رُفضت مشاركة شخصيات إسرائيلية بارزة في الصناعة السينمائية من مؤسسات كبرى، بينها مهرجان «دوكآفيف» (DocAviv)، وسوق «كوبرُو» (CoPro)، وهيئة البث العامة «كان» (Kan)، في مهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية (IDFA)، أحد أبرز مهرجانات السينما الوثائقية في العالم.
يبدو أن المهرجان، الذي تتولى إدارته حالياً إيزابيل أراته فرنانديز، قد تبنّى مقاطعة الصناعة السينمائية الإسرائيلية، بعد الدعوة التي أطلقتها منظمة «العاملون في السينما من أجل فلسطين» (Film Workers for Palestine) الشهر الماضي، ووقّع عليها ما يقارب أربعة آلاف شخصية من عالم السينما والترفيه، بينهم نجوم هوليوود مثل إيما ستون وخواكين فينيكس، الذين تعهدوا برفض التعاون مع مؤسسات السينما الإسرائيلية «المتواطئة في جرائم حرب» في غزة.
وبناءً على ذلك، رفض مهرجان IDFA منح اعتماد لممثلي «دوكآفيف» و«كوبرُو» و«كان»، كون هذه المؤسسات تتلقى جزءاً من تمويلها من الميزانية العامة الإسرائيلية.
وفي تصريح لمجلة Variety، قالت ميخال فايتس، المخرجة والمنتجة الوثائقية المعروفة التي تولّت إدارة مهرجان «دوكآفيف» العام الماضي، إنها وزملاءها في «كان» و«كوبرُو» تلقّوا «رسائل رفض من المهرجان». وأضافت: «قالوا لنا في الرسالة إنهم لن يمنحونا الاعتماد لأننا متواطئون في الإبادة الجماعية، وهو أمر غير صحيح إطلاقاً».
وفي ردها على مجلة Variety، قالت المديرة أراته فرنانديز إن «المنظمات الإسرائيلية التي تتلقى دعماً حكومياً لم تُمنح اعتماداً هذا العام، على أن يُعاد النظر في القرار العام المقبل».
وأضافت أن IDFA يقوّم «الأفلام المستقلة وصنّاعها كل حالة على حدة»، وينطبق ذلك على المؤسسات أيضاً، موضحة: «إذا كان للمشروع صلات واضحة بحكومات مسؤولة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان - مثلاً من خلال تمويل حكومي مباشر - فعادة لا يتم اختياره».
وأشارت إلى أن هذا المبدأ لا يرتبط مباشرة بنداء المقاطعة الذي أطلقته «العاملون في السينما من أجل فلسطين»، بل هو جزء من لوائح المهرجان التي سبق أن «أدت إلى رفض أفلام من إيران، ومنذ الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، من روسيا أيضاً، وغيرها من الدول».
وأضافت: «استُثنيت حالات أيضاً، مثل فيلمين إسرائيليين العام الماضي حصلا على تمويل حكومي لكن تم اختيارهما بسبب طابعهما النقدي»، موضحة أن «الوفود الرسمية أو المؤسسات المرتبطة بالدولة من هذه البلدان لا تُمنح اعتماداً، لكن المهنيين الأفراد لا يزال بإمكانهم التقدّم».
رمان / فاريتي
