رفيا حسين عريدي: “سينما فلسطين – الدوحة” نافذة جديدة على حكاياتنا

أوس يعقوب

كاتب من فلسطين

يتوجب علينا جميعاً كفلسطينيين مغتربين أن ندعم السينما المستقلة التي تحكي قصتنا بكمٍ من الجمال والإتقان دون زيف ودون "استجداء" كما يفعل الكثيرون، وآمل أن نتمكن من الاستمرار في فتح الشبابيك والاحتفاء بهذا الإنجاز الحضاري للسينمائيين في فلسطين.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

10/10/2018

تصوير: اسماء الغول

أوس يعقوب

كاتب من فلسطين

أوس يعقوب

يعمل كاتباً ومراسلاً صحفياً لعدد من الصحف والمجلات والمواقع الإلكترونية منذ العام 1993. صدر له عدة كتب ودراسات في الشؤون الثقافية الفلسطينية والعربية. وله مجموعة دراسات منشورة ضمن موسوعة "أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين"، الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في تونس.

تزامناً مع انطلاق النسخة الرابعة من مهرجان “قلنديا الدولي” تشهد الدوحة اليوم إطلاق النسخة الأولى من مهرجان “سينما فلسطين – الدوحة“ (يُفتتح اليوم ويستمر لغاية ١٦ من هذا الشهر)، الذي يأتي ضمن الفعاليات المصاحبة لـ”قلنديا الدولي” من العاصمة القطرية، والذي يريد له منظموه، الذين جمعهم شغف السينما وفنّ الحكاية، السعي إلى “خلق مجتمع خاص لمتذوقي السينما وإيجاد أرضية مشتركة للحوار بين الثقافات، والمساهمة في تعزيز ثقافة السينما في المجتمع”.

”رمان“ التقت مبرمجة المهرجان وإحدى مؤسّساته، المنتجة السينمائية الفلسطينية رفيا حسين عريدي، لمعرفة المزيد من التفاصيل حول هذه التظاهرة الفنية التي تقام تحت عنوان “حكايات من بلد الحكايات”، فكان هذا الحوار:

“مهرجان سينما فلسطين الدوحة” لماذا، وكيف ومن أين وُلِدَت الفكرة؟

بدأت تتكوّن فكرة المهرجان عام ٢٠١٤، وذلك من ملاحظات لمهرجانات أفلام فلسطينية حول العالم والتي انتشرت بشكل ملحوظ، ولأني في مجال الإنتاج السينمائي وأتابع الكثير من المهرجانات والملتقيات السينمائية ولأني على تواصل دائم مع صنّاع السينما في البلاد العربية والعالم، تعرفت أكثر على خلفيات هذه المشاريع وكيفية القيام بها، وقد أدركت بأن المشروع ممكن، وحين عرضته على صديقتي كلثم خليفة السويدي، المديرة الفنية للمهرجان وهي (شريكة مؤسّسة)، تشجعت مباشرة. فكان أن بدأنا بالبحث والعمل على كتابة عرض تفصيلي للمشروع لنتواصل به مع المؤسسات والشركات المحلية للدعم والرعاية، وتقدمنا به لجهات عدة شارحين لها ما نريده من هذا المشروع.

في المراحل الأولى واجهنا بعض المصاعب، لكن الأمر كان جديراً بالمزيد من العمل إلى أن حظينا بجهة ممولة قدمت لنا مشكورة نصف الميزانية المطلوبة وهي محدودة جداً، كما قدمت لنا مؤسسات ثقافية تعنى بالشأن السينمائي دعماً لوجستياً، وها نحن كلثم خليفة السويدي (مديرة فنية)، ونور حسين عريدي (منسقة ومصممة)، وأنا (مُبرمجة أفلام) نستعد اليوم لإطلاق النسخة الأولى بجهود تطوعية فردية ومع فريق مثابر ومتفان من الصبايا والشباب انضمّ للمساعدة في التنظيم، فريق مؤمن بمستقبل مبشّر لمشروعنا الطموح، الذي ينطلق تحت شعار “حكايات من بلد الحكايات”، ذلك أن كل بلدٍ فيها حكايات، ونحن لا نريد لمهرجاننا أن يكون فلسطينياً وحسب بل نطمح في الاحتفاء بالتجارب السينمائية في العالم العربي في الدورات القادمة.

ما معنى أن يكون المهرجان بنسخته الأولى في الدوحة؟

صناعة السينما تعدّ تجربة جديدة في قطر، فقد اعتدنا دوماً التوجه إلى دور السينما ومشاهدة أفلام غالباً ما تكون تجارية، لكن منذ ما يقارب عشر سنوات بدأ التوجه نحو السينما المستقلة مع تأسيس “مؤسسة الدوحة للأفلام”، التي ساهمت وتساهم بشكل كبير في دعم السينما في قطر والعالم العربي.

لاحظنا الاهتمام الكبير بالسينما لدى المجتمع في قطر من خلال الإقبال الواضح على الملتقى السينمائي “قمرة” ومهرجان “أجيال” السينمائي وعروض الأفلام الموسمية للمؤسسة، وشعرنا بأن هناك متسع للمزيد فكانت فكرة مشروعنا هنا، سيما وأننا كقيّمات عليه نملك خبرة جيدة في إدارة المشاريع والفعاليات وتربطنا علاقات متينة مع فنانين، صنّاع أفلام، منتجين وموزعين في المنطقة، ما من شأنه تهيئة الفرص للتعاون والشراكات.

ما هي أهمّ التحدّيات التي واجهتكم في مرحلة التحضير؟

تحدّيات كثيرة في مقدمها العثور على تمويل يمكننا من تغطية النفقات الأساسية، كذلك تصاريح وموافقات الجهات الرسمية، كوننا أفراد لا نملك شركة أو وكالة ننفذ من خلالها هذا المشروع وغيره. في أغلب الحالات كنا نتلقى أسئلة “وجودية” إذا جاز التعبير -مثل “مين إنتو؟ أيوا يعني شو الجهة المنظمة؟ طب لمين نوجه كتاب الموافقة؟” وهكذا- وتبين لنا أنه لا يوجد الكثير من المبادرات الشخصية الجادة في تنظيم مثل هكذا فعاليات، ما من شأنه -افتراضاً- أن يشعرنا بالسعادة والإنجاز، لكنه من جهة أخرى يؤثر على سلاسة الأمور ويستغرق الكثير من الوقت، والانتظار تباعاً.
 

من الأفلام المشاركة

يبدو من مطالعة برنامج المهرجان أنكم اخترتم أبرز إنتاجات السينما الفلسطينية في السنوات الأخيرة. فكيف تم اختيار هذه الأفلام، ومن قِبل من؟

تواصلت بشكل مباشر مع مخرجات ومخرجي الأفلام المدرجة في البرنامج لعرض فكرة المشروع فوجدت اهتماماً وترحيباً كبيرين بالفكرة كون أغلب الأفلام لم يُعرض في الدوحة من قبل، وبالتالي سنحظى في مشروعنا بـ”عرض أوّل”. كما ركزنا الاختيار على إنتاجات سينمائية لقيت وتلقى احتفاءً عالمياً ووددنا أن ينال جمهور الدوحة الفرصة لحضور هذه الأفلام التي يسمعون ويقرؤون عنها هنا وهناك.

ماذا عن ضيوف المهرجان من فلسطين والعالم العربي، وأبرز الوجوه التي ستحضر حفل الافتتاح؟

حين أدركنا محدودية فرص التمويل ارتأينا أن ترتكز النسخة الأولى على عروض الأفلام والحوار بين الجمهور وصانعات وصنّاع الأفلام عبر الإنترنت إن أمكن. كنا سنسعد جداً باستضافة فنانين وخبراء سينمائيين لكننا نتطلع لذلك في نسخنا المستقبلية، سيما وأن المهرجان حظي بمجموعة من العرّابين والعرّابات من أهل السينما والفن والثقافة إجمالاً والذين استعدوا لدعم المهرجان معنوياً والإسهام في انتشاره، أذكر منهم: صالح بكري، وآن-ماري جاسر، ورمزي مقدسي، وريم كيلاني، ومحمد بدارنة، ونسرين فاعور، وسليم أبو جبل ومن قطر لولو إم. وحمد العمّاري، ومن العالم العربي فنان الكاريكاتور خالد البيه.

ضمن فعاليات المهرجان تقام فعالية بعنوان “مسرّات قطر”، حدثينا عنها؟

“مسرّات قطر” هو برنامج أفلام قصيرة صنعت في قطر لمخرجين ومخرجات قطريين وعرب مقيمين، أغلبها تجارب أولى تستحق الإشادة والتمعن. نطمح من خلال هذه الفعالية لتقديم التجربة السينمائية الشابة في قطر والاحتفاء بجودتها العالية، وعمقها أحياناً رغم صغر عمرها، ونسعى بصدق إلى خلق مجتمع خاص لمتذوقي السينما، نوجد فيه أرضية مشتركة للحوار بين ثقافات متعددة ونساهم من خلاله في تعزيز ثقافة السينما في قطر. كذلك ستُعرض أفلام “مسرّات قطر” في فلسطين عبر شراكات لنا في القدس، حيفا، رام الله، بيت لحم، غزة. نعلن تفاصيلها في الأيام القادمة، ما يصبّ في مساعينا لتجاوز الحدود (والحواجز!) مع فلسطين وخلق نوع من التشبيك في المشهد السينمائي بين البلدين. سعدنا بحق لحماس صنّاع الأفلام هنا في الدوحة حول جولة عروض فلسطين، وكذلك من المؤسسات الثقافية الشريكة في فلسطين التي رحبت بالفكرة كثيراً ولم تتردد للحظة في استعدادها للتعاون وعرض الأفلام للجمهور في البلاد.

أسألك عن التمويل والدعم، وعن الشراكات المحلية والدولية؟

اختصرنا الكثير مما نود إنجازه في النسخة الأولى لضيق التمويل رغم محدودية الميزانية واقتصارها على الكلفة التشغيلية، واقتصر العمل علينا نحن الثلاثة (كلثم ونور وأنا) بالدرجة الأولى، وبعض الأصدقاء الذين قدموا لنا تطوعاً خدمات جليلة لترويج المهرجان، أبرزها الإعلان الترويجي للمهرجان والموقع الرسمي الذي انطلق قبل أيام.
 

كم مهم برأيك أن يتم نقل حكايات نضال شعبنا الفلسطيني سينمائياً، وبالتالي كيف تخدم هذه المهرجانات السينما الفلسطينية المستقلة؟

كنا نظن بداية أن المهرجان فرصة لتقديم قصة فلسطين سينمائياً لمجتمع متعدد الثقافات، لكننا أدركنا سريعاً أن المشروع مهم للفلسطينيين المغتربين أنفسهم، فأغلبهم لا يعرف الكثير عن فلسطين ولا يرونها إلا في الصور والأخبار، وبالتالي أصبح المشروع فرصة حقيقية لفتح شبّاكٍ صغير على فلسطين الأم بكل قصصها وحكاياها من رأس الناقورة إلى أم رشرش.

يتوجب علينا جميعاً كفلسطينيين مغتربين أن ندعم السينما المستقلة التي تحكي قصتنا بكمٍ من الجمال والإتقان دون زيف ودون “استجداء” كما يفعل الكثيرون، وآمل أن نتمكن من الاستمرار في فتح الشبابيك والاحتفاء بهذا الإنجاز الحضاري للسينمائيين في فلسطين.

كمنظمين ما هي تطلعاتكم وطموحاتكم المستقبلية؟

نتصوّر مهرجاناً يجمع الناس ويعبر الحدود ببساطة ودون تكلّف. الثقافة، المجتمع، التعليم والترفيه هي المبادئ الأربعة التي تشكل الجوهر الرئيسي لمشروع مهرجان “سينما فلسطين-الدوحة”، وبينما تتركز طبعتنا الأولى على عروض للأفلام ونقاشات بين الحضور ومع صنّاعها -متى أمكن- نطمح لأن نسيّر مستقبلاً مجموعة من البرامج السينمائية التعليمية من ورش عمل وندوات، نتباحث فيها كسينمائيين حول ما يواجهنا من تحديات وعقبات ونطرح الأفكار للحلول والإمكانيات المتاحة، كما نطمح لتنظيم فعاليات فنية مصاحبة من عروض موسيقية حيّة وما شابه ذلك.

ما الذي تقولينه أخيراً واليوم هو تاريخ افتتاح المهرجان؟

لطالما استوقفتني مقولة يوهان غوته “كل الفنون تسعى لأن تكون موسيقى”، فعلى الرغم من جمال الوصف وإجلاله للموسيقى أرى أن السينما نجحت في أن تكون أقرب الفنون إلى الموسيقى، وما علينا إلا أن نتمايل معها ونمضي في خيالنا بعيداً عن الواقع الجاف الذي نعيشه اليوم. أقول إن الفن والثقافة هما رهاننا الأخير وعلينا أن ندرك حجم الإبداع الحقيقي للسينمائيين والفنانين إجمالاً في فلسطين وفي الشتات الذين يحتفى بإنجازاتهم وأعمالهم حول العالم، فهم الوجه الأجمل للبلاد.
 

 

يُشار إلى أن رفيا حسين عريدي منتجة فلسطينية من عرابة-جنين، ولدت في الناصرة وتقيم في الدوحة منذ مطلع الثمانينيات. بدأت خبرتها في الإنتاج السينمائي عام 2008 من خلال برنامج “مناظرات الدوحة” مع محطة (بي.بي.سي) العالم بإشراف مؤسسة قطر. تعاقدت منذ العام 2011 مع مؤسسة الدوحة للأفلام لإنجاز مشاريع إنتاجية، أبرزها “مشروع التاريخ الشفوي”، الذي يوثق قصص حياة وذكريات أهالي وسكّان قطر قبل حقبة البترول بتفويض من “هيئة متاحف قطر”، كما عملت مع عدد من المخرجين المستقلين في فلسطين.

للمتابعة، صفحة المهرجان على الفيسبوك

الكاتب: أوس يعقوب

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع