ألعاب
أيها الصغير،
كم تبدو سعيداً جالساً هكذا في الأتربة، تلهو بغصين مكسور طوال الصباح!
أبتسمُ لِلَهْوِكَ بهذا الجزء الضئيل المنكسر من الغصن.
أنا منشغلٌ بحساباتي، أجمعُ أرقاماً ساعةً بعد ساعة.
لعلك تسترقُّ نظرةً نحوي وتفكّرُ، “يالها من لعبةٍ غبيةٍ لتفسدَ صباحَك بها!”
أيها الصغير،
نسيتُ فنّ الاستغراق في العصيّ وفطائرِ الطين.
بتُّ أبحث عن ألعاب مُكْلِفة، واجمّع كتلَ ذهب وفضة.
أنتَ تحوّل كلَّ ما تعثرُ عليه إلى ألعابٍ مبهجة.
أنا أقضي وقتي وأنهك قواي في أشياء لن أنالها ابدا.
أكافح في زورقي الهش لأعبر بحر الرغبات، وانسى أني أنا كذلك ألعب لعبة.
***
ترجمة عن الانكليزية لنص من كتاب “الهلال” 1913. كتبه طاغور باللغة البنغالية وترجمه بنفسه إلى الانكليزية لينشر تحت عنوان ” الهلال”.
النهاية
أمّاه، حان وقت الرحيل، أنا راحلٌ.
في وحدة الفجر، في ظلمته الشاحبة، حين تمتد ذراعك نحو طفلك في مهده، سأقول،
” الطفل ليس هنا!”
أمّاه، أنا راحل.
سأغدو نسمةً رقيقةً تداعبك، رقرقةَ ماءٍ في حمّامِك، وأقبّلك أيضاً وأيضا.
في الليالي العاصفة حين يصفقُ المطرُ الاوراقَ، ستسمعين همسي في سريرك، وستلتمع ضحكاتي مع البرق المتسلل من نافذة غرفتك المفتوحة.
في الليل حين تستلقين وتظلين يقظةً لوقت متأخر تفكرين بطفلك سأغني لك من النجوم، ” نامي، أمي، نامي.”
في ضوء القمر الشارد، سأتسللُ إلى سريرك وأستلقي على صدرك وأنت نائمة.
سأغدو حلماً، وأنّسلّ من فتحة جفنيك لأغفو في نومك العميق، وحين تصحين وتحدقين حولك فزعة، وامضاً مثل يرعة سأرفرف بعيداً في الظلام.
في عيد بوجا* العظيم، حين يحوم أطفال الجيران حول البيت يلعبون سأذوب في نغمات الناي وانبض في قلبك طول اليوم.
وحين تأتي خالتي العزيزة مع هدايا العيد وتسأل، ” أختي، أين هو طفلنا؟”
أماه، ستردين برقّة، “في عيوني هو، في جسدي، وفي روحي.”
****
ترجمة عن الانكليزية لنص من كتاب “الهلال” 1913. كتبه طاغور باللغة البنغالية وترجمه بنفسه إلى الانكليزية لينشر تحت عنوان ” الهلال”.