الآداب والثقافة الفلسطينية في 2017

عبد المحسن القطان

أوس يعقوب

كاتب من فلسطين

كما رحل عن عالمنا في الرابع من هذا الشهر، رجل الأعمال الفلسطيني عبد المحسن القطان (1929)، الذي يُعتبر أحد المؤسسين التاريخيين لمنظمة التحرير الفلسطينية، والرئيس الأول للمجلس الوطني الفلسطيني، وصاحب الدور الجوهري والأساسي في المساهمة بتشكيل المشهد الثقافي الفلسطيني، من خلال دعمه للكثير من المشاريع الثقافية والتربوية عبر "مؤسسة عبد المحسن القطان“.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

31/12/2017

تصوير: اسماء الغول

أوس يعقوب

كاتب من فلسطين

أوس يعقوب

يعمل كاتباً ومراسلاً صحفياً لعدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية منذ العام 1993. صدر له عدة كتب ودراسات في الشؤون الثقافية الفلسطينية والعربية. وله مجموعة دراسات منشورة ضمن موسوعة "أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين"، الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في تونس.

حفل المشهد الأدبي والثقافي الفلسطيني هذا العام بكوكبةٍ من الأحداث الهامة التي تراوحت ما بين التكريم الدولي لرموز ثقافتنا الوطنية، والفقد الموجع، ونيل جوائز أدبية مرموقة، وفعاليات عالمية وعربية ومحلية، وإصدارات أحدثت فارقاً في المشهد الثقافي والفكري في الداخل والشتات، فضلاً عن إنشاء مؤسسات ثقافية تعزز المشهد الثقافي الفلسطيني تحت الاحتلال. نوجز فيما يلي قائمةً بأبرز ما شهده هذا العام على صعيد الأدب والثقافة:

في نهايات شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي أقر ملتقى «صياغة رؤى للعمل الثقافي العربي» في الدار البيضاء في المغرب، الذي أُقيم بين 28 و 30/2017/11، والذي تعقده المنظّمة العربيّة للتّربية والثّقافة والعلوم (الكسو)، اختيار “اللجنة الدائمة للثقافة العربية”، الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش، “رمزاً للثقافة العربية” للعام 2018. وفي كانون الثاني/ يناير 2017 كانت حكومة فيدرالية والونيا وبروكسيل، التي تمثّل الشطر الناطق بالفرنسية من بلجيكا، قد أعلنت عن تأسيس “كرسي محمود درويش الجامعي والثقافي”، وذلك بمبادرة من الوزير البلجيكي رودي ديموت، رئيس فيدرالية والونيا وبروكسيل، المعروف بمناصرته للقضية الفلسطينية. ويحظى الكرسيّ بمساهمة دائمة ومساعدة عمليّة من جامعة بروكسيل الحرّة وجامعة لوفان الكاثوليكية وأكاديمية الفنون الجميلة (بوزار) في بروكسيل. وتمّت بلورة صيغة الكرسي بعد سلسلة اجتماعات ضمّت إلى ممثّلين من الجهات المذكورة مجموعة من الشخصيّات الثقافية العربية المقيمة في بلجيكا وفرنسا، وانبثقت عنها لجنة للمتابعة والإشراف واقتراح أنشطة الكرسي، واختيرت السفيرة السابقة لفلسطين لدى الاتّحاد الأوروبّي ليلى شهيد رئيسة فخريّة للكرسي.

ومن الأحداث الثقافية البارزة داخل الوطن المحتل، ما أوصى به مؤتمر “مئويّة فدوى طوقان بنت البلد” الذي عقد في جامعة النجاح الوطنية في نابلس الشهر الماضي، بإنشاء متحف خاص للتعريف بشاعرتنا الكبيرة التي غادرتنا في 12/12/2003.

كما أوصى المؤتمر بالاهتمام بأدب فدوى طوقان (مواليد 1917) في الجامعات والمدارس والمؤسسات الثقافية، وبترجمة أعمالها، وإطلاق اسمها على قاعات ومدرجات في الجامعات الفلسطينية.

وكانت وزارة الثقافة الفلسطينية قد أقرت مشروع “إحياء مئويات رواد التنوير في فلسطين”. ويأتي اطلاق هذا المشروع الاستراتيجي في 2017 والذي يتواصل لمدة خمسة عشر عاماً، كجزء أساسي من حفظ وتثبيت الذاكرة الفلسطينية في مواجهة سياسات الاستعمار الاستيطاني، والسياسات التي تقترف بحق الثقافة الفلسطينية من طرف الاحتلال.

دحبور والقطان؛ الفقد الموجع..

الحدث المؤلم هذا العام في فلسطين تمثّل في رحيل صاحب “حكاية الولد الفلسطيني”، الشاعر الفلسطيني أحمد دحبور (1946)، أحد أبرز شعراء الثورة الفلسطينية. وتكريماً للشاعر صدر بعد وفاته كتاب للدكتور عادل الاسطة، بعنوان “أحمد دحبور.. مجنون حيفا”، يقع الكتاب في 170 صفحة ويضم خمسة أقسام كتبها الاسطة على فترات .متباعدة منذ العام 1997


كما رحل عن عالمنا في الرابع من هذا الشهر، رجل الأعمال الفلسطيني عبد المحسن القطان (1929)، الذي يُعتبر أحد المؤسسين التاريخيين لمنظمة التحرير الفلسطينية، والرئيس الأول للمجلس الوطني الفلسطيني، وصاحب الدور الجوهري والأساسي في المساهمة بتشكيل المشهد الثقافي الفلسطيني، من خلال دعمه للكثير من المشاريع الثقافية والتربوية عبر “مؤسسة عبد المحسن القطان“.

وبعيداً عن سيرة الفقد الموجع، وانتصاراً للثقافة الوطنية الفلسطينية، أعلنت وزارة الثقافة عن تأسيس المكتبة الوطنية الفلسطينية، بالقرب من مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، سيتم افتتاحها “في وقت قريب”، وفقاً لتأكيد الوزير الدكتور إيهاب بسيسو، الذي أشار إلى أن “المكتبة ستهتم بجمع ورصد التراث والإبداع الفلسطيني..”، لافتاً إلى أن “وظيفة المكتبة تتركز في جمع وحفظ نسخ من كافة المطبوعات التي تصدر داخل وخارج الدولة، وإصدار الببلوغرافيا الوطنية، وإصدار دليل الخدمات المكتبية والمعلومات الأساسية للدولة ومؤسساتها، وجمع وحفظ وتنظيم كل ما يكتب عن الدولة بمختلف لغات العالم وفي مختلف المجالات“.

كتّابٌ من ذهب..

في 11 كانون الأول/ ديسمبر نالت الروائية حزامة حبايب جائزة نجيب محفوظ للرواية التي تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة في نسختها الثانية والعشرين عن روايتها «مخمل»، وقد بررت لجنة التحكيم التي تكونت من تحية عبد الناصر، شيرين أبو النجا، رشيد العناني، همفري ديفيس، ومنى طلبة، فوز حبايب أن روايتها جديدة على الأدب الفلسطيني إذ لا تدور حول القضية السياسية المطروقة وما يتعلق بها من أحلام العودة، ولكنها حكاية عن نساء المخيمات الفلسطينيات في الأردن، عن الفلسطينيين الذين تمضي حياتهم من دون أن يلتفت لهم أحد، بلا تدوين، بلا توثيق، حياة هامشية، في حين تحتل الدراما مركز الصدارة. وتعدّ حزامة حبايب ثالث الفلسطينيين الفائزين بهذه الجائزة بعد مريد البرغوثي عام 1997، ثم سحر خليفة في العام 2006. وكان المجلس الأعلى للثقافة في مصر قد أعلن مؤخراً، عن إحياء جائزة نجيب محفوظ للرواية من جديد بعد توقف نحو 18 عاماً وكذلك رفع قيمتها المالية.

الكاتب والروائي الفلسطيني تيسر خلف فاز كذلك بجائزة “ابن بطوطة لأدب الرحلة” في دورتها المزدوجة 2017 – 2018، عن كتاب «من دمشق إلى شيكاغو- رحلة أبو خليل القباني إلى أميركا 1893م»، وتكرّم الجائزة أفضل الأعمال في أدب الرحلات، وهي مبادرة ثقافية من المركز العربي للأدب الجغرافي، أحد مشروعات “دارة السويدي الثقافية” في أبو ظبي، ويشرف عليها مدير المركز الشاعر السوري نوري الجراح.

كما وصل الكاتب الفلسطيني الأردني محمود الريماوي إلى القائمة القصيرة لجائزة “الملتقى للقصة القصيرة العربية” في دورتها الثانية، التي تنظمها الجامعة الأميركية بالكويت بالتعاون مع الملتقى الثقافي (غير حكومي) برئاسة الروائي طالب الرفاعي.

وفي الأردن، نال جوائز الدولة للعام 2017 في حقل الآداب: في مجال الشعر، كل من الشعراء يوسف عبد العزيز، وطاهر رياض، والشاعرة الدكتورة مها العتوم.

كذلك نال الروائي سليم البيك منحة مؤسسة ”اتجاهات-ثقافة مستقلة” ضمن الدورة الرابعة من مختبر الفنون بالتعاون مع “معهد غوته”، وذلك عن مشروع رواية له، كما نال عن مشروع الرواية ذاته منحة “المورد الثقافي” الانتاجية في الدورة الأولى 2017 من برنامج المنح الإنتاجية. وكان سليم البيك قد نال سابقاً منحة الصندوق العربي للثقافة والفنون ”آفاق“، عن روايته «تذكرتان إلى صفورية» التي صدرت أوائل هذا العام عن “دار الساقي” البيروتية. ونالت المسرحية الفلسطينية مريم سمعان منحة “المورد الثقافي” أيضاً، عن مشروعها «الأنا الأخرى» الذي يهدف إلى إنتاج وتصنيع مجموعة من الدمى المسرحية وتطوير تقنيات تصنيعها وطرق تحريكها، ويكون لكل دمية “أنا” خاص بها يحاكي شخصيات من الواقع ممزوجة بالخيال.

بانوراما.. كسر الحصار الثقافي

تحت شعار “فلسطين: الحضارة وتواصل المعرفة”، نظمت وزارة الثقافة الفلسطينية بالتعاون مع “دار المتوسط”، في نهاية شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، فعاليات “أيام الترجمة والأدب العالمي”، بمشاركة عدد من الأدباء العالميين ومترجميهم العرب إلى العربية، إضافة إلى مترجمين لهم تجاربهم الخاصة في الترجمة عموماً وفي ترجمة الأدب العربي إلى لغات أخرى خصوصاً. 

وفي نسختها العاشرة، انشغلت “احتفالية فلسطين للأدب” بسؤال المستقبل والحرية، وناقش ٢٥ كاتباً وشاعراً وناشراً فلسطينياً وعالمياً مستقبل المواطن والوطن والحدود، ومستقبل الفن والكلمة والخيال، في سلسلةٍ من القراءات والمناقشات وعروض الموسيقى. وقد زار فلسطين في شهر أيار/ مايو الماضي ولأول مرة، الشاعرة والروائيّة آيلين مايلز، والروائي نديم أسلام، والكاتب جيلاني كوب، والشاعرة سُلماز شريف، وغيرهم من كتاب العالم. و”احتفالية فلسطين للأدب” هي مبادرة أهلية مستقلة، تهدف إلى المساهمة، مع المجتمع الفلسطيني، في كسر الحصار الثقافي المفروض عليه، وتعزيز الروابط الثقافيّة بين فلسطين وبقيّة العالم، ويقوم عليها، منذ العام ٢٠٠٨، فريق من الأدباء الملتزمين بالقضية الفلسطينية. 

وفي نفس الشهر (أيار/ مايو الماضي)، استضافت مدينة رام الله ما بين السابع والحادي عشر من الشهر، “ملتقى فلسطين الأول للرواية العربية” في دورته الأولى، تحت اسم “دورة القدس .. دورة نبيل خوري”. وخوري روائي فلسطيني مقدسي صاحب رواية «حارة النصارى»، وتعتبر أول رواية حول احتلال القدس بعد أشهر من حرب حزيران/ يونيو 1967، وبمشاركة ما يزيد عن خمسين من الروائيين والروائيات العرب، نذكر منهم: واسيني الأعرج، شكري المبخوت، أحمد المديني، ليلى العثمان، إلياس فركوح، ياسين عدنان، سمير قسيمي، مها حسن، هزاع البراري، حجي جابر، بشير مفتي، ونجوى بن شتوان، وغيرهم. ومن فلسطين: يحيى يخلف، محمود شقير، أنور حامد، ليلى الأطرش، مايا أبو الحيات، محمود الريماوي، أحمد رفيق عوض، وجميل السلحوت. وقد ناقش الكتّاب العرب في هذا الملتقى على مدار أربعة أيام، عدة محاور منها: “التجربة الذاتية وتجلياتها في الرواية العربية”، “فلسطين.. رواية المكان والذاكرة”، “الرواية العربية في ظل الثورات والحروب”، “دور المرأة الكاتبة في تطور الرواية العربية”، “الرؤية النقدية في الرواية العربية الحديثة”، “سؤال هوية وتحولات المكان”، و”أدب المنفى والاغتراب”. 

تنوع في الإصدارات الفكرية والأدبية ..

كثيرة هي الإصدارات الفكرية والأدبية التي صدرت في فلسطين وعنها هذا العام، نذكر منها هنا؛ كتاب «لكل عين مشهد» للمؤرخ الفلسطيني البروفسور مصطفى كبها، الذي صدر حديثًا عن مجمع اللغة العربية في الناصرة، والذي يتناول فيه الكاتب موضوع التسميات الفلسطينية للأماكن والحيز العام. ويغطي الكتاب الذي جاء في 406 صفحات، منطقة القطاع الغربي من قضاء طولكرم الانتدابي والذي ضم بمعظمه إلى دولة الاحتلال بعد توقيع اتفاقيات رودس في ربيع 1949.

كما صدر عن “مؤسسة الدراسات الفلسطينية” كتاب بعنوان «الفكرة… والدولة: صراع الحضور الفلسطيني في زمن الانتكاسات» لداود تلحمي. ويتناول الكتاب الذي جاء في 1088 صفحة ونشر في جزأين، صعود حركة المقاومة الفلسطينية منذ حرب سنة 1967 التي أطلقت عليها تسمية “النكسة”. كما صدر “مؤسسة الدراسات الفلسطينية” كتاب «11: حكايات من اللجوء الفلسطيني»، لمجموعة من المؤلفين. وهذا العمل الجماعي الذي شارك في كتابته 11 فلسطينياً وفلسطينية، يروي قصصاً عن حياة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، كتبها أبطال هذه القصص أنفسهم. وهو ثمرة ورشة تدريبية على الكتابة الإبداعية بعنوان “كتابة اللجوء الفلسطيني عبر السيرة الذاتية”، بإشراف الروائي حسن داوود، نظمتها المؤسسة في شتاء 2016 – 2017، بدعم من مؤسسة عبد المحسن القطان وصندوق الأمير كلاوس ضمن برنامج: “صِلات: روابط من خلال الفنون“.

وعن “دار الفارابي” البيروتية صدر كتاب «صدى القيد» للأسير أحمد سعدات، الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والذي كتبه داخل سجون الاحتلال، وفيه يستعرض سعدات، من داخل سجون الاحتلال، تجربته الشخصية في العزل لما يقارب ثلاث سنوات، من خلال قصص من التقاهم في زنازين العزل وأحداث تعكس تفاصيل هذه السياسة العقابية التي تعدت كونها مجرد عقوبة موسمية، لتشكل ركيزة في هيكل متكامل لنظام تعذيب جسدي ونفسي منهجي، طورته إدارة مصلحة سجون الاحتلال خلال عقود، لكسر روح الأسرى السياسيين الفلسطينيين وتطويعهم.

وعن “دار المتوسط” في ميلانو، صدرت للكاتب راجي بطحيش رواية حملت عنوان «يولا وأخواته». كما صدر عن نفس الدار هذا العام عدد من المؤلفات الشعرية والترجمات، من ذلك الكتاب الشعري للشاعر والمترجم تحسين الخطيب، حمل عنوان «حجر الندى»، وترجمة أنجزها الخطيب لكتاب «إيروتيكا» للشاعر اليوناني الأشهر يانيس ريتسوس (1909 – 1990).

وفي مطلع الشهر الماضي أطلق الشاعر عبد الرحيم الشيخ مجموعته الشعرية «سرّ الشفاء من الفرح»، الصادرة عن “دار الأهلية للنشر” في عمّان، في متحف محمود درويش في مدينة رام الله. وفي بيروت صدر للروائي والشاعر إبراهيم نصرالله، ديوان جديد بعنوان «الحبّ شريرٌ.. طوق الذئبة في الألفة والاستذئاب»، عن “الدار العربيّة للعلوم – ناشرون”.

الكاتب: أوس يعقوب

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع