يَفتتح غاليري زاوية المعرض الفرديّ ”حين تلامس الجذور الضوء“ للفنان الفلسطيني كريم أبو شقرة، في 29 أغسطس ويستمر حتى 5 أكتوبر 2025 في مقر الغاليري برام الله.
في معرض حين تلامس الجذور الضوء، يصوّر أبو شقرة نباتات فلسطين لا كلوحات ساكنة، بل كرموز حيّة للصبر والذاكرة والمقاومة الهادئة. الصبّار، الزعتر، الخرفيش، والزيتون ليست مجرد نباتات؛ بل هي حُرّاس للقصص وشهود على مرور الزمن.
يبرز الصبّار بشكل خاص في أعمال أبو شقرة. نبات يصمد في أشدّ البيئات قسوة، ينمو حيث لا ينمو شيء آخر. عندما يُقتلع، لا يموت؛ يُقتلع فلا يموت، يتمسّك بالحياة، يجد الضوء، ويستمرّ، صبورٌ مثل الشعب الفلسطيني، متجذرٌ في التاريخ، صامدٌ أمام كل الرياح.
يعمل كريم بالزيت على الورق والقماش، تُرشده العاطفة، مندفع، جريء، يسمح للّحظة أن تشكّل خطوطَه. في هدوء مرسمه، يتحوّل الفن إلى حياة يومية، والحياة إلى لون؛ سريالي، نابض بالحياة، وأحيانًا يترك أثرًا مخيفًا، تحمل أعماله ثقل المكان والروح.
مستلهمًا من عمّه الراحل، عاصم أبو شقرة، ومن الأشكال الشعبية في الفن الفلسطيني، يخلق كريم عالمًا يمزج بين الواقع والحلم، لكنه يتحدث بصوته الخاص، أعماله الحديثة تختبر الأنماط والأشكال، متجذّرة في الطبيعة لكنها تتجاوزها.
في هذه الأعمال، تتحوّل الأرض إلى شِعر. ينمو الصبار، الزعتر، الخرفيش، والزيتون جنبًا إلى جنب مع الذاكرة. كل ورقة، كل شوكة، كل ضربة من ألوانه تذكّرنا بأن الجمال قد يكون فعل مقاومة، وأن الصبر قوة، وأن الجذور تنمو حتى في الحجر.
معرض “حين تلامس الجذور الضوء” ليس احتفاءً بالنباتات فقط، بل بالناس وحبّهم للأرض وإرادتهم في البقاء. إنه دعوة للتوقف، للنظر، وللشعور بعمق قدرة النبات على الكلام، وعمق انتماء اللوحة إلى المكان.
