يقول المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد: “قد يختلف الفلسطينيون في أشياء كثيرة لكنهم يتفقون على تسمية ما حدث لهم سنة 1948 بأنه نكبة”. ويُجمع معظم الكتّاب والنقّاد الفلسطينيين والعرب، على أنّ الأدب الفلسطيني استشرف نكبة عام 48 وحذر من ويلاتها قبل سنوات من وقوعها، فمع ظهور بوادر الجشع الصهيوني للاستيلاء على الأرض الفلسطينية في مطالع القرن الماضي أخذ الشعور بالخطر يقلق بال الفلسطينيين – أصحاب الأرض، بخاصّة عند صدور “وعد بلفور” المشؤوم في عام 1917، وازدياد الهجرة اليهودية إلى البلاد، وما تلاها من أحداث جسام لعل أهمها فرض الانتداب البريطاني على فلسطين في عام 1922، والدعم البريطاني للحركة الصهيونية في التمهيد لإقامة الكيان الصهيوني على قسم كبير من أرض فلسطين التاريخية عام 1948.
يذكر الكاتب الفلسطيني ناهض زقوت، في مقالة له بعنوان «الأدب والنكبة ـ قراءة في النص السردي»، أنّ الأدب الفلسطيني “كان مرآة صادقة لواقع تمور فيه أحداث تنذر بخطب عظيم. فهذا الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود (1913-1948)، يقف مخاطباً الملك السعودي “سعود بن عبد العزيز” حينما زار فلسطين والمسجد الأقصى، قائلاً:
المسجد الأقصى أجئت تزوره
أم جئت من قبل الضياع تودعه
وكأنه كان يقرأ من خلف ستار الغيب عام 1935 لما سوف تؤول إليه الأوضاع السياسية في البلاد.
مرحلة جديدة في حياة الأدب الفلسطيني
بحسب النقّاد، فقد “مرّ الأدب الفلسطيني المعاصر بمرحلتين، كان للثانية منهما أثر كبير في تغيير مساره ووسمه بسمة خاصّة ميزته عن بقية الأدب العربي المحيط، هذه المرحلة هي احتلال فلسطين على يد العصابات الصهيونية وإعلانهم دولة لهم على ترابها عام 1948”. وبذلك شكّلت النكبة مرحلة جديدة في حياة الأدب الفلسطيني، فقد هبَّ الشعراء والأدباء لتمجيد الجهاد وشحذ العزائم ولوم زعماء فلسطين وقادتها على تخاذلهم وتفرق كلمتهم، فكان الشعر يفيض بالألم والحزن والتقريع والصمود والمقاومة والتشبث بالأرض والجذور والتحدي. وكان الشعراء يغتنمون كل فرصة ليذكِّروا أمتهم بأمجادها القديمة وبأنها جديرة باسترجاع الوطن المغتصب. مجسّمين النكبة الفلسطينية ومأساة اللاجئين بقصائدهم، ومقدِّمين أوضح الأمثلة لمن يريد أن يدرس أثر النكبة في الشعر والتجاوب الوثيق بين الشاعر وأحداث أمته.
ومن أعلام الشعر الفلسطيني بعد النكبة؛ عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى)، وتوفيق زيّاد، وسميح القاسم، وراشد حسين، ومحمود درويش، وسالم جبران، وفدوى طوقان، ومعين بسيسو، وكمال ناصر، وهارون هاشم رشيد، ومحمد العدناني، وبرهان الدين العبوشي، يوسف الخطيب، وسلمى الخضراء الجيوسي، ومي صايغ، وجبرا إبراهيم جبرا، وعز الدين المناصرة، وأحمد دحبور، ومحمد القيسي، وخالد أبو خالد، ومحمد حسيب القاضي، وخالد أبو خالد، وسعيد المزين (فتى الثورة)، وغيرهم الكثير ممن نظموا أشعاراً لم تلهب مشاعر من اكتوى بنار الاحتلال فحسب، بل لامست شغاف الملايين من التواقين للحرّية في العالم، وكان وقع هذه القصائد أشدّ تأثيراً حين غناها كل من فيروز، ومارسيل خليفة، وخالد الهبر، وجورج قرمز، وأحمد قعبور، وسميح شقير، وسواهم، فردّدها الكثيرون… وحفظها عامة الناس من المحيط إلى الخليج.
وعلى امتداد سنوات النكبة، تطوّر إحساس شعراء فلسطين بمأساة شعبهم، فتطوّرت التعبيرات الشعريّة، وتنوّعت وابتدعت قوالب جديدة خصوصاً مع الميل المتزايد للشعر الحرّ، وهو ما رصده الأكاديمي والناقد الفلسطيني عاطف الشاعر، في كتابه «خريطة الغياب.. أنطولوجيا كتابات فلسطينية عن النكبة» (2019)، الذي يبرز في ثناياه كيف ساعد الشعر الفلسطيني في الحفاظ على الذاكرة الجمعية لشعب أرضه محتلّة ويتعرّض لحملة ممنهجة للسطو على ثقافته. ويؤكّد الشاعر، في كتابه الصادر باللغة الإنكليزية، والذي ضمّ كتابات لـ 48 كاتباً فلسطينياً تناولت النكبة كموضوع، وتشمل القصص القصيرة، والقصائد، ومقاطع من روايات ومذكّرات، أنّ النكبة تم التعبير عنها في أشعار الأدباء الفلسطينيين عن طريق ما عاشوه في حياتهم اليومية “فلم تكن هذه القصائد عبارة عن خطاب سياسي”، بقدر ما حاولت أنسنة القضية الفلسطينية ونقل تفاصيلها والأحاسيس التي يشعر بها الفلسطيني في صحوه وحتى نومه وهو المهدّد بالقصف أو اقتحام بيته في أي لحظة.
سردٌ يوّثق لجرائم الاحتلال ومقاومته
أما الرواية الفلسطينية فقد قدّمت رؤيتها الاستشرافية للنكبة، بالتحذير من الأدوات التي سوف تساهم في حدوثها، وخصوصاً اليهود، فها هو صاحب أوّل رواية فلسطينية «الوارث» (1920)، خليل بيدس، يقدّم في هذا النص، حياة شاب من عائلة سورية هاجرت إلى مصر، ويقع الشاب هناك في حب راقصة يهودية تصوّرها الرواية (مصاصة دماء)، ويساعدها على ابتزاز أموال الشاب بعض من أبناء جلدتها، مركزاً على جزيئية في الشخصية اليهودية عرفت عالمياً وهي (حب المال).
ووفقاً للناقد الأكاديمي الفلسطيني رياض كامل، فإنه “لو قمنا بتتبّع مسار الرواية في فلسطين لوجدنا أنه لا يختلف البتّة عن مسارها في كل من مصر وسوريا. يعتبر الباحثون أن روايتي «الوارث» الصادرة سنة 1920 للكاتب خليل بيدس، ورواية «الحياة بعد الموت»، التي صدرت هي الأخرى سنة 1920 للكاتب إسكندر الخوري البيتجالي، أوّل روايتين فنيّتين فلسطينيتين”. ويضيف: “تكاد المصادر كلها تُجمع على أن الرواية العربية الفلسطينية بلغت مرحلة النضوج على يد جبرا إبراهيم جبرا (1920-1994)، إميل حبيبي (1921-1996) وغسّان كنفاني (1936-1972). يرتبط هؤلاء الثلاثة، ببعضهم البعض ارتباطاً عضوياً، نظراً لما لهم، معاً، من دور هام في دعم وتدعيم أسس الرواية العربية الفلسطينية”. وتعتبر رواية إميل حبيبي «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» من أهم الروايات العربية الصادرة في حقبة السبعينيات، باعتمادها السخرية اللاذعة الناقدة، واستلهامها عبق التراث في تصويرها لمأساة شعب منكوب.
ومن أبرز الروائيين الفلسطينيين؛ إبراهيم نصر الله، الذي تمثّل روايته «براري الحمى» (1985) تجربة مهمة في الأدب العربي الحداثي، وفاروق وادي، وأفنان القاسم، وأحمد عمر شاهين، وأحمد حرب، ووليد الشرفا، وأحمد رفيق عوض، وأسامة العيسة، وأنور حامد، وجمال ناجي، ووليد سيف صاحب «التغريبة الفلسطينية». ونذكر من الروائيات؛ ليلى الأطرش، وسحر خليفة، وليانة بدر، وحزامة حبايب، وحنان عوّاد، ونبيلة العسلي، وديمة السماّن، ورفيقة الحسيني، وفيحاء جاد الله، ورشدة المصري، وداد البرغوثي، وتودد عبد الهادي، ونداء خوري، وغيرهنّ.
وفي كتابها «تطوّر الرواية العربية في فلسطين 48 (2012-1948)» (2012)، قدّمت الباحثة الفلسطينية جهينة الخطيب، دراسة تأسيسية شاملة لمسيرة الرواية الفلسطينية وتطوّرها في فلسطين 48، مستعرضة الاتجاهات الفنّية المختلفة لهذه للتجربة الروائية وتقنياتها ومضامينها المتنوّعة. وتشير الخطيب في الكتاب، إلى أنّ أدب عرب 48 يحتلّ موقعاً خاصّاً ومتميّزاً، باعتباره جزءاً من الأدب الفلسطيني، رغم أنّ مبدعيه يقيمون في “إسرائيل” اليوم، وسط أغلبية يهودية، ورغم محاولات عزلهم عن محيطهم الثقافي.
وقسّمت الباحثة الفلسطينية في دراستها، مسيرة الرواية في فلسطين 48 إلى خمس مراحل، كانت الأولى قبل النكبة، وامتدت المرحلة الثانية من (1948 حتى 1953)، وهي مرحلة “الذهول والصدمة” التي توقفت فيها الرواية عن الصدور. واستمرت المرحلة الثالثة حتى نكسة 1967، وفيها شكّلت الظروف السياسية الوعي الفكري للروائيين، كما يتجلّى في نتاجاتهم التي طغى فيها الموضوع على الأسلوب والميل إلى الوعظ، وغابت التقنيات الفنّية لمصلحة المباشرة. وشهدت المرحلة الرابعة (1994-1967)، وفقاً للدراسة، تطوّراً مهماً في المتن الروائي، نتيجة فك الحصار على فلسطينيي الداخل وانفتاحهم على تجارب أشقائهم في الضفة الغربية وغزّة والوطن العربي. أما المرحلة الأخيرة الممتدة منذ 1994 فقد شهدت برأي الخطيب تطوّرين في الناحيتين الكمية والفنّية/ المضمونية. تقول المؤلّفة عن هذه المرحلة: “بعد اتفاقية أوسلو وتداعياتها شعر المثقف الفلسطيني بخيبة أمل وأن أحلام إخوته في الشتات بالعودة قد تداعت وتحطمت، فانعكست مسألة الهوية المأزومة بوضوح على طريق رواية «المتشائل» لإميل حبيبي”.
وتبيّن الخطيب إلى أنّ التطوّر الحقيقي للرواية العربية في فلسطين 48 يكمن في بنيتها السرديّة، حيث كان الأدب في البداية أدباً مباشراً “يلهث وراء الأفكار” وتغيّر تدريجياً، فتنوّعت الصيغ السرديّة لتشمل السرد الذاتي وتعدّد الأصوات والاسترجاع وما إلى ذلك. وهي ترجع تغييب الأدب العربي في فلسطين 48 بشكل تام، باستثناء أعلام أدبيّة بارزة من الجيل الأوّل، لعوامل سياسية أيديولوجية تاريخية ولغياب حركة أدبيّة منظمة، إضافة للضعف الاقتصادي. وتشير الباحثة جهينة الخطيب في كتابها، إلى تميّز روايات الداخل الفلسطيني بهيمنة فكرة التشبث بالوطن والأرض والهوية والتمزق والعلاقات العربية اليهودية في الداخل.
ويرى الناقد الفلسطيني فيصل درّاج أنّ الكفاح المسلح الفلسطيني أنتج “رواية تحتفي به وتعد بنصر قريب، بدءاً من غسان كنفاني وصولاً إلى جيل لاحق تمثّل بيحيى يخلف، في رواياته المتلاحقة. غير أنّ المنظور المتفائل، القريب من الشعارات السلطوية، لم يعمر طويلاً، بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، فظهر منظور روائي نقدي متشائم، تجلى في عملين لسحر خليفة هما «باب الساحة»، التي تأملت انتفاضة 1987، قبل أن تسخر من القيادة السياسية الفلسطينية في رواية «الميراث». وأردف درّاج: “أفضى الخروج من بيروت، كما اتفاق أوسلو، إلى “تحرّر الرواية الفلسطينية”، فجاءت سامية عيسى بنقد أقرب إلى الهجاء في عمليها «حليب التين» و«خلسة في كوبنهاجن»، وكذلك مايا أبو الحيات في «لا أحد يعرف زمرة دمه». ووصل حسين البرغوثي (1954- 2002) المبدع المتعدّد الصفات، الذي عايش ما بعد أوسلو إلى رواية رثائية تبكي فلسطين التي لن تعود، وذلك في عملين أقرب إلى الفرادة هما: «الضوء الأزرق»، و«سأكون بين اللوز».
الهوية والمقاومة في القصة القصيرة
في كتاب «السياسة والأدب الفلسطيني في المنفى: الجنس، علم الجمال، والمقاومة في القصة القصيرة» (2017)؛ لجوزيف فرج، أستاذ الدراسات العربية المساعد في جامعة منيسوتا، الصادر باللغة الإنكليزية عام 2017، يدرس المؤلّف القصة القصيرة الفلسطينية في ارتباطها بمسائل الهوية والثقافة والمقاومة والمنفى. متفحصاً الوظيفة السياسية للنص الأدبي، والوجهة التي بموجبها يستجيب الإنتاج الثقافي للمنعطفات الفارقة في التاريخ الفلسطيني. باحثاً في دراسته في أعمال (سميرة عزام وغسّان كنفاني ويحيى يخلف وإبراهيم نصر الله وليانة بدر)، وذلك عبر ثلاثة منعطفات: النكبة، النكسة، والانتفاضة. وفي هذا الكتاب يشير المؤلّف، إلى فكرة بالغة الأهمية وهي: أنّ “دراسة الأدب الفلسطيني، على شاكلة الأدب الفلسطيني ذاته، تحمل في داخلها بُعدها السياسي الموروث؛ سواء بمصطلح ما تنطوي عليه من إمكانيات نسف التغاضي ما بعد الكولونيالي عن إشكاليات ذلك الأدب، أو عن طريق لفت الأنظار إلى وقائع أخرى مماثلة في دول الاستيطان، هنا وهناك”.
وقد كان الفنّ القصصي قبل عام النكبة في مراحله التجريبية، شأنه في ذلك شأن القصة العربية بشكل عام، والتي كانت تفتقر حينها إلى النضج الذي يؤهلها لترسيخ نفسها ومزاحمة الشعر، بحسب النقّاد، ورغم ذلك فقد عرفت أسماء مثل خليل بيدس وأحمد شاكر الكرمي، وجميل البحري، وجمال الحسيني، ومحمود سيف الدين الإيراني، ونجاتي صدقي، وسميرة عزام، التي أصدرت في حياتها أربع مجموعات قصصية فقط، إلى جانب اثني عشر نصاً مترجماً من الإنكليزية إلى العربية، والتي لقبها الناقد المصري رجاء النقاش بـ”أميرة كاتبات القصة القصيرة”، بعد سماعه بنبأ موتها المفاجئ بحادث سير على طريق عمان-جرش في الأردن في 8 آب/ أغسطس 1967. وبعد عامين (1969) نشر أميل حبيبي مجموعته القصصية «سداسية الأيام الستة»، التي عكس من خلالها أوجاع الأقلية الفلسطينية التي تبقت داخل الوطن المحتلّ، ولم تغادره بعد نكبة 1948.
وتبرز الدراسات النقديّة للأدب الفلسطيني بعد عام النكبة، أنه ما بين العامين (1948-1967)، فقد تأثر الفنّ القصصي الفلسطيني، بعدد من التجارب في الوطن العربي، وقد اشتهر في هذه الفترة أربعة كتّاب كانوا جميعاً يعيشون خارج فلسطين، وهم: جبرا إبراهيم جبرا؛ الذي عرّف العرب بروائع شكسبير بترجماته المتعدّدة، وسميرة عزام؛ التي قدّمت للقصة القصيرة العربية شكلاً فنّياً مميزاً، و”شهيد الكلمة- الرصاصة” غسّان كنفاني؛ الذي بدأ ظهوره اللامع بداية ستينات القرن الماضي، ومحمود سيف الدين الإيراني، الذي كتب القصة منذ الأربعينات، وكانت قصصه أكثر نضجاً من المحاولات السابقة لها في فلسطين. وتبيّن الدراسات الأدبيّة، أنّ “أعمال جبرا القصصية؛ بشرت بميلاد مستوى مختلف وأكثر حداثة، وقد نشر مجموعته «عرق وقصص أخر» عام (1956)، وقد كانت قصصه إلهاماً للصفوة”. فيما دخل “غسّان كنفاني عالم الأدب بنشره عام 1961 مجموعته «موت سرير رقم 12»، وقد بدا أنّ هذا الكاتب قادرٌ على تحقيق العمق والتنوّع، وبصدور مجموعته الثانية «أرض البرتقال الحزين» عام 1963؛ رسخ نفسه كاتباً قصصياً من الطراز الأوّل”.
وظهرت في هذه الفترة في الداخل المحتلّ، وفي القدس والضفة الغربية وقطاع غزّة، وفي الشتات، أقلام قصصية واعدة، مثل توفيق فياض، ومحمد علي طه، ومحمد نفاع، وحنا إبراهيم، وزكي درويش، ونبيه القاسم، وعفيف صلاح سالم، ومحمود شقير، وعلي الخليلي، وجمال بنورة، ورشاد أبو شاور، وماجد أبو شرارة، وغريب عسقلاني، وعبد الله تايه، وزكي العيلة، وفضل الريماوي، ومحمد أيوب، ومحمد كمال جبر، ومفيد دويكات، وأكرم هنية، وسامية الخليلي. ومع بداية سبعينيات القرن العشرين، برزت على الساحة الأدبيّة الفلسطينية أصوات مميّزة في الشعر والرواية والقصة القصيرة، وترجمت أعمالهم إلى اللغات الحيّة مما وضع هذا الأدب على محك التماس مع الآداب الأخرى. وقد تنوّعت التجارب الأدبيّة بإتقان الكثير منهم للغات الأجنبية أو الاطلاع على الآداب العالمية مترجمة، مع بقاء القضية السياسة المحور الأهم فيها بتنويعات مختلفة.
أما حركة النقد الأدبي الفلسطيني الحديث في النصف الثاني من القرن العشرين، فتشير المصادر الأدبيّة، إلى أنها، “التصقت التصاقاً حميماً بالشعر والأدب في فلسطين المحتلّة. وتظهر سمات المدرسة الواقعية الجديدة في النقد الأدبي الفلسطيني داخل الأرض المحتلّة بعد نكبة سنة 1948، وخاصّة عند الشعراء النقّاد الثلاثة البارزين: محمود درويش، وسميح القاسم، وتوفيق زيّاد. وكان نقداً ذا مذاق خاصّ، بالإضافة إلى نضجه وعمقه وسعة آفاقه، له أيضاً مذاق النقد التطبيقي الذي يتحسّس ما يقوله الواحد منهم في شعره هو نفسه، ويتحسّسه في شعر الآخرين وأدبهم”. ويقف إلى جانب هؤلاء الثلاثة في ساحة النقد الأدبي زملاء لهم منهم: سالم جبران الشاعر المعروف، وطارق عبد الله، وعلي عاشور، ومحمد خاص، وعفيف سالم. كما ظهر نقّاد فلسطينيون في الشتات، ومن هؤلاء: إحسان عباس، وتوفيق صايغ، ومحمد يوسف نجم، ومحمود السمرة، وعبد الرحمن ياغي صاحب كتاب «حياة الأدب الفلسطيني الحديث من أوّل النهضة حتى النكبة»، الصادر بطبعته الأولى في بيروت عام 1968، وهاشم ياغي صاحب كتاب «حركة النقد الأدبي الحديث في فلسطين»، القاهرة، 1973.
أهم المصادر والمراجع
-
سلمى خضراء الجيوسي، «موسوعة الأدب الفلسطيني المعاصر»، (الجزء الأوّل: الشعر) و (الجزء الثاني: النثر)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997.
-
كامل السوافيري، «الأدب العربي المعاصر في فلسطين (1860-1960)»، دار المعارف، القاهرة، 1975.
-
غسان كنفاني، «الأدب الفلسطيني المقاوم تحت الاحتلال (1948-1968)»، مؤسسة الدراسات العربية، بيروت، طبعة أولى 1968م.
-
راضي صدوق، «شعراء فلسطين في القرن العشرين “توثيق أنطولوجي”»، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000.
-
أحمد عمر شاهين، «موسوعة كتاب فلسطين في القرن العشرين»، (الجزء الأوّل والثاني)، المركز القومي للدراسات والتوثيق، غزّة، 2000.
-
فيصل دراج، مقالة «الرواية الفلسطينية- أدب المضطهدين في جغرافيا مشتتة»، موقع “الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية” [www.palquest.org/ar/highlight/10517].
-
فيصل دراج، مقالة «القصة القصيرة الفلسطينية- المنفى، والأسى، والفكاهة السوداء»، موقع “الموسوعة التفاعلية للقضية الفلسطينية” [www.palquest.org/ar/highlight/10519].