شاحنة تسير ليلاً وهي تحمل اسم المهرجان ومواعيد النسخة السابعة لمهرجان “أيام فلسطين السينمائية” الذي يقام هذا العام بظروف استثنائية، هو التصميم الجديد الذي اختاره فريق المهرجان السنوي الذي تعقده مؤسسة “فيلم لاب: فلسطين”، ولأن بوستر المهرجان هو الصورة التي تعكس الرؤية التي تحملها دورة المهرجان، توجهنا بالسؤال لإدارة المهرجان ومصممي البوستر عن رمزيته والرسالة التي يحملها.
استوحى المصممون هذا التصميم من ظروف هذه السنة الاستثنائية، حيث تعاونت مصممة مهرجان “أيام فلسطين السينمائية” رونزا كامل وصديقة المهرجان المصممة الألمانية سينا هيرنك ومسؤولة تطوير المحتوى في “فيلم لاب” عليا ريان، في تصميمه ليخرج بشكله النهائي الحالي.
تقول رونزا: حاولنا التركيز على أهم ما يميز عروض هذا العام وهي عروض سينما الفضاء العام، وأردنا أن يكون بسيطاً ومفهوماً لكل الناس بكل فئاتهم، يحمل رسالة واضحة للجمهور الذي نأمل أن يكون من كل الناس وليس جمهوراً نخبوياً فقط، ولأن هدفنا هو إيجاد أيقونة مفهومة لكل الناس بدون تأويلات وبدون عمق صعب، وبناء الهوية البصرية لدورة المهرجان الحالية، فأفلامنا موجهة لكل الناس من كل فئاتهم العمرية والاجتماعية والثقافية.
تضيف: كانت الفكرة أن نأتي بتصميم بسيط يتناسب مع الظرف الحالي والأجواء العامة والضغوطات التي تسببت بها الجائحة، كما كانت الفكرة أن لدينا العروض الخارجية في الأماكن العامة، كون فكرة الشاحنة تعكس رؤية مؤسسة “فيلم لاب” من كونها تحاول إيصال الأفلام لكل المدن والقرى والمخيمات، وأن تصل السينما لكل فئات المجتمع ومن هنا جاءت فكرة الشاحنة التي تحمل الشاشة، أي السينما لكل مكان، وأيضاً سنعلن هذا العام عن منصة “وقتنا” ضمن برنامج الجيل القادم، والذي من خلاله نسعى لإدخال الأفلام غير التجارية لكل بيت فلسطيني
بوسترات الدورات السابقة
في كل دورة يحاول المصممون إيجاد تصميم يعكس مضمون وهوية الدورة وفعالياتها، ولذلك فإن تصميمات بوسترات “أيام فلسطين” في الدورات السابقة حملت كل واحدة منها رمزية، كما في الدورة السادسة لعام ٢٠١٩ التي صممت رونزا أيضاً البوستر الخاص بها، وعملت عليه مع الفنانة منال محاميد، التي كانت مستشارة الرؤية الفنية للمهرجان، وكانت فكرته مستوحاة من ثيمة برنامج “لا يعني لا” وهي التركيز على سينما المرأة، حيث حمل البوستر صورة عين مفتوحة، والتي تقول رونزا: بأنها جاءت من فكرة فتح الآفاق على العالم الخارجي من خلال عين المرأة، عدستها التي ترى فيها العالم.
الابتعاد عن التقليدي
يمكن للمتابع لبوسترات المهرجان منذ دورته الأولى أن يجد أنها بحث عن الرمز الذي يبتعد عن الشعار التقليدي، وأن المهرجان بدأ يبني هويته المعاصرة المنفتحة على العالم، وهو ما يفكر فيه المصممون المختلفون الذين صممو بوسترات المهرجان، ورونزا إحداهم والتي توضح أنهم في البداية أرادوا الابتعاد عن الكليشيهات والأيقونات التقليدية الفلسطينية، وإيجاد أيقونة عالمية مفهومة لكل الناس، لأن السينما لغة عالمية، فأردنا من خلال هذا البوستر وتصميمه إيجاد تصميم يمكن أن يفهمه كل الناس، وهذا ما نحاول عمله منذ ثلاث سنوات، أي منذ بدأت عملي في النسخ الثلاثة الأخيرة للمهرجان، وهي ثيمة يحاول المهرجان تكريسها بإيجاد لغة عالمية يفهمها كل الناس أينما كانوا وأياً كانت خلفياتهم الثقافية، كون المهرجان أساساً ينطلق من فكرة كونه مهرجاناً دولياً، يعرض أفلاماً من حول العالم ولا يقتصر على أفلام فلسطينية أو عربية.
اختيار الألوان
أما فيما يخص الألوان المستخدمة في تصميم البوستر، تقول رونزا: اخترنا الألوان الغامقة التي ترمز إلى العروض المسائية، كما اخترنا ألواناً تحمل دلالات معبرة، كاللون الأحمر الذي يرمز للقوة. كانت الثيمة العامة للبوستر مستوحاة من بوسترات “الريترو والڤانتج” من ناحية نوع الخط، وشكل النص على البوستر، وبذات الوقت تصميمات بسيطة متناسبة مع الظرف العام، حيث عاش العالم هذا العام وقتاً صعباً وكئيباً، فأردنا أن لا ينعكس هذا التعقيد في التصميم، فكان إجماعاً على أن نذهب باتجاه تصميم أكثر بساطة، وهي ثيمة استخدمناها ليس فقط بتصميم البوستر وحده بل انعكست أيضا على جميع تصاميم دورة المهرجان مثل برنامج المهرجان والملصقات، ومن التصميمات الجديدة أيضاً هذا العام كان تصميم البرنامج الذي جاء تصميمه على شكل عدة شاشات، كل شاشة تحمل برنامج اليوم، وكذلك اعتماد لوناً محدداً لكل برنامج عروض مدينة من المدن الخمس التي سيقام بها المهرجان بالتزامن.