صدر حديثاً عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كتاب بعنوان "تحت وطأة الحائط: حارة المغاربة في القدس: حياتها وموتها (1187 – 1967)" لـ فانسان لومير وترجمة داود تلحمي. يضمّ الكتاب ستة فصول، وهو حصيلة أبحاث استمرت خمس سنوات، تُعيد إحياء ذكرى حارة المغاربة في القدس التي تعرضت للمحو. وكُتبت أول صيغة لهذا النص بين شباط / فبراير 2018 وشباط / فبراير 2019.
يأتي هذا الكتاب، لتسليط الضوء على تهجير سكان حارة المغاربة في القدس وهدمها لفسح المجال أمام إقامة ساحة واسعة تمتد اليوم إلى موقع حائط المبكى (حائط البراق)، في أعقاب حرب الأيام الستة في حزيران / يونيو 1967. وبقي هذا الحدث فترة طويلة في طي الكتمان. ولأول مرة، يروي فنسان لومير هذه العملية المخطط لها، ورحلة نزوح السكان، وكذلك تاريخ هذه الحارة التي أسسها صلاح الدين الأيوبي سنة 1187 لاستقبال الزوار المسلمين الآتين من المغرب العربي.
وينطلق المؤلف في رحلة البحث عن وثائق مبعثرة، بدءاً بأرشيف المؤسسات الإسلامية في القدس، وصولاً إلى أرشيف الصليب الأحمر في جنيف، مروراً بالأرشيف العثماني في إستانبول، وشهادات السكان، والحفريات الأثرية التي كشفت مؤخراً عن القطع والأواني المنزلية التي دُفنت خلال عملية الهدم.
كما يقدم الكتاب إطلالة لا مثيل لها للارتقاء بفهمنا فيما يخص القدس، في الوقت الذي عادت المدينة المقدسة إلى قلب التوترات الجيوسياسية التي تهز المنطقة.
يُدرّس مؤلف الكتاب فنسان لومير التاريخ في جامعة باري – إيست/ غوستاف – إيفل/Paris – Est/Gustave-Eiffel. وهو يدير مشروع "القدس المفتوحة" الأوروبي. في سنة 2010 نشر كتاب "العطش في القدس: دراسة عن التاريخ المائي"؛ في سنة 2013 نشر كتاب "القدس 1900: زمن التعايش والتحولات" الذي ترجمته إلى العربية دار الفارابي في سنة 2016؛ في سنة 2022 نشر "تاريخ القدس"، وهو أول قصة بالرسوم المصورة عن تاريخ المدينة المقدسة.