ضجيج
تضجّ في رأسي
الأشياء الّتي لم أقلها لك
*
أغمض عينيّ
وأصنع حديثاً وهميّاً
بيننا
*
أصنع ذكريات جديدة
وأصدّقها
*
هل أنت أيضاً
تفعل ذلك
في القبر
يا أبي؟
من بعدك
من بعدك
تحزنني الموسيقى كلّها
والأخبار كلّها
والشوارع
والمدن
والحارات
والبحر يحزنني
والشعر يحزنني
والقصص والرسائل والمذكّرات
وصوت أمّي حزيناً
على الهاتف
وأنا أعجز عن سؤالها:
كيفو بابا اليوم؟
الفراغ
كنبتك
سريرك
كرسيّ طاولة المائدة
مقعدك في السيّارة
الأماكن تفرغ منك
لكنّك
في قلبي
تكبر.
قيلولة
كنت أفتح باب الغرفة بحذرٍ
أمشي على أطراف أصابعي
أصل إلى خدّك وأقبّله
فتفتح عينيك وتسألني:
كم السّاعة الآن؟
السّاعة الآن السّادسة مساءً
فلتستيقظ، رجاءً،
من هذا النوم الطويل.
عن الموتى
– محاولة ثالثة –
هل يدرك الموتى
أنّهم موتى
كما يدرك الأحياء
أنّهم أحياء؟
هل يمضون أعوامهم الجديدة
في البحث عن تفسير الموت
بقدر ما نحاول تفسير الحياة؟
هل يدرك الموتى
أنّنا أحياء؟
يتجوّلون بيننا
غير مرئيّين؟
ويتكلّمون بصوتٍ
غير مسموع؟
هل يرسلون إلينا الإشارات حقّاً
كما نودّ أن نصدّق؟
أم إنّهم يبدؤون حيوات جديدة
غير آبهين بنا؟
ما الّذي يفعله الموتى الآن؟
هل يشعرون
أنّنا نفكّر بهم؟
هل يصنع الموتى الموسيقى؟
هل هم أيضاً
يكتبون الشّعر؟
هل يكتبون يوميّاتهم؟
هل يتحدّثون؟
هل هم الآن في السّماء
يمارسون التأمّل واليوغا
ولا يأبهون بما يحدث
على سطح الأرض؟
ثمار
ببساطة وقوع الثمار
من الأشجار،
يموت البشر:
الكون يقطفنا
واحداً واحداً
حين يشاء
ورغم أنّنا ندرك
حتميّة ذلك
نخاف ونغضب ونقاوم
ورغم أنّنا نعرف
أن لا مهرب
لا نكفّ عن التفكير بالهروب
غير أنّ التفاحة مثلاً
تعيش في سلامٍ تام
تلمع في الشمس
غير آبهةٍ
بتاتاً
بمصيرها.