أين الفصائل الفلسطينية اليسارية من الحركة الثورية؟

من الملصقات القديمة لـ "الجبهة الشعبية" بمناسبة عيد العمال.

حيان جابر

كاتب من فلسطين

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

04/02/2017

تصوير: اسماء الغول

حيان جابر

كاتب من فلسطين

حيان جابر

عند الحديث عن الأخبار والأوضاع الفلسطينية والعربية اليوم وموقف الفصائل الفلسطينية منها، لابد من ملاحظة قدر الانحطاط والعار الذي تلحقه الفصائل بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، كما يمكننا أن ندرك انحدار الفصائل عموماً منذ بدايات الثمانينات من القرن المنصرم وحتى اليوم، الأمر الذي دفع شهداء الهبّة الأخيرة إلى نبذ جميع القوى الفصائلية الفلسطينية عبر رسائل وصاياهم التي قاموا بتسجيلها قبل تنفيذ العملية المنشودة سواء أكانت طعناً أم دهساً، والتي طالبوا من خلالها بعدم ربط عملياتهم بأي فصيل على الرغم من الانتماء السابق أحياناً للمنفذ بإحدى الفصائل الفلسطينية، كما طالبوا برفع العلم الفلسطيني لوحده أثناء التشييع دون أن يرافقه أي علم أو راية لأي من الفصائل الفلسطينية. الأمر الذي دفع العديد من الكتاب والمحللين والمعنيين العرب والفلسطينيين إلى الدعوة المباشرة أو غير المباشرة إلى تشكيل جسم سياسي جديد من رحم الانتفاضة الأخيرة مستندين إلى زخم الشباب الفلسطيني المقاوم والثائر والمتمسك بكامل الحقوق الفلسطينية، من تحرير كامل الأرض الفلسطينية المحتلة منذ 1948، إلى عودة جميع اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين.

إلا أن الفصائل الموجودة اليوم تأبى أن تكون مجرد عبء ثقيل على مسار النضال الفلسطيني، بل تخطو بثبات نحو تكبيل الحراك الفلسطيني وتشويهه وتخريب علاقاته النضالية المشتركة مع أشقائه من الشعوب العربية، عبر المسارعة لقطع صلاتها وارتباطاتها مع الحركة الثورية العربية الراهنة وتعزيز اصطفافها الإعلامي والسياسي وأحياناً العسكري مع الطغم الحاكمة في معركتها لقمع الشعوب العربية.

ولنا في كلام رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة فتح في مؤتمر الحركة الأخير ما يؤكد على مساعي الحركة والسلطة في تعزيز الارتباط العضوي مع الأنظمة العربية الحاكمة والقطع الكامل مع الحركة الثورية العربية بوصفه لها (لا هو ربيع ولا هو عربي) والتي كررها مراراً مؤكداً من خلالها على أحقية الحكومات العربية في التصدي للمطالب والتحركات الجماهيرية بجميع الأشكال الممكنة. بينما يتراوح موقف باقي الفصائل الفلسطينية من الحراك الثوري تبعاً لموقف الداعمين الإقليميين لكل من هذه الفصائل، إذ تجدها مع التغيير السياسي في اليمن أو البحرين بينما تقف في مواجهته في سورية أو العكس، ليعكس موقف الداعمين من نظام الحكم في الدولة المعنية بينما يتم تهميش الحركة الثورية في كلتا الحالتين، فالتغيير السياسي الذي تدعو له الحكومات العربية والإقليمية ومن خلفها الفصائل الفلسطينية لا يعني التغيير الثوري بقدر ما يعني التغيير الظاهري لرأس السلطة وتحالفاتها الإقليمية في غياب التحقيق الحقيقي لأهداف الحركة الثورية العربية، لتعلن الفصائل الفلسطينية بذلك اصطفافها الكامل مع المنظومة الرسمية العربية والعالمية في معركتها لإخماد الشعوب والحركة الثورية بدلاً من الاصطفاف الطبيعي مع قوى الثورة الفلسطينية والعربية التي باتت تعيش نفس المرارة والظلم والقتل على أيدي أعداء النهوض العربي ممثلين بالقوى الإمبريالية الأمريكية والروسية وذراعها الإقليمي المتمثل بالكيان الصهيوني إلى القوى الإقليمية التي تسعى لإعادة هيمنتها على دولنا العربية من الأتراك والإيرانيين وميليشياتهم الطائفية  والجهادية والتكفيرية إلى جميع الحكومات العربية المتخلفة والمستبدة.

لكن يبقى موقف ما يعرف بفصائل اليسار الفلسطيني وأبرزها «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» أشد خزياً وعاراً نظراً للتناقض الصارخ بين مواقفها اليوم ومبادئها المعلنة عند انطلاقتها، وأبرزها وحدة النضال الفلسطيني والعربي في مواجهة الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الرجعية والاستبدادية، ولطالما اعتبر اليسار الفلسطيني أن الأنظمة العربية تشكل العقبة الأولى في مشروع التصدي للاحتلال والتخلف والحرية العربية قاطبة، حتى أنه قد انتهج في بداياته الأسلوب العسكري لإسقاط بعض هذه الأنظمة رغماً عن عدم وجود حراك شعبي محلي واضح المعالم يعمل على نفس الهدف. بينما نجده اليوم وعلى الرغم من الزخم الكبير للحركة الثورية ومن جميع أشكال القمع والقتل والاختفاء القسري التي تتبعها الأنظمة لوأد الحراك الثوري، فضلاً عن قوى الثورة المضادة المدعومة والممولة من هذه الأنظمة، تقف على الضد من الحركة الثورية لتصطف في خندق التحالف الإيراني لأسباب تتعلق أولاً بسطوة التمويل الإيراني وثانياً بنكرانها لمبادئها وأهدافها الوطنية وتحولها لتمثيل مصالح ضيقة ومحدودة. الأمر العائد إلى النجاح النسبي الذي حققه الاحتلال عبر عمليات الاغتيال والتصفية التي استهدفت القادة الوطنيين والثوريين القادرين على توجيه البوصلة، وفقدان المنهجية العلمية في عملية البناء الحزبي والتعبئة والتوجيه الحزبي، الذي مهد الطريق أمام الأنظمة العربية والإقليمية لكبح واحتواء الفصائل وتوجيهها بما يخدم مصالح الأنظمة السياسية الضيقة من خلال الدفع بالانتهازيين والوصولين لتبوء دفة القيادة وإحداث التغيير في بوصلة العمل.

وبتخصيص الحديث عن اليسار فإن القوى التي تخون مبادئها الثورية وقادتها ومؤسسيها المخلصين وتنتهز الفرصة لتتراقص على المسرح الدموي لأطفال ومدنيين عزل هي قوى يسار رث لا يدرك المعنى الحقيقي للثورة واليسار ولا يمثله إطلاقاً. ومن المعيب وصفها بالقوى اليسارية والثورية لما تسيئه لها ولنا. فقوى الثورة الحقيقية وخصوصاً اليسارية لا تعرف المساومة والمتاجرة والالتفاف على موقفها المبني على شرعية الشعب وحق الشعوب في حياة تسودها العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية من البحرين إلى اليمن وسورية وفلسطين إلى جميع التطلعات الشعبية والثورية العالمية. وعليه يجب أن يكون الموقف معها في مواجهة جميع الأنظمة المستبدة والرجعية العربية والإقليمية.

الكاتب: حيان جابر

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
عن السيرورة والصيرورة
10 أفلام عظيمة عن الوحدة (ترجمة)

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع