عن كتابه «في معنى الأرض: استعادة الذات الفلسطينية»، الصادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، الدوحة ٢٠٢١ أجرينا هذا الحوار مع الباحث والكاتب الفلسطيني الدكتور بلال عوض سلامة، الأستاذ المشارك في دائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم، فلسطين، والعضو المؤسّس في “الجمعية الفلسطينية لعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا”. وهو حائز على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة غرناطة – إسبانيا في عام ٢٠١١ ودبلوم عالي في الأنثروبولوجيا الثقافية في عام ٢٠٠٩ من الجامعة نفسها. وتتركّز اهتماماته البحثية حول الثقافة المدنية ومقاومة الاستعمار واللاجئين الفلسطينيين، وله مساهمات بحثية كثيرة في مجلات علمية محكَّمة.
دعنا نسألك بداية، كيف تقرّبون القرّاء من انشغالاتك وأعمالك البحثية؟
في البدء دعني انتهز الفرصة للتعبير عن مدى شكري وتقديري لكم ولمجلة “رمان الثقافية” على مبادرتكم المثمنة، أما بعد، فأستطيع القول إنني من المهتمين في حقل تفكيك ومقاومة السياق الاستعماري، محاولاً جعل وتسخير الكتابة كفعل نضالي له دور جوهري ورئيسي في الصراع الإسرائيلي العربي الفلسطيني في سبيل إنتاج معرفة تحررية جذرية تستند بالأساس على الكرامة والإنسانية للفلسطيني، ومن هنا تأتي مساهماتي البحثية في إبراز هذه المكوّن الأساسي في المجالات البحثية المتعددة والتي تدور حول مقاومة الاستعمار، والثقافة المدنية واللاجئين الفلسطينيين.
حول ماذا تدور فكرة كتابك «في معنى الأرض استعادة الذات الفلسطينية»؟ حدّثنا عن هذه الفكرة والحاجة إليها.
يحاول الكتاب تقديم توجه تحليلي في المبنى المعرفي التحرري الفلسطيني بخصوص الأرض الفلسطينية والمعنى النفسي والوجودي والمادي والثقافي والحضاري له، باعتبار أنّ الأرض هي الحاضنة الثقافية والبنية التحتية التي يعتمد الفلسطيني على وجوده وكينونته عليها، وكيف أنّ العلاقة بينهما/ كما هو حال تفكيكها تنعكس بالضرورة على الوجود والتاريخ والمصير له، مسلطاً الضوء على أنّ سياسات وإجراءات الاستعمار الهادفة للاستيلاء عليها كقاعدة تنتج الهوية والارتباط والكيانية للفلسطيني، وليس ذلك فحسب وإنما كبنية نفسية وجسدية ووجودية، وأنّ محاولات فصل الفلسطيني عن الأرض يحقق أيضاً فصلاً عاطفياً عن المكان الذي ينتمي إليه، وكيف أنّ السيادة على الأرض والثقافة التي يستمدها الفلسطيني منها هو الكفيل باستعادة ذاته المسلوبة وكرامته المهدورة.
ما هو الجديد الذي جاء في كتابك والذي تفردت بطرحه؟
لا أدعي أنّ هذا الكتاب قد جاء بجديد وإنما هو امتداد وتطوير لفكرة وأهمية الأرض في الصراع من ناحية ثقافية ورمزية وإنتاجية، وبنفس الوقت الحل للتساؤلات البديهية والمصيرية للفلسطيني التي يفترض أن ينطلق منها لرؤية الحق الوجودي له، هذا من جانب.
من جانب آخر، أستطيع القول إنّ المفاهيم التحليلية مثل: (المحتشدات، السبات الاستعماري والموت الاجتماعي، المحور الثقافي وعقيدة الصدمة، المثقف الفلاح، الثقافة التبادلية والمساواتية، والدمج بين الوطني والديني بعلاقة مساواتية، التنمية بالكرامة)، والمستخدمة في الكتاب قاربت السياق الاستعماري التحرري بمحايثة تلك المفاهيم لواقع ولمصير الفلسطيني على كل فلسطين الانتدابية باعتبار أنّ مصير الفلسطيني حيثما كان مرتبط بها، وأوضحت أنّ السياسات الاستعمارية الصهيونية هي امتداد وتقاطع للاستعمار العالمي في تفكيك الملكيات للأرض وتدمير البنية التقليدية للمستعمَر والسيطرة على الأرض والفلسطيني منذ عام ١٨٨٦ حتى اللحظة.
ولأوضح قليلاً، يحاول الكتاب إبراز دور الفلاحين والثقافة الفلاحية المتمحورة حول قيم الأرض: الثقافة التضامنية والتعاون والروح الجماعية (العمل الجماعي)، وقيم التضحية، والعطاء باعتبارها هي التي شكّلت الصلابة والمنعة الفلسطينية في عدم هزيمته، وأيضاً بمقاومته حينما يتم استدعاءها، لأنها الكفيلة فقط بتشكيل حالة من انصهار الفرد في الجماعة، والهوية الفردية في الهوية الوطنية، لتعيد الربط بين الذاكرة المحلية القائمة على التجزئة إلى الذاكرة الوطنية التي بدأت وانطلقت من الأرض ومن البعد الثقافي والرمزي والقيمي والمعنوي لها، إذاً، حتى ينتقل الشغل بالأرض إلى مستوى الفعل بمفهوم حنة أرندت، لا بدّ من التعامل والنضال من أجل السيادة عليها بالمعنى الوطني وتبني سياسات تنموية وهوياتية تجسد مقولة فرانتز فانون بأنّ الأرض هي الخبر والكرامة للفلسطيني، فالتنمية بالكرامة التي يحاول الكتاب تقديمها كبديل عن السياسات النيوليبرالية المهمشة للأرض هي بداية التحرر ونفض حالة التكلس التي أصابت بنية ووعي وثقافة الفلسطيني، وكذلك فعله السياسي.
ما هي الأهداف التي وضعتها أمامك وأنت تشتغل على دراستك، وتلك التي لم تتمكّن من تحقيقها؟
على الرغم من أنّ الكتاب وضع أسس معرفية تحررية لمعنى الأرض وأهميتها كقاعدة نظرية تجيب على ماذا تعني الأرض للفلسطيني؟ وهو ما افتقدت له المكتبة الوطنية الفلسطينية باعتقادي، إلّا أنّ الكتاب بحاجة لتطوير الجوانب الميدانية لهكذا فهم، بمعنى كيف يرى الفلسطيني الأرض، ويرى أهميتها لوجوده ومصيره المشترك، وكيف تشوّهت هذه العلاقة بفعل سياسات وإجراءات الاستعمار الصهيوني، وكذلك الخطاب والممارسة السياسية الرسمية للفلسطيني في الأرض المستعمرة عام ١٩٥٨ أو في الأرض المستعمرة عام ١٩٦٧ وهو بحاجة لعمل ميداني من أجل تحقيق ذلك. وأيضاً تحديد معالم عملية أكثر للربط بين مصير فلسطينيي ٤٨ وفلسطينيي ٦٧ في إستراتيجية التنمية بالكرامة باعتبارها قاعدة نضالية وإنتاجية وثقافية تستعيد الذات الفلسطينية الحقيقية باستعادتها الأرض.
يحمل الفصل الرابع من الكتاب عنوان “نحو استعادة الذات الفلسطينية بالعودة إلى ثقافة الأرض”. ما الذي تعنيه تحديداً بمفهوم “ثقافة الأرض”؟
القاعدة الأساسية التي أتكئ عليها في فهمي لثقافة الأرض هي جملة ومنظومة القيم والمعايير التي تجسد الهوية والقيم الجمعية الفلسطينية باعتبارها العامل الموحّد للفلسطيني، والتي يكون من شأنها التمركز والانطلاق من الثقافة والممارسة الجمعية المرتبطة بها، لأنه، وكما تعلم فإنّ المعرفة الوجودية للفلسطيني مستمدة منها، ولهذا يمعن الاستعمار الصهيوني في تفكيك هذه العلاقة حتى يمنع الفلسطينيين من عيش معرفتهم المستمدة من الأرض، وكذلك فتح معركة خلفية -إن لم تكن أساسية- في حصار الثقافة الجمعية وتشويهها، لأنّ الأرض كما الإنسان الفلسطيني له ذاكرته، وللأرض روايتها، والذي يتم العمل على طمس الذاكرة والهوية والثقافة الجمعية المرتبطة بالأرض، أرض فلسطين الانتدابية. فاستعادة الذات الفلسطينية وحضورها كانا من خلال العودة إلى الأرض وثقافتها في الفعل المقاوم والصمود اللذين أنتجا قيماً ثقافية مشتركة، وثقافة الأرض والعودة لها هو الكفيل بتنظيم العناصر المكوّنة لها بما فيها الهوية التي تصون الذاكرة الوطنية، والأهم الأدوات النضالية المستمدة منها.
إلى أي مدى أثرت سياسات العزل والاجتثاث الاستعمارية على القيم المادية والمعنوية والرمزية والثقافية لكرامة الفلسطيني بعد كل ما فقده منذ عام النكبة؟
منذ التطهير العرقي حتى اللحظة الحاسمة وما زال الفلسطيني يعاني على سبل عدة منها قضية إنتاج وإعادة إنتاج ذاته بعيداً عما فقده من وسيلة إنتاجه الأساسية وهي الأرض، وعليه تأثرت منظومة قيمه ومرجعياته الثقافية والاجتماعية من التطور التاريخي بالشكل الطبيعي، استطاع استعادة عافيته ووجوده وقدرته على الفعل من خلال وعبر العودة للأرض والنضال في سبيلهما، فمثلاً اكتشاف الفلسطيني لذاته من جديد في الأرض الفلسطينية التي استعمرت عام ١٩٤٨ كان احتجاجهم عام ١٩٧٦ والذي تم تبنيه من قبل الكل الفلسطيني باعتباره يوم الأرض، وشكّل اقتصاد الصمود وتنمية الصمود مفتاح العصيان والمقاومة الشعبية عام ١٩٨٧ إذاً الأرض، فلسطين هي ما توقظ الفلسطيني من سباته الاستعماري.
وعليه فإنّ سياسيات المحتشدات التي انتهجها الاستعمار الصهيوني كبينة نفسية وجسدية من أجل تفكيك العلاقة بين الفلسطيني والمكان الذي ينتمي إليه، فيصبح من السهل صياغته وصياغة وعيه بما يتلائم مع المشروع السياسي أو الخيارات السياسية التي قدمها الاستعمار الإحلالي للفلسطيني، أعطي مثالاً هنا بسيطاً، لطالما تساءلت لماذا يمعن الاحتلال في إذلال وهدر كرامة الفلسطيني على الحواجز من وخارج المحتشدات، أعتقد لأنه يدرك أنّ هدر الكرامة وإعادة صياغة صورة الفلسطيني لذاته والاعتداد بها يكون غير قادر على النضال لاستعادتها، ويستعيد كرامته عبر وخلال المقاومة فقط، فلم يكن مستغرباً أنّ فلسطينيو ٤٨ حينما دعوا للإضراب في الاشتباكات الأخيرة في (١٨/٥/٢٠٢١) تحت عنوان “إضراب الكرامة”، لأنهم في نضالهم يحاولون انتزاع كرامتهم من المستعمر. إذاً المشاريع الكبرى تستعيد كرامة ورمزية وثقافة الفعل لدى الفلسطيني، والمشاريع الصغرى تستدعي كل ما هو فردي وأناني وهوياتي موقعي منغلق على ذاته ومصيره.
من خلال دراستك هذه، ما هي طبيعة التحوّلات والمنعطفات التي عرفتها شخصية الفلسطيني على مدار العقود السبعة؟
أستطيع وضع سمات سريعة لهذا السؤال، فمثلاً اسمي مرحلة ما بين ٤٨ و٦٥ بمرحلة السبات الاستعماري، وتفريغ الهوية الوطنية الفلسطينية من مضمونها، والاستسلام للأنظمة السياسية المختلفة التي فرضت عليه، وهي بالمناسبة تتشابه إلى حد ما بعد انتفاضة الأقصى والاستقلال بين ٢٠٠٤ و٢٠٢١. وبين العامين ٦٥ و٨٧ مرحلة استعادة الكرامة الفلسطينية عبر القتال والنضال لاستعادة الأرض الفلسطينية، لأنه باستعادتها يكون قد استعاد ذاته. أما ما بين ٨٧ و٩٣ فهي تعميم صورة الوعي والهوية الجمعية للفلسطيني. وما بين ٩٣ و٢٠٠٠ هي مرحلة انهيار المشاريع الفلسطينية الكبرى، والتمثلات المرتبطة بها، من الهوية الوطنية والرواية والحق الفلسطيني. وما اختبرناه في أيار/ مايو هذا العام والأحداث من باب العامود إلى حي الشيخ جراح إلى الأقصى وامتداد الأحداث حتى فلسطينيي الشتات يوشي ويشير بالأمل بأنّ هنالك إمكانية للعودة لاكتشاف الفلسطيني من جديد.
ككاتب ومثقف أكاديمي كيف تنظر إلى مسألة الهوية والذاكرة الفلسطينية الفردية والجمعية؟
اسمح لي بالإجابة على هذا السؤال باستعارة مقولة لإدوارد سعيد في تعامله مع مفهوم الثقافة، باعتبارها “شكلاً من أشكال الذاكرة مقابل النسيان”، فالثقافة هي التي تصون الذاكرة والهوية الوطنية الجمعية، في مقابل سياسات الطمس والتهميش والتكلس، فاستعمار الأرض يتعلق بقيمة العمل الجماعي والقيم الثقافية المرتبطة بالأرض وبالانتماء لها، والهوية هي تعبير وتجسيد عن هذا الانتماء في السياق الاستعماري التي تنبني وتتمركّز خصائصها ومواصفاتها وحتى أدواتها النضالية باستعادة هذا المكوّن الأساسي بها. فالهوية مرتبطة بالأرض، أو بالمكان، ولهذا أمعن الاستعمار الصهيوني في عزل الفلسطيني عن أرضه في محتشدات منعزلة أو نقل الفلسطينيين وتركيزهم في بقعة جغرافية كما حدث لفلسطينيي ٤٨ وبدو النقب أو في المخيمات من أجل إضعاف علاقتهم بالأرض، وهو ضمنا إضعاف الهوية والرواية الفلسطينية المرتبطة بها. وعليه، وظفت هذه السياسة كتقنية للهندسة الاجتماعية للسيطرة على عقل وجسد الفلسطيني لضمان تشويه صورته لذاته ولذاكرته ولهويته.
التباينات التي أوجدها ويغذيها الاستعمار في الهوية الموقعية للفلسطيني في المحتشدات حتى تحول أن تتحوّل من ذاكرة محلية للمحتشدات إلى ذاكرة وطنية، ومع التآكل والتراجع وتفكيك البنى الجمعية للفلسطيني إن كان عبر سياسات الاستعمار في مناطق ٤٨ أو من خلال سياسات السلطة الفلسطينية في بعض مناطق ٦٧ والتوجهات النيوليبرالية وتسليع الأرض بالمعنى الاستهلاكي، تم تشويه هذه الذاكرة وضربها، مع بقاء ذاكرة فردية بقيم جمعية تعبر عن نفسها لحماية الذاكرة الجمعية المعرضة للتشويه.
وعليه أفهم الذاكرة/الهوية الفردية والجمعية، كما ثقافة الطبقة الوسطى الملتزمة كما الشعبية على أرضية تكاملية وتبادلية بعلاقة وظيفية تغذى إحداهما الأخرى، ولأوضح قليلاً، ما يفتقد إليه المثقفون والطبقة الوسطى هو الارتباط بالأرض كوسيلة إنتاج، وما تفتقد له الثقافة الشعبية هو التحرر من التكلس، الالتحام بينها يكملان بعضهما البعض وعامل مغذي لتجديد الفلسطيني، هذا من جانب. ومن جانب آخر، الناس يمارسون ثقافتهم وهويتهم بدور فاعل في الأنشطة الثقافية أو الدينية من دون أن يمارس الجميع الأنشطة ذاتها وفي المستوى نفسه، فيشكّلوا عامل تكاملي، فالثقافة هي مرجعية كلٍ من الهوية والذاكرة والرواية، والتي يفترض أن تكون قائمة على المساواة في الكرامة الإنسانية عالمياً، ومتساوية في الحقوق والواجبات محلياً.
بتقديرك، إلى أي مدى يمكن أن يكون الكاتب/ الباحث محايداً تجاه الموضوع الذي يشتغل عليه؟
باعتقادي لا يوجد حيادية للباحث الملتزم للقضايا التي يعمل عليها، خصوصاً القضايا والمشاريع الكبرى، فالكتابة فعل نضالي يتوخى العلمية والالتزام في إنتاجه المعرفي كمعركة موازية في التصدي لتزييف الوعي وطمس الهوية والذاكرة والرواية، فيتطلّب من الكاتب الالتزام والاشتباك إن استدعت الضرورة.
لماذا اخترت النشر عبر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وما هي المميزات التي وفرها لك ولم تجدها في سوق النشر المحلي والعربي؟
لقد كانت تجربة التعامل مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات جيدة من حيث السرعة والمتابعة في مسيرة نشر الكتاب، وكذلك التغذية الراجعة والدقيقة من أجل إنجازه، وهذا ما لم أجده في مراكز بحثية أخرى، أو دور نشر بهذه الصورة.
في الختام؛ هل من مشاريع دراسات وأبحاث جديدة لديك؟
هنالك ثلاثة مشاريع بحثية أعمل عليها في الوقت الراهن، ولا أستطيع الجزم أي واحد منها سيتم إنجازه أولاً، على الرغم من أنّ واحداً من تلك المشاريع البحثية هو بناء معرفة حول المكان كتطوير لفكرة الكتاب الحالي، ولكن حول معنى المكان للفلسطيني في ضوء انتفاضة الكرامة ومعركة “سيف القدس” في أيار/ مايو ٢٠٢١ وهي محاولة لتصعيد قضية معنى وذاكرة المكان للفلسطيني ودورها في الصمود والنضال والاستعادة الرمزية له في ضوء الاشتباكات الأخيرة. والمشروع الثاني: سأقوم بالعمل على جمع معلومات ميدانية من فلسطين الانتدابية حول أهمية الأرض والعمل بها والمعنى الذي يحتفظ به الفلسطيني للأرض، ومدى ارتباط الفلسطيني بالأرض الحقيقية وليس المصطنعة له كجزء من سياسات العزل والمحتشدات التي تحاول تشويه صورة الأرض في وعي الفلسطيني وكذلك هويته وانتماءاته الضيقة. أما المشروع الثالث: فيتمحور حول العطب والانسداد في الثقافة السياسية الفلسطينية كتجسيد لتآكل الحقل السياسي والمشروع التحرري الوطني الفلسطيني.