هاني أبو أسعد… أفلامنا

هاني أبو أسعد، للمصور Johnny Vaet Nordskog

علا الشيخ

ناقدة سينمائية من فلسطين

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

24/06/2017

تصوير: اسماء الغول

علا الشيخ

ناقدة سينمائية من فلسطين

علا الشيخ

تكتب في أكثر من صحيفة عربية وتشارك كمحكّمة في مهرجانات سينمائية.

عندما حصل المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد على جائزة المهر العربي لأفضل مخرج فيلم روائي عن فيلمه “عمر” في الدورة العاشرة من مهرجان دبي السينمائي، وعملياً كان فيلم الافتتاح أيضاً، أذكر تماماً أنني صعدت إلى المسرح لأبارك له هذا الفرح الذي اعترانا، فاقترب من أذني ووشوشني بلهجته القادمة من فلسطين “بأفلامنا راح نكاوم وراح نوصل رسالتنا للعالم، والمرة الجاي راح يكون حضورنا أكوى”، وصدق أبو أسعد كعادته، وها هو يتجهز لعرض فيلمه الجديد الهليوودي «The Mountain Between Us» من بطولة النجمين البريطانيين كيت وينسليت وإدريس ألبا، والذي بُنيت أحداثه على رواية تحمل نفس الاسم للكاتب تشارلز مارتن. يتناول الفيلم حسب الوكالات قصة طبيب جراح يلعب دوره الممثل ألبا، ومصورة صحافية تلعب دورها وينسليت، وهما لا يعرفان بعضهما البعض، لكن تجمعهما رحلة سفر على متن طائرة تقل وينسليت إلى حيث تعيش عائلتها لتحتفل بزفافها، بينما يكون ألبا في رحلة إلى ذات الوجهة لإجراء عملية دقيقة.

أبو أسعد صانع الأفلام الذي لا يقبل أقل من ترشيحات في المسابقات الرسمية لكبرى المهرجانات الدولية، ولا أقل من ترشيحات للأوسكار والجولدن غلوب عن فئة أفضل فيلم أجنبي، بالرغم من “سقطته” في فيلم «أراب أيدول» الذي نجح جماهيرياً لكنه لم يحظ على أي ترشيحات، ولا مقارنة بين هذا الفيلم وأفلام أبو أسعد الفائتة كـ «الجنة الأن» و«عرس رنا» و«عمر»، من يعرفه عن قرب يدرك تماماً أن القضية الفلسطينية حاضرة بوجدانه لكن بطريقته الخاصة، طريقة يريد أن يخاطب من خلالها كل من لا ينطق بلغتنا العربية، لأنه أدرك كغيره من صناع الأفلام الفلسطينية أن الخطاب يجب أن يتعدى حدود المنطقة العربية ويجب أن يتم توجيهه لمن لا يرى عدالة قضيتنا وهم كثر، فاخترق بأفلامه كل هذا الجفاء، وأجبرهم بما قدمه من صدق أن يصفقوا له طويلاً.

هل تذكرون فيلم «الجنة الآن» الذي حصل على جائزة الغولدن غلوب، ورشح لجائزة الأوسكار؟ شكل هذا الفيلم عودة قوية للسينما العربية ككل وليست الفلسطينية فقط، بحيث يعتبر أبو أسعد أن وبمجرد لفظ فلسطين في تلك المحافل الدولية هو بحد ذاته صفعة لمن يريد سلب الحق كما سلب الأرض، هذا الفيلم فتح الكثير من القضايا المتعلقة بمعاناة صناعة الفيلم الفلسطيني، حيث واجه أبو أسعد وفريقه تدخل “إسرائيل” على ضرورة نسب الفيلم إليها، لأن صانع العمل من الفلسطينيين الذين يعيشون خلف الخط الأخضر، لكن إصرار أبو أسعد على موقفه جعل العديد يفهم طبيعة الفلسطينيين في الـ 48 الذين يريدون إيصال قضيتهم للعالم، وفاز هاني أبو أسعد بتحديه، وتم وسم الفيلم بالفلسطيني.

لا شك في أن هذا الفيلم خلق تساؤلات في الوسط الغربي تتعلق بظاهرة الاستشهاديين، الذين تنوعت ألقابهم من الفدائيين إلى الانتحاريين، والتي يحاول الصهاينة ولوبياتها ترويج وصفهم بالإرهابيين المنتمين لمنظمات إسلامية متطرفة. هذا المخرج الذي أعاد ألق وصول الفيلم العربي إلى الأوسكار، بعد تفاوتات في مشاركة الأفلام العربية، قدّم فيلم «عمر» الذي نافس أيضاً قبل أعوام قليلة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي، بعد نيله جائزة أفضل فيلم في مهرجان دبي السينمائي، والعديد من الجوائز الأخرى في مهرجانات مختلفة. وهو من تأليفه وإخراجه، وحصد على  خمس جوائز سينمائية في مهرجانات السينما الدولية: جائزة النقاد بقسم “نظرة ما” في مهرجان كان السينمائي، جائزة أفضل فيلم ضمن جوائز آسيا الباسيفكي السينمائية، جائزة المهر العربي لأفضل فيلم روائي من مهرجان دبي السينمائي الدولي، جائزة لجنة تحكيم الشباب في مهرجان غنت السينمائي الدولي ببلجيكا وجائزة الجمهور لأفضل فيلم في مهرجان ليالي أفلام حقوق الإنسان بإيطاليا، وعلى جائزة أفضل مخرج ضمن جوائز جمعية نقاد السينما الآسيوية. وقد حظي الفيلم بعروض ضمن مهرجان نيويورك السينمائي، ليترشح لجائزة زمالة مارنير، كما شارك أيضاً في مهرجان بالم سبرينغز، وترشح لجائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، وحصل على ترشيح لجائزة لجنة التحكيم الخاصة من معهد الفيلم الأميركي.

الجلاد الواضح وصريح المعالم والمعروفة أهدافه، لا يضاهيه خطورةً سوى جلاد آخر يحمل دم شعبه على عنقه، هو العميل الذي باع الوطن والصاحب والجار مقابل أي شيء، ولو كان ذلك تأشيرة سفر إلى نيوزيلندا، هذه الفكرة التي قامت عليها تفاصيل حكاية عمر الذي تربطه قصة حب في زمن الجدار العنصري الذي بناه الاحتلال الإسرائيلي.

من الممكن أن لا تكون تفاصيل حكاي الفيلم الجديد لأبو اسعد (The Mountain Between Us) فلسطينية خالصة، لكن كما قال سابقاً فمجرد لفظ اسم فلسطين في المحافل الدولية هو بحد ذاته رسالة، وهنا سيتم إعلان الفيلم مقروناً باسم المخرج الفلسطيني أبو أسعد، مع اعتقادي بأنه سيسقط بعض معاناة شعبه على تفاصيل ولو عابرة في هذا الفيلم “الهوليوودي” الذي سينزل قريباً إلى الصالات العالمية

الكاتب: علا الشيخ

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع