رسائل البرلينالي: “شامبالا”

سليم البيك

محرر المجلة

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

23/02/2024

تصوير: اسماء الغول

سليم البيك

محرر المجلة

سليم البيك

روائي وناقد فلسطيني، مقيم في باريس. محرّر "رمّان الثقافية". يكتب المقال الثقافي والسينمائي في "القدس العربي". له ٥ كتب، آخرها روايات: «عين الديك» (٢٠٢٢ - نوفل/هاشيت أنطوان، بيروت)، و«سيناريو» (٢٠١٩ - الأهلية، عمّان)، و«تذكرتان إلى صفّورية» (٢٠١٧ - الساقي، بيروت). نال مشروعه «السيرة الذاتيّة في سياق الجمعيّة: بحثٌ في السينما الفلسطينية» في ٢٠٢١ منحةً من مؤسسة "آفاق". مدوّنته: https://saleemalbeik.wordpress.com

ليس العنوان وحسب ما يحيل إلى تعاليم بوذية تِبتيّة، فالشامبالا هناك مملكة روحية، بل الفيلم بأكمله داخل إلى هذه العوالم، من التصوير المنفتح بعدسات واسعة، على جبال الهمالايا النيباليّة، إلى منطق القصة وتصرف الشخصيات، كأن يبدأ الفيلم بعرس لامرأة من ثلاثة رجال أشقاء، زوج أوّل هو مزارع، والثاني راهب، أما الثالث فطالب في المدرسة.

سرعان ما يسافر المزارع في رحلة تبادل تجارية، يغيب لأشهر. الولد يرغب بترك المدرسة فتذهب الزوجة إلى المدرّس الوحيد في القرية الجبلية لطلب مساعدته. لاحقاً تحبل المرأة ويشيع كلام عن علاقة بينها وبين المدرس. لا يعود زوجها لشعوره بالعار وقد انتشر الخبر ووصل إليه. تقرر هي أن تذهب للبحث عنه لتثبت له وللآخرين براءتها. الفيلم في معظمه رحلة بحثها هذه.

سنفهم تدريجياً أن الرحلة والبحث ليسا في الصحراء والوديان ولا عن الزوج بقدر ما هما في روحها وعن براءتها، عن استردادها كرامتها. يرافقها الراهب الذي يتقرّب منها أكثر خلال الرحلة، قبل أن يموت معلّمه وتطلب منه العودة إلى معبَده.

في البداية نراها تحيك كنزة صوفية صفراء زاهية لزوجها الذي هجرها، بعدها ولتعليقات الراهب المتكررة في إعجابه بالكنزة تكاد تمنحه إياها قبل أن يعود إلى معبده. أخيراً، وقد نهشت الذئاب فرسها المدفونة في الثلج، قررت العودة إلى القرية مشياً على الأقدام متدفئة هي والجنين في بطنها، بالكنزة.

الفيلم (Shambhala) للنيبالي مين باهادور بهام، المنافس في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي، هو كأي عمل يطمح لسرد روحي أو إرشادي، ممتلئ بالرمزية. التعاليم الروحية التي لاتزال منتشرة في ثقافات ومناطق معزولة من هذا العالم، تزيد من هذه الرمزية، كأن تضطر المرأة أخيراً، إثباتاً لبراءتها، من الامتثال لامتحان هو أن تطلق سهماً إلى هدف فإن أصابته نالت براءتها، وإن لم تفعل كانت مذنبة. تفعلها وتنال، بحسب الامتحان، براءتها. لكن بالنسبة لها كما سيتضح تباعاً، لا يهم ابن من الذي في بطنها. هو ابنها هي في النهاية.

لا نعرف أخيراً من هو الأب، لا يهم أصلاً، فليس في ذلك أي أهمية بالنسبة لها، وبالنسبة لعموم القصة التي تتمحور حول المرأة الساعية لنيل كرامتها في مجتمعها المنغلق من دون السماح للآخرين من الحكم عليها. فكانت الرحلة للبحث عن الزوج، رحلةً لاسترداد سمعتها الحسنة، وبراءتها.

الفيلم بصوره الجميلة وطقوسه الغريبة، رحلة في هذه العوالم التي قادت إليها امرأة كانت، على طول الفيلم، أعلى من تلك التقاليد، المجتمعية منها قبل الروحية.
 

الكاتب: سليم البيك

هوامش

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع