«فرس العائلة»… رواية الذاكرة والثنائيات

من الغلاف

أنس إبراهيم

كاتب من فلسطين

تتداخل الأسطورة، بالحكاية، بالحقيقة؛ وأيُّ عمليّة استعادة أصيلة للماضي كما يدّعي فرويد إمكانيّة ذلك، غير ممكنة أصلاً، بل هي عمليّة تنقيح متواصلة. يعتقد هالبواش أنّ الذكريات التي تنتقل إلى الحاضر في خضمّ عمليّة التكرار، تُقلَّصُ إلى لحظاتٍ معيّنة في صورة مثاليّة تلائم حاجات الأفراد،

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

13/02/2021

تصوير: اسماء الغول

أنس إبراهيم

كاتب من فلسطين

أنس إبراهيم

وروائي، حاصل على ماجستير في الدراسات الإسرائيليّة من جامعة بيرزيت.

يكتب محمود شقير في بِداية روايته “فرس العائلة” (هاشيت أنطوان، بيروت 2013):”للبرية أعرافها التي ابتدعها أبناء بُسطاء”، ثمّ يُكمل في السّطر الثاني:”منّان هو أحد هؤلاء الأبناء، والبرّية لم تعد كما كانت من قبل، أو هذا ما يعتقده منّان”. يُؤسِّس شقير بهذه المُقدّمة لثلاثةِ حُقولٍ متأزّمة، أو يجعلُها تداخلُها ببعضها البعض في حالة تأزٌّم؛ البرّية بِما تُمثِّلهُ من طبيعة، حيوان، أرض، نبات وبـأعرافها التي تفرضها على ساكنيها، والإنسان بأعرافه، تقاليده، ساكن البرّية البدويّ المرتحل من مكان إلى مكان، وبالحقل الزمانيّ الذي يُغيِّر من طبائع المكان والإنسان. 

كانت البرّية ما كانته دائماً، وما تغيّر هو حاجة الإنسان منها أو عدم حاجته إليها واحتياجه إلى مكانٍ آخر، لذلك يُضيفُ شُقير عبارة:”أو هذا ما يعتقده منّان”. منّان هو الشّيخ منّان، ابنُ الشّيخ محمّد، حفيدُ الشّيخ عبد الله وشيخ عشيرة عبد اللات. والبرّية ليسَتْ مُجرّد أرضٍ قحطاء كما بدأ يراها منّان لمّا قرّر أخيراً أنّ الأوان آن لمغادرتها والاقتراب أكثر من مدينة القدس، للسكَن في قرية “رأس النبع”، ومن ثمّ الانسلال بهدوء إلى حياة المدينة؛ بل كانت متحف ذاكرة العشيرة، وكان الشّيخ منّان، ومعه آخرون، يتوقون إلى النّسيان أكثر من توقهم إلى عيش أكثر سهولة. 

كان مقتل الشّيخ عبد الله، هو الحدث المؤسِّسُ للتحوُّلات التي أصابت عشيرة عبد اللات والتي استمرّت آثارها تُلاحِقُ شيوخ العشيرة شيخاً بعد الآخر. “فبينما كان الشّيخ عبد الله يركب فرسه ويقترب من بئر الماء على مسافة من مضارب عشيرته، برز له عدد من فرسان عشيرة الفرارجة واشتبكوا معه وأردوه قتيلاً ثمّ لاذوا بالقرار”(ص35). بقيت فرس الشيخ عبد الله في المكان تحمحمُ وتصهلُ طلباً للنجدة، ولكنّ أحداً لم يأتِ، فركضَتْ إلى مضارب القبيلة لتُدلِّلَ على مكان موت فارسها. كان هناك عداء طويلٍ بين القبيلتين، الفرارجة وعبد اللات، وأدّى مقتل الشّيخ عبد الله إلى صراعٍ دمويّ بين العشيرتين، كان الشّيخ محمّد الذي ورث زعامة العشيرة عن أبيهِ المقتول، يرف أن لا طاقة له ولا طاقة للعشيرة على إلحاق الهزيمة بقتلة أبيه. كانت العشيرة في حالة ضعف، ولولا تدخّل عشائر أخرى لعقد الصّلح بين العشيرتين، لرُفِعَت “رايات الذلّ والاستكانة”(ص36). رغم الصّلح، شعر الشّيخ محمّد بعد أن ورث الزّعامة أنّ دماء أبيه ذهبت هدراً، وتملّكه شعور بضعف عشيرته أمام العشائر الأخرى، ولذلك اندفَعَ نحو الإكثار من التزاوج “لاستيلادهنّ أعداداً كبيرة من الأولاد”(ص36). كان للشّيخ محمّد ستّ زوجات، أنجبن له أولاداً ذكوراً كثيرين حصدت حروب السلطنة العثمانيّة اثنين منهم، ما دفعهُ إلى موقفه المتصلّب من الضّابط التركيّ الذي أتى لتجنيد أبناء العشيرة. 

ففي الصفحات الأولى من الرواية يظهر ضابط تركيّ في حوارٍ مع الشّيخ محمّد يطلبُ منه تجنيد بعض أبناء العشيرة الذين كانوا اختبأوا في الجبال، للالتحاق بالجيش العثمانيّ. يرفُضُ الشّيخ محمّد غير الواثق بالسّلطنة وحروبها. فقد كان لا يثقُ بعودة أيّ من أبناء العشيرة، ولا يثق بقيمة الحروب العثمانية. يؤكّد له الضابط التركيّ أهميّة هذه الحرب للدفاع عن مدينة القدس، ولكنّه يظلّ متمسّكاً بموقفه الرافض. في النّهاية يقول الضابط التركيّ “كمن يقرأ نصّاً مكتوباً في ورقة: بهذا تحكُم أنت وأبناء العشيرة على أنفسكم بأنّه لاقيمة لكم، وستظلّون جنكلة مثلما أنتم الآن”. تلك كانت إهانة انغرست في عظام الشّيخ محمّد: “نظلّ جنكلة، بدواً رحّلا لا قيمة لنا”. سكَتَ عنها، ولكنّها كانت تعاوده بين الحين والآخر، خاصّة بعدما سقطت القدس تحت الاستعمار الإنجليزيّ. 

ربّما يمكن التّفكير في بداية تفكّك العشيرة مع الشّيخ محمّد وسلوكه على مرّ السنين الذي يكشِفُ الكثير عن طِباع العشيرة؛ كان محمّد منغمساً باللذات ومطاردة النّساء لمّا كان والده الشّيخ عبد الله زعيماً للعشيرة. لم يلتفت لشؤون العشيرة إلّا بعد مقتل والده، وكان عليه الدّخول في حربٍ عشائريّة انتهت بهزيمة تجرّعها غصباً وجعلتهُ يشعُرُ بالمسؤولية عن مقتل والده وعن ضعف عشيرته. ذلك ولّد قلقاً كبيراً في داخله تحوّل إلى نهمٍ وجشعٍ عبّر عن نفسه برغبة جارفة لتملك الأراضي والنّساء. كان يتغلّب على خيبات الماضي بمحاولة جعل الحاضر مليئاً، محاولاً ملء فراغه الداخليّ بممتلكاتٍ مادّية محسوسة كالأرض، الزوجات والأولاد. ورغم محاولاته العديدة، إلّا أنّ الإهانة التي تجرّعها أخيراً من الضابط التركيّ أرجعته سنواتٍ إلى الوراء مرّة أخرى، إلى المكان الذي فيه شعر بعدم أهميّته، وبعدم أهليّته على زعامة العشيرة. فبعد وقتٍ قليلٍ، تصرّف كما تصرّف مرّة أخرى، تزوّج للمرّة الأخيرة، وقرّر الذّهاب إلى الحجّ ليبدأ مرحلة أخرى من حياته. كان يتغلّب على الموت بالوِلادة، على الماضي بالحاضر، على ضعفه الشخصيّ بجشعه وقدرته على الامتلاك، وعند ذهابه إلى الحجّ كان يتأمّل في أيّام الماضي، وفكّر كما كان جشعاً، متسلّطاً ومنغمساً في لذّاته، لكنّه لم يفكّر بالمطلق بالعودة عن أيّ من أخطائه، بل قال:”ما مضى مضى، والمهمّ لديه ما سوف يكون”(ص27). 

الذّاكرة، الفرس، وليلة الخطيئة 

دائماً ثمّة ما لا يُنطَقْ، وما لا يمكن التعبير عنهُ بالكلمات ولكن فقط بالرّمز؛ وفي “فرس العائلة”، تُشكِّلُ فرس الشيخ عبد الله ذلك الرّمز بأبلغ طريقة ممكنة. “ما زالت مهيوبة [زوجة الشّيخ عبد الله] تتذكّر كيف تغيّرت طباع الفرس. ظلّت تقف في مربطها أياماً وهي ساهمة واجمة، تحدّق ببلادة نحو الأفق، كأنّها تحاول أن تستذكر ما حدث للشيخ. بعد ذلك أخذت تحمحم وتخبط الأرض بقوائمها. وذات مساء، قطعت مرس الكتّان، وانطلقت تعدو عبر المضارب مبتعدة إلى حيث قبر سيّدها. وقفت تحفر ترابه بحافرها، ثمّ لم تلبث أن رفعت رأسها إلى السّماء، كأنّها تستغيثُ بقوّة مجهولة لإنقاذ الشّيخ مما حلّ به”. 

مرّت على الفرس فترة هدوء بعد مقتل الشّيخ عبد الله، فلم تعد النّسوة يسمعن صهيلها إلّا في أوقات متباعدة، ولكنّها لم تستمرّ على هذه الحال، فقطعت مرسها ذات ليلة وانطلقت تعدو ولم تعُدْ إلّا بعد وقتٍ طويل. البشَرُ ينسون، ينغمِسون بما يحمله الحاضر لهم من هموم جديدة وقلق جديد، ولكنّ الحيوان، الفرس الأصيلة، لا تنسى كما في الحكاية، وتظلّ تعيش في الماضي، وتتوقّف عند لحظة بعينها، اللحظة التي فيها انكسر زمانها واعوجَّ ولم يعُدْ ممكناً بعدُ العيش فيه كما لو أنّ شيئاً لم يكن. ظلّت زوجة الشّيخ عبد الله، مهيوبة، في حدادٍ لسنواتٍ سبعٍ انتهت بزواجها من رجلٍ آخر، وأمّا ابنهُ الشّيخ محمّد فحاول مراراً وتكراراً الهرب من الماضي إلى أجساد زوجاته الستّ وأولاده الكثيرين وأخيراً إلى مكّة المكرّمة في رحلةٍ حجٍّ عاد منها ولم يلبث أن مات بعد وقتٍ قصير. ويحاول حفيده، الشّيخ منّان، الهرب من إرث والده وجدّه، نحو المدينة ومغادرة البرّية مرّة إلى الأبد، لأنّها لم تعد كما كانت عليه، كما يعتقد، وحاول هو الآخر كحال والده الهرب إلى أجساد النّساء وإلى الغامض السحريّ مُسلِّماً نفسه في “ليلة الخطيئة” إلى قوى مجهولة، إلى مشاعر غريبة، علّه يدرأ عن نفسه وعن عشيرته المخاطر التي حذّرتهم منها الفرس التي عادت بعد فترةٍ طويلةٍ. 

فبعد غيابها لمدّة طويلة ظهرت الفرس ذات ليلة مرّة أخرى. كان الشّيخ محمّد قد ذهب إلى رحلة الحجّ، وبقي ابنه الشّيخ منّان مسؤولاً عن العشيرة. أثار مرأى الفرس الخوف في نفوس العشيرة لظنّهم أنّها ممسوسة أو مسكونة بالجنّ. بعد ثلاثة أيّامٍ مشت بين المضارب وقبل اختفائها تماماً وقفت لحظةً و”التفتت برأسها نحو المضارب، شعر الجميع كأنّ لها ألف عين. اقشعرّت أبدان النّساء والتصقن بالرجال. أطلقت الفرس صهيلاً محموماً، خبطت الأرض بقائمتيها الخلفيّتين، وانطلقت تعدو عبر الغبش الداكن”(ص50). في تلك الليلة تعاظم شعور العشيرة بالخطر القريب، واتجهوا إلى السّاحة التي تتوسّط المضارب، وشعروا بضرورة فعل جماعيّ يحميهم. كانوا كأنّهم ارتدوا إلى ماضيهم الوثنيّ السحيق، فأوقدوا ناراً عظيمة، ومن دواخلهم انبجست رغبة في صياح محموم لملء الفراغ الممتد من حولهم. راحوا يرقصون حول النّار رقصاً عشوائياً، فوضوياً مدفوعاً برغبة في “التحرّر من الخوف”. “بدوا كما لو أنّهم بحركة أجسادهم التي تحكمها دوافع شتّى يفكّون قيوداً غير منظورة ويختبرون ما يكمن في نفوسهم من قدرات دفينة لا تظهر إلّا عند الإحساس بالخطر”(ص50). 

في تلك اللّيلة كانوا كأنّهم متجرّدون من أيّ حسّ عاديّ بأنفسهم، وبينما كان يرقُصُ الشّيخ منّان رأى “وطفاء”، وسألها:”تتزوّجيني؟”، فقالت:”أتزوّجك”. فجلب حجراً له وحجراً لها، جلسا كلّ منهُما على حجر وقال لها:”أنا على حجر وأنت على حجر”، فردّت عليه:”أنا الأنثى وأنت الذكر”، وهكذا تزوّجا. ولم يكن ذلك الزّواج الوحيد، فقد كان هناك سبع حالات زواجٍ أخرى في تلك الليلة التي عُرِفَتْ بليلة النّار، أو ليلة الخطيئة التي ظنّها الكثيرون ستجلبُ المصائب على العشيرة بسبب الآثام التي ارتكبت تلك الليلة. 

بحسب موريش هالبواش، الباحثُ في دراسات الذّاكرة، التاريخ يكون القليل الذي يُتذكّرُ في سياق الذاكرة الجمعيّة المعاصرة، والذي يلائم مصالح المجتمع في الزمن الحاضر. فتحتفظُ الذّاكرة الجمعيّة من الماضي فقط بما لا يزال حياً، أو بمكنته العيش في العقل الباطن للجماعة، التي تُبقي على الذّاكرة حيّة. وكما أنّ لكلّ مجتمعٍ أكثر من ماضٍ، وأكثر من تاريخ، وأكثر من ذاكرة جمعيّة واحدة، فهناك لكلّ فردٍ ماضيه الخاصّ، وذاكرته الخاصّة التي يُشكِّلها بالحكايات، بالأسطورة ويُغذِّيها بالمخيّلة. ينتَمي شُقير إلى العشيرة التي يحكي عنها في روايته “فرس العائلة”، ويستعيدُها الآن، لا في رواية واحدة، بل في ثلاث روايات متعاقبة:”فرس العائلة” (2013)، “مديح لنساء العائلة” (2015)، “ظلال العائلة” (2019)، والتي صدرت كلها عن دار هاشيت أنطوان – بيروت. وفي الرّوايات الثّلاث يُؤرّخ لا لعائلة واحدة أو عشيرة، فكما شعرَتْ زوجة الشّيخ محمّد الأولى وهي تمرُّ بمدينة القدس وعرفت أنّها ليست مُجرّد ابنة شيخ عشيرة ما في البرّية، بل هي تنتمي لـ”كلّ” هذا المكان، ولتلك المدينة والقرية، ولهؤلاء النّاس، تنتمي لفلسطين الكُبرى، فلسطين المترامية في كلّ مكان، وفي كلّ زمان؛ كذلك، يؤرّخ شقير إلى العشيرة التي صارعت أعراف البرّية التي لم تعد كما كانت، وراحت تنسلُّ بصعوبةٍ إلى القرية بعد مغادرتها البرّية إلى قرية “رأس النبع” على مشارف مدينة القدس ومن ثمّ إلى المدينة نفسها. 

تتداخل الأسطورة، بالحكاية، بالحقيقة؛ وأيُّ عمليّة استعادة أصيلة للماضي كما يدّعي فرويد إمكانيّة ذلك، غير ممكنة أصلاً، بل هي عمليّة تنقيح متواصلة. يعتقد هالبواش أنّ الذكريات التي تنتقل إلى الحاضر في خضمّ عمليّة التكرار، تُقلَّصُ إلى لحظاتٍ معيّنة في صورة مثاليّة تلائم حاجات الأفراد، وتعجُّ رواية فرس العائلة بتلك الصور المثالية التي قد تشتغلُ كمصدَرٍ تفسيريّ للحاضر أو تعليليّ. 

يُؤسِّس شقير لزمن أسطوريّ، مع ذلك، واقعيّ، أقرَبُ، كما يعتقدُ البعض، إلى واقعيّة ماركيز السحريّة؛ مُنْشِئاً ثُنائيّاتٍ في تصارعٍ دائم؛ البرّية/المدينة، الحاضر/الماضي، الذكر/ الأنثى، الحيوان/الإنسان، العشيرة/الفرد، الخرافة/الحقيقة؛ كلّها ثنائيات شكّلت الخطوط السّرديّة لحكايات شخصيّات الرّواية والتقلُّباتِ التي مرّت بِها. ومن أشدّ هذه الثُّنائيات حضوراً، ثُنائيّة الذكر/ الأنثى؛ فقد شكّل الذّكر السّلطة والتّيه، بينما شكّلت الأنثى الجسد الثقافيّ الهويّاتي للذكر، وللعشيرة بأكملها، وكان لوظيفتها الإنجابيّة أهميّة شديدة بالنّسبة للعشيرة، التي عنَتْ كثرتها العددية شعوراً ذكورياً بطريركياً بالقوّة والمَنَعة، وكان على النّساء تدبُّر أمورهنّ بشكلٍ دائمٍ للحفاظ على أنفسهنّ في مكانة “المرأة الولّادة” للإبقاء على حظوتهنّ عند الرجال. وكنّ أيضاً “حائكات الأسطورة/الخرافة”، والأجساد الثقافية الحارسة على الماضي؛ بينما كان الرّجال يحاولون الهرب منه والفرار إلى مكانٍ آخر في غَدٍ آخر. 

الكاتب: أنس إبراهيم

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع