على موجةٍ
من حنين السراب إلى البحرِ
من أمنيات الغيابِ
وأجراس مئذنة في البعيدِ
ونيَّة ما في الفراشة من خفقانٍ،
غفا وارتحلْ.
لم يكن قبلها هكذا هيِّناً
أنا أعرفه منذ أسرج أوّل أحلامهِ
منذ أعطى الأمان لِما يضمر الشوكُ للورد
والوردُ للشوكِ
أعرفهُ منذ كان كمهر البراري
وحين تباطأ
أو أبطأَ السير وهْوَ يمرّ بإحدى الصبايا
هتفتُ أمازحهُ:
إنتبهْ.. تلك أختي
ولا بدّ أنك تحتاج يوماً رضايَ عليكْ.
كان رمحاً بقامتهِ
وَتَراً بمواجدهِ
شجراً باخضلال مواعيده والأملْ.
جرحنا يسأل الملحَ في البحرِ
كيف تركتَ المحبّين في نائيات المواجع
هل خصْمنا الغيبُ يا ملحُ
يا مِلحنا؟
كيف لم يكترث خصمُنا
وهْوَ يبصر عدنان حرّاً ومسترسلاً في صباباته
بينما كان من قبلُ في منتهى الحرصِ
أن يتجنى عليه
لكي يقطع الطولَ والعرضَ والعمقَ في المعتقلْ؟!
آااااااخِ عدنانُ
يا صاحبي وحبيبي وأهلي
وأجملَ ما في ظنوني
على ما في ظنوني من النادباتِ عليكَ
وما في يقيني من الشكِّ واليأس والمُحْتَمَلْ.
حاولوا قتله بطرائقهم
غير أنَّ الذي حاولوا قتله ما انقتلْ.
وعلى موجةٍ
ربّما موجتين
تبسَّم في سرِّه
فاكتشفناه بعد ارتحال الغيوم
وبعد فوات الحقول التي خانها الماء
بعد قليلٍ قليلٍ من الورد
بعد كثير كثيرٍ من الطعنات
ومن جاثيات الهمومِ
ومن فادحات الأجَلْ.