اقتراباً من المشهد الأدبي والفني والثقافي الإبداعي الفلسطيني في الوطن المحتل بجغرافيته الممزقة (الضفة العربية وغزة وأراضي الـ 48)، وفي بلدان الشتات والمنافي البعيدة، في نهاية العام 2019، وسعياً لتشكيل صورة بانورامية عن المنجز والمأمول ثقافياً، تواصلت “رمان” مع عدد من المبدعين الفلسطينيين في شتى المجالات الإبداعية فكان هذا الاستطلاع..
جوائز ومحطات ثقافيّة فلسطينيّة وعربيّة
القاص والروائي المقدسيّ محمود شقير (الحائز على جائز فلسطين للآداب لعام 2019):
لعل الحدث الأبرز في النشاط الثقافي الفلسطينيّ لهذا العام يتمثل في مبادرة وزارة الثقافة الفلسطينيّة إلى عقد ملتقى المبدعين الشباب في مدينة الأمل في أريحا أواسط كانون الأول/ديسمبر؛ بحيث ضمّ الملتقى أكثر من خمسين شاباً وشابةً من مختلف المناطق الفلسطينيّة لثلاثة أيام اشتملت على لقاءات مع أدباء فلسطينيّين وأديبات ومع ممثلين مسرحيين وفنانين تشكيليين وأسرى محررين وأسيرات ذوي كتابات عن تجربة الأسر، ومع معلمين ذوي تجارب وخبرات في تطوير كفاءات الشباب للتفاعل مع الشباب والشابات ولتقديم خبراتهم وخبراتهنّ في محاضرات خلال أيام انعقاد الملتقى. في الوقت نفسه، قام بعض أعضاء الملتقى بتقديم قراءات قصصية وشعرية وبعض أعمالهم الفنية وتلقي الملاحظات النقدية حولها، وقاموا بالتفاعل بين بعضهم بعضاً وتبادل الخبرات فيما بينهم.
تكمن أهمية هذا الملتقى في كونه يشكل التفاتة واجبة وصحيحة للمواهب الجديدة لتشجيع هذه المواهب ولتحفيزها على مواصلة طريق الإبداع. من هنا، يأتي احتفائي بهذا الملتقى الذي أعدّ انعقاده يساوي في الأهمية انعقاد ملتقى فلسطين الثاني للرواية في شهر تموز/يوليو الماضي، وفوز عدد من المبدعين الفلسطينيين والمبدعات بجوائز فلسطينية وعربية خلال هذا العام.
القاصة شيخة حسين حليوي (الحائزة على جائزة المُلتقى للقصّة القصيرة لعام 2019):
بثقة أقول إنّ العام 2019 يودّعنا وقد حمل لي على الصّعيد الشخصيّ والوطنيّ حدثاً مهمّاً ومفصليّاً وهو الفوز بجائزة المُلتقى للقصّة القصيرة في دورتها الرابعة والّتي أقيمت في الكويت برعاية جامعة الشّرق الأوسط الأمريكيّة. وأكرّر هنا ما قلتهُ على منصّة الاحتفال: أهدي هذه الجائزة لقريتي البدويّة “ذيل العِرج” وقد علّمتني أصل الحكاية، أهديها لنساء الأسرة اللواتي نشأتُ بينهنّ وقد تعلّمتُ من أميّتهنّ تقديس الكلمة ومن صمتهنّ تقديس القصّة” لم أكتبُ يوماً لأكونَ صوتي فحسب، بل لأكون صوت هؤلاء الّذين لا تسمع قصصهم سوى آذان الجُدران. ليست جائزتي هي جائزتهم وقد كنتُ أحياناً الجدار وأحياناً الآذان.
الفنان التشكيلي خالد حوراني (الحائز على جائزة فلسطين للفنون مناصفة مع عبد عابدي لعام 2019):
الحدث الفني الأبرز بالنسبة لي هو صدور كتاب «البحث عن جمل المحامل»، وهو كتاب يسجل لبعض حكايات الفن في فلسطين كما خبرتها. واستقبال الناس الكريم والمشجع لهذا الاصدار. كثيرة هي الأشياء التي حدثت وتحدث في فلسطين على مستوى الإنتاج الفني تستحق الإشادة كمهرجان “أيام فلسطين السينمائية” ومهرجانات الرقص ومعارض للفن التشكيلي ومحاضرات وأمسيات ثقافية متعددة. هناك حراك وحيوية في هذا المشهد رغم كل شيء. الفن كما كل شيء في فلسطين يتعرض لامتحانات الحياة الشاقة والصعبة وهو يقاوم على أكثر من جبهة في آن معاً. هناك حاجة لتجديد هذا الخطاب وذلك يحدث على أكثر من مستوى وهناك استجابة فعلية من الناس مشجعة.
بالنسبة لشعب يعيش تحت الاحتلال والحصار هناك حراك ثقافي مطمئن وإن كان هناك حاجة دائمة لأن تتقدّم الثقافة وتتعزز مقولاتها في مواجهة الاحتلال والاحتلال، فليس معقولاً أن يستمر الظلم وهو ينال من عقول الناس وأرواحهم. بالنسبة لجوائز دولة فلسطين، أنا فخور بهذه الجائزة وحصولي عليها مع كوكبة من المبدعين الذين اعتز بهم. الفن والثقافة في فلسطين تستحق أكثر وخاصة مواهب ومقولات الجيل الجديد، جيل الشباب أقصد وأسئلتهم الوطنية والإنسانية في هذا الوجود. أن يتمكن الفنان في بلادنا من إنجاز مشروع ما يكون ذلك تحدٍ كبير، الفن لم يهزم ولم ولن يستسلم.
الشاعر والروائي أحمد أبو سليم (الحائز على جائزة رابطة الكتاب الأردنيّين لعام 2019):
الحدث الأَبرز بالنّسبة لي على الصّعيد الشّخصيّ خلال عام 2019 هو حصول روايتي «كوانتوم» على جائزة “رابطة الكتاب الأردنيّين (جائزة جمال أبو حمدان)”، حيث شعرت بأنّ هناك نوعاً من الإنصاف للرّواية باختيارها للجائزة، ما يؤدّي بالضّرورة بشكل أو بآخر إلى تسليط الضّوء على هذا العمل، طبعاً إضافة إلى تراكم المنجز الأدبي خلال هذا العام حيث تصدر قبل انتهائه رواية «برميثانا».
الشاعر عبد السلام عطاري (مدير عام الآداب والنشر والمكتبات بوزارة الثقافة الفلسطينية):
شهد العام ٢٠١٩ العديد من المحطات الثقافية الفلسطينيّة رغم الظروف والتحديات السياسية والاقتصادية ونجحت الثقافة الفلسطينيّة في إنجازها. ونذكر بعضاً منها مثل جوائز دولة فلسطين للآداب الفنون والعلوم الإنسانية 2019 التي تمت رغم الظروف المالية الصعبة في فلسطين والتي كانت من نصيب عدد من مبدعي فلسطين في الوطن والشتات. وكذلك انعقاد ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية الذي تزامن مع رحيل الشهيد الأديب غسان كنفاني وكذلك انعقاد ملتقى المبدعين الشباب في أريحا الذي تألف من شباب وصبابا من مختلف محافظات الوطن من فلسطين المحتلة العام ٦٧ والعام ٤٨ وكذلك مؤتمر فلسطين الكنعانية ومهرجان المسرح العربي الثاني في فلسطين وكذلك الاحتفاء باليوبيل الذهبي لسينما الثورة الفلسطينية.
كذلك تنفيذ أنشطة خاصة بمرور مائة عام على ميلاد المفكر والقائد الوطني حيدر عبد الشافي، والمؤرخ أميل توما في إطار احتفاء وزارة الثقافة ببرنامج “رواد النهضة والتنوير في فلسطين”.
منجزات بين الرواية والشعر والتأريخ..
الروائية نسمة العكلوك: فرحة وحزن
عادة ما يمكننا ملاحظة الإنجازات الجميلة والحزينة التي نمر فيها في نهاية كل عام. ننظر إلى الخلف ونقيم ما أنجزناه وما قاسيناه. بالنسبة لي هذا العام امتلأ بالأخبار المفرحة والحزينة. نشرت روايتي «نساء بروكسيل» باللغة العربية من خلال دار “الأهلية” في عمّان، وباللغة الهولندية من خلال دار النشر “بيت بوك” في بلجيكا، بعد غياب خمس سنوات. لكن هناك ما ينغص هذا الفرح وهو مرور عام على وفاة والدتي التي كنت أود حضورها لتشاركني هذه الفرحة، هي من كانت تسألني مراراً: كيف الكتابة، هل تكتبين؟
كذلك غياب أمجد ناصر بنفس الطريقة وعدم استلامه لرسائلي بسبب المرض، أشعرني بالحزن المضاعف عليه وعلى أمي. لروحهما السلام. كنت سعيدة في تلبية دعوة مهرجان الرواية العربية الثاني في فلسطين ودوره القيم على الصعيد المحليّ والعربيّ. لكن لظروف سياسية معروفة لم أتمكن من الحضور وذلك بسبب حملي للهوية الغزيّة، حيث لم يتم الاعتراف بأيّ وثائق أخرى رغم حملي للجنسية البلجيكية.
الشاعر والروائي أنور الخطيب: سقوط المؤسسة الفلسطينية الثقافية في الحفرة
هناك حدثان، الأول انتخاب أمانة عامة جديدة لاتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين برئاسة الشاعر مراد السوداني، ومعه وجوه أخرى مكررة، وكنت أفضل أمانة عامة جديدة، حتى لا تسقط المؤسسة الفلسطينية الثقافية في الحفرة التي سقطت فيها المؤسسة السياسية من حيث تكرار الوجوه التي أثرت على القضية الفلسطينية سلباً.
والثاني مسرحية جائزة فلسطين للآداب والفنون؛ كتبي تأخرت أسبوعاً في الجمارك الأردنية، وأعلمت الجهة المشرفة، فأبلغتني بإرسالها، لكنهم رفضوا استلامها في السفارة الفلسطينية في عمّان، المفاجأة أن المسؤول المباشر قال: “اقتربنا من فرز النتائج”. ولم يكن قد مضى على تاريخ انتهاء استقبال المشاركات أسبوعان، تحكيم روايات ودواوين شعرية ينتهي خلال 15 يوماً!
الروائي قاسم توفيق: لا يوجد إنجاز ثقافي عام عربياً او فلسطينياً
ليس من السهل الحديث عن منجز حقيقي مؤثر في عالم يخضّه التسارع المعرفي والعلمي والثقافي، وأهم من ذلك التدميري. إنّ المنجز الفردي لا يعني تحقيق شيء لترتيب فوضى الكرة الأرضية، ولا هو فعل تأثيري يستحق أن يُحكى عنه. الخاص الذي حدث لي هو ترجمة روايتي التي فازت العام الماضي بجائزة “كتارا للرواية العربية” «نزف الطائر الصغير» إلى اللغة الإنجليزية؛ أمر خاص، متواضع وقشيب أمام ما يُرتكب من فعل إجرامي بحق الثقافة الإنسانية؛ من تشويه لذائقة البشر وغسل أدمغتهم بمنهجية وقصديّة من أجل إحكام السيطرة عليهم وجعلهم راضين عن العبودية التي يرتعون بها.
لا يوجد إنجاز ثقافي عام عربياً او فلسطينياً؛ بل يوجد تكريس حكومي مرسوم للتجهيل وتشويه وعي الناس. المحزن أنّ ما تقوم به حكومات العالم بهذا الشأن يمارس في فلسطين أيضاً بذات الصورة؛ بل يمكن أن يكون أكثر سوءاً. إذ يُفترض أن فلسطين وطن يعيش حالة تحرر وطنيّ، ويجب أن تكون الثقافة هي السلاح الأمضى في مواجهة المُحتل الصهيوني.
الكاتب والمؤرخ جوني منصور: في مواجهة مشروع إبادة الثقافة الفلسطينيّة
شاركت في شهر حزيران/يوينو 2019 في مؤتمر عن مدينة القدس نظمه المركز العربي والجامعة الأردنية ومؤسسة الدراسات الفلسطينيّة. قدمت ورقة أعتبرها تجديداً في مواجهة المشروع الصهيوني، بعنوان “أدوات الهيمنة والسيطرة الاستعمارية الإسرائيلية على مناهج التعليم في القدس المحتلة”. بيّنت فيها أنّ الاحتلال ليس مشروعاً سياسياً وعسكرياً بقدر ما هو مشروع إبادة للثقافة الفلسطينية من خلال التأثير المباشر والمعلن على مناهج وكتب التعليم في القدس المحتلة. وبيّنت أيضاً أنّ الصراع بين المشروع الثقافي الفلسطيني والمشروع الاقتلاعي الصهيو-إسرائيلي. وبيّنت أنّه فيما إذا لحقت بالفلسطينيين هزيمة في نضالهم من أجل الإبقاء على مشروعهم الثقافي، فإن هذا يعني خسارتهم لكل ما تبقى لهم. فالثقافة بنظري سلاح قوي لمالكه، إذا تمسك به حتى النهاية سيساهم في تحقيق نصره على أعدائه.
الأديبة نسب أديب حسين: أنا وأبي، رواية النكبة وأبعادها
أهم إنجاز لي لهذا العام، هو انجاز كتابة قسم كبير من إصدار مشترك سيكون لي وللمرحوم والدي، تحت عنوان «الرامة رواية لم ترو بعد..»، عن التاريخ الاجتماعي لقريتي “الرامة” الجليلية في الفترة ما بين 1870-1970م، وممّا يأتي بين طيات الكتاب رواية النكبة وأبعادها، على هذه القرية التي تقع في مركز الجليل، والتي تميّزت بالتعدديّة وبداية التحضّر.
كذلك أنجزت عملاً بحثياً، ينتظر الطباعة والنشر تحت عنوان «المتاحف والصراع الفلسطيني الإسرائيلي على هوية القدس الثقافية». أمّا على صعيد القدس العام، فأرى أنّ اعتداءات الاحتلال على الحياة الثقافية أكثر ما برز هذا العام، خصوصاً في الآونة الأخيرة بمنع نشاطات أو وقف عمل بعض المؤسسات الرسمية، التي تعبّر عن الهوية الثقافية الفلسطينية للمدينة، وكلّ هذا يأتي في سياق السعي المستمر لتهويد هويتها.
الشاعر والأكاديمي طارق الصيرفي: معرض للكتاب بمدينة جبل النار
“نور بين السطور” هو اسم معرض الكتاب الذي أقيم في مدينة جبل النار “نابلس”، المدينة التي أنجبت الشاعر المبدع إبراهيم طوقان، والشاعر الرائعة فدوى طوقان، وغيرهما من الشعراء والأدباء والنقاد والمثقفين والمهتمين في مجال الأدب. أقيم المعرض، الذي أعتبره الحدث الأبرز في هذا العام، في مركز بلدية نابلس الثقافي “حمدي منكو”، برعاية وزارة الثقافة، وبالشراكة مع وزارة التربية والتعليم، وجمعية الناشرين الفلسطينيين، على مدار خمسة أيام ابتداءً من الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.
ما يلفت الانتباه في هذا المعرض كثرة المكتبات ودور النشر التي شاركت فيه، ونتج عن ذلك تنوع في موضوعات الكتب التي عرضتها هذه المكتبات، وكان حضور أدب الأطفال بارزاً في معظمها، فضلاً عن حضور الأطفال أنفسهم لهذا المعرض. كما تنوعت الفعاليات الثقافية التي أقيمت على هامش المعرض والندوات والأمسيات الشعرية وفعاليات توقيع كتب وروايات لعدد من المؤلفين والكتّاب في عدّة مواضيع، وفقرات إبداعية لطلبة المدارس وفقرات مسرح لفرقة مركز الطفل الثقافي.
سينما، تشكيل، كاريكاتير..
المخرجة والممثلة السينمائية عرين عمري: السينما الفلسطينية وصلت إلى العالم
على الصعيد الشخصيّ أعتبر حصول الفيلم الوثائقي الطويل وعنوانه «البحث عن سعده»، الذي أعمل على تحقيقه حالياً، على منحة من “مهرجان الجونة السينمائي”، وكذلك حصوله على منحة من “مهرجان أيام مالمو السينمائية” كأفضل فيلم وثائقي طويل، هو الحدث الأبرز. هذا بالإضافة إلى مشاركتي وغيري من السينمائيين الفلسطينيين في لجان تحكيم بمهرجانات سينمائية عالمية باسم فلسطين وحصولي على تكريمات عديدة.
على الصعيد السينمائي الفلسطينيّ العام، أعتبر أنّ السينما الفلسطينية استطاعت أن تصل إلى العالم من خلال الصورة والصوت أكثر من الواقع السياسي المر وعجزه عن إثبات فلسطين جغرافياً.
الفنان التشكيلي سليمان منصور: توثيق الحركة الفنية
كانت سنة ٢٠١٩ حافلة بنشاطات فنية متنوعة من محاضرات وندوات ومعارض كان أهمها معرض “اقتراب الآفاق” في متحف فلسطين. ولكن الأمر المميز كان إصدار كتابين في أواخر عام ٢٠١٩ يتحدثان عن جوانب تأريخية من الحركة الفنية في الأرض المحتلة الأول بعنوان: «الخروج إلى النور» للصديق ورفيق الدرب نبيل عناني، وهو عبارة عن الذكريات التي علقت في ذهن الفنان منذ طفولته ولغاية اليوم مروراً بالأحداث التي عاشتها الحركة الفنية في فلسطين وتطورها.
الكتاب الثاني هو «البحث عن جمل الحامل» لخالد حوراني، والذي اشتغل على موضوع البحث عن هذه اللوحة (لوحتي: جمل المحامل)، والدخول في سرد شيق لأحداث ومواضيع جزء كبير منها عن الحركة الفنية في الأرض المحتلة. إنّ الكتابة عن تاريخ وتطور الحركة الفنية بأسلوب شيق وممتع أمر في غاية الأهمية، خاصة في ظل الإهمال الكبير في التوثيق الذي عانت منه هذه الحركة لغاية الآن.
الفنان التشكيلي منذر جوابرة: “السجادة الحمراء” ومصير القضية الفلسطينية
عكس العام ٢٠١٩ العديد من الإنجازات على الصعيد الشخصي، فقد قدمت معرضاً فردياً في جاليري “يوروبيا” في باريس تحت عنوان “حافة” وقد افتح في شهر تشرين الأول/أكتوبر من نفس العام ولغاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
كذلك كانت لديّ مشاركة في “أيام قرطاج للفن المعاصر” في دورته الثانية للعمل الفني “السجادة الحمراء” في الشهر الماضي، والذي قدّم كعمل تركيبي، حيث استخدمت أكثر من ٨ آلاف حبة شبك شائك والتي صنعت يدوياً، ومن ثم ركبت على شكل سجادة حمراء إضافة لثلاث لوحات بنيت على طريقة النسيج وهي تعيد تفكيك مفهوم وثيقة منظمة التحرير والتي حذفت منها ١٢ مادة وعدل على خمسة عشر مادة، وذلك إبّان زيارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون لغزة، بحيث حذفت أو غيرت كل المصطلحات التي تشير لفلسطين التاريخية أو تكرس المقاومة المسلحة أو عودة اللاجئين وغيرها من البنود المصيرية للقضية الفلسطينية.
وفي شهر أيار/مايو ٢٠١٩ كانت لديّ مشاركة في مصر عبر “مشروع تقاطعات” (إقامة فنية تفاعلية)، والذي نظمه جاليري “ورد”، حيث تم تقديم عمل تفاعلي في الفضاء العام تحت اسم “كيف نرى الصورة”، وهو عمل اعتمد في بنائه على توظيف الخيوط في الفضاءات العامة، وكذلك استلهام بعض الأشكال من فكرة الإعلانات الضخمة التي تقتحم المدن الكبرى، لا سيما القاهرة وكيف يعمل ذلك على تشويه الصورة وعدم وضوحها، بل وتوظيف العقل البشري لآلة مستهلكة تعمل على خدمة المشروع الاقتصادي الرأسمالي في تخريب ثقافة المدينة عبر السلعة.
وفي النشاط الفني الاجتماعي كان هناك بعض النشاطات التي استكملت مشروع الرسم على الجدران والأرضيات لثيمة التطريز الفلسطيني، مع طلبة جامعة دار الكلمة للفنون والثقافة، وكذلك جامعة فلسطين التقنية- خضوري “فرع العروب”.
رسام الكاريكاتير محمد سباعنة: خاتمة هذا العام من مسك
كانت خاتمة هذا العام من مسك! فبعد دعوة السفارة الفلسطينيّة لإقامة معرض للوحاتي في مقر “محكمة الجنايات الدولية” قمت بالسفر من بريطانيا حيث أكمل حالياً دراسة درجة الماجستير بمنحة “تشيفننج” إلى لاهاي. وأقمت هناك معرضاً في مقر السفارة الفلسطينيّة في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني ومن ثم أقيم المعرض في مقر “محكمة الجنايات الدولية”. وبعد عودتي إلى بريطانيا تفاجأت باتصال السفارة بي لإعلامي أن لوحاتي المعروضة في مقر المحكمة الدولية اختفت!
السفيرة الفلسطينية روان سليمان أخبرتني بعد أن اختفت اللوحات فعلاً أنها طالبت محكمة الجنايات بتشكيل لجنة تحقيق بهذا الخصوص ولم أتوصل لأي معلومة بعد في هذا الخصوص.سبق هذه الحادثة المؤسفة أن قمت بجولة لإطلاق كتابي «أبيض وأسود» في أيرلندا بدعوة من حملة التضامن الايرلندية الفلسطينية في دبلين. ولا أخفيكم هذا العام لم أقم بنشاطات كثيرة بسبب انشغالي في الدراسة.