النّص العربي وڤيديو المقابلة مع غسان كنفاني

غسان كنفاني

كاتب من فلسطين

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

11/10/2016

تصوير: اسماء الغول

غسان كنفاني

كاتب من فلسطين

غسان كنفاني

يُعتبر أحد أشهر الكتاب والصحافيين العرب في عصرنا. فقد كانت أعماله الأدبية من روايات وقصص قصيرة متجذرة في عمق الثقافة العربية والفلسطينية. ولد في عكا، شمال فلسطين، في التاسع من نيسان عام 1936، وعاش في يافا حتى أيار 1948 حين أجبر على اللجوء مع عائلته في بادئ الأمر إلى لبنان ثم الى سوريا. عاش وعمل في دمشق ثم في الكويت وبعد ذلك في بيروت منذ 1960، وفي تموز 1972 استشهد في بيروت مع ابنة أخته لميس في انفجار سيارة مفخخة على أيدي عملاء إسرائيليين. أصدر حتى تاريخ وفاته المبكّر ثمانية عشر كتاباً. وكتب مئات المقالات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. في أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة. وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات. وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتمّ إخراج بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة.

مقطع من مقابلة أجراها مع غسان كنفاني الصحافي الأسترالي ريتشارد كارلتون في بيروت، في مكتب كنفاني بمجلّة الهدف، سنة ١٩٧٠ على الأرجح. تمّ إيجاد المقطع أمس ونُشر على الفيسبوك، ننشر هنا ترجمتنا العربية له.

 

غسان:  ما أعرفه حقاً هو أن تاريخ العالم كان دائماً تاريخ الضعفاء يقاتلون الأقوياء، تاريخ الضعفاء الذين يملكون قضية محقّة يقاتلون الأقوياء الذين يستخدمون قوتهم لاستغلال أولئك الضعفاء. 

كارلتون: بخصوص القتال الجاري في الأردن، خلال الأسابيع الأخيرة، هل كانت منظمتكم مشاركة في القتال؟ (يهزّ غسان رأسه موافقاً) ماذا أنجزتم؟

غ: أمراً واحداً، هو أنه لدينا قضية نقاتل من أجلها، وهذا كثير جداً. الشعب الفلسطيني يفضّل الموت واقفاً على أن يخسر قضيته. ماذا أنجزنا؟ أنجزنا أننا أثبتنا بأن الملك على خطأ، أنجزنا إثباتنا بأن هذا الشعب سيستمر بالقتال حتى النصر، وبأن هذا الشعب لن يُهزم أبداً، أنجزنا أن قلنا لكل شخص في هذا العالم إننا شعب صغير وشجاع وسيقاتل حتى آخر قطرة دم كي نجلب العدالة لنا بعدما فشل العالم بذلك. هذا ما أنجزناه.

ك: يبدو أن الحرب الأهلية كانت بلا جدوى.

غ: ليست “حرباً أهلية”، هذا شعب يدافع عن نفسه ضد حكومة فاشية، والتي تدافع أنت عنها فقط لأن للملك حسين جواز سفر آخر. هي ليست حرباً أهلية.

ك: أو صراع

غ: ليس صراعاً، هي حركة تحرّر تقاتل من أجل العدالة.

ك: حسناً، مهما أمكن تسميتها…

غ: ليس “مهما”، لأنه من هنا تبدأ المشكلة، لأن هذا ما يجعلك تطرح كل أسئلتك. هنا تبدأ المشكلة تماماً. هذا شعب يتم التمييز ضده، يقاتل من أجل حقوقه. هذه هي القصة. إن قلت أنت “حرباً أهلية” فسؤالك سيكون مبرراً، إن قلتَ “صراعاً” فمن الطبيعي أن تتفاجأ بما يحصل.

ك: لم لا تدخل منظمتكم في محادثات سلام مع الإسرائيليين؟

غ: أنت لا تقصد تحديداً محادثات سلام، بل تقصد استسلام.

ك: لم لا تتكلمون فحسب؟

غ: نتكلم مع من؟

ك: تتكلمون مع القادة الإسرائيليين.

غ: هذا نوع المحادثة بين السيف والرقبة، تقصد؟

ك: إن لم يكن هنالك سيوف وأسلحة في الغرفة، ستستطيعون التكلّم.

غ: لا، لم أرَ أبداً كلاماً بين جهة استعمارية وحركة تحرر وطني.

ك: لكن رغم هذا، لم لا تتكلمون؟

غ: نتكلم عن ماذا؟

ك: تتكلمون عن احتمال أن لا تقاتلوا.

غ: لا نقاتل من أجل ماذا؟

ك: لا تقاتلوا أبداً، لا يهم من أجل ماذا.

غ: الناس عادة تقاتل من أجل شيء ما، وتتوقف عن القتال من أجل شيء ما. لكنك لا تستطيع أن تخبرني لماذا علينا…؟

ك: إيقاف القتال..

غ: نتكلّم لنوقف القتال من أجل ماذا..؟

ك: تكلموا لتوقفوا القتال والموت والبؤس والدمار والألم.

غ: موت وبؤس ودمار وألم من؟

ك: الفلسطينيون والإسرائيليون والعرب.

غ: الشعب الفلسطيني الذي اقتلع من أرضه ورُمي في المخيمات ويعيش في مجاعة ويُقتل لعشرين سنة، وممنوع عليه حتى استخدام تسمية “فلسطيني”.

ك: ذلك أفضل من الموت على الأقل.

غ: ربما بالنسبة لك، لكن بالنسبة لنا ليس الأمر كذلك، بالنسبة لنا، كي نحرر بلدنا، ونحصل على الكرامة، والاحترام، والحقوق الإنسانية، تلك الأشياء أساسية كما هي الحياة ذاتها.

ك: تقولون بأن الملك حسين فاشي (يهز غسان رأسه موافقاً)، من تعارضون أيضاً من الرؤساء العرب؟

غ: نعتبر أن الحكومات العربية نوعان: من نسميهم بالرجعيين، وهم متصلون تماماً مع الإمبرياليين، كحكومة الملك حسين، والحكومات السعودية والمغربية والتونسية، وهنالك حكومات عربية أخرى نسميها بالحكومات العسكرية البرجوازية-الصغيرة، كسوريا والعراق ومصر والجزائر الخ.

ك: نهاية، دعني أعود إلى خطف الطائرات، بعد التفكير، هل تظن الآن بأنه خطأ؟

غ: لم نرتكب خطأ بخطف الطائرات، على العكس، قمنا بواحد من الأشياء الأكثر صحّة في تاريخنا.
 

هنا المقابلة من صفحة بوابة اللاجئين الفلسطينيين

الكاتب: غسان كنفاني

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع