومدرب في “التأهيل المستمر” في فرنسا وأستاذ جامعي في الـ CUEM في إيطاليا سابقاً، وأستاذ زائر في جامعة النجاح الوطنية في نابلس- فلسطين. يعمل حالياً في “معهد مدفيل للدراسات الإنسانية” المرتبط بجامعة “باريس الثامنة”. وقد شغل دور المُنسق في مشروع “الحجارة الناطقة” في “البيينال الدولي لفن العمارة” في “البندقية ــ فينيسيا”.
كتبَ د. الخطيب عشرات المقالات الصحافية والبحوث، وشارك في عدد من المؤتمرات العلمية. آخر كتابين صدرا له هما: “التعددية الفكرية والمنهجية: المنقذ من الضلال”، 2016. و”الجندر أو النوع الاجتماعي المعولم”، 2015.