القاتل:
في قاع المدينة
ظلٌّ قصيرٌ يرتفع
ليُمسكَ بي.
ظلٌ أبيضُ في وجهٍ أبيض
يومَ خُلع الوجهُ عن رأسِ صاحبه
بدا دمٌ كالذي تلطّخت به قبعتي
يومَ كنتُ شاهداً على الانفجار الأخير.
***
في منزل محمد ناصر الدين:
أن تنام
واضعاً رأسك في كتابٍ
تأكد
أنّك استيقظت
ولا زال معلقاً بجسدك.
***
هروب:
متعكّزاً
على مدينةٍ ضخمةٍ من الدم
هارباً
من آخر صوتٍ بربريّ
رأيت وجهي
ما قيلَ عن أحلامي
هشّمتهُ مسافة الطريق.
***
تواتر أفكار شرّيرة:
في هذه المدينة
آخذ رأسي
وأضعه في عربةٍ عتيقة
وأتركها تكرجُ عن الدرج.
***
إيروتيكا:
الفراش
ليست حيث أستريحُ فقط
بل هي فمٌ
يجيدُ ابتلاعي
فيما يدخلُ البرغي بالعزقة.
***
ميادة بسيليس:
الله من يغنّي
وليس ذاك التلفون المشلوح كالبنطال فوق السرير
***
حرب 1:
ببطءٍ
سحبتُ آخر ورقةٍ في الكراس
تأمّلت خطوطها كثيراً
كثيراً
وضعتُ نقطةً عليها
ورميتها.
***
حرب 2:
أؤدي تحيّة للدخان
وأعزمه إلى الحفرة
التي تتسعُ بأياديها الضخمة
للحرب
وفيها أواري عليهما ريش البجع المقتول.
***
في جبل محسن:
أمشي بسرعةٍ
لكنّ وجهي يبقى سابقني
لا أشعر بذلك لكن ألج أقرب مقهى شعبي
***
إيروتيكا 2:
كمتمرّنٍ على تسلّقِ الوجوه
أسقطُ وتراني
أعلو وأحترق
***
تدوير:
أفكّر بالانتحار كقط
بالتسلّق كجثّة
بالنوم كسمكةٍ
بالإفاقة ككوالا
***
توحّدٌ ليلي:
شبحٌ سريعٌ
يلتقطه الفلاش في كاميرا التلفون
ليقول
إنّي بالقرب من مغارة الذئب
“خرج خلسة”…
قالت ذلك لمبات البلدية النائمة
والسيارات المركونة
تحتَ ظلّ الطريق.
***
حرب 3:
بقي الدم
وقد لعقته الحصى
ولم يلتفت
حتى للجثّة.
***
إيروتيكا 3:
أمرّ تحت شرفة جارتي
الجلدُ ما زال قابلاً للعرك:
أغنّي.
***
بطاقةٌ هويّة:
غريبٌ
مملوءٌ بالمدن.
***
حرب 4:
تمثال
يركضُ
حاملاً ثقوبه.
***
درس الفيزياء الممل:
منذ سقطت التفاحة
فوق رأس نيوتن
والفلاح الذي رآه
يلعن جدّه
الذي زرع الشجرة.
***
خطابُ القائد:
ممنوعٌ علينا الغناء
ممنوعةٌ علينا لعبة طرنيب
نتخطى فيها ال 32
ممنوعٌ علينا ال PUB
وقناني البيرة الرخيصة
ممنوعٌ علينا
في هذا الشتاء
إعطاء ظهورنا للتلفاز
وصدورنا للمدفأة.
***
تابوت الفراهيدي:
وطأةٌ خفيفةٌ
للحوافر
ترتفع على الرملِ ولا تتحرك
هل من ضرورةٍ
للمزيد من الأغاني؟
***
إهدن آخر الصيف:
وخيّل لي
أنّ الله خياطٌ شعبيٌّ
بالغيمِ يفصّل كنزاتنا
وبنطلوناتنا
وأصواتنا.
***
الطريق:
مدركةٌ تماماً
أنّ الأحذية شكلُها الحقيقي
ركضاً – مشياً – زحفاً
تشقّها.
***
أنتِ:
تدخلين إليّ كسريرٍ يستريح فوق جلدي.
***
الأب:
كمدفعٍ دون بارود
لسانُهُ يمتدّ كسوطٍ فوق رأسي
كلامه مضحكٌ
كلامهُ وجهه.
***
خاتمة:
أفتح آخر قنينة فودكا
ولا ألحسُ حتى غطاءها.
***