تدمج الفرقة الموسيقيّة أصواتًا عالميّة متنوعة، ستُقدّم من خلال ألبومها الأوّل مرفق بفيديو كليب وجولة عروض موسيقيّة في برلين، لوكسمبورغ وبيرن
يجهز فريق “خارج الأمم – Out of Nations” الموسيقي هذه الأيام، لإطلاق ألبومه الأوّل في 31 آب/ أغسطس 2018، عبر شبكة Riverboat Records/World Music، وذلك من خلال حفل إطلاق الألبوم وجولة العروض في UfaFabrik برلين، وضمن مهرجان MeYouZik Festival في لوكسمبورغ و Solstage في بيرن، سويسرا.
امتدادًا لمدى عالمي من الإلهام والتأثيرات، فإن “Out of Nations” هي فرقة تتطلع إلى كسر القيود المسبّقة المفروضة على الموسيقى والجغرافيا. يوفّر أعضاء الفرقة الستة على المسرح مزيجًا من الموسيقى الإلكترونيّة، الفانك، البوب، الجاز، لروك وعناصر من الموسيقى التراثيّة لبلاد لاتينيّة وعربيّة، وذلك كموسيقى تصويريّة بديلة عالميّة تتناسب مع العوالم البصريّة المميزة التي يخلقها أعضاء الفرقة على خشبة المسرح.
إن فريق “Out Of Nations” الموسيقي هو حلم لمستقبل عالم فيه يُعامل الناس بعضهم البعض كبشر قبل أن يروا أنفسهم كأفراد تابعين لقوميّة وأمّة معيّنة. تواصل الفريق على المستوى الموسيقي قبل أن يدرك كل منهم بأن الآخر يحمل جواز سفرٍ مختلف.
سوف يستضيف حفل فرقة “Out of Nations” في UfaFabrik برلين موسيقيّين وموسيقيّات من المشهد الموسيقي المحلي والعالمي، منهم المغني والموسيقي وعازف العود والمُلحن، المقيم في بيروت، زياد سحّاب، المغنية المقيمة في القاهرة، فيروز كراوية، عازفة الترومبون والمؤلفة الموسيقيّة جوزفين ناغورسنيك، وعازف الكمان ومؤسس انسمبل برلين الشرقي، ألكسي كوتشيتكوف.
فيديو كليب وألبوم موسيقيّ
إلى جانب جولة العروض، سوف يصدر فيديو كليب بعنوان “Quest”، للمقطوعة الموسيقيّة التي تحمل اسم الألبوم أيضًا، حيث سيصدر الفيديو قبل جول عروض إطلاق الألبوم الكامل. ضمّ الفيديو كليب فريق إنتاجٍ عالميّ جلب معه تأثيرات معاصرة في مجالات الأزياء، الرقص، صناعة الأفلام والتحريك لتتناسب مع التنوّع الموسيقيّ للمقطوعة الموسيقيّة.. تجسّد “Quest” رحلة بين الثقافات، مستوحاة من لحن واحد تم تأليفه على آلة الكلارنيت، ومن ثم تطوّر إلى رؤى موسيقيّة متنوعة تستند على صور لأماكن في العالم. فالمستمعون مدعوون لرحلة عبر المدن، الغابات والصحارى، مع لمسة سينمائيّة تربطهم بسلاسة مع بعضهم البعض.
تم تأليف ألحان الألبوم الموسيقي “Quest”، ما بين نيويورك، القاهرة، بيروت وبرلين من قبل ليتي النجّار، عازفة ناي ومؤلفة موسيقيّة ولدت في ضواحي أمريكا لوالديْن مهاجريْن من مصر والمكسيك. حيث طوّرت ليتي إلى جانب المنتج خليل شاهين مقطوعات الألبوم الموسيقيّة كلّها، والتي تحكي كل منها جزءًا من قصّة عالميّة للموسيقى مع أصوات معاصرة متأثرة من موروث الشرق الأوسط واللاتيني، بالإضافة إلى فناني البوب الكلاسيكي، الفانك، الروك والجاز، الحاضرين دومًا في الخلفية الموسيقيّة.
الموسيقى كاسرة القيود
تأثرت ليتي النجّار من خبرة معيشتها في أمريكا، أوروبا والشرق الأوسط، ما بين الأعوام 2010 إلى 2018، حيث كانت شاهدة على ازدياد موجات عالميّة من رهاب الأجانب، أمن الحدود والعنف، التي اعتبرتها قيود ضد حق البشر في الحركة/ السفر، الحياة والتفكير خارج مفهوم الأمم والقوميات.
“يبدو أن القوميّة مهمّة جدًا، إذ أني عشت في أربعة دول تم تعريفي فيهن مباشرة على أنّي أجنبيّة، بما في ذلك الولايات الأمريكيّة المتحدة أينما وُلدت، حيث كان الاستفسار الأوّل الذي وُجه لي حول قوميتي”، تقول ليتي، وتتابع: “أنا أمريكيّة، ولكني مصريّة ومكسيكيّة أيضًا، لذلك تكون إجابتي معقدة نوعًا ما، ولكن ضمن طاقم فريق خارج الأمم، لدينا جميعًا إجابة متعددة الطبقات، حيث أنه تقريبًا لا يعيش أحد منا في المدينة التي وُلد فيها، لذلك جميعنا مهاجرين، في الوقت التي ما زلنا نحمل جوازات السفر التي تحدد الأماكن التي ممكن لنا العيش والعمل فيها واستخدامها للسفر من خلالها. نحن نعيش في عصر يمكننا فيه تبادل المعلومة ونقل الأموال بسرعة الضوء، لذلك نأمل بأن تنوّع موسيقانا قادر على لفت الانتباه لفكرة بأن أنظمة التصنيف العالميّة هذه، والتي تفيد وتضر مجموعات مختلفة من البشر اعتمادًا على موروثهم أو الأماكن التي وُلدوا فيها، قد عفا عليها الزمن”.
سيرورة التسجيل الموسيقي، رحلة أيضًا
إن سيرورة تسجيل الألبوم كانت بمثابة رحلة بحد ذاتها، ضمّت جلسات في بروكلن، برلين، بيروت والقاهرة. على الرغم من أن التسجيل الموسيقي كان مخططًا بأكمله لأن يكون في ستوديو ليلى في مصر، إلا أنه للأسف كان قد ألم حريقٌ في الستوديو في اليوم الأوّل للتسجيل. وفي غضون 12 ساعة، احترق الستوديو بالكامل، وتعرض لخسارة كبيرة شملت معدّات صوتيّة نادرة. كان الحادث صادمًا وحزينًا، لكن ما أدهش الفريق هو جهود طاقم ستوديو ليلى والموسيقيّين لإيجاد مكان آخر ووقت من أجل التسجيل في وقت قصير للحصول على النتيجة المثاليّة لهذه الرحلة والحاضرة في الألبوم الموسيقيّ.
إن التحدي المستقبلي للفرقة ضمن مشهد “الموسيقى العالميّة” هو أمام معايير موسيقيّين يقدّمون موسيقى من أجزاء غير- غربيّة في العالم، والتي تؤكد على الاختلاف في بلادهم الأصليّة، من خلال أداء تقليدي وعروض بصريّة غريبة. بدلًا من ذلك، تقدّم فرقة “Out of Nations” الموسيقيّة عروضها في ثياب “مستقبليّة”، أنيقة، تعكس عالم ما بعد القوميّات والمستقبل.
المقطوعة الموسيقيّة الأولى التي أصدرتها فرقة Out of Nations”” مستوحاة من الكلاسيكية المصرية “سلّم عليّ”، حيث أطلق عليها الفريق اسم “Sellem”، والتي حظت بمتابعة آلاف المستمعين وانتشرت بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعيّ. بعده، أُطلقت مقطوعة ” Fiebre” ، والتي حصلت على تغطية إعلامية مهمّة في Huffington Post و Worldbeat Canada. أما الإصدار الثالث، “Quest” فقد حصل على فرصة استماع عبر البرنامج الإذاعي The World والذي يقدّم ببثّ مشترك بين الإذاعتيْن BBC و PRI. كما وأن ريمكس “Sellem 2.1” بالتعاون مع فيروز كراوية، بقى واحد من 10 أفضل مقطوعات موسيقيّة شعبيّة في الشرق الأوسط من خلال موقع إذاعة “أنغامي” وقائمة “EDM Gone Arabic”للموسيقى على مدار 5 شهور.
من الجدير بذكره أن فكرة فرقة “Out of Nations”، مضمونها البصريّ والموسيقي تم إنتاجه من قبل خليل شاهين.