الانتحار المنطقي

محمود درويش

نسرين مغربي

كاتبة من فلسطين

يقول دستويفسكي معلّقا أن ما دفعه لإيراد هذه الرسالة هو كون الإيمان بخلود النفس أمراً ضرورياً وحتمياً. ويسمّي الادعاءات التي أوردها صاحب الرسالة "انتحاراً منطقياً"، لأنه بدون الإيمان بخلود النفس يكون الوجود البشري غير طبيعي، ومرفوض ولا يُطاق.

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

16/07/2019

تصوير: اسماء الغول

نسرين مغربي

كاتبة من فلسطين

نسرين مغربي

تحدث الفيلسوف كانط عما أسماه الشيء (Das Ding) والذي يعني العالم الحقيقي، لا العالم الذي نتلمسه بحواسنا، ونستنبطه بقوى إدراكنا. فنحن لا نستطيع إدراك غير عالم الظواهر، ولا مجال أمامنا لإدراك العالم الحقيقي  كما هو، والذي يسميه كانط الشيء بحد ذاته. وقد اقتبس عالم النفس الفرنسي لاكان فكرة الشيء (بمعنى الشيء بحد ذاته الكانطي)، ووظّفه في نظريته النفسية. وإذا عدنا لمعجم مصطلحات علم النفس التحليلي اللاكاني (من تأليف ديلان إفانس) نجد مفردة “الشيء” والتي يعني بها لاكان الـ Das Ding الكانطي، حيث ينص على أن الشيء عبارة عن مجهول لا يمكن إدراكه على الاطلاق. والشيء عند لاكان هو موضوع الرغبة، والتي هي أساسا الرغبة في إقامة علاقة محرّمة (مع الأم على وجه الخصوص).

لكن بما أن هذه الرغبة غير قابلة للتحقق فإن الذات تحافظ على مسافة ما عن الشيء. ورغم أن الذات تعتبر الشيء مفعماً بكل ما هو إيجابي ومشتهى تتوق إليه، إلا أنها إذا تجاوزت الحد وحققت رغبتها في الحصول عليه فإن إحساسها النفسي ينطوي على معاناة وألم، لأن الذات غير قادرة على تحمّل طبيعة الشيء، من هنا استدامتها في الدوران حول الشيء دون الوصول إليه. ولو أردنا إعطاء مثال على هذا الأمر يمكن الحديث عن خطيئة أوديب والتي تكمن في تجاوزه الحد وعدم الاكتفاء في الدوران حول الشيء، إنما “عَرِف” هذا الشيء بحد ذاته، وكانت النتيجة ألماً ما بعده ألم، أدت به إلى سمل عينيه. طبعاً هناك عدة نصوص أدبية تطرقت إلى هذه المحنة، أختار منها قصيدة “أوديب” للشاعر محمود درويش (من ديوان “هي أغنية.. هي أغنية”)، لنقرأ خاتمتها:

“أنا زوج أمي

وابنتي أختي

وتختي مثل عرشي، أوبئهْ

يا امرأهْ

يا معرفهْ

ما حاجتي لكما،

لماذا لم تموتا مثل موت الآلههْ

من أطلق الماضي عليّ كأخطبوط حول روحي التائههْ

من دسّ في خمري سموم المعرفهْ؟

ما حاجتي للمعرفهْ

ما حاجتي للمعرفهْ”

في ختام عدة أسطر يمكن سماع “آه” أوديب في التكرار الصوتي: أوبئهْ، امرأهْ، تائههْ، إضافة إلى الحرص على تسكين أواخرها، وتسكين كلمة معرفهْ المتكرر أربع مرات، مما يساعد على سماع هذه الآه أيضاً.

هذا بالنسبة للشيء، أما إذا تطرقنا إلى “نقيضه” اللاشيء فنجده موضوع الجزء الأول من فيلم الأنيميشين “كونغ فو باندا” (الفيلم من جانر أفلام “على عكس جميع التوقعات…”). يحكي الفيلم قصة باندا سمين و”مفركش” يعيش في قرية صينية هادئة، حيث تشاء الصدف أن يقع عليه الاختيار ليكون محارباً، وليتسلم لفافة سحرية تمنح قوة خارقة لصاحبها. المفارقة أنه عندما فتح اللفافة وجدها فارغة (“لا شيء” فيها). ومع تتابع أحداث الفيلم يتهدد القرية خطر على هيئة نمر أشوس يطمع في اللفافة نظراً للقوى الخارقة التي تمنحها. وبعد أن يفشل الباندا في دروس الكونغ فو التي أعطيت له ليكون محارباً جديراً بالدفاع عن القرية، فإنه يغادر القرية مع أهلها هرباً من النمر الشرير. وفي لحظة كشف يحاول والد الباندا مواساته بسبب الفشل الذي مني به، وبالتالي إقناعه بأنه خُلق ليعدّ الطعام تماماً كوالده صاحب المطعم. وللترويح عنه وتهيئته للمهمة فإنه يخبره بالوصفة السرية لحسائه الشهير ويعلن: “ليست هناك محتويات سرية في حسائي. المحتويات السرية لحسائي هي لا شيء. لجعل أمر مهم عليك فقط أن تؤمن أنه مهم.” عندها يفهم الباندا مغزى كون اللفافة فارغة، وهذا يعني أنه بقوة الإيمان بإمكان تحويل أي شيء عادي إلى شيء خارق. فاللفافة الفارغة (اللاشيء) أشبه بالإناء الفارغ وعلينا أن نملأه بما نشاء، القرار بأيدينا. فيعود الباندا بعد أن آمن بقواه ويحارب النمر، وينتصر عليه بقوة إيمانه وإسقاطاته النفسية.
 

kung fu panda

ونجد اللاشيء كفكرة إسقاط نفسي في قصيدة الشاعر محمود درويش “عن اللاشيء” (من ديوان “أثر الفراشة”):

“هو اللاشيء يأخذنا إلى لا شيء

حدّقنا إلى اللاشيء بحثا عن معانيه..

فجرّدنا من اللاشيء شيء يشبه اللاشيء

فاشتقنا إلى عبثية اللاشيء

فهو أخف من لا شيء يشيئنا

يحب العبد طاغية

لأن مهابة اللاشيء في صنم تؤلهه

ويكرهه

إذا سقطت مهابته على لا شيء

يراه العبد مرئياً وعادياً

فيهوى العبد طاغية سواه

يطل من لاشيء آخر..

هكذا يتناسل اللاشيء من لاشيء آخر..

ما هو اللاشيء، هذا السيد المتجدد،

المتعدد، المتجبر، المتكبر، اللزج

المهرج… ما هو اللاشيء هذا

 

ربما هو وعكة صحية

أو طاقة مكبوتة

أو، ربما هو ساخر متمرس 

في وصف حالتنا!”

اللاشيء في القصيدة هو المرآة الحيادية، وكل صورة تعكسها مصدرها المحدّق فيها. وكمثال يستلهم الشاعر العلاقة بين العبد والسيد (أو إجمالاً بين التابع والمتبوع)، فالسيد يبقى مُهاباً ومؤلهاً بسبب إسقاطات العبد النفسية عليه، لا بسبب خاصية جوهرية كامنة في السيد ذاته. لكن إذا أبصر التابع في مرآة إسقاطاته النفسية ما يلغي هذه المهابة فانه ينتبه إلى نفسه، ولا يعود يرى إلا اللاشيء الفارغ، فيتحوّل عن السيد. لكن هل تنتهي الأمور عند هذا الحد؟ قطعاً لا. ولأن خاصية الإسقاط جوهرية في نفسية العبد، فإنه يبحث عن سيد آخر يمارس عليه إسقاطاته، سعياً وراء لا شيء آخر. وبرأي الشاعر فإن قوة الإسقاطات النفسية شديدة فهي الباعث الأولي/الإله الذي يسيّر الفرد، حتى إنه يعدد “أسماءه الحسنى”: “المتجدد، المتعدد، المتجبر، المتكبر، اللزج، المهرج”. وفي الفقرة الأخيرة يقلّب الشاعر أفكاره في محاولة منه لتحري طبيعة هذا الإسقاط واللاشيء الحيوي، فيقول ربما هو “وعكة صحية” = أزمة نفسية، أو “طاقة مكبوتة” = قوة محرّكة في اللاوعي البشري، أو ربما هو “ساخر متمرس في وصف حالتنا” =مجرد لا شيء عبثي في ملهاة سلوك البشر وتصرفاتهم.

برأيي إن اختيار صناع فيلم “كونغ فو باندا” بفكرة اللاشيء المركزية فيه، للبيئة الصينية كمسرح للأحداث لم يكن عشوائيا. فالثقافة الصينية لا تنظر للاشيء كفراغ لا دور له، وهذا يظهر جلياً في الفيلم. أما الثقافة الغربية فأمرها مختلف. ويحاول الفيلسوف البريطاني ألان واتس تفنيد نظرة الغرب إلى اللاشيء، تمهيدا للإيمان بالنظرة الشرقية، حيث يقول  في إحدى محاضراته:

“ما يفتقر إليه المنطق الغربي هو فكرة أن اللاشيء هو شيء. قد يبدو الأمر مفارقة […] نحن نعتبر اللاشيء عديم التأثير، وكأنه غير مهم على الإطلاق، لكن حاولوا أن تتخيلوا كيف ستبدو السماء لو لم يكن هناك فضاء [فراغ]، وكذلك الأمر لو لم تكن هناك نجوم. يمكن أن نقول إن جميع النجوم ستكون محشورة معاً في كتلة واحدة. لكن حتى هذه الفكرة إشكالية، إذ كيف سترون حوافي الكتلة، وكيف ستعرفون أنها كتلة فعلا دون وجود فراغ حولها؟”

ويتابع:

“ما أريد قوله هو أنه إذا كان الفراغ ضروريا للمادة الصلبة، فإنه من الواضح تماماً أن اللاشيء ضروري لشيء ما. وإذا لم يكن بالإمكان وجود شيء دون اللاشيء، فهذا يعني أن اللاشيء حيوي، لأن هناك ما يترتب عليه. الفكرة الشائعة في الغرب هي أن اللاشيء يترتب عليه لاشيء آخر، أو كما تقول العبارة اللاتينية ex nihilo nihil fit، لكن هذا غير صحيح. هناك شيء يترتب على اللاشيء. وإذا كان هناك شيء يترتب على اللاشيء فهذا يعني أن هناك سراً في اللاشيء[…] إنها فكرة بسيطة جداً، وهي أنه من اللاشيء يخرج شيء حقيقي. إنه لأمر في غاية البساطة”.

العلاقة بين اللاشيء والشيء، اللذين يكملان بعضهما البعض، تضاهي فكرة اللاشيء (اللفافة الفارغة) في الفيلم والتي ترتب عليها شيء (الإيمان الذي أوصل إلى الانتصار). فثقافة الشرق، بخلاف الثقافة الغربية، تحمّل اللاشيء قيمة. اللافت أن قصيدة “عن اللاشيء” تسير وفق المنطق الغربي، فهي تبدأ بعبارة “هو اللاشيء يأخذنا إلى لا شيء”، وصولاً إلى عبارة “هكذا يتناسل اللاشيء من اللاشيء”، وهي ترجمة دقيقة للعبارة اللاتينية أنه من اللاشيء يخرج لا شيء.

ويبرز هذا الاختلاف بين الثقافتين الشرقية والغربية في رسالة تركها شخص قبل انتحاره، وأوردها دستويفسكي في كتابه “مفكرة أديب” (من اليوميات المؤرخة بـ “أكتوبر/ تشرين أول 1876”). ووصف صاحبها بأنه انتحر بسبب الملل، ولكونه من أتباع المنهج المادي. لكني وجدت فيها هذا الإحباط من اللاشيء والذي يعني الفناء والخواء. هذه مقتطفات من الرسالة:

“.. فعلاً، بأي وجه حق جلبتني الطبيعة إلى هذا العالم؟ بفعل أي قانون طبيعي أزلي؟ فأنا مخلوق يملك وعياً حقاً، لذلك كان بمقدوري إدراك مسألة الطبيعة هذه: بأي وجه حق خلقتني الطبيعة دون إذني؟ فأنا بطبيعة الحال كائن عاقل يملك وعياً، وأن تملك وعياً يعني أن تعاني، لكني لا أريد أن أعاني – لماذا أرضى بمعاناتي؟ الطبيعة تخبرني، من خلال وعيي، أن هناك تناغماً كلياً في العالم. الوعي البشري صنع من هذه الرسائل (التي أرسلتها) الطبيعة مختلف الديانات. إنه يقول لي إني – رغم إدراكي التام أنه ليس بمقدوري أن أكون شريكاً في هذا التناغم الكلي، بل وفهم دلالاته – مضطر للامتثال لهذه البشارة، والاستكانة لهذا الوضع، وتقبّل المعاناة كجزء من التناغم الكلي، والموافقة على البقاء على قيد الحياة. لكن لو كان الاختيار المنطقي بيدي، عندها كنت سأفضّل قطعاً أن لا أكون سعيداً إلا وأنا حي أرزق، أما بعد موتي فإن هذا الكل الكبير، بتناغمه وبالسؤال هل سيبقيان بعدي (أم لا)، ليس من المفروض أن يؤرقني، بل ولماذا أشغل نفسي أصلاً بالسؤال ماذا سيبقى من بعدي؟ ربما كان من الأفضل لو أني خُلقت كأي حيوان، أي بدون وعي ذاتي. وعيي نقيض هذا التناغم تماماً، أي أنه عدم تناغم، لأنه لا يمنحني السعادة. أنظروا فقط من هم السعداء الذين يرضون بالعيش، إنهم أولئك الذين – أكثر من غيرهم – يشبهون الحيوانات ومصنّفون بناءً على وعيهم الناقص. إنهم يرضون بالعيش شرط أن يعيشوا كالحيوانات: أي أن يأكلوا ويشربوا ويناموا ويعششوا ويتناسلوا […] أما أنا فأتساءل، ما الغاية؟ ما الغاية من محاولة تدبّر أمورنا في الحياة؟ ما الغاية من بذل مجهود كبير في محاولة الاندماج والتعايش مع بقية البشر بأسلوب منطقي وأخلاقي؟ ليس بمقدور أحد الإجابة عن هذا السؤال. الإجابة الوحيدة الممكنة هي “من أجل المتعة”. صحيح لو كنت زهرة أو بقرة، ربما كان بإمكاني أن أشعر بالمتعة بسبب هذه الأمور. لكن ليس باستطاعتي أن أكون سعيداً وأنا أعذب نفسي بهذه الأسئلة، لأنه حتى لو وُجدت سعادة غير مشروطة، ولو وُجد حب للغير، ولو وُجدت مشاعر محبة تغدقها عليّ البشرية، فكلي يقين أن جميع هذه الأمور ستتبخر غداً. من الجائز أن أصبح أنا وكل هذه السعادة، وكل هذه المحبة البشرية في لحظة عدماً ولاشيء، وأن تعود الفوضى التي سادت قبل نشوء الكون. بناء عليه ليس باستطاعتي أن أتقبّل أي صنف من صنوف السعادة – ليس لأني غير معني بها، وليس بموجب مبدأ ما أو لعناد فارغ، إنما ببساطة لأني غير قادر، ولأني لن أكون سعيداً تحت وطأة التهديد بالفناء القادم: أتحدث هنا عن إحساس عفوي ليس بمقدوري تجاوزه. لنفترض أني سأموت وستبقى البشرية جمعاء بعدي إلى الأبد، ربما في هذه الحالة بإمكاني أن أكون سعيداً، لكن ماذا بالنسبة لكوكبنا؟! إنه ليس أزلياً، بالتالي فإن زمن البشرية محدود تماماً كزمني. لذلك مهما كان وجود البشرية على وجه الأرض سعيداً ومنطقياً وأخلاقياً وعادلاً، قد تتحول هذه الأمور في الغد إلى صفر مطلق. لكن صدقوني رغم أن جميع هذه الأمور حتمية لسبب ما مجهول، بموجب قوانين طبيعية أزلية، كلية القدرة وفاسدة على نحو ما، إلا أن هذه الفكرة تحمل في طياتها ازدراءً أساسياً تجاه البشرية، ازدراء يجرحني جرحاً بليغاً شخصياً، بينما عدم القدرة على إلقاء اللوم على طرف ثالث يفاقم هذا الوضع الذي لا يطاق”.
 

دستويفسكي

يقول دستويفسكي معلّقا أن ما دفعه لإيراد هذه الرسالة هو كون الإيمان بخلود النفس أمراً ضرورياً وحتمياً. ويسمّي الادعاءات التي أوردها صاحب الرسالة “انتحاراً منطقياً”، لأنه بدون الإيمان بخلود النفس يكون الوجود البشري غير طبيعي، ومرفوض ولا يُطاق. عدم الإيمان بهذا الخلود جعل صاحب الرسالة يشعر بالإحباط الشديد، حيث نراه يردد كلمات كالفناء، والعدم والصفر المطلق، إضافة إلى اللاشيء. وبما أن من اللاشيء يخرج لا شيء كما تفيد العبارة اللاتينية التي أسست للفكر الغربي في هذا السياق، فإن الإنسان الغربي يشعر بانعدام الرغبة في الاستمرار في الحياة، إذا طرح أسئلة كالتي طرحها صاحب الرسالة. لكن افتراض خلود النفس الذي يؤمن به دستويفسكي حماه من هذا “الانتحار المنطقي” على حد تعبيره. ببساطة لأنه يضع بدل اللاشيء شيء (بدل الفناء الخلود)، وبالتالي يصل إلى المعادلة السهلة أنه من الشيء يخرج شيء، بمعنى أن الحياة (الشيء) همزة وصل إلى الخلود (شيء أيضاً). أما الفكر الشرقي فقد حلّ المعضلة وتفادى الاصطدام باللاشيء عبر احتوائه واعتباره شيئاً بحد ذاته. أو بالأحرى بواسطة هذا الربط الوشائجي ما بين الشيء واللاشيء كحالة لا تعني التناقض بأي حال من الأحوال، إنما التكامل ووحدة الأضداد، تماماً كالين واليانغ الصينيين.

الكاتب: نسرين مغربي

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع