يعود افتتاح المكتبة الخالديّة في مدينة القدس المحتلّة إلى عام 1900، ما يجعلها واحدة من أقدم المكتبات في فلسطين والعالم العربي، وكان أهم ما يميّزها أنها المكتبة العمومية الأولى التي أسّسها أبناء البلد الأصليون. ويجمع المؤرخون والباحثون الفلسطينيون والعرب على أنها “أجلّ وأعظم المكتبات في القدس بل في كل فلسطين”.
ورد ذكر المكتبة الخالديّة، في العديد من المؤلّفات الحديثة والمعاصرة، وآخر هذه المؤلّفات كتاب أنجزه المؤرّخ والأكاديمي الفلسطيني البروفيسور وليد الخالدي، بعنوان «المكتبة الخالديّة في القدس، 1720م – 2001م»، الصادر في العام المنصرم بطبعة ثانية، عن مؤسّسة الدراسات الفلسطينية بالتعاون مع المكتبة الخالديّة. والذي صدرت طبعته الأولى عام 2002، بمناسبة “مئوية المكتبة الخالديّة”؛ وهو في الأصل مقدّمة لكتاب «فهرس مخطوطات المكتبة الخالديّة»، الذي قام بإنجازه الباحث الفلسطيني الدكتور نظمي الجعبة(أستاذ التاريخ في جامعة بيرزيت). وقد تزامن صدور الطبعة الثانية مع صدور نسخة منه باللغة الإنكليزية.
محاولات صهيونية متكرّرة للاستيلاء على المكتبة
يتّبع صاحب «قبل الشتات: التاريخ المصوّر للشعب الفلسطيني 1876 – 1948»، في كتابه التوثيقي الذي نستعرضه، والذي جاء في 87 صفحة (من القطع المتوسط)، ظروف تأسيس “الخالديّة” كمكتبة عمومية وتطوّرها، وأبرز التغيّرات التي مرّت بها في مراحل من تاريخ فلسطين الحديث؛ مثل النكبة عام 1948، ثمّ احتلال “إسرائيل” لشرقي مدينة القدس عام 1967، مُسّلطاً الضوء على ما حلّ بها حتى عام 2000، وكيف قامت “جمعية أصدقاء المكتبة الخالديّة” وأفراد من العائلة بحفظ هذا الموروث وتطويره. ففي العام 1900 كانت المكتبة، تضمُّ ما يزيد عن الألف وخمسمئة كتاب، غير أنّ تاريخها يعود إلى ما قبل ذلك بقرابة قرنين؛ حيث شُرع في تجميع أوّل نواة لمخطوطاتها عام 1720.
ووفقاً للمصادر التاريخية، التي يشير إليها المؤلّف، فإنّ نواة المكتبة الخالديّة تأسّست على يد؛ مؤسّسها محمد صنع الله الكبير (1139هـ/1726م)، بموجب حجة وقف حرّرت العام 1113هـ/1720م. ويذكر البروفيسور الخالدي، في الكتاب، أنّ المكتبة، التي تقع في قلب البلدة العتيقة، على مقربة من الحرم الشريف من الناحية الجنوبية من طريق باب السلسلة، وتُطلّ على حيّ البراق وحيّ المغاربة السابق، مرّت بأطوار مختلفة في الفترة الواقعة بين عامي 1900 و1967 حيث بات أهم عدوٍ لها، هو الاحتلال. مشيراً إلى أنها مرّت منذ عام 1967 في ثلاثة أطوار: أوّلها: من 1967 إلى 1982، وفيه جابهت المكتبة محاولات صهيونية متكرّرة لمصادرتها أو الاستيلاء عليها. ثانيها: من 1982 إلى 1990، وفيه خاضت “الخالديّة” معارك قضائية في المحاكم الصهيونية دفاعاً عن حقوقها ووجودها. وثالثها: من 1990 إلى يومنا الحاضر (تاريخ صدور الطبعة الأولى 2002)، وقد شهدت هذه الفترة بروز “جمعية أصدقاء المكتبة الخالديّة”، وقد تبنت هذه الجمعية برامج طموحة للحفاظ عليها وتنميتها.
ويعد الطور الأول (1967 إلى 1982) أقسى الأطوار وأخطرها، ذلك أنّ سلطات الاحتلال الصهيوني فور احتلالها لشرقي القدس أخذت في مصادرة الأحياء الإسلامية الواقعة في الجنوب الشرقي من البلدة القديمة مقابل حائط البراق الذي يعتبره اليهود حائط مبكاهم. وكان طريق باب السلسلة، حيث تقع المكتبة على جانبه القبلي يحدُّ هذه الأحياء المصادرة من الشمال، وشرعت سلطات الاحتلال لتوها في هدم وجرف أحد هذه الأحياء بكامله وطرد سكانه منه وهو حيّ المغاربة، وهو الأقرب إلى كلٍ من المكتبة الخالديّة وحائط البراق، وكان الملك الأفضل ابن صلاح الدين الأيوبي قد وقف بعضه لجهة البِر سنة 589هـ/1193م. ووقف معظمه لاحقاً سنة 720هـ/1320م على الحُجاج المغاربة المجاورين للمسجد الأقصى أحد حفدة أبي مدين شعيب بن الحسين المغربي، الغوث، القطب التلمساني، (ت 594 هـ/1198م)، وكانت معظم منازل الأحياء المصادرة تابعة لأوقاف العوائل المقدسية الإسلامية، وبلغت “حصة” آل الخالدي من الخسارة الجماعية ما ينيف عن 40 عقاراً من منازل وشقق ودكاكين استولى الصهاينة عليها. وقد شمل قرار المصادرة مبنى المكتبة ذاته واحتلّ الجنود الصهاينة الطابق العلوي الشرقي المطلّ على ساحتها والتابع لأوقاف العائلة أيضاً، وألصق على بابها بيان المصادرة باعتبارها من أملاك الغائبين. ولم يكن متولّي الأوقاف العائلية المهندس عادل بن حسين فخري حينذاك في القدس، فقام مقامه حيدر الخالدي، وتمكّن حيدر بمفرده وبما منّ الله عليه من قوة الإيمان والعزيمة وبما لديه من وثائق، من التصدي لقرار المصادرة وإثبات بطلان الادّعاء بكون المكتبة من أملاك الغائبين؛ فأنقذ بذلك المكتبة من ضياع محتوم.
ولم تنته المحاولات الصهيونية للاستيلاء على المكتبة بالطعن المرفق في الادّعاء بكونها من أملاك الغائبين. فمنذ أواخر السبعينات أخذ مدنيون من اليهود يحلّون تدريجياً مكان الجنود الصهاينة المحتلّين للطابق العلوي الشرقي المشرف على ساحة المكتبة. وتبيّن بعد فترة أنّ هؤلاء هم طليعة تلاميذ مدرسة تلمودية (ياشيفا بالعبرية) تابعة لحركة دينية من غلاة الغلاة على رأسها كبير حاخامي الجيش الصهيوني سابقاً الحاخام غورين. وما هي إلّا بضعة أشهر حتى بوشر في أعمال بناء محمومة أخذت بتشييد طابق ثالث فوق الطابق العلوي الشرقي المحتلّ، ثم بالالتفاف من حول ساحة المكتبة من الناحية القبلية وبناء جناح ثانٍ للمدرسة التلمودية أخذ يعلو شيئاً فشيئاً فوق حائط الساحة من هذه الناحية، وقد رافق حركة البناء هذه قذف متراكم على ساحة المكتبة للردم الناتج عن البناء وقاذوراته.
ومع مطلع تسعينات القرن المنصرم وضعت “جمعية أصدقاء المكتبة الخالديّة” خطة ثلاثية أولى للسنوات (1991 – 1994)، وقد شملت هذه الخطة أعمالاً هامة منها: الترميم الكامل لمبنى المكتبة من الداخل والخارج في تربة بركة خان بطريق باب السلسلة في البلدة القديمة، ووضع فهرس علمي عصري لمخطوطاتها، وترميم المخطوطات ترميماً كاملاً، وتصويرها على الميكروفيلم.
وفي عام 1994، وضعت الجمعية الخطة الثلاثية الثانية للسنوات (1995- 1997)، وحظيت على منحة ثانية من مملكة هولندا للإسهام في تنفيذها، وقد شملت هذه الخطة أعمالاً هامة منها: ترميم مبنى كبير من مباني أوقاف العائلة في الجهة المقابلة لمبنى المكتبة على طريق باب السلسلة كملحق لها يخصّص لكتب المكتبة المطبوعة، وعلى أن تبقى المخطوطات في المبنى الأول، وأن تفرد في مبنى الملحق قاعة لعرض وثائق مختارة من موجودات المكتبة، وأخرى لعقد الندوات العلمية وإلقاء المحاضرات الخاصة بتراث القدس الإسلامي.
وفي مقالة له بعنوان «وليـد الخالـدي راهـب القضيـة الفلسطينية»، يذكر الباحث والكاتب الفلسطيني صقر أبو فخر، أنه “في غمرة مشاغله الكثيرة والمتشعبة، ظلت المكتبة الخالديّة في القدس هاجسه الشاغل. والمكتبة الخالديّة تضم أكبر مجموعة فلسطينية خاصة من المخطوطات العربية، علاوة على نحو ستة آلاف كتاب بالعربية والإنكليزية جمعها أفراد العائلة الخالديّة منذ القرن التاسع عشر، إلى جانب مئات الوثائق التي تعود، في معظمها، إلى الحقبة العثمانية. فبعد سقوط القدس في حزيران (يوينو) 1967 وقعت المكتبة الخالديّة تحت خطر المصادرة الإسرائيلية. وبمساعدة أفراد العائلة المقيمين في القدس وفي الشتات استطاع وليد الخالدي حماية المكتبة باللجوء إلى المحاكم، وتمكّن في سنة 1985 من تسجيل (جمعية أصدقاء المكتبة الخالديّة في القدس) كهيئة خاصة معفاة من الضرائب في ولاية ماساشوستس تحت إشراف مجلس أمناء خاص بهذه الهيئة”.
روحي ياسين الخالدي صاحب فكرة بعث المكتبة
جاء في العديد من المصادر التاريخية، التي يشير إليها الخالدي في الكتاب، عن مرحلة تأسيس المكتبة، نقلاً عن الحاج راغب بن نعمان الخالدي (1858 -1951)، أنّ الأديب العلامة روحي ياسين الخالدي (1864-1913) “همَّ بتأسيس مكتبة عمومية بالقدس الشريف، وأودع هذه الروح الشريفة في أفراد عائلته، ولكن في ذاك الوقت لم تساعده الأقدار لانشغاله في “دار السعادة” ـ أي استانبول ـ لتحصيل العلوم، ولكن أبقى تلك الروح تنمو في عروق بني مخزوم حتى أراد الله تعالى ويسر”، وهكذا يكون العلامة روحي ياسين الخالدي صاحب فكرة بعث مكتبة عمومية بالمعنى الحديث، وقد تلقف هذه الفكرة عنه الحاج راغب نفسه في العقد الأخير من القرن التاسع عشر الميلادي.
يتابع الحاج راغب روايته عن تأسيس المكتبة فيقول: “إنّ جميع المحل المتهدم الملاصق إلى تربة الأمير حسام الدين بركة خان وأولاده من أمراء المصريين هو تحت تصرف والدي الشيخ نعمان أفندي الخالدي الأزهري، وبعد وفاته بقيت على ما كانت عليه، ومنذ سنتين (أي العام 1898) كانت توفيت والدتي المرحومة السيدة خديجة خانم بنت السيد موسى أفندي الخالدي، القاضي عسكر سابقاً، فأوصت قبل وفاتها من مالها بمبلغ لعمارة تلك الخرابة وضمها إلى التربة وجعلها مكتبة”. وهكذا تكون السيدة خديجة من أبرز المساهمين في تأسيس المكتبة.
وما أن توافر المال للحاج راغب لعمارة المكتبة أسرع إلى استشارة كبير العائلة الخالديّة الحاج محمد ياسين وطلب معونته مادياً وأدبياً. “فشد أزرنا وأمدنا من إحساناته وإشاراته، فأسرعت لبنائها وعملت ما يلزم لها من الخزائن”. وبعد أن تم ترميم مبنى المكتبة وتجهيزها أخذ الحاج راغب يودع فيها ما كان العلامة روحي ياسين الخالدي قد جمعه من المخطوطات المتوارثة، ويضم إليها مما لديه ولدى سائر أفراد العائلة.
أكثر من 1200 مخطوطة عربية وإسلامية
تحتوي المكتبة على عددٍ كبيرٍ من الكتب ونوادر المطبوعات القديمة والمخطوطات النادرة بالعربية والفارسية والتركية في الآداب والتاريخ والجغرافيا وعلم الفلك والعلوم الدينية وغيره. وفي الكتاب، يشير المؤلّف، إلى وجود أكثر من 1200 مخطوطة عربية وإسلامية ثمينة بين جنبات المكتبة، يعود تاريخ بعضها إلى العام 1200 ميلادية، كما يصل مجموع كتبها، برغم ما ضاع أو سُرق أو أُتلف، حوالي 12000 كتاب.
وتذكر المصادر التاريخية أنه بُعيد افتتاح المكتبة الخالديّة حدث أن أقبل إلى القدس العلامة الشيخ طاهر الجزائري ناظر “المكتبة العمومية الدمشقية” منفياً من دمشق بأمر من السلطات العثمانية، وكان الشيخ طاهر “صديقاً حميماً” للحاج راغب. فطلب منه الأخير أن يساعده في تصنيف موجودات المكتبة وتبويبها، فاقترح عليه الشيخ طاهر دعوة صاحب جريدة «ثمرات الفنون» البيروتية، أبي الخير محمد محمود الحبال، وذلك للقيام بمهمة وضع برنامج (أي فهرس) للمكتبة، فكان أن دُعي الحبال وقام بمهمته وطبع الفهرس في القدس في السنة ذاتها (1318هـ/1900م) بعنوان «برنامج المكتبة الخالديّة العمومية». ويقول الحبال في مقدمته للفهرس إنه طلب إليه “ترتيب هذه الكتب وإفراد كل فنٍّ منها على حدة، وكتابة أسمائها على ظهورها مع وضع نمر لها… وقد أتممنا هذا الأمر في وقت قصير مع كثرة أشغالنا المهمة، ولهذا وقع فيه بعض أغلاط في الطبع وهي طفيفة لا تخفى على فطن، فمن رأى فيه (أي البرنامج) سبق قلم أو زلة قدم أن يسبل ذيل الستر حلماً وكرماً”.
ويبلغ مجمل عدد الكتب الوارد ذكرها في برنامج الحبال 1156 كتاباً (أي مجلداً)، منها حوالي 685 مخطوطاً والباقي مطبوع، يضاف إليها 24 كتاباً خطياً جمعها الشيخ طاهر الجزائري وأثبتها الحبال في مؤخرة البرنامج. ويضيف الحبال في ذيل البرنامج أنه “يوجد في المكتبة غيرها كثير (أي غير الكتب التي ذكرها) وضعناها على حدة وضربنا عن ذكرها صفحاً، إما لأنها مكررة، أو لكثرة وجودها بين الأيدي، أو لفقدان بعضها وضيق الوقت عن جمعها وتكميلها وسنثبتها إن شاء الله في الطبعة الثانية”.
ويذكر الدكتور نظمي الجعبة، في مقدّمة كتابه «فهرس مخطوطات المكتبة الخالديّة»، أنّ الشيخ راغب الخالدي استطاع بمساعدة كل من موسى شفيق الخالدي، وياسين أفندي الخالدي، من تجميع جزء ليس باليسير من مخطوطات وكتب هذه العائلة العريقة في بيت المقدس، وضم إليها بالإضافة إلى مجموعتهما، كلاً من مجموعة يوسف ضياء الدين الخالدي، نائب القدس في مجلس المبعوثان العثماني سنة 1878م (ت1324 هـ/1906م)، وروحي بك الخالدي الرئيس الثاني لمجلس المبعوثان العثماني سنة 1908 (ت1332 هـ/1913م)، وأحمد بدوي الخالدي، ونظيف بك الخالدي أحد مهندسي السكة الحديد الحجازية (1335 هـ/1916م). وسارع أفراد آخرون من أفراد العائلة، ومن علماء المشرق والمغرب بالتبرع بالمخطوطات والكتب، لإغناء المكتبة، وإعانتها على المضي قدماً في رسالتها النبيلة. ولم تفتقد الـمكتبة إلّا إلى مجموعة مهمة تعود إلى أحد أفراد العائلة، وهو الشيخ خليل الخالدي (ت1360هـ/1941م)، والذي كان رئيساً لمحكمة الاستئناف الشرعية في القدس. ومن المثير أنّ الشيخ خليل قد عُنيّ بالمكتبة الخالديّة خلال العقد الرابع من القرن الحالي، لكن ما سلم من مجموعته (360 مخطوطاً)، استقر في مكتبة المسجد الأقصى المبارك عندما تبرع بها أحد ورثته إلى الـمكتبة الـمذكورة عام 1979″.
ومن أشهر مخطوطات المكتبة، التي كتبت بخط مؤلّفيها نذكر: «قصص الأنبياء» لإبن أبي عدسة القدسي (كتبه سنة 856 هـ/1452م)، و «جلاء الأفكار في سيرة المختار» للبلبيسي (كتبه سنة 986 هـ/1520م)، و«الأشباه والنظائر» لابن نجيم المصري (كتبه سنة 969 هـ/1562م). أما أقدم المخطوطات التي لا تحمل تأريخاً فيعود إلى القرن الرابع الهجري، وهي تتناول الشريعة المالكية، كما يحتوي كشاف المخطوطات غير المؤرخة على مخطوطين يعودان الى القرن الخامس الهجري.
ويتوفّر في المكتبة عدد كبير نسبياً من المخطوطات الأصلية، المكتوبة بيد المؤلّف نفسه لا النساخ. ويوجد أيضاً كتب مزخرفة تدعى بالمَكرُمات مُنِحت كهدايا، من بينها مكرمة منحت لصلاح الدين الأيوبي. كذلك تتواجد في المكتبة كتب مزخرفة في الطب الهندي من القرن الثالث عشر، ومصحف ضخم ومزخرف من القرن السادس عشر.
جدير بالذكر، أنّ هذا الكتاب يأتي ضمن “سلسلة منشورات المكتبة الخالديّة”، التي تصدر عن مؤسّسة الدراسات الفلسطينية والمكتبة الخالديّة، وتدين بوجودها إلى منحة من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، أشرفت عليها مؤسّسة “التعاون”، وتشرف عليها علمياً لجنة الأبحاث في مؤسّسة الدراسات الفلسطينية واللجنة الأكاديمية التابعة لـ”جمعية أصدقاء المكتبة الخالديّة” المسجلة في الولايات المتحدة، بتعاون وتشاور وثيق مع متولّي المكتبة في القدس.
ويُشار إلى أنّ مؤلّف الكتاب البروفيسور وليد أحمد سامح الخالدي – حفيد مؤسّس المكتبة الخالديّة الحاج راغب الخالدي –، مؤرّخ ومرجع في القضية الفلسطينية. ولد في القدس عام 1925، وتخرج من جامعتي لندن وأكسفورد. عمل أستاذاً في جامعة أكسفورد، والجامعة الأميركية في بيروت، وجامعة هارفرد، وزميلاً باحثاً في مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة هارفرد خلال الفترة ١٩٨٢-١٩٩٦. وهو عضو في الأكاديمية الأميركية للآداب والعلوم، وعضو مؤسّس في مؤسّسة الدراسات الفلسطينية وأمين سرها منذ تأسيسها وحتى سنة 2016.
كتب الخالدي كثيراً في العربية والإنكليزية في الشؤون الفلسطينية والعربية والدولية. من أبرز مؤلّفاته بالعربية: «قبل الشتات: التاريخ المصوّر للشعب الفلسطيني ١٨٧٦ – ١٩٤٨» (١٩٨٧)؛ «كي لا ننسى: قرى فلسطين التي دمرتها إسرائيل سنة ١٩٤٨ وأسماء شهدائها» (١٩٩٧)؛ «الصهيونية في مئة عام: من البكاء على الأطلال إلى الهيمنة على المشرق العربي (١٨٩٧ – ١٩٩٧)» (١٩٩٨)؛ «خمسون عاماً على حرب ١٩٤٨: أولى الحروب الصهيونية – العربية» (١٩٩٨).