احتفى المتحف الفلسطيني بإطلاق الموقع الإلكتروني لمشروع الأرشيف الرقمي بنسخة مُعدّلة وجديدة. ويضمُّ الموقع ما يزيد عن 150 ألف مادّة تُضيء على جوانب مختلفة من التاريخ الاجتماعي الفلسطيني من عام 1800، جُمعت من أفراد ومؤسّسات من مختَلف مناطق فلسطين التاريخيّة ولبنان والأردن، ليتيح الإمكانيّة لأيّ مُهتمّ للبحث عن هذه الموادّ، ومعاينتها وحفظها، وأخذ معلوماتها، وليكون مصدرًا هامًّا للباحثين والمهتمّين.
تحمل النسخة الجديدة للموقع تسهيلات عدّة للمستخدمين: منها سهولة وسرعة الوصول إلى الصورة أو الوثيقة، وتوفّرها باللّغتين، العربيّة والإنجليزيّة، وتصنيف المواد المُدرجة إلى فئات تسهّل على المستخدم الوصول إليها، إضافة إلى إتاحة الإمكانيّة للمستخدم لإضافة معلومات على المادّة المؤرشفة قبل أن يتمّ تدقيقها ثانية من قبل فريق المتحف.
وقد شارك في الإطلاق الإلكتروني مؤسّسات وأفراد وفاعلون ثقافيّون فلسطينيّون وعرب، احتفوا معًا عن طريق نشر صور مُختارة من أرشيف المتحف الرقمي، ومشاركتها عبر منصّات التواصل الاجتماعي المختلفة.
ويُعدُّ أرشيف المتحف الفلسطيني الرقمي من أهم مشاريع المتحف، وأحد منصّاته الرقميّة الدائمة، إذ بدأ العمل عليه قبل ثلاث سنوات ليضمّ وثائقَ ورقيّة وصورًا فوتوغرافيّة ومذكرات وقطعًا وأعمالًا فنّيّة وتسجيلات مرئيّة وفيديوهات تنتمي إلى مجموعات أرشيفيّة مُهدّدة.
وتتنوّع المواد الأرشيفيّة التي يضمّها الموقع لتشمل العديد من المجموعات الشخصيّة والعائليّة والفنيّة والمؤسّسيّة التي تعود إلى مواطنين وأدباء وفنّانين وصُحف ومجلّات وجمعيّات ونقابات مهنيّة، وغيرها، مثل مجموعة موسى العلمي، وخليل السَّكاكيني، وتوفيق زيّاد، ومحمود شقير، ونهاية محمد، وماهرة الدجاني، وعلي قزق، وشريف كناعنة، وحسين البرغوثي، وفاطمة المُحِبّ، وسعادة إرشيد، وفرانسوا أبو سالم، وسميح القاسم، وعمر القاسم، وحنّا نقّارة، وسميح حمودة، وعبد الرحمن الحاج إبراهيم، وسعد الدين العلمي، ووليد الفاهوم، ونبيل عناني، وجورج الأعمى، وغيرهم.
وبالإضافة إلى ذلك، يضمّ الأرشيف مجموعات لمؤسّسات مثل: المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي في القدس، وجمعيّة الاتحاد النسائي العربي، وجمعيّة الهلال الأحمر الفلسطيني، والاتحاد العام للمرأة الفلسطينيّة، ومؤسّسة تامر للتعليم المجتمعي، ودار الطفل العربي في القدس، وبلديّات سلفيت وطولكرم ونابلس، وسريّة رام الله الأولى، وفرقة الفنون الشعبيّة، وصحيفتَيّ الطليعة والشّعب، ومجموعة المصوّرة جوس دراي، وأرشيف رواق – مركز المعمار الشعبي، ومركز خليل السكاكيني الثقافي، وأرشيف الطائفة الأرثوذكسيّة في حيفا، وأرشيف متحف المنطار في طولكرم، وأرشيف مقهى بسمة التاريخي في يافا، ومجموعة التسجيلات الصوتيّة للموسيقي والمسرحي مصطفى الكرد، وغيرها من المجموعات الغنيّة التي تُؤرّخ وتُوثّق لأنشطة المؤسّسات المختلفة، وللتاريخ الشخصي المغمور لعائلات وأفراد في فلسطين، وللدور المحوري للشخصيّات الوطنيّة والفنيّة التي أثّرت في الحياة اليوميّة الفلسطينيّة ومشهدها السياسي والاجتماعي والثقافي.
من ناحيتها، قالت مدير عام المتحف الفلسطيني، د. عادلة العايدي-هنية، إن المتحف، وبإطلاق الموقع الإلكتروني لمشروع الأرشيف الرقمي، نجح في تحقيق هدف استراتيجي جديد من أهدافه، حيث يشكّل هذا الموقع مرجعًا تاريخيًّا هامًّا لفلسطين، وحلقة وصل بين الفلسطينيّين حول العالم، ويوثّق تاريخهم للأجيال القادمة. ويكتسب المشروع أهميّة فريدة واستثنائيّة نظرًا لمواجهته التهديد المستمر للتاريخ الفلسطيني.
يُذكر أنّ المشروع يموّل بمنحة مُقدّمة من صندوق أركاديا البريطاني، وهو صندوق خيري من ليزبيت راوزينج وبيتر بالدوين، وبالشراكة مع جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس (UCLA).
