ريم بنا.. مرتلة الأمل

ريم بنا . تصوير رامي العاشق

عمر أبو الفول

كاتب من فلسطين

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

20/12/2016

تصوير: اسماء الغول

عمر أبو الفول

كاتب من فلسطين

عمر أبو الفول

 كان لقائي الثالث مع ريم بعد عملية الأوتار الصوتية الناجحة في برلين الدفعة الثالثة إلى الأمام، بل إنه اللقاء الأعظم في اللقاءات الثلاثة بها. تزودت بالطاقة بما يكفي للنهوض. فكلما أذكر ريم أحافظ على مقاومتي فأصمد، وكلما رأيتها أنتصر. تلك الابتسامة المرسومة على وجهها هي مركز انتصاراتها. كنت أرى بريم بلادي التي لم أرها من قبل، أرى بلادي حرة تتغلب على كل احتلال. تقاتل وتثور وتتحرر، فبعد إصابة ريم بسرطان الثدي الذي احتلها سنة ٢٠٠٩، قاتلته وثارت عليه وانتصرت. وبعد إعلانها عن إصابتها للمرة الثانية بنفس الإصابة سنة ٢٠١٥ قالت: سأنتصر على مرض سرطان الثدي المشاكس كما انتصرت في السابق.

باتت ريم رمزاً للأمل والمقاومة ولكن الصدمة التي تلقتها وتلقاها الجمهور بعد إعلانها عن توقف صوتها عن الغناء في بداية سنة ٢٠١٦ بسبب شلل في الوتر اليساري الذي تسبب به عطب ما في العصب الموصول به بسبب مجهول، كان خبراً مؤلماً لجمهورها، أخبرتني بأنها منذ تلك الفترة قررت إكمال رسالتها حتى ولو كانت بعيدة عن الغناء بكل ما لديها من قوة وحب وعطاء، أما عن وعكتها الصحية الأخيرة فتجاوزتها بصعوبة بسبب شراسة الوعكة إذ كانت تعاني من التهاب حاد بالرئة هدد حياتها وأدى إلى نقص الأوكسجين في الدم وارتفاع في الحجاب الحاجز وتم إنقاذها في اللحظات الأخيرة في برلين عندما أتت لزيارة ابنتها بيلسان.

أخبرتني ريم أن ما أثار قهرها بعد أن تحسنت حيث أكد لها الأطباء الألمان بعدما قدمت لهم فحصاً قامت به في فلسطين بأن وجود الالتهاب وارتفاع الحجاب الحاجز كان ظاهراً بالصور، مستغربين عن عدم كتابة ذلك بالتقرير الطبي خاصة لأن فحص “PET Scan” دقيق جداً ومن غير الممكن عدم ذكر ذلك بالتقرير وكأنها فرصة لمحاولة اغتيال صامتة لا يجب السكوت عنها، فكل هذا الصمود والانتصارات المتتالية حتماً تغيظ المحتل، لكن ها هي ريم تتجاوز المرحلة الحرجة من العمل الجراحي لتحريك الوتر المشلول في حنجرتها بنجاح..

ذهبت إليها ورأيتها بأسعد أوقاتها. صوتها مرتفع يصدح في المكان، وقد كان كلامها لحناً واضحاً، نعم كنت مؤمناً بعودة هذا الصوت مجدداً، لم أكف عن الابتسامة، فعودة صوت البنا وسماعه ورؤيتها سعيدة بهذا الشكل كما الخمر، حتى أنها لم تتناول المسكنات بعد العمل الجراحي لأن سعادتها طغت على الألم..

عودة ريم إلى الغناء ليست معجزة وليست مستحيلة بل إن الفرصة باتت أكبر ولكنها أخبرتني بأنها لا تستطيع التكهن بذلك الآن لا هي ولا الطبيب وعليها أن تنتظر ثلاثة أسابيع بعد العمل الجراحي ريثما يستقر الصوت وما يهمها الآن أن صوتها أصبح قوياً وواضحاً، وتستطيع التعبير عن نفسها بسلاسة لأن هذا ما كان يتعبها وهذا الإنجاز الكبير بالوقت الراهن. هي لا تريد ربط مصير حياتها بالغناء فقط لأنها اكتشفت من خلال تجربتها بأنها تملك مواهب وقدرات أخرى تستطيع استخدامها وهي ستقرر لاحقاً ماذا ستفعل بالإمكانيات الصوتية الموجودة لتدرب نفسها على تقديم صوتها بقالب جدي.

أُدرك تماماً بأن ريم تنتصر دائماً بالأمل والحب وبأنها تزرع شتائل الأمل في قلبها وتسقيها الحب لتنمو وتكبر ثم تقاسم محبيها، لذلك لابد أن يعود اللحن إلى تلك الحنجرة فالصوت قام حقاً قام.

الكاتب: عمر أبو الفول

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع