في كون الفيلم، أي فيلم، مأخوذ عن قصة حقيقية، فهذه قيمة إضافية له، في أن ما نشاهده، بعجائبه، قل حصل فعلاً. وفي الدورة الحادية والثمانين للموسترا عدة أفلام منقولة عن أحداث حقيقية، هذا أحدها وألطفها.
فيلم الإيطالية جيليا لويز ستيجرْوالت، يحكي عن رائد صناعة أفلام البورنو في إيطاليا، ريكاردو سكيكي، منطلقاً في ذلك من طفولته وميله إلى المجلات “الخلاعية”، سائلاً لماذا قد تصادر الشرطةُ الجمال.
سيكبر ريكاردو ويؤسس وكالة لأفلام البورنو، محافظاً على جانب الجمال، قائلاً مرة وقد استنكر فيديو كانت المرأة تصرخ فيه بشدة أثناء أداء الممارسة الجنسية، إن ليس هذا ما يريده من أفلام البورنو، يريد أن يُسحر الناس لا أن يهينهم.
الفيلم المشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، “ديفا فوتورا” (Diva Futura) نقل سيرة هذه الوكالة أو هذا المؤسِّس، والنساء أو الممثلات أو العارضات، اللاتي بدأن معه مشواره، وأثره على حياهن. علاقته بهن كانت طيبة، أقرب للصداقة الشخصية والقرابة العائلية. كان حامياً لهن بقدر ما كنّ مطمئنات معه. مجرّبات فرافضات العمل مع غيره.
البورنو في نظره إسعاد للمشاهدين لا خلاعة أو ابتذال، رغم المداهمة والسجن، لكون عمله غير شرعي، ورغم الهجوم الإعلامي.
في الفيلم نعرف بشكل مختلف عن عالم البورنو في فترة الثمانينيات والتسعينيات، والسرد هنا كان متداخلاً في أكثر من مرحلة زمانية من عمل الرجل ووكالته، تصل حتى وفاته عام ٢٠١٢.
لا أحداث انعطافية هنا، فقط سيرة بطابع كوميدي إيطالي ذكّر بأفلام ناني موريتي. رجل طريف ونساء جميلات، يعتني بهن ويثقن به. قدّم الفيلم شخصياته أولاً، مَشاهد لكل منها كأنها فصول قصيرة في كيف تعرّف الرجل إلى النساء، قبل أن يدخل الفيلم إلى الوكالة، برجلها ونسائها، وطلعاتها ونزلاتها، وصولاً إلى انتشار الإنترنت مع الألفية الجديدة وأثر ذلك السلبي على أشرطته وعمله.
البورنو هنا لم يكن عنيفاً أو منتهِكاً. كان كما أراده ريكاردو، فناً، ممارسة علنية للحب، مصوَّرة لإمتاع الآخرين.