يصف راز أعمال السطو على الممتلكات العربية من قبِل اليهود بالظاهرة “الفريدة”، لأن اللصوص كانوا مدنيين من اليهود الذين سرقوا جيرانهم المدنيين العرب. “لم يكن هؤلاء أعداء غير معروفين عبر البحار، لكنهم جيران الأمس”.
على أي أساس تدّعي أن هذا كان حدثاً فريداً؟ يخبرنا التاريخ أنه وخلال الحرب العالمية الثانية، قام عامة البولنديون بنهب ممتلكات جيرانهم اليهود الذين عاشوا بجوارهم بسلام لعدة قرون. قد يكون هذا رد على ادعائك بأنه حدث فريد من نوعه. أليست هذه الطبيعة البشرية؟
راز: “إن النهب أثناء الحرب ظاهرة تاريخية قديمة تم توثيقها في الكتب عبر آلاف السنين. لا يتحدث كتابي عن هذه الظاهرة بشكل عام، لكن عن الحالة الإسرائيلية-الفلسطينية العربية. كان من المهم بالنسبة لي أن أؤكد على أن نهب ممتلكات العرب كان حدثاً مختلفاً عن أعمال النهب التي تشهدها الحروب. على سبيل المثال، لم يكن هؤلاء جنود أمريكيون ممن يقومون بالاستيلاء على ممتلكات الفيتناميين. ولا هم ألمان على بعد آلاف الكيلومترات من وطنهم. هؤلاء مدنيون قاموا بسرقة جيرانهم الذين عاشوا في نفس شارعهم. لا أعني بذلك أنهم بالضرورة كانوا على علاقة وثيقة بأحمد أو نور الذين سرقوا ممتلكاتهم، لكن هؤلاء الجيران كانوا جزءاً من النسيج المجتمعي المدني المشترك.
“مثلاً، عرف اليهود من حيفا والمنطقة الذين سرقوا ممتلكات قرابة السبعين ألف عربي في حيفا السكان العرب الذين أغاروا على منازلهم. كذلك كان الحال بالنسبة لمعظم المدن والقرى المختلطة التي تواجدت على مقربة من تجمعات الكيبوتس والمستوطنات. يمتلئ الكتاب بأمثلة تشهد على حقيقة أن اللصوص كانوا يدركون مدى لاأخلاقية تصرفاتهم. إضافة إلى ذلك، عرف العامة أن أغلبية الفلسطينيين لم يشاركوا في أعمال القتال. في الحقيقة وفي معظم الحالات، حدثت أعمال النهب في الأيام والأسابيع التي تلت مغادرة وتهجير الفلسطينيين”.
لكنها لا تزال ليست الحالة الوحيدة من نوعها.
“بصفتي مؤرخاً، فأنا لا أناصر التاريخ المقارن، ولم أتوصل من تاريخ أعمال النهب إلى الكثير مما يمكن استخلاصه عن الحالة الإسرائيلية.”
راز: ” كان لأعمال النهب أثر، كان ولا يزال مستمراً على العلاقات بين الشعبين الذين يتشاركان هذه الأرض.”
ينتقل كتاب راز من حيفا إلى القدس، حيث استمرت أعمال النهب لعدة أشهر بحسب ما يقول. يقتبس جملة من يوميات موشيه سولومون وهو قائد سرية قاتل في المدينة: “لقد انجرفنا جميعاً بذلك، جنوداً وضباطاً. تملّكنا جميعاً نهم للسيطرة على الممتلكات. فتّشوا كل المنازل إذ عثروا في بعضها على الطعام وفي بعض آخر على ممتلكات ثمينة. أصابتني حالة الجنون أنا كذلك، وبالكاد تمكنت من السيطرة على نفسي. لا حدود لما يمكن للناس القيام به في هذا الصدد. ففي مواقف كهذه يبدأ الانحدار الأخلاقي والإنساني، وهنا يمكنك أن تدرك معنى أن تسود الضبابية على القيم الأخلاقية والإنسانية أثناء الحرب”.
يقول يائير غورين، وهو أحد سكان القدس أن البحث عن الغنائم كان مكثفاً. كان الرجال والنساء والأطفال يتدافعون في كل اتجاه كالفئران المخدرة. تشاجر الكثيرون فوق أكوام القطع للسيطرة على شيء أو أكثر، حتى وصل الأمر لحد إراقة الدماء في بعض الأحيان.
وصف إلياهو سيلا ضابط العمليات من لواء هاريل كيف تم تحميل آلات البيانو والمقاعد الذهبية والقرمزية اللون في شاحنات تابعة للجيش. “كان ذلك مروّعاً. شاهد المقاتلون جهاز راديو وقالوا: “أنا بحاجة إلى راديو”. ثم وقعت أعينهم على مجموعة من الأطباق وأدوات تناول الطعام. كان الجنود يقفزون على الأسرّة فيما خبأوا الكثير والكثير من الأشياء في معاطفهم.”
وصف ديفيد ويرنر سيناتور وهو أحد قادة تحالف بريت شالوم الذي يدعو للتعايش بين العرب واليهود في دولة واحدة وأحد كبار موظفي الجامعة العبرية في القدس ما رآه، فيقول: “عندما تمر هذه الأيام في أحد شوارع حيّ رحافيا الراقي القدس، فإنك ترى كبار السن والشباب والأطفال العائدين من القطمون وأحياء أخرى محملين بأكياس مليئة بالقطع المسروقة. تتنوع الغنائم: ثلاجات وأسرّة وساعات وكتب وملابس بما فيها الداخلية منها. يا له من عار جلبه علينا اللصوص اليهود. لقد تسببوا لنا بخراب أخلاقي. من الواضح أن هذا المستوى من الفجور الشنيع ينتشر بين صغار وكبار السن على حد سواء.
وصف إلياهو أربيل ضابط عمليات من لواء عتصيوني الجنود وهم ملفوفين بقطع السجاد الفارسي الذي كانوا قد سرقوه. في إحدى الليالي، صادف عربة مدرعة مشبوهة فقال: “اكتشفنا أنها مليئة بالثلاجات وأجهزة التسجيل والسجاد وكل ما يخطر على البال”. طلب منه السائق أن يعطيه عنوانه وأخبره أنه سيقوم بإيصال أي شيء يريده إلى منزله. يستكمل أربيل: “لم أعرف ما كان عليّ القيام به. هل أعتقله أم أقتله؟ أخبرته بأن يغادر بعيداً عني فانطلق بسيارته”. بعد ذلك، يستذكر أن جاراً له أخبر زوجته بتوافر ثلاجة بخيسة الثمن في أحد المتاجر. “ذهبتُ إلى المتجر لأجد سائق المدرعة هناك. قال لي: سأعطيك إياها بسعر خاص، مئة ليرة فقط.” فأجبتُه: “ألا تخجل من نفسك؟” فقال: “إن كنتَ غبياً فقط ستظن أن عليّ أن أخجل.”
أحضرتُ بعض الأشياء الثمينة من صفد. وجدتُ لسارة ولنفسي بعض الأثواب العربية المطرزة بغاية الروعة، وقد يكون بوسعهم إجراء تعديلات عليها من أجلنا. كذلك أحضرتُ ملاعق ومناديل وأساور وخرز، إضافة إلى طاولة دمشقية الطراز ومجموعة من أكواب القهوة الفضية المذهلة، وفوق كل هذا، حصلت سارة أمس على سجادة فارسية ضخمة جديدة وذات جمال لم أشهد له مثيلاً من قبل. بفضل هذه القطع، يمكن لغرفة المعيشة أن تنافس تلك التي يمتلكها أغنياء تل أبيب.
مقاتل بالماخ عن أعمال النهب في صفد
لا يوجد في كتاب راز سوى إشارات هامشية تشير إلى الظاهرة المعاكسة، كأن يقوم العرب بأعمال نهب لممتلكات يهودية.
كتبتَ في ملاحظة هامشية أن “العرب كذلك سلبوا ونهبوا خلال الحرب.” قد يتسائل البعض عن السبب الذي منعك من سرد أحداث السلب التي تعرضت لها ممتلكات اليهود في الدول العربية بعد أن هرب اليهود أو أجبروا على المغادرة منها. ألم يكن من المناسب أن تشير إلى ذلك؟
“هذا الكتاب وثيقة تاريخية وليس لائحة اتهام. دعني أخبرك بقصة. كنتُ مدعوّاً لإلقاء محاضرة في جامعة أرئيل في الضفة الغربية عقب نشر كتابي عن مجزرة كفر قاسم. في النهاية، سألني أحد الحضور الذي بدا أن ما قلتُه قد أثاره: “لماذا لم تكتب عن المجازر التي ارتكبها العرب ضد اليهود في الخليل عام 1929؟”. عنوان الكتاب هو “أعمال نهب اليهود لممتلكات العرب خلال حرب الاستقلال”، لا “أعمال النهب والسرقة في تاريخ الصراع الإسرائيلي-العربي منذ بداية توافد اليهود إلى البلاد وحتى خطة ترامب”.
“أعتقد أن أعمال نهب ممتلكات العرب أثناء الحرب حالة غريبة وفريدة، على الأقل فريدة بما يكفي لتأليف كتاب عنها. أعتقد أن لأعمال النهب هذه أثراً كان ولا يزال مستمراً على العلاقات بين الشعبين الذين يتشاركان هذه الأرض. بالاعتماد على الكثير من التوثيق، يوضح الكتاب أن جزءاً أصيلاً من الشعب اليهودي شارك في أعمال نهب وسرقة ممتلكات تعود لأكثر من 600 ألف شخص. لا يشبه هذا المذابح والسرقات التي قام بها العرب أثناء أعمال الشغب الفلسطينية. إن أعمال السلب التي تعرضت لها ممتلكات اليهود في البلاد العربية موضوع مدهش بحد ذاته، لكن لا علاقة له بموضوع كتابي، الذي حاولت من خلال قسمه الأول الحديث عن أعمال النهب كظاهرة اتسع انتشارها على مدار عدة أشهر، فيما يشرح جزؤه الثاني كيف تشابكت هذه الأفعال مع النهج السياسي”.
تقول في كتابك: “لا توجد مقارنة بين نطاق النهب الذي ارتكبه العرب وذاك الذي قام به اليهود”، وأن أعمال نهب العرب في معظمها حدثت على يد قادمين من دول مجاورة لا من السكان المحليين. ما هو أساس هذا التأكيد؟
“إنه أمر بسيط. فالسكان العرب هربوا أو هُجّروا في وقت قصير. لم يكن لديهم الوقت ولا القدرة على التصرف بخزاناتهم أو ثلاجاتهم أو آلات البيانو أو الممتلكات في آلاف المنازل والمتاجر التي تركوها وراءهم. هربوا على عجل وقد اعتقد أغلبهم أنهم سيعودون بعد وقت قصير. لقد تم إفراغ البلاد من السكان العرب في غضون أيام، ثم تحرك المدنيون والجنود بسرعة لنهب ممتلكاتهم.
حوّلت أعمال النهب اللصوصَ إلى متواطئين في الوضع السياسي، فأصبحوا شركاء سلبيين في النهج الذي وضع الأسلوب السياسي التي سعت إلى إفراغ الأرض من السكان العرب، مع اهتمام راسخ بعدم السماح لهم بالعودة
آدم راز
في ذات الوقت، شاركت القوات العربية المقاتلة التي لم يكن أغلبها من السكان المحليين في أعمال النهب، لكن على نطاق مختلف تماماً. لحسن الحظ، كانت مكاسب المقاتلين العرب قليلة جداً. تعرض كيبوتس نيتسانيم الذي سيطرت عليه القوات المصرية لأعمال نهب وتدمير واسعة النطاق. أشيرُ في أماكن معينة أن القوات العربية شاركت في أعمال السلب كما حدث في يافا ومستوطنة عتصيون. حتى القوات البريطانية كانت قد ارتكبت بعض أعمال السرقة وسط اضطرابات الإخلاء المتسرعة، لكن على نطاق مختلف. عليكَ أن تدركَ أن القوات اليهودية سيطرت على طبريا وحيفا والقدس الغربية ويافا وعكا وصفد والرملة واللد وعدد من البلدات الأخرى. في المقابل، سيطر المقاتلون العرب على كيبوتس ياد مردخاي وكيبوتس نتسانيم مستوطنة عتصيون.
“كان عدد سكان حيفا قبيل الحرب، على سبيل المثال، يقارب السبعين ألف يهودي إضافة إلى عدد مشابه من العرب. بعد السيطرة الإسرائيلية على الجزء العربي من حيفا، بقي قرابة الثلاثة آلاف وخمسمئة عربي في المدينة. تعرضت ممتلكات 66 ألف وخمسمئة عربي ممن تركوا المدينة للنهب على يد اليهود، لا على يد الأقلية العربية المهزومة والخائفة آنذاك”.
“ماذا حلّ باللصوص؟” توضح الوثائق الأرشيفية أن عدداً يتراوح بين مئات وآلاف القضايا وجهت الاتهامات ضد اللصوص المشتبه بهم سواءً كانوا من المدنيين أو الجنود. لكن راز يشير إلى أن “العقوبات كانت بشكل عام بسيطة، إن لم تكن سخيفة”، إذ تراوحت بين غرامة وستة أشهر في السجن”. على ما يبدو أن عدداً من وزراء الحكومة تشاركوا وجهة نظر راز وقتها، وذلك بحسب ما تكشفه مراسلات من عام 1948.
إذ كتب وزير العدل بنحاس روزن: “تعد كل الأحداث التي ارتكبت في هذه المنطقة عاراً على دولة إسرائيل، وما من رد مناسب من قِبل الحكومة”. فيما شكى زميله وزير الزراعة آهارون زيسلينغ أن “أكبر السرقات التي نوقشت في عدد من المحاكمات حصلت على أخف العقوبات.” في حين تساءل وزير المالية أليعازر كابلان “عمّا إذا كانت هذه الطريقة المناسبة لمواجهة السرقات وأعمال السطو”.
“انتقل الأفراد الذين أحضروا مركبات نقل من منزل إلى آخر حيث حمّلوا أثمن القطع: الأسرّة والمراتب والخزانات وأدوات المطبخ والأواني الزجاجية والأرائك والستائر وغيرها من الأدوات. عندما عدتُ إلى المنزل، تملكتني رغبة شديدة لسؤال والدتي عن سبب قيامهم بذلك، فهذه ممتلكات أشخاص آخرين في نهاية الأمر. لكنني لم أملك الجرأة الكافية لأوجه هذا السؤال لها. لطالما سكنني شبح مشهد المدينة الخالية والاستحواذ على ممتلكات سكانها والأسئلة التي بعثها كل ذلك فيّ.
فوزي الأسمر عن النهب في مدينة اللد.
في أعقاب مناقشة شاملة لأعمال النهب التي دارت في البلاد، يشير راز إلى التداعيات السياسية للحدث، فيكتب: “ليس الأمر متوقفاً على أعمال النهب، فالقصة سياسية”. ثم يتحدث عن “التسامح” الذي أبداه القادة السياسيون والعسكريون تجاه أعمال السطو، وقد بدأ ذلك ببن غوريون، بالرغم من عبارات الاستنكار في الأوساط الرسمية.
علاوة على ذلك، يقول راز أن أعمال النهب “لعبت دوراً سياسياً في تشكيل شخصية المجتمع الإسرائيلي. فقد سُمح بها دون تدخل، وهذه حقيقة تستوجب تفسيراً سياسياً.”
وما هذا التفسير برأيك؟
“كانت أعمال النهب وسيلة لتحقيق سياسة إفراغ البلاد من السكان العرب. بداية وبأبسط المعاني، حوّلت أعمال النهب السارقين إلى مجرمين. ثانياً، فقد حولت اللصوصَ الذين ارتكبوا أعمالاً فرديةً طواعية إلى متواطئين في النهج السياسي الذي سعى إلى إفراغ الأرض من السكان العرب، مع اهتمام راسخ بعدم السماح لهم بالعودة.
قد يكون هذا صحيحاً في بعض الحالات، لكن هل تعتقد أن شخصاً عادياً من المارّة الذين رأوا طاولة جميلة في أحد الشوارع قد فكّر وقال لنفسه “سأسرق هذه الطاولة حتى لا أسمح لمالكيها بالعودة لأسباب سياسية؟”
“لم يكن الشخص الذي قام بسرقة ممتلكات جاره واعياً للعملية السياسية التي كان متواطئاً في تنفيذها والتي تتمثل في منع عودة العرب. لكنك في اللحظة التي تدخل فيها إلى بناية جيرانك وتقوم بإزالة ممتلكات الأسرة العربية التي كانت تعيش إلى هناك حتى قبل يوم مضى، فلا تملك في تلك اللحظة مبرراً لعودتهم خلال شهر أو ربما عام كامل. لهذه الشراكة غير المقصودة بين النهج السياسي واللص الفردي أثر طويل الأمد. فلقد قامت بتعزيز الفكرة السياسية التي تبنّت الفصل العنصري بين الناس خلال السنوات التي تلت الحرب”.
دون تبرير ما قام به اللصوص، برأيك ما الذي كان عليهم القيام به بخصوص هذه الممتلكات؟ هل كان عليهم إرسالها إلى الصليب الأحمر؟ أو ربما توزيعها على اليهود بصورة منظمة؟
“لا يجب أن نتساءل عما كنت أفضل أنا المؤرخ القيام به فيما يتعلق بممتلكات العرب. من الجنون أن أقدم النصيحة بعد مرور سبعين عاماً على ما حدث. يشير الكتاب إلى صناع القرار الذين كان لهم دور شديد الأهمية فيما يتعلق بما كان يحدث في ذلك الوقت، على المستويين الميداني والسياسي. اعتقدوا في ذلك الحين أن موافقة بن غوريون على أعمال النهب كان يهدف إلى خلق واقع سياسي واجتماعي معين، وأنه كان وسيلة بيد بن غوريون لتحقيق أهدافه تلك. يتمثل السبب في هذا النهج في حقيقة أن هناك فرقاً جوهرياً بين أعمال نهب جموع اليهود لممتلكات الفلسطينيين الذين تركوا منازلهم ومتاجرهم ومزارعهم، وبين سيطرة المؤسسات المخولة على الممتلكات. يختلف الأمر على نحو كبير سياسياً واجتماعياً.
“هذا بالضبط ما اعتقده منتقدو بن غوريون: أن أعمال النهب خلقت مجتمعاً فاسداً ووضعت خطوط الفصل التي رُسمت بين العرب واليهود. كان عدد من الوزراء وصنّاع القرار من معارضي أعمال النهب التي قام بها الأفراد، من ضمنهم وزير شؤون الأقليات بخور شالوم شيطريت وزيسلينغ وكابلان. فمن وجهة نظرهم، كان ينبغي تأسيس سلطة واحدة فعالة وذات قوة ملموسة، وذلك لجمع كل الممتلكات والإشراف على توزيعها والتصرف بها. عارض بن غوريون هذه الفكرة وقام بنسفها”.
ما الذي استخلصتَه بشكل شخصي من هذا البحث الشامل الذي قمت به؟ بعيداً عن التوثيق التاريخي وبشكل شخصي، كيهودي وكصهيوني؟
“تشكل أعمال النهب للممتلكات العربية والتآمر على الصمت حيالها أحداثاً يتوجب على المجتمع اليهودي والصهيوني الذي أنتمي أنا إليهما الاعتراف بها والتصالح معها. في هذا السياق، يقول مارتن بوبر في رسالة كُتبت في تلك الفترة: “لا يمكن تحقيق الخلاص الداخلي ما لم نقف وننظر في وجه الحقيقة المقيت”.