عن تطبيع الصمود في غزة

YAFFA, Reem Masri, 2021

بدار سالم

كاتبة فلسطينية

في مقابل الاحتفاء بالقدرة على الصمود، يتم تجريد الأشخاص غير القادرين عليه، ويتم فرض أحكام أخلاقية على الأفراد الذين ينظر إليهم على أنهم غير قادرين على الصمود، وبالتالي يتم اعتبارهم "مستسلمين" أو غير وطنيين بما فيه الكفاية. ينقل هذا الخطاب اللوم من الإخفاقات السياسية إلى أوجه القصور الفردية (عدم قدرتهم على "الصمود" هو ذنبهم) مما يؤدي إلى تجاهل السياق الأوسع للحرب. 

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

19/07/2024

تصوير: اسماء الغول

بدار سالم

كاتبة فلسطينية

بدار سالم

ومحررة. حاصلة على ماجستير في الصحافة الدولية من جامعة كارديف، انجلترا، وبكالوريس صحافة وعلوم سياسية من جامعة بيرزيت، فلسطين. تعيش حالياً في مونتريال.

“صمود غزة غيّر العالم.” “ما يحدث في غزة ملحمة صمود وبطولة.” “إن أبناء غزة يقفون بصمود أسطوري في مواجهة قوى الشر.” “ماذا يخبرنا الصمود الأسطوري في غزة.” “صمود اسطوري يسبق بشائر نصر قريب.” “أسطورة صمود أهل غزة.. معجزة القرن الحادي والعشرين.” “رحلة عبر الجحيم: قصة لعائلة تجسد الصمود في قطاع غزة الذي مزقته الحرب.”

هذه الخطابات والعناوين من مواقع إخبارية عربية مختلفة تعكس الرواية السائدة عند الحديث عن الحرب على غزة: رواية تحتفي وترفع من قدرة قطاع غزة على الصمود في وجه عنف الحرب الإسرائيلية التي وصلت حصيلة قتلاها إلى أكثر من 37 فلسطيني، إلى مستوى البطولة الأسطورية التي لا تشبه أي بطولة أخرى. مع احتدام الحرب وارتفاع عدد الضحايا، أصبحت سردية الصمود جزءاً من خطاب المقاومة، على اعتبار أن إظهار أي علامة ضعف أمام كل هذا القتل والدمار قد يُرى أنه بمثابة انتصار/ استسلام للعدو. ولكن هذا المنظور غير منصف ومفرط في التبسيط، وهو يتجاهل الضرر الهائل الذي يلحقه بضحايا الحرب ويضيف عبئاً عاطفياً ونفسياً على الذين هم في أمس الحاجة للتعاطف والرعاية والمساعدة والدعم. هذا المقال يتحدى السرد السائد حول الصمود وينظر في قيمة وتكلفة القدرة على الصمود، وكيف يمكن لإضفاء طابع رومانسي على القدرة على الصمود للتوافق مع معيار “الضحية الصامدة” المثالي يمكن أن يحجب إنسانية الضحايا ويفرض توقعاً غير واقعي وعبئاً إضافياً على الذين يعيشون إبادة جماعية بالفعل.

نقد الصمود

دخل مصطلح الصمود resilience إلى اللغة الإنجليزية في أوائل القرن السابع عشر الفعل اللاتيني resilire، ويعني الارتداد، حيث تم استخدامه بالبداية المصطلح لوصف خاصية في نوع من الأخشاب كانت قادرة على استيعاب الأحمال المفاجئة والشديدة دون أن تنكسر. مع الوقت، تطور استخدام المصطلح في المجالات البيئية وعلم النفس. في الدراسات البيئية تم استخدام “الصمود” لوصف قدرة النظام البيئي على استيعاب الاضطرابات دون الانهيار والاحتفاظ ببنيته ووظائفه الأساسية. في علم النفس، يتم استخدام “الصمود” للإشارة إلى قدرة الفرد على التعافي من الصدمات. بمرور الوقت، أصبحت العبارة أكثر شمولية وتم استخدامها بشكل أوسع وأكثر تجريداً  قبل صناع السياسات والأكاديميين للدلالة على الصلابة والقدرة على التكيف في مختلف المجالات من الأزمات الشخصية إلى التعامل مع الحروب والكوارث الطبيعية. 

مصطلح “الصمود” هو جذاب بلا شك لأنه يشير إلى قدرة شيء ما أو شخص ما على التعامل مع الصعوبات، التعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد مواجهة أمر غير طبيعي أو تهديد غير متوقع. نظرا لهذه الجاذبية، توسع استخدام الصمود في الكثير من جوانب الخطاب الحديث (خلال جائحة كوفيد-19 حيث تم الطلب منا باستمرار الصمود في مواجهة الوباء). ولكن على الرغم من شعبية هذا المصطلح، هناك جدال على تعريف الصمود واستخداماته وفوائده عبر سياقات وتخصصات مختلفة. يرى المنتقدون أن التركيز المفرط على “الصمود” يمكن أن يؤدي إلى الرضا عن النفس، وقبول الصعوبات، تبرير التدابير الاستبدادية أو للحفاظ على الوضع الراهن بدلاً من معالجة المشاكل النظامية التي تخلق الحاجة إلى “الصمود” في المقام الأول.

يجادل البعض بأن “خطاب الصمود” قد يُبقي في الواقع المجتمعات ذات الدخل المنخفض والفئات المهمشة في حالة تدهور. من خلال تعزيز القدرة على الصمود، فإننا نجازف بالإشارة إلى أن الأشخاص في المجتمعات المحرومة يحتاجون فقط إلى “تعلم كيفية الصمود” في وجه نقص الموارد، أو العنصرية، أو عدم المساواة، على سبيل المثال. وتشير الدكتورة كاثلين إم بايك، أستاذة علم النفس ومديرة المركز المتعاون مع منظمة الصحة العالمية للصحة العقلية العالمية في جامعة كولومبيا في الولايات المتحدة في مقال بعنوان “الجانب السلبي لتعزيز القدرة على الصمود” بأن الإفراط في التركيز على القدرة على الصمود “ينطوي على خطر جعلنا متسامحين دون داع مع الظروف غير الجيدة أو التي تؤدي إلى نتائج عكسية. على المستوى الشخصي، قد تؤدي المرونة المفرطة إلى تشجيع الأفراد على الإذعان للوضع الراهن. في مكان العمل، يمكن أن تعني التسامح مع ظروف العمل السيئة. وعلى المستوى المجتمعي، قد تساعد القدرة على الصمود الأفراد على الهروب من عدم المساواة النظامية، ولكنها لن تفعل الكثير لتغيير الصورة الكبيرة.”

الصمود كمقاومة

في السياق السياسي، يستخدم الصمود لوصف استقرار الأنظمة السياسية وقدرتها على التكيف في مواجهة الضغوط الداخلية والخارجية، وهي ضمن هذا السياق والتعريف قد تكون نقطة قوة، وقد تتحول لأداة قمع إذا ما تم استخدامها لتبرير الاستبداد. في السياق السياسي الفلسطيني، تتخذ فكرة الصمود شكلاً أكثر عمقاً وتعقيداً، ويشمل مجموعة من الأفعال والمواقف الهادفة إلى تأكيد الوجود والحقوق في مواجهة الاحتلال والتهجير. الصمود بالنسبة للفلسطينيين (الصمود في هذا السياق يترجم إلى steadfastness) هو أكثر من مجرد البقاء على قيد الحياة، بل يعتبر شكل من أشكال المقاومة الشعبية النشطة وتجسيداً للالتزام بتأكيد الحق في مواجهة الاحتلال والقمع.  

تقول كايتلين رايان، في دراسة بعنوان: “الصمود اليومي كمقاومة: نساء فلسطينيات يمارسن الصمود” (جامعة ليمريك/2015) إن الصمود هو شكل من أشكال المقاومة لأنه “لا يعكس العيش مع عدم اليقين، بل يعكس العيش رغم عدم اليقين.” الصمود لا يمثل القدرة على العيش رغم الاحتلال فحسب، بل يمثل العيش في تحدي له، من خلال الحفاظ على الهوية والثقافة والارتباط بالأرض في مواجهة المحاولات المستمرة لمحوها. الصمود ضمن هذا السياق يعتبر التزام شخصي وجماعي بالبقاء متجذرين بالأرض ومقاومة الاحتلال من خلال الوجود والازدهار رغماً عنه وتحويل فعل العيش نفسه إلى شكل من أشكال المقاومة.

ضمن السياق الفلسطيني، يظهر الخلاف بين مفهوم الصمود steadfastness ومفهوم الصمود resilience أو ما يتم ترجمته عربياً بالمرونة، وهي ترجمة غير دقيقة. الصمود/المرونة بشكل أساسي تعني أولاً القدرة على التكيف مع الاضطرابات والظروف الجديدة وإيجاد طرق للتعامل مع التغيير، وثانياً، القدرة على التعافي من هذه الاضطرابات واستعادة الشعور بالحياة الطبيعية والاستقرار من خلال تغيير السلوكيات أو الاستراتيجيات للتعامل مع التحديات الجديدة. في المقابل، الصمود ضمن السياق الفلسطيني، يتجاوز مجرد البقاء والتعافي، ولا يقتصر على التكيف مع الظروف بل يتعلق بمقاومتها. ولكن سواء قرر الفلسطيني التكيف مع الواقع أو مقاومته فهذا خياره هو فقط، لأن الصمود يتحول لأداة قمع عندما يتم فرضه أو توقعه. 

عندما يتم فرض الصمود كتوقع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تجريد الشخص من إنسانيته، حيث يتم توصيف الأشخاص الذين يواجهون صعوبات شديدة وكأنهم يمتلكون آليات تكيف خارقة للطبيعة تقريباً، قادرة على تحمل أي مصيبة دون أن تنكسر أو تتأذى. توقع الصمود من الذين يعيشون في مناطق منكوبة أو تحت الاحتلال يفرض سردًا جامد يتجاهل تعقيدات الفرد النفسية والعاطفية ويحرمهم من كامل انسانيتهم، ويقدمهم كأجساد خالية من مشاعر الألم والضعف، شخصيات ورقية، أو نماذج جاهزة للتأقلم مع أي مشكلة أو حرب، وهذا لا يجردهم من إنسانيتهم فقط، بل يعفي من وَضعهم في هذه المحنة من المساءلة، ويمنعهم من انتقاد فساد الأطراف والمشاريع القمعية والاستعمارية التي تستفيد من معاناتهم.

التكلفة 

“مش صابرة ولا صامدة، قرفانة من الحر والبعوض وبدنا هاي الحرب تخلص.” “غزة مش صامدة غزة مدمرة ومجبرة على الصمود ولكن السقوط الكبير قادم.” غزة مش صامدة، غزة انتكبت.” “أنا مش صامدة أنا بس بحب غزة.”

“غزة مش صامدة” هذا النفس تم تردد صداه في هذه التغريدات من غزة يجسد رفضاً لخطاب الصمود الذي فرض عليهم. في الوقت الذي يتم تأطير القدرة على الصمود باعتبارها فضيلة بطولية، بالنسبة لأولئك الذين يعيشون تحت القصف والدمار فإن القدرة على الصمود تمثل عبئاً وليس وسام شرف، فهو يخفي كل المصاعب التي عليهم التعايش معها ويصورهم ضمن مشهدية البطل الذي يتحمل كل شيء وينهض من وسط الخراب. رواية الصمود قد تحتفي بالقوة والمثابرة التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني، ولكنها في المقابل تخاطر بالتستر على الصعوبات والعنف والظروف غير الإنسانية التي عليهم تحملها، بحيث يطغى الإعجاب بـ الصمود الاسطوري على الأصوات التي لا تريد أن تتحول معاناتها وخساراتها لبطولة. 

ظهرت مشاعر مماثلة في أعقاب إعصار كاترينا، في الولايات المتحدة، وطلبت تريسي واشنطن، رئيسة معهد لويزيانا للعدالة، بأن يكف السياسيين ووسائل الاعلام عن الإشارة لضحايا الإعصار باعتبارهم صامدين، لأن هذا يعني أنك لن تفعل شيئاً لتحسين الوضع. وقالت: “لا أريد أن نكون صامدين، أريد إصلاح الأشياء التي خلقت الحاجة للصمود في المقام الأول.” ضمن هذا الإطار، فإن القدرة على الصمود ليست رغبة وليست حالة طبيعية، بل استجابة قسرية للاضطرابات والاخفاقات والفساد والظلم.

أدلجة الصمود

“يمكن أن يمثل الصمود بشكل صحيح عمل البقاء في السياقات القمعية والاستعمارية، ويكشف عن المواقف الفاعلة للمجتمعات. ولكن، القدرة على الصمود، باعتبارها جانبًا مزدوجًا للصدمة – أي إذا لم يتعرض المرء لصدمة نفسية، فإنه يتمتع بصمود نفسي ولا يتأثر بالعنف الذي يعيشه – لديها القدرة على تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، لأنها تمثل الفلسطينيين باعتبارهم رعايا بطوليين بحتين، فيما تبقى معاناتهم غير مرئية وغير ممثلة،” كما تشير لمياء مغنية، في مقال لها بعنوان: “ما يتعلق بالصدمة/الصمود والمعاناة النفسية: كيف يمكن إعادة إنسانية الفلسطينيين؟” على موقع Untold Mag

تعطي مغنية مثال على كيف يمكن لـ “الصمود”، عندما يتم إيديولوجيته، أن يجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وتشير إلى التعليق الجنسي الذي أدلى به رئيس تحرير صحيفة لبنانية  بأن النساء الفلسطينيات الحوامل يمكنهن إعادة إنتاج السكان القتلى في غضون شهرين. هذا الشكل من أشكال التجريد من الإنسانية يعكس كيف يتم النظر إلى “الصمود” على أنه أمر متوقع من الفلسطيني، وكأن صمود امرأة حامل سيقلب الموازين، ويعيد القتلى من الموت. هذا المثال يظهر كذلك كيف يتم أدلجته كمفهوم من أعلى إلى أسفل، يتم الترويج له من قبل السياسيين والإعلاميين، مع أنه من النادر أن يفكر الأشخاص الذين يعيشون المأساة في أن محاولتهم البقاء على قيد الحياة فقط على أنه “صمود.” من الطبيعي أن يستخدم الناس قدراتهم المعرفية والنفسية للتعامل مع وضع صعب. ولكن هل هم صامدون حقاً، أم أنهم يتعاملون فقط مع سياق سياسي دموي؟ خطاب “الصمود” من قبل الأطراف السياسية والهيئات الإعلامية والمنظمات الإنسانية يعمل على تطبيع التعامل مع المصاعب وكأنها جزء لا مفر منه من الحياة، وليس نتيجة لجرائم حرب وإخفاقات وقرارات سياسية ينبغي “معالجتها/التعامل معها” وليس “الصمود” أمامها. 

في مقابل الاحتفاء بالقدرة على الصمود، يتم تجريد الأشخاص غير القادرين عليه، ويتم فرض أحكام أخلاقية على الأفراد الذين ينظر إليهم على أنهم غير قادرين على الصمود، وبالتالي يتم اعتبارهم “مستسلمين” أو غير وطنيين بما فيه الكفاية. ينقل هذا الخطاب اللوم من الإخفاقات السياسية إلى أوجه القصور الفردية (عدم قدرتهم على “الصمود” هو ذنبهم) مما يؤدي إلى تجاهل السياق الأوسع للحرب. 

أسطرة الصمود يمكن كذلك أن تقلل الحاجة الملحة لمعالجة الأسباب الجذرية لمحنتهم واعتبار أن الأفراد يتمتعون بقدرة لا متناهية من الصمود يعني أن هناك حافراً أقل لسماع أصوات الناس والاستجابة لحاجاتهم (وقف الحرب/ وقف إطلاق النار). إلى ذلك، عندما يتم استخدام الصمود كمعيار سياسي وأخلاقي، فقد يتم تطبيع “التوزيع غير العادل” للمصائب والشدائد. الفئات المهمشة تتأثر بشكل متكرر وأكثر خطورة بالظروف السيئة، مما يخلق ساحة لعب غير متكافئة في خطاب القدرة على الصمود. القدرة على الصمود لا تتعلق فقط بالثبات الشخصي، بل تتعلق أيضًا بالوصول إلى الموارد الاساسية وأنظمة الدعم اللازمة لتنمية “الصمود” والتي ليست متاحة بشكل متساوي. التغاضي عن ذلك يؤدي إلى تبسيط ما يعنيه أن تكون “صامداً” حيث يتم النظر إلى أولئك الذين يناضلون على أنهم “يفتقرون” القدرة على إلى الصمود وليسوا ضحايا للحرب والعنف والقمع. 

في دراسة بعنوان “ما وراء توقعات الصمود: نحو لغة من الرعاية” (جامعة سانت أندروز، المملكة المتحدة/2023) تحذر ملكة شويخ، من تحويل الصمود لنوع من التقديس الأعمى أو الـ Fetishization وتدعو لمقاومة أي محاولة لإضفاء طابع رومانسي عليه: “فرض القدرة على الصمود كمثل أعلى يمكن أن يحرم السكان المحليين من قدرتهم على الصمود، بما في ذلك اختيارهم لعدم الصمود.” شويخ التي قابلت عدد من الأسرى المحررين واللاجئين الفلسطينيين خلال بحثها، وجدت أن ما يشترك فيه الكثير من الفلسطينيين هو رغبتهم بأن “يعاملوا كبشر” وأن لا يؤدي شعورهم بالضعف والخوف والتعب إلى أي وصم أو أحكام مسبقة، وهو ما يضطرهم لقمع مشاعرهم وآلامهم مما يعيق تعافيهم وإدامة ثقافة التوقعات غير الواقعية.

تشير شويخ إلى أن سردية الصمود تنقل المسؤولية الاجتماعية من أصحاب السلطة وصناع القرار إلى الأفراد أنفسهم الذين يتم وصفهم كـ “صامدين” أو “واسعي الحيلة” أو “ناجين دائمين.” “الذات الصامدة” ضمن هذا التعريف هي ذات يجب أن تناضل بشكل دائم من أجل التكيف مع العالم، “وليست ذاتًا يمكنها تصور تغيير العالم وبنيته وظروف إمكانية حدوثه،” كما تقول: “بمعنى آخر، يُتوقع من الأشخاص أن يتكيفوا مع خطورة العالم حتى يتمكنوا من المشاركة في هذا العالم. والنتيجة هي دفع الفئات الأكثر حرماناً نحو صمود غير قابل للتنفيذ، مع الحفاظ على عدم المساواة البنيوية وترك هياكل السلطة المهيمنة سليمة.”

توقع أن “ينكر” الأشخاص الذين يعيشون حرباً دموية وابادة جماعية أنفسهم يمكن أن يكون أمرًا غير إنسانياً في كيفية التعامل مع الحرب على غزة، وثمن الصمود قد يكون باهظاً للغاية عندما يصبح توقعاً ويتم فرضه فرضاً. ولهذا يجب أن نسأل أنفسنا: ما الذي نقوم بتطبيعه عندما نقوم بتطبيع الصمود في غزة؟ إذا لم نستطع إنهاء الحرب أو التخفيف من معاناتهم، فبوسعنا على الأقل تغيير الخطاب الذي يجرد المضطهدين من إنسانيتهم ​​ويضفي على معاناتهم وخسارتهم طابعًا رومانسيًا بمصطلحات أسطورية.

الكاتب: بدار سالم

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع