كلمَتي، التي اقتحمَت الشرطة الألمانيَّة المكان المزمع لإلقائها من أجل حظرها، والتي أعقبَ نشرُها هُنا حظرَ دخولي إلى ألمانيا!
نشرها فاروفاكيس في مدونته في 13.04.2024.
شاهدوا/ اقرأوا الكلمة التي لم أتمكَّن من إلقائها نتيجة اقتحام الشرطة الألمانيَّة لمكان تجمُّعنا في برلين بغية فضِّ مؤتمرنا لأجل فلسطين (بأسلوب ثلاثينيَّات القرن المنصرم)، قبل أن تتسنَّى لي مخاطبة الحضور. اليوم، وعقب أن تجرَّأت على نشر هذه الكلمة هُنا، أصدرت وزارة الداخليَّة الألمانيَّة قراراً ضدِّي بـ “حظر النشاط”؛ أي الحظر من مماسة أيِّ نشاطٍ سياسيّ. ولا يقتصر هذا على منعي من دخول ألمانيا وحسب، بل حتَّى المشاركة الإلكترونيَّة من خلال تطبيق زووم. وإليكم أترُك المسألة لتحكموا بأنفسكم على نوع المجتمع الذي تتحوَّل إليه ألمانيا عندما تَمنعُ شرطتها كلمةً من قبيل ما يلي:
صديقاتي وأصدقائي،
أحرُّ التهاني وجزيل الشكر لوجودكم هُنا، رغماً عن التهديدات، عن الشرطة المؤجَّجة خارج هذا المقرّ، عن طغيان الصحافة الألمانيَّة، عن الدولة الألمانيَّة، عن النظام السياسيِّ الألمانيِّ الذي يشيطنكم بسبب وجودكم هُنا.
“لماذا المؤتمر الفلسطينيّ، يا سيِّد فاروفاكيس؟”، سألني صحافيّ ألمانيّ مؤخرَّاً. السبب هو مثلما قالت حنان عشراوي ذات يوم: “لا يمكننا الاتِّكال على مُكمَّمي الأفواه كي يخبرونا عن معاناتهم”.
واليوم، نمت سطوة السبب نفسه الذي ذكرته عشراوي إلى درجة تبعث على الإحباط: فلا يمكننا الاتِّكال على مُكمَّمي الأفواه الذين يتعرَّضون أيضاً للذبح والتجويع كي يخبرونا عن المجازر والمجاعة.
لكن هناك سببٌ آخر أيضاً: وهو أنَّ شعباً محترماً وكريماً، وأقصدُ الشعب الألمانيّ، إنَّما يُساقُ على مسارٍ محفوف بالمخاطر حتَّى يصير مجتمعاً متحجِّر القلب بجعله يربط نفسه بإبادةٍ جماعيَّةٍ أخرى تُرتكَبُ باسمه، وبتواطؤٍ منه.
أنا لستُ يهوديَّاً ولا فلسطينيَّاً. بيد أنَّني أشعر بالفخر الشديد لوجودي هُنا بين يهود وفلسطينيِّين، ولامتزاج صوتي من أجل السلام وحقوق الإنسان العالميَّة مع أصوات يهوديَّة من أجل السلام وحقوق الإنسان العالميَّة وأصوات فلسطينيَّة من أجل السلام وحقوق الإنسان العالميَّة. وجودنا معاً هُنا، في هذه اللحظة، هو الدليل على أنَّ التعايش ليس ممكناً وحسب، بل قائمٌ بالفعل!
“لماذا ليس مؤتمراً يهوديَّاً، يا سيِّد فاروفاكيس؟”، سألني الصحافيّ الألمانيّ نفسه، مُتوهِّماً النباهة. رحَّبتُ بسؤاله.
فإذا ما تعرَّض يهوديّ واحد للتهديد، أينما كان، فقط لمجرَّد كونه يهوديَّاً، فإنَّني سأرتدي نجمة داوود على صدري وأعرب عن تضامني، أيَّاً كانت التكلفة، ومهما استلزم الأمر.
لذا، لنكون واضحين: إذا تعرّض اليهود للهجوم في أيِّ بقعةٍ في العالم، فسأكون أوَّل الدعاة إلى مؤتمرٍ يهوديّ لنعبِّر فيه عن تضامننا.
وبالمثل، عندما يُذبح الفلسطينيّون لأنَّهم فلسطينيّون -بموجب عقيدةٍ دوغمائيَّةٍ تقول إنَّ كلَّ فلسطينيٍّ قتيلٍ هو بالضرورة من حماس- فلا بدَّ لي حينئذٍ من ارتداء الكوفيَّة والتعبير عن تضامني، أيَّاً كانت التكلفة، ومهما استلزم الأمر.
فإمَّا أن تكون حقوق الإنسان العالميَّة عالميَّةً بحقّ، أو أنَّها لا تعني شيئاً أبداً.
من هذا المنطلق، أجبتُ على سؤال الصحافيّ الألمانيّ ببضعة أسئلةٍ خاصَّةٍ بي:
-
هل ما زال هناك مليونا يهوديٍّ إسرائيليّ، كانوا قد طردوا من منازلهم ليزجَّ بهم في سجنٍ مفتوح منذ 80 عاماً، وظلّوا حبيسي ذلك السجن المفتوح إلى اليوم، دون إمكانيَّة الوصول إلى العالم الخارجيّ، ومع الحدِّ الأدنى من الطعام والماء، ودونما فرصةٍ لعيش حياةٍ طبيعيَّة، ولا السفر إلى أيِّ مكان، وفي الوقت نفسه يتعرَّضون دوريَّاً للقصفِ على مدى هذه الأعوام الثمانين؟ كلَّا.
-
هل يتعرَّض اليهود الإسرائيليّون للتجويع عمداً من قبل جيشٍ احتلال، بينما يتلوَّى أطفالهم على الأرض، صارخين من الجوع؟ كلَّا.
-
هل هناك الآلاف من الأطفال اليهود الجرحى الذين فقدوا آباءهم، يزحفون عبر أنقاض ما كان في السابق منازلهم؟ كلَّا.
-
هل تقصفُ اليهود الإسرائيليّين أحدثُ أنواع الطائرات والقنابل في العالم اليوم؟ كلَّا.
-
هل يواجه اليهود الإسرائيليّون إبادةً بيئيَّةً شاملة لما تبقَّى لهم من أرضٍ صغيرةٍ ما زالوا يعتبرونها ملكاً لهم، ودون أن تبقى لديهم ولا شجرة واحدة كي تُظلِّلهم أو يتذوَّقوا ثمارها؟ كلَّا.
-
هلُ يُقتَل الأطفال اليهود الإسرائيليّون برصاصة قناصِّ يتلقَّى أوامره من دولةٍ عضوةٍ في الأمم المتَّحدة؟ كلَّا.
-
هل يُطرَد اليهود الإسرائيليّون اليوم من منازلهم من قبل عصاباتٍ مُسلَّحة؟ كلَّا.
-
هل تحاربُ إسرائيل اليوم دفاعاً عن وجودها؟ كلَّا.
لو كانت إجابة أيٍّ من الأسئلة السابقة نعم، لكنتُ الآن مشاركاً في مؤتمرٍ تضامنٍ يهوديّ.
صديقاتي وأصدقائي،
اليوم، كنَّا نأمل عقد مناقشةٍ لائقةٍ وديموقراطيَّةٍ وتستندُ إلى الاحترام المتبادل، بصدد تحقيق السلام وحقوق الإنسان العالميَّة للجميع، يهوداً وفلسطينيِّين، وبدواً ومسيحيِّين، من نهر الأردن إلى البحر المتوسِّط، مع أشخاصٍ يختلفون عنَّا فكريَّاً.
لكن، وللأسف، فقد قرَّر النظام السياسيّ الألمانيّ برمَّته ألَّا يسمح لنا بفعل هذا. ففي بيانٍ مشتركٍ لم يقتصر على ائتلاف الاتِّحاد الديموقراطيّ المسيحيّ والاتِّحاد الاجتماعيّ المسيحيّ، والحزب الديموقراطيّ الحرّ وحسب، بل شمل أيضاً الحزب الاشتراكيّ الديموقراطيّ، والخضر، وعلى نحوٍ يثيرُ الدهشة، اثنين من قادة حزب اليسار الألمانيّ؛ في هذا البيان تضافرت قوى الطيف السياسيّ الألمانيّ لضمان ألَّا تُعقَد مثل هذه المناقشة المتحضِّرة، والتي قد تشهدُ اختلافاتٍ ودِّيَّة، على أرض ألمانيا أبداً.
لأولئك أقول: أنتم تريدون إسكاتنا؛ حظرنا؛ شيطنتنا؛ اتِّهامنا؛ وأنتُم، بما تفعلونه، لا تتركون لنا خياراً سوى مواجهة اتهاماتكم السخيفة باتِّهاماتنا العقلانيَّة. هذا ما اخترتموه بأنفسكم، وليس نحن.
-
تتَّهموننا بالكراهية النابعة من معاداة الساميَّة:
-
نتَّهمكم بأنَّكم أفضل أصدقاء المعادين للساميَّة من خلال المساواة ما بين حقِّ إسرائيل في ارتكاب جرائم الحرب، وحقِّ اليهود الإسرائيليِّين بالدفاع عن أنفسهم.
-
-
تتَّهموننا بدعم الإرهاب:
-
نتَّهمكم بالمساواة ما بين المقاومة المشروعة لدولة فصلٍ عنصريّ، والفظائع المرتكبة ضدَّ المدنيّين، والتي لطالما أدنتُها، وسأظلُّ أدينها، أيَّاً كان مرتكبها، فلسطينيِّين، أو مستوطنين يهوداً، أو عائلتي نفسها، أيَّاً كان.
-
نتَّهمكم بعدم الاعتراف بواجب الغزّيّين بتحطيم جدار السجن المفتوح الذي حُبِسوا فيه على مدى ثمانين عاماً، وبالمساواة ما بين فعل تحطيم جدار العار هذا، والذي باتت جدوى الدفاع عنه أشبه بالدفاع عن جدار برلين، والأعمال الإرهابيَّة.
-
-
تتَّهموننا بالتقليل من شأن أعمال حماس المروِّعة في السابع من أكتوبر:
-
نتَّهمكم بالتقليل من شأن 80 عاماً من التطهير العرقيِّ الإسرائيليّ للفلسطينيِّين، وبإنشاء نظام فصل عنصريٍّ شديد في جميع أنحاء إسرائيل-فلسطين.
-
نتَّهمكم بالتقليل من شأن دعم نتنياهو طويل الأمد لحماس كوسيلةٍ لتدمير حلِّ الدولتين الذي تزعمون تأييده.
-
نتَّهمكم بالتقليل من شأن الإرهاب غير المسبوق الذي يشنّه الجيش الإسرائيليّ على أهل غزَّة، والضفَّة الغربيَّة، والقدس الشرقيَّة.
-
-
تتَّهمون مُنظِّمي مؤتمر اليوم، بأنَّنا، وأقتبس، “غير مهتمِّين بمناقشة آفاق التعايش السلميِّ في الشرق الأوسط على خلفيَّة الحرب في غزَّة”. هل أنتم جادّون؟ هل فقدتم عقولكم؟
-
نتَّهمكم بدعم الدولة الألمانيَّة التي تُعتبر، بعد الولايات المتَّحدة، أكبر مزوِّدٍ للأسلحة التي تستخدمها حكومة نتنياهو في ذبح الفلسطينيِّين كجزءٍ من خطَّة كبرى تهدف إلى جعل كلٍّ من حلِّ الدولتين، والتعايش السلميّ بين اليهود والفلسطينيِّين، أمرين مستحيلين.
-
نتَّهمكم بعدم الإجابة مطلقاً عن السؤال الملحّ الذي لا مناص لكلٍّ ألمانيٍّ من الإجابة عنه: كم ينبغي أن يُراق من دماء الفلسطينيّين حتَّى يُغسَل ذنبكم، المبرَّر، إزاء المحرقة؟
-
لذا، ولنكون واضحين: نحنُ هُنا، في برلين، مع مؤتمرنا الفلسطينيّ، لأنَّنا، على عكس النظام السياسيِّ والإعلام الألمانيّين، ندين الإبادة الجماعيَّة وجرائم الحرب بغضِّ النظر عن مرتكبيها؛ ولأنَّنا نعارضُ الفصل العنصريّ في أرض إسرائيل-فلسطين دونما اعتبارٍ للطرف الأقوى، تماماً مثلما عارضنا الفصل العنصريَّ في الجنوب الأميركيّ وجنوب أفريقيا؛ ولأنَّنا ندافع عن عالميَّة حقوق الإنسان، والحرّيَّة، والمساواة بين اليهود، والفلسطينيّين، والبدو، والمسيحيّين، على امتداد أرض فلسطين القديمة.
ولكي نكون أكثر وضوحاً بشأن الأسئلة، المشروعة منها والخبيثة على حدٍّ سواء، التي لا بدَّ أن نكون مستعدّين دوماً للإجابة عنها، أقول:
هل أدينُ ما ارتكبته حماس من أعمال وحشيَّة؟
إنَّني أدينُ كلَّ عملٍ وحشيّ، أيَّاً كان الجاني أو الضحيَّة. لكن ما لا أدينه هو المقاومة المسلَّحة ضدَّ نظام فصلٍ عنصريٍّ مُصمَّمٍ كجزءٍ من نظام تطهيرٍ عرقيّ يتفاقمُ بوتيرةٍ بطيئة، لكنَّه حتميٌّ ولا يرحم. وبعبارةٍ أخرى، إنَّني أدين كلَّ هجومٍ يستهدف المدنيِّين، لكنَّني، في الوقت نفسه، أحتفي بأيِّ شخصٍ يخاطر بحياته في سبيل تحطيم الجدار.
ألا تخوضُ إسرائيل حرباً من أجل وجودها ذاته؟
كلَّا، ليسَت كذلك. إسرائيل دولةٌ نوويَّة، ولديها على الأرجح الجيش الأكثر تقدُّماً في العالم على صعيد التكنولوجيا، فضلاً عن الترسانة العسكريَّة الأميركيَّة التي تدعمها. ما من تماثلٍ هُنا مع حماس، والتي هي مجموعةٌ بمقدورها إلحاق أضرارٍ جسيمةٍ بالإسرائيليِّين، لكنّها لا تمتلك القدرة أبداً على هزيمة الجيش الإسرائيليّ، أو حتَّى منع إسرائيل من مواصلة ارتكاب إبادتها الجماعيَّة ضدَّ الفلسطينيّين ضمن نظام الفصل العنصريّ الذي نشأ نتيجة الدعم الأميركيّ والأوروبيّ طويل الأمد.
أليست مخاوف الإسرائيليّين مُبرَّرة بصدد أنَّ حماس تريد إبادتهم؟
بالطبع! لقد عانى اليهود من محرقةٍ سبقَتها مجازر ومعاداة ساميَّة تجذَّرت في أوروبا والأميركيَّتين على مدى قرون عديدة. عليه، فإنَّ من البديهيِّ أنَّ يخشى الإسرائيليَّون على أنفسهم من مذبحةٍ جديدةٍ إذا ما تقهقر الجيش الإسرائيليّ. ومع ذلك، فمن خلال فرضها نظام فصلٍ عنصريٍّ على جيرانها، ومعاملتهم كأنَّهم أنصاف بشر، فإنَّ الدولة الإسرائيليَّة تؤجِّجُ نيران معاداة الساميَّة، وتعزِّز من قوة الفلسطينيّين والإسرائيليّين الذين يريدون إبادة بعضهم بعضاً، وفي نهاية المطاف، تساهم في انعدام الأمن المروِّع الذي يستنزف اليهود في إسرائيل والشتات على حدٍّ سواء. إنَّ الفصل العنصريَّ ضدَّ الفلسطينيّين هو الأسوأ ضمن تدابير الدفاع عن النفس التي ينتهجها الإسرائيليّون.
وماذا عن معاداة الساميَّة؟
لطالما مثَّلت خطراً واضحاً وقائماً. ولا بدَّ من القضاء عليها، وخاصَّةً بين صفوف اليسار العالميّ والفلسطينيِّين الذين يناضلون من أجل حرِّيّات مدنيَّة فلسطينيّة، في جميع أنحاء العالم.
لماذا لا يسعى الفلسطينيّون إلى تحقيق أهدافهم بوسائل سلميَّة؟
لقد فعلوا ذلك! اعترفت منظَّمة التحرير الفلسطينيَّة بإسرائيل، وتخلّت عن الكفاح المسلَّح. وماذا كانت النتيجة مقابل ذلك؟ إذلالٌ تامّ وتطهيرٌ عرقيٌّ منهجيّ. هذا ما أنعش حماس ورفع من شأنها في عيون العديد من الفلسطينيّين باعتبارها البديل الوحيد في وجه الإبادة الجماعيَّة البطيئة التي تُرتَكب في ظلِّ نظام الفصل العنصريّ الإسرائيليّ.
ما الذي يجب فعله الآن؟ وكيف يمكن تحقيق السلام في إسرائيل-فلسطين؟
-
وقف إطلاق نار فوريّ.
-
إطلاق سراح الرهائن كافَّة: الذين تحتجزهم حماس والآلاف الذين تحتجزهم إسرائيل.
-
إطلاق عمليَّة سلام، برعاية الأمم المتَّحدة، ودعمٍ من التزام المجتمع الدوليّ بإنهاء الفصل العنصريّ وصيانة الحرِّيَّات المدنيَّة المتساوية للجميع.
-
وأمَّا بصدد ما يجب أن يحلّ محلّ الفصل العنصريّ، فالأمر متروك للإسرائيليّين والفلسطينيّين كي يُقرّروا ما بين حلِّ الدولتين أو حلّ الدولة الفيدراليَّة العلمانيَّة الواحدة.
صديقاتي وأصدقائي،
نحنُ هُنا لأنَّ الانتقام صورةٌ كسولة من الحداد.
نحنُ هُنا لا لتشجيع الانتقام، بل من أجل السلام والتعايش على امتداد إسرائيل-فلسطين.
نحنُ هُنا كي نقول للألمان الديموقراطيّين، بما في ذلك رفاقنا السابقون في حزب اليسار الألمانيّ، أن كفى غرقاً في مستنقع العار، وأنَّ اجتماعَ خطأين لا يصنع صواباً، وأنَّ السماح لإسرائيل بالإفلات من جرائم الحرب لن يفضي إلى التخفيف من حدَّة إرث جرائم ألمانيا ضدَّ الشعب اليهوديّ.
يتجاوز واجبُنا حدود مؤتمرنا اليوم، فنحنُ في ألمانيا أمام مسؤوليَّة تغيير مجرى النقاش. على عاتقنا واجبُ إقناع الغالبيَّة العظمى من الألمان الشرفاء بأنَّ حقوق الإنسان العالميَّة هي ما يهمّ. وأنَّ شعار “لن تحدث مجدَّداً” يعني “لن تحدث مجدَّداً”، وهذا يشمل الجميع، يهوداً، وفلسطينيّين، وأوكرانيِّين، وروسيّين، ويمنيّين، وسودانيّين، وروانديّين، الجميع، في كلِّ مكان.
في هذا السياق، يسرُّني إعلان أنَّ الحزب السياسيّ الألمانيّ MERA25 التابع لحركة الديموقراطيَّة في أوروبا DiEM25، سيخوض انتخابات البرلمان الأوروبيّ في شهر حزيران المقبل، ويسعى إلى استقطاب أصوات الألمان المؤمنين بالإنسانيَّة، التوَّاقين إلى عضوٍ في البرلمان الأوروبيّ يُمثِّل ألمانيا ويفضح تواطؤ الاتِّحاد الأوروبيِّ في الإبادة الجماعيَّة، هذا التواطؤ الذي بمثابة أكبر هديَّةٍ تُقدِّمها أوروبا لمعادي الساميَّة في أوروبا وخارجها.
أخيراً، أحييكم جميعاً، وأذكِّركم بألَّا ننسى قطّ أنَّه لا حرِّيَّةٍ لأيٍّ منَّا طالما أنَّ أحدنا لا يزال مقيَّداً بالسلاسل.