قلنديا في بيروت: “بحر من حكايات”

SEA OF STORIES: Voyages of the Palestinian Archives

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

04/10/2016

تصوير: اسماء الغول

رمان الثقافية

مجلة ثقافية فلسطينية

رمان الثقافية

تنطلق اليوم الأربعاء فعاليات “قلنديا الدولي” تحت عنوان “هذا البحر لي”، وتُشارك فيه ١٦ مؤسسة ثقافية فلسطينية من بينها “دار النمر للفن والثقافة” في بيروت، وستحمل فعالية بيروت عنواناً فرعياً هو “بحر من الحكايات”.

وفي لقاء لرمان مع رشا صلاح، المديرة التنفيذيّة في “دار النمر” وقيّمة المعرض، قالت بأن الصدفة لعبت دوراً في اختيار الفنانين المشاركين، وقد كانت على معرفة بأعمالهم، وبدأت بأحمد باركلي وهنا سليمان، إذ تحدّثوا عن الفكرة بشكل عام، فعندما يحكي أحدنا عن البحر والشتات ولبنان يخطر في ذهننا خروج «منظمة التحرير الفلسطينية» من لبنان، وحال الفلسطينيين هنا قبل خروج المنظمة وبعده قد تغيّر بشكل كبير. طرحت رشا الموضوع على الفنانين، وأخبراها بأنّهما يشتغلان على مشروع ينطلق من الفكرة ذاتها، فخرجوا بفكرة معرض “بحر من الحكايات، أسفار الأرشيف الفلسطيني”. الحديث عن خروج المنظمة يتبعه حديث عن خروج الأرشيف الفلسطيني معهم وتشتّته هو الآخر، تقول.

بعدها تعرّفت رشا على عمل كمال الجعفري، على المضمون فيه تحديداً، والذي يحكي فيه عن شخص يتصارع مع واقعه، فهنالك أفلام إسرائيلية يتم تصويرها في فلسطين المحتلة، في يافا وهي مدينة كمال. هو يشتاق إلى يافا التي يعرفها فيقرّر أن يأتي بأفلام إسرائيلية وهوليوودية تظهر فيها يافا، ويمحي الشخصيات الإسرائيلية منها ولا يُبقي فيها غير الشخصيات الثانوية، المارين في المَشاهد، وهي شخصيات فلسطينية سقطت سهواً، ليتحول الفلسطينيون إلى الأبطال الجدد للأفلام، فيسترجع يافا التي يريدها كمال. فإن تعذّرت العودة الآن إلى فلسطين سيُرجع هو نفسَه إلى شوارع يافا، بنفسه.

فالبحر لم يُرجعنا إلى فلسطين، ولا مرّة فعل، رغم العمليات الفدائية الرائعة التي نُفّذت عن طريق البحر، لكن البحر في الحقيقة أبعدنا عن فلسطين، وأتى بنا إلى الشتات، في لبنان وأماكن أخرى، وتعامله مع لاجئين جدد فلسطينيين وسوريين مرعب جداً

تضيف رشا بأنّه كان من الضروري أن يوجدوا الجانب اللبناني في “قلنديا الدولي” كونهم في بيروت، وهذا الجانب يعني المخيمات الفلسطينية في لبنان، فاختاروا عملين، أحدهما يحكي عن الواقع بعيداً عن الأوتوبيا، فالبحر لم يُرجعنا إلى فلسطين، ولا مرّة فعل، رغم العمليات الفدائية الرائعة التي نُفّذت عن طريق البحر، لكن البحر في الحقيقة أبعدنا عن فلسطين، وأتى بنا إلى الشتات، في لبنان وأماكن أخرى، وتعامله مع لاجئين جدد فلسطينيين وسوريين مرعب جداً، فمن هنا كان اختيارها لعمل عبد الرحمن قطناني، تقول، فقطناني من مخيم شاتيلا، ويشتغل على موجة رائعة تبدو من بعيد جميلة لكن كلّما اقترب أحدنا إليها تبدو كم هي مؤذية كونها مصنوعة من أسلاك شائكة، وهذا واقع البحر والموجة التي تبتلع اللاجئين اليوم.

تضيف بأن هنالك عمل لمجموعة الدكتافون، وهنّ فنانات لبنانيات يحكي عملهن عن علاقة المدن العربية بالبحر، وقد اقترحت عليهنّ إضافة مخيم الرشيدية كمكان، وهو المخيم الأقرب جغرافياً إلى فلسطين لكنه كذلك الأبعد عنه في الواقع لأسباب أمنية وسياسية. والمخيّمات دائماً موجودة، وحين نحكي عن العودة، فيكون المخيم رمز صمودنا وهو ما تبقى للاجئ، وهو فلسطين الصغيرة بالنسبة له. فالمعرض كما هو مفتوح للمثقفين والمهتمين المقيمين في لبنان هو كذلك مفتوح لجميع أهالي المخيمات وهم المعنيون أولاً بمضمونه.

عن “بحرٌ من حكايات”

أين تُبحر السفن بعد الشاطئ الأخير؟ سيستكشف “بحرٌ من حكايات” أشكال النزوح والعودة المتخيَّلة للمجتمع الفلسطيني في لبنان عبر البحر الأبيض المتوسط.

بالنسبة للفلسطينيين في لبنان، تقع فلسطين على الطرف الجنوبي من الشواطئ التي نسكنها. وليس من قبيل الصدفة أن الغالبية العظمى من المخيمات والتجمعات الفلسطينية تكمن في المدن الساحلية، ويقع بعضها مباشرة على الشاطئ. إنّ البحر الأبيض المتوسط هو الموقع الذي يشهد على رحلات النزوح هذه وكذلك على الطرق المحتملة للعودة.

بالنسبة لنصف مليون فلسطيني في لبنان، بدأت كافّة هذه الطرق في فلسطين، ولكنها لم تؤدّ دوماً إلى العودة إليها. أدّت أحياناً إلى تونس أو سوريا أو قبرص، في محاولة للعثور على ملجأ للحركة الوطنية الفلسطينية في أفق يزداد تضاؤلاً. فكانت مغادرة سفن “منظمة التحرير الفلسطينية” موانئ بيروت في عام 1982 لحظة مفصليّة في ذاكرة الفلسطينيين وخيالهم، وهي صورة حُفرت في ذاكرتنا الجماعية في كل مكان. في السنوات الأخيرة، كانت الطرق البحرية تُستخدم للهجرة بدلا من العودة، وعلى هذا النحو يبعد الفلسطينيون أكثر وأكثر عن موطنهم. اتّخذت عائلات بأكملها البحر طريقاً للبحث عن حياة مختلفة على السواحل الجنوبية لأوروبا، وركبت القوارب مع لاجئين ومهاجرين آخرين من جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط. تجوّلت التجربة الفلسطينية في البحر الأبيض المتوسط ووضعت مرساة مؤقتة في العديد من موانئه، وظلّ البحث الدائم عن طريق العودة إلى فلسطين. وعلى حد تعبير الشاعر الفلسطيني توفيق زياد، لقد استمر الفلسطينيون يصرّون على “أن نفلح البحر” في جهد حثيث للعودة.

يسعى المعرض إلى استكشاف هذه الرحلات وتتبّع هذه المسارات، وفتح مساحة للحديث عمّا تعنيه العودة للمجتمع الفلسطيني اليوم في لبنان. يُبحر من موانئ طرابلس وبيروت وصيدا وصور لتقفّي رحلات الناس وأفكارهم وأشيائهم وحكاياتهم عبر البحر الأبيض المتوسط. كما يحاول لفت الانتباه إلى العمل المستثمَر في تخيّل جغرافيا العودة وسيناريوهاتها، ويسعى إلى إثارة النقاش حول شكل هذا السيناريو وتفاصيله.

 

NIMER COLLECTION | tareq ghusein

RECOLLECTION | Kamal Aljafari

الأعمال الفنّية

الموجة | عبد الرحمن قطناني

يلوح البحر واسعاً في خيالنا كمَوْقعاً للتأمّل وللرحلات وللحريّة المضطربة. وهو موجودٌ في الظاهر والمجاز على حد سواء. ومن خلاله، تُنسج الأحلام، وتبحر الرحلات، ويبدأ أفق الحياة بالاتساع والطمس في آن واحد. والبحر يتيح نفسه لكل من قادة السفن واللاجئين، وهو وسيلة لكل من الفتوحات والهروب. اليوم، نحن نواجه البحر في عصر الاحتلال والحروب والمجازر والتهجير الجماعي. وقد واجه أولئك الذين اتخذوا البحر وسيلةً للرحيل مجموعةً جديدة من المخاطر: أعيرة نارية في غزّة والغرق في البحر الأبيض المتوسط، فيلمع البحر بالإمكانيات والرعب. وهكذا يبدو أن الموجة تتلاشى في أدوات الحدود ذاتها التي صنعها الإنسان: الأسلاك الشائكة.

عبد الرحمن قطناني

وُلد قطناني في عام 1983 ونشأ في مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في بيروت. وهو فنان تُسجَّل لأعماله كثافة تصوير الإستعادة الحية للقصص المجمّعة خلال السنوات، وتصف هذه القصص في الأصل المآسي والمصاعب التي تواجَه في المخيم. ومن خلال عمله، يقدّم هذا الفنّان رسالة مقاومة وصمود من المخيم، عبر استخدام أدوات من المخيّم تعكس السعادة واللامبالاة والتعاطف والبكاء والفرح.

بحرٌ من حكايات: أسفار الأرشيف الفلسطيني | أحمد باركلي وهنا سليمان

بدأ هذا المشروع كمحاولة لكتابة جزء من تاريخ الوجود الفلسطيني في لبنان خلال سبعينيات القرن الماضي. فلجأنا إلى الأرشيف كما يفعل المؤرخون عادة، ولكنّنا لم نجده! حاولنا تتبّع آثاره ولملمة خيوطه، وإذ بغياب الأرشيف يطرح أسئلة أكبر وأكثر شموليّة من تلك التي تتعلّق بأي حقبة تاريخيّة: ما هو الأرشيف الفلسطيني؟ ماذا حلّ بأجزائه؟ ولمَ هي بعيدة المنال؟ كيف نكتب التاريخ ونبني السرديات بغياب المصادر الأوليّة؟ وما هي دلالات غياب الأرشيف على السيرة الفلسطينية خصوصاً، وعلى ممارسة التأريخ إجمالاً؟

قادتنا محاولة الإجابة على هذه الأسئلة إلى إعادة رسم مسارات جغرافية وسياسية بدأت في بيروت ومرّت في حيفا وقبرص والجزائر وروما. تحمل هذه الخريطة في طيّاتها قصص حيوات الأراشيف، ودلالات غيابها أو تغييبها. “بحرٌ من حكايات” هو تجهيز تفاعلي يسمح لزوّاره بالتنقّل عبر موانئ البحر المتوسّط لتتبّع مسارات ومصائر عدد من الأراشيف الفلسطينية التي نشأت في لبنان

تم تنفيذ هذا المشروع بدعم مشترك مع مؤسسة التعاون والمورد الثقافي.

أحمد باركلي

أحمد باركلي هو مهندس معماري ويعمل في التواصل البصري، وقد قاد مشاريع إنفوجرافيك حازت على جوائز، وقام بتيسير ورش عمل في العديد من المدن، وعمل على مشاريع معمارية كبرى. كما عمل أحمد سابقا مع جمعية “دار التخطيط المعماري والفني” في بيت لحم، باحثاً في نماذج معمارية للعودة الفلسطينية. ركّزت أبحاثه الأكاديمية بشكل عام على دور الهندسة المعمارية كأداة من أجل “المقاومة المَكانية”. وهو حاصل على الماجستير في التصميم البيئي من جامعة كامبريدج.

استعادة | كمال الجعفري

تشكل الأفلام الإسرائيلية والأميركية المصورة في مدينة يافا بين ستينات وتسعينات القرن الماضي أساس قصة الحلم. جرت إزالة كافة الأبطال من اللقطات الأصلية، وتُرك مكانٌ فارغ شكّلته المدينة. وهكذا، يصبح المستحيل ممكنا من وجهة نظر “الأنا”، بالتحديد عبر تصوير الماضي وتجميع ألبوم صور مصنوع من الذكريات. 

جرى أيضا الحفاظ على مدينة تعيش من جديد في صور تتحرك. ويؤرّخ الفيلم لتدمير المدينة التدريجي على مدى العقود، مستخرجاً مجتمعاً بأكمله ومعيداً إحياء المدينة. مَسح الجعفري الممثلين، وصَوّر الخلفيات والأطراف، وجعل المارة الشخصيات الرئيسية في هذا الفيلم. هو يجد طريقه من البحر، ويمشي في كل مكان، متردداً أحياناً وتائها في أحيان أخرى. يتجول عبر المدينة، والذكريات تصوّر كلَّ شيءٍ يلتقي به لأنه يعلم أنه لم يعد موجودا. يعود إلى الوقت الضائع.

كمال الجعفري

تشمل أفلام كمال جعفري”استعادة” (2015)، و”ميناء الذاكرة” (2009)، و”السطح” (2006). في العام 2009-2010، أصبح زميلا في “برنامج بنجامين وايْت ويتْني في معهد رادْكليف في جامعة هارفارد” وفي “مركز الدراسات السينمائية”. وقد علّم في “New School” (نيويورك، 2010)، وفي “أكاديمية الأفلام والتليفزيون” (برلين، 2011-2013) حيث شغل أيضاً منصب إدارة برنامج الإخراج.

استراحة مخيّم | تجهيز فيديو، مجموعة الدكتافون

يقع مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين على الشاطىء جنوب مدينة صور، وهو الأقرب إلى فلسطين من بين الإثني عشر مخيماً في لبنان. في الرشيدية، عملنا مع أربعة من سكان المخيم راسمين مساراتهم اليومية من منازلهم باتجاه البحر. أثناء رواية القصص، قادنا كل مشارك نحو المشهد الأخير حيث يضع جسده مع خلفية البحر.

مجموعة الديكتافون

تعمل مجموعة الدكتافون في حقلي البحث والفن الحي، فتخلق عروضاً حيّة مرتكزة على دراسات مدينية. هو مشروع مشترك بدأته الفنانة تانيا الخوري مع المعمارية والباحثة عبير سقسوق. كلاهما، بالاشتراك مع الفنانة والمؤدية بترا سرحال، يعملون على إنتاج عروض حيّة مرتكزة على أبحاث تعرض في أماكن متعددة، مثل مقطورة تلفريك، باص نقل عام مهجور، وفي قارب صيد. الهدف من هذه المشاريع هو إعادة النظر في علاقتنا بالمدينة، مع التركيز على المكان العام وإعادة تعريفه.

THE WAVE | Abdulrahman Katanani

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع