الكتابة فعلٌ سخيف
الكتابة فعلٌ عظيم
وما بينهما لغة غير صافية وأطنان من التشويش.
أجد نفسي داخل بالون أحمر يطير. سأجوب الشوارع والأرصفة وأمرّ أمام الشبابيك المغمّضة كما حدث في الفيلم الفرنسي الجميل. سأعيش حياة بأكملها وأفشل فيها وأعيد وأحاول الكرّة وأنا داخل البالون الأحمر أطير.
آثار قدمي مارد على الرمل. أعرف سريعا لمن تكون. إنها له، هو الذي ترك غيمته لأجلي وليُخفّف عني حزني المتكرّر المستجد. ولكي أشكر له لفتته اللطيفة، قررت أن أصبح مخرجة أفلامٍ في الهواء. سأسند الكاميرا على كتفي الأيمن وأنزل شيئا فشيئا نحوه وموسيقى أورانج بلوسم ترافقني.
حبة حلوى بالمفرقعات. هي صغيرةٌ جدا. على الأرجح ستكون أصغر بونبونة سألتقيها حين أكبر في حياتي القادمة. لكنها حين دخلت فمي، تفجّرت فيه لذةً عادلت وستعادل جميع لذاتي الحسيّة مجتمعة.
كنت أكثر تواضعاً عندما أعلنت أنني شبحٌ ملوّن. لا شحم ولا لحم ولا دماء. فقط مغارةٌ من الأفكار ومياه معتمة.
هرعت لتفقّد مدينتي فلم أجدها. انزلقت الى أسفل الصورة. أُزيحت بأهوالٍ من الاستهتار والإجرام والعهر. فتعلّمت معنى أن أكون يتيمة الانتماء.
لوّحَ لي بقلبه من تحت الركام وانتظرني. أوصى لنبضه بمناداتي بالاسم انا تحديداً، علّني التفت. لم يترك لي مجالاً للتهرّب او لحركات التطنيش.
وكل ما فعلت، أنني تجاهلت وأكملت الطريق بتخاذل.
والآن مطلوبٌ مني بعد كل ما حدث أن أتابعَ سيري مع هذا الذنب.
أرتني صديقتي صورة. التقطتها لي ولم يكن قدّ مرّ يوم بعدُ على انفجار مدينتي، من هناك، من أمام مرفئها.
سمّيتها “صورة مكسورة”. أفكر أنه عنوان ساذج، يذكرني بتحدٍّ ممتع من الصغر: كتابة جمل “على القافية”.
في الصورة، أرتدي كمامة ولا أتمرّد على السياق الظاهر فيها. عن يميني شبه كائن حديديّ. فوقي سماءٌ وتحتي الخراب. أترك السماء لمنطقها وأنظر إلى الأرض. وأتمنى لو بإمكاني التحلل والاختفاء في جوفِك، فوراً.
بيروت تُحبّ. بيروت تُحبّ. تعلق في رأسي كأغنية. بيروت تُحبّ وأنا أحبّ.