تشهد فلسطين التاريخيّة، من النهر إلى البحر ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش، في أيامنا هذه، زخماً ثورياً لا مثيل له على مدار العقود الثلاثة الماضية، وإن دل ذلك على شيء فإنه يدل أولاً على طبيعة الشعب الفلسطيني الثائر، الذي يتوق منذ ثلاث وسبعين سنة، هي عمر النكبة، إلى حريته وخلاصه من الاحتلال الإسرائيلي والعودة إلى تراب الأجداد والآباء. ولأنّ فلسطين أرضاً وشعباً وقضيةً وجغرافيا هي قضية العرب، كل العرب الذين لم يفقدوا البوصلة؛ بوصلة الحق والإنسانية، ننقل عبر “رمان” رسائل عدد من المبدعات والمبدعين من مشرق الأرض العربية ومن مغربها.
التشكيلي السوري فهد الحلبي (ابن الجولان المحتل): نخوض معركة الكرامة والمصير المشترك
نحن أصحاب هذه البلاد، نحن أهلها الأصليون الذين امتزجت دمائنا وعرقنا بترابها منذ آلاف السنين لتنبت زيتوناً وتفاحاً وزعتر. تاريخنا مشترك، حاضرنا ومستقبلنا مشتركان، ومنذ القدم كنا وما زلنا يدا واحدة نقارع الأعداء وندافع عن وجودنا، وها نحن اليوم نخوض معركة الكرامة والمصير في القدس وغزة والجولان وكل بقاع فلسطين المحتلة ضد الكيان الصهيوني الذي اغتصب بلادنا ويريد محو هويتنا بل تهجيرنا وإلغاء وجودنا. ولكن هيهات له أن يحقق ذلك، فالشعب الفلسطيني في القدس وغزة وعلى كامل تراب فلسطين انتفض مدافعاً عن عروبة القدس وحق سكانها الأصليين في الشيخ جراح وكل أحيائها بملكية بيوتهم وأرضهم التي ورثوها عن الأجداد منذ آلاف السنين. انتفض الشعب الفلسطيني في كل فلسطين نصرةً لأبطال القدس المغاوير الذين يسطرون بأجسادهم العارية أروع ملاحم البطولة والفداء.
انتفض كل الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ليلغي الحدود المصطنعة والتاريخ المزيف الذي صنعه الكيان الصهيوني منذ احتلال فلسطين، وتأسيس كيانه الغاشم. وفي الجولان السوري المحتل كان لنا شرف التضامن مع شعبنا الفلسطيني لأنّ قضيتنا واحدة وعدونا واحد ومصيرنا مشترك. وبرغم الإمكانيات البسيطة المتاحة للتعبير عن التضامن إلّا أنه يبقى واجباً إنسانياً ووطنياً ومساهمةً رمزيةً في الوقوف بوجه غطرسة الاحتلال وقطعان المستوطنين الذين يتكالبون على نهب بيوتنا، وممتلكاتنا وأرضنا.
انتفاضة الأقصى الثانية بجبروتها وسلميتها عرت كل المراهنين على أوهام السلام الكاذبة والمسار التفاوضي الفاشل الذي بدأ منذ أوسلو ولم يجلب للقضية الفلسطينية إلّا الخراب والويلات. شابات وشباب القدس الشجعان كشفوا ويكشفون الوجه البشع للاحتلال الإسرائيلي، لعل أنظمة العار العربية اللاهثة وراء التطبيع تتعظ وتغلق سفارات الكيان الصهيوني في عواصمها. وأخيراً تبقى القدس وكل فلسطين بوصلتنا ورمز نضالنا المشترك من أجل الحرية والاستقلال. المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى والحرية للأسرى.
القاص والكاتب الصحفي المصري أحمد الخميسي: برشقاتهم يفتح الفلسطينيون للنور بوابات كبرى
أود هنا أنا أشكر الشعب الفلسطيني البطل الذي يتضامن مع العرب جميعاً ويمنحهم الأمل في أنّ المقاومة ممكنة، وأنّ الحرية قريبة، وحين يرشق الفلسطينيون جنود الاحتلال بالحجارة فإنهم يرشقون اليأس ويمزقون العتمة في نفوس ملايين العرب، ويفتحون للنور بوابات كبرى.
هناك مستويات عدة للإعراب عن محبة فلسطين، المستوى الخاص بقضية عادلة لشعب قاتل بلا توقف على مدى أكثر من مئة عام، وما زال يقاتل من أجل استعادة وطنه. أما المستوى الثاني الأخطر والأعمق فهو الوعي بأنّ الكيان الصهيوني عدو مشترك، وأنّ الذين يخططون لتهويد حي الشيخ جراح، هم الذين يخططون لتعطيش الشعب المصري ببناء سد أثيوبي، وهم الذين يقصفون سوريا بالطائرات، والذين شاركوا في تدمير العراق، واحتلال جنوب لبنان. لذلك فإننا حين ندافع ونتحمس ونعشق الحرية الفلسطينية إنما ندافع ونتحمس لحرية الشعوب العربية كلها من قبضة القاعدة العسكرية، التي أطلقوا عليها اسم “دولة”، ومن حضور الجنود المرتزقة الذين أطلقوا عليهم اسم “شعب”.
إننا لن نغفر شيئاً، ولن ننسى أحداً من شهدائنا في فلسطين، وسنظل ننظر بإجلال ومحبة لنضال الشعب الفلسطيني الذي ضرب أروع الأمثلة في الجسارة والشجاعة وقاتل بالبنادق، وبالحجارة، وبالهواء، وبصدور أبنائه عارية مشرعة ضد الغزو والاحتلال.
ما من قصيدة تفي كل تلك البطولة حقها، وما من كلمات، لكن اعلموا أننا بكل ما لدينا نقف إلى جواركم، ونشد على أياديكم، حتى لو أعاقتنا ظروف بلادنا عن التعبير عن كل ذلك، أنتم من تهبون الحرية للعرب جميعاً، وأنتم من تمنحون كرامة الفارس للإنسان، وأنتم يا من لا تملكون شيئاً قد منحتونا كل شيء: الحلم، والشعور بالعزة، والأمل في الغد، واليقين أننا كنا ومازلنا على حق عندما تشبثنا بأنه لا مكان لإسرائيل بيننا ولا بقاء لها، وستظل صوركم محفورة في القلب مثل وسام للمشاعر الحرة. عاش كفاحكم، وعاش نضالكم، يا شعب الجبابرة العظيم.
القاصة والروائية التونسية حفيظة قاره بيبان (بنت البحر): تحية لهبة أصحاب الحق في زمن العار
كعادة السرطان الإسرائيلي، يختار شهر رمضان المبارك، شهر الدين والتقوى، لينشب مخالبه الدامية أكثر في الجسد الفلسطيني، وليعلن هجمته الأخيرة على غزة والقدس وعلى حي الجراح، مغتنماً انشغال العالم بأوبئته. يومض في الذاكرة ذاك التقرير المخيف، التقرير السري الذي أعلنته مؤسسة القدس العربية والذي جاء رغماً عني متخللاً السرد في روايتي «العراء» (2012)، عن البرنامج الصهيوني للاستيلاء على الأقصى وبناء الهيكل المقدس مكانه.
في هذا الزمن العار، زمن التطبيع العربي المخزي، والثورات العربية المهدورة والمسروقة، والوباء المستشري الشاغل كل إنسان بمخاوفه، ينفرد القتلة بغزة الأبية وبحراس الأقصى من أحرار المدينة المقدسة وأبناء حي الجراح، لإعلان سطوتهم على الأرض وتهجير المقدسيين أصحاب الحق والتاريخ.
في هذا الزمن العار، يتناسى العرب مقولة زعيم الصهاينة، مناحيم بيغين، المأثورة لديهم: “لا ينبغي أن تأخذكم بهم شفقة طالما أننا لم نقض على ما يسمى بالحضارة العربية التي سوف نبني حضارتنا الخاصة على أنقاضها”. ولكن، حين يتحدى أصحاب الحق القوة الغاشمة ويهبون، من كل الأجيال، متحدين، محتشدين، صارخين عالياً، مقاومين بكل الطرق الممكنة، يرتبك الأعداء وينكمشون على جرائمهم المعلنة والخفية، أمام الصور والفيديوهات الناشرة جرائمهم للعالم.
هذا ما أثبته المقدسيون وأهل حي الجراح وأحرار فلسطين في كل مكان، في هبتهم النارية الأخيرة، ضد التهجير وتخريب الديار لإتمام المخطط الصهيوني الرامي إلى ابتلاع كل فلسطين ومد أيادي الأخطبوط السرطاني من الماء إلى الماء. إنّ فضح المشروع الإسرائيلي المتنكر بزيفه وأكاذيبه، وإدانة جرائمه المتواصلة والمتسارعة، لهو من أوكد الواجبات على كل إنسان حر. كما أنّ الفن بكل أنواعه، إذ يحمل قضية الحق الإنساني، بعمق وجمالية، يصبح سلاحاً أخطر أحياناً من البندقية، إذ يصل أعماق كل إنسان ويحقق التعاطف والمساندة التي يحتاجها أهل الأرض ويخشاها الاستعمار الصهيوني.
طريق شاق، طريق الجهاد والمقاومة للظلم الغاشم، بكل الطرق المشروعة، لا مناص منه. طريق يشقه أبناء فلسطين والقدس، أطفالاً وشباباً، كهولاً وشيوخاً، لحماية الأقصى والذود عن الأرض، يدعونا جميعا إليه -علنا نستعيد بعض كرامة عربية مداسة- ولكنه يضيء بعض ظلمة واقعنا بشرف المقاومة الواعدة بنصر لن يخيب مهما طال انتظاره.
الروائي السوداني حامد الناظر: صمود أسطوري باعث على الأمل
لا ينبغي بأي حال أن تؤثر أوضاع الأنظمة العربية وضعفها البائن بخصوص التعاطي مع القضية الفلسطينية، وما أحدثته موجة التطبيع الأخيرة على اتجاه البوصلة، إذ لا توجد في التاريخ الحديث قضية أكثر وضوحاً وعدالة من القضية الفلسطينية في كل مظاهرها. إنها قضية إنسانية في المقام الأول، وهي كذلك قضية الاحتلال الوحيدة المتبقية من دون حل أو أفق في القرن الحادي والعشرين، بكل ما تتضمنه من تهجير وسلب للحقوق وممارسات عنصرية وانتهاكات واضحة وضوح الشمس لا لبس فيها ولا جدال. لذلك كله لا ينبغي أن يقلل ضعف النظام الرسمي العربي من إظهار تضامننا الشعبي الواسع مع الشعب المضطهد في فلسطين المحتلة، ولاسيما المثقفين والكتّاب على اختلاف مدارسهم الفكرية ومواقفهم الأيديولوجية ونظرتهم إلى الواقع الفلسطيني وتقسيماته المختلفة، هذه مجرد تفاصيل لعنوان عريض هو حق شعب محتل في التحرير وفي حياة كريمة، فينبغي أن نركز في العنوان ولا ننشغل بالتفاصيل.
مشاهد السكان المقدسيين في حي الشيخ جراح وهم يدافعون عن بيوتهم وأرضهم وجذورهم وذكرياتهم التي تمتد إلى ما هو أبعد في الزمان من تاريخ نشوء الكيان الإسرائيلي نفسه، وكذلك صمودهم الأسطوري على بوابات المسجد الأقصى وساحاته وهم عزّل في مواجهة مستوطنين مستفزين تحميهم شرطة الاحتلال المدججة بأدوات القتل والقمع لهي مشاهد باعثة على الأمل، وتستحق منا الدعم والتشجيع إن لم نكن نملك أكثر من ذلك.
لن تموت هذه القضية ولن يفقد شعبها البوصلة طالما أنه يؤمن بحقه في أرضه ويدافع عن هذا الحق بمثل هذا الإصرار، وأنا ككاتب وكمثقف أدعم هذا الحق للأبد وبدون تحفظ، وأسجل تضامني معه للتاريخ.
الروائية الليبية كوثر الجهمي: يقاتلون في فلسطين نيابة عنا
حدث أن توقفنا عن شرح ما حصل، وما يحصل، للأجيال التي عرفت الحرب في أوطانها، ونال منها نزوح الربيع وتهجيره، أجيال عاصرت قنابل الهاون و”الآر بي جي”، أجيال تعرف كيف تميز بين رزم قنبلة آتية وماضية، أجيال حين تحدثها عن حرب في فلسطين تنظر إليك باستغراب: وما الجديد؟! فاتنا أن نشرح لهم الفرق بين الحرب القذرة التي تفتحت في ربيع أوطاننا، وبين الحرب المقدسة التي تدور رحاها هناك منذ ما يزيد عن نصف قرن، فاتنا أن نضع أيدينا على الجرح ونقول لهم: إننا فيما نقاتل بعضنا هنا وهناك لأجل قضايا هامشية بإمرة طلاب سلطة، فإنّ من يقاتل في فلسطين يفعل ذلك نيابة عنا، وباسمنا جميعا؛ قضية الفلسطيني ليست قضية منافع شخصية كما يحصل عندنا. وكُلّما كبر جيل جديد وهمّ بنسيان القضية، أو جهلها بقصد أو دون قصد من الجيل السابق؛ ارتكب المجرمون الصهاينة حماقة كبرى جديدة، جددت فينا الدماء، وذكرتنا بما نسينا، وعلمت هذا الجيل الجديد ما قد ينسى آباؤه تعليمه إياه. حماقاتهم تذكرة. نعمة. حماقاتهم هدية ينبغي شكرهم عليها؛ فقد تكفّلت بتوعية هذا الجيل الذي لا يعلم لما يكره آباؤه وأجداده هذا الكيان الدخيل الطفيلي! لولا حماقاتهم لما عرفنا عظمة الفلسطيني وفضله على من سواه، فهل نقول: “شكراً” أيها الصهيوني على هذه التذكرة، وعلى هذا الدرس العملي. ستمضي الأيام، وربما تبهت “الهاشتاقات”، ويفتر الوضع قليلاً في الظاهر بينما لا يفعل في بواطننا، لا نحن فقط، بل الجيل الجديد الطازج بأسره.
القاص والروائي اللبناني محمد إقبال حرب: أنتم ملح الأرض وصعيدها الطيب
أمة مريضة متهالكة أصابها الهوس فتداعى لها شيخ حكيم بمبضع جراح ماهر. وكأن الأمير حسام الدين الجراحي لم يتخذ زاويته في الجانب الشرقي من مدينة القدس عبثاً لتسعة قرون مضت. هناك اتخذ الزاوية الجراحية بعد طرد الصلبيين من القدس وهناك كانت هبة رمضان بوجه المستوطنين الذين استباحوا أرض فلسطين عامة والقدس خاصة منذ عقود تخاذل خلالها حكام العرب. تخاذلوا واختاروا بعد صراع مع الفناء التطبيع مع العدو العنصري الشرس والركوع في محرابه صاغرين. تخاذل العرب وتراكضوا لاهثين إلى أحضان العدو، بكّائين طالبين العفو ليحفلوا برضا الصهاينة فقدّموا المال، حلاله وحرامه في صفقة تخلّيهم عن أولى القبلتين وكامل فلسطين بشعبها وترابها وتاريخها.
ارتج على الشيخ الحكيم في قبره فارتعد مذعوراً ونهض من فناء متجلّياً في دماء أبناء حيّه “حي الشيخ جراح” في هبة رمضانية في وجه مستوطنين تعودوا على سرقة المنازل واخلائها من أصحابها بالقوة وتشريد العائلات تحت سمع المجتمع الدولي الذي يدّعي العدالة، وبمباركة الحكام العرب الذين أثبتوا “صهيونيتهم” أكثر من الصهاينة. وانتصر أبناء حي الشيخ جراح في هبتهم الرمضانية، هبة قوامها لهيب الإيمان وقوة الجذور المتشبثة بكل حبة رمل في فلسطين غير عابئين بمواقف التطبيع وانجرار زعامات العربان للسجود في محراب العدو صاغرين.
أيها الثوار العظماء هبتكم ليست فقاعة ماء، بل صاروخ انطلق بنبض قلوبكم الحيّة فزلزل كيان العدو. هبتكم هي حجر أساس لطرد هذا العدو رغم عتاده وعدته التي يُخفي بها جبنه. أنتم ملح الأرض وصعيدها الطيب الذي يتنفس حرية رغم كل أوبئة الخيانة والتآمر والعنصرية التي لوثت الأرض المقدسة.
القاصة والروائية المغربية زهرة رميج: القضايا العادلة لا تموت أبداً
عندما قرأت خبر القرار الذي أصدرته محكمة إسرائيلية بطرد الفلسطينيين من منازلهم في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وتهجير أكثر من خمسمائة مقدسي، عادت بي الذاكرة إلى التاريخ والبدايات الأولى لعملية الاستيطان التي قامت على تهجير الفلسطينيين وطردهم من منازلهم وقراهم ومدنهم. وتجسد أمام عيني العنف الهمجي الذي مورس على الفلسطينيين آنذاك، وأنا أشاهد في وسائل الإعلام اعتداءات المستوطنين على المقدسيين بالضرب والإهانة بتلك الطريقة العنصرية التي يمارسها رجال الشرطة البيض في حق المواطنين السود بأمريكا.
مشاهد مستفزة ليس لكل من يشعر بالانتماء إلى العروبة والإسلام فحسب، وإنما لكل حر يؤمن بالعدالة وبحق الشعوب في الدفاع عن أراضيها المغتصبة واستقلال أوطانها المحتلة. ووجدت نفسي أردد بغضب وأسى: “خلا لك الجو فبيضي واصفري!” ففي زمن تطبيع الأنظمة العربية مع إسرائيل، وفي زمن تشتت القوى السياسية الفلسطينية نفسها، يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تريد، وأن تفرض واقعاً جديداً على الأرض وخاصة في القدس قلب فلسطين النابض وعروس العروبة والإسلام في زمن غير بعيد.
ولكن، هل يتوقف نبض قلب فلسطين المقدس؟ وهل الشعب الفلسطيني الصامد الذي ضحى جيلاً بعد جيل بالنفس والنفيس، وتشربت أرضه دماءه الطاهرة يمكنه أن يسمح للتاريخ أن يعيد نفسه؟
إن انتفاضة المقدسيين وهبتهم المباركة، وتصديهم البطولي للمستوطنين وجنود الاحتلال، دليل قاطع لمن يتوهم أنّ القضية الفلسطينية ستنتهي بتطبيع إسرائيل مع الأنظمة العربية. فالقضايا العادلة لا تموت أبداً، والحق لا يضيع ما دام وراءه مطالب. ولنا في التاريخ الكثير من الأمثلة.
وها هي انتفاضة المقدسيين تنتقل إلى الفلسطينيين في كل مكان، وتوحد من تفرق من القوى السياسية في مواجهة التهجير والاستيطان، وتنتقل إلى الشعوب العربية وتجعل القدس تستوطن القلوب من جديد وبقوة. وبصفتي مواطنة مغربية عربية أعلن تضامني المطلق مع سكان حي الشيخ جراح في تشبثهم ببيوتهم ورفضهم سياسة التهجير. وأبارك للشعب الفلسطيني هذه الانتفاضة العادلة التي أتمنى أن تحقق ما لم يتحقق من قبل ألّا وهو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بالمعنى الحقيقي للكلمة. عاشت فلسطين حرة أبية، وعاش الشعب الفلسطيني الصامد.