تنفرد "رمان" بنشر الرسالة الجماعية المفتوحة، باللغة العربية، بالتزامن مع نشرها بلغات أخرى في العالم.
تتواصل المأساة في غزة بينما يكتفي العالم، في معظمه، بالمشاهدة في صمت. خلّفت الحرب الدائرة معاناة إنسانية هائلة ودمارًا يفوق الوصف. وحتّى الرابع عشر من أيار 2025، تجاوز عدد الضحايا 55,000 قتيل، غالبيتهم الساحقة من الفلسطينيين، وبينهم آلاف النساء والأطفال.
أحياء بكاملها سُوّيَت بالأرض. آلاف المدنيين لا يزالون تحت الأنقاض، بين مفقودين ومحاصَرين. وآلاف آخرون يفتقرون إلى أبسط مقوّمات الحياة: الماء، والغذاء، والدواء.
أما المصابون، فقد تجاوز عددهم 100,000، فيما باتت غزة تُسجّل أعلى نسبة من الأطفال مبتوري الأطراف في العالم، قياسًا بعدد السكان.
حصدت هذه المأساة أرواح مئات من الصحفيين والأكاديميين، والطواقم الطبية، والعاملين في مجال الإغاثة الإنسانية. أكثر من 60% من سكان غزة فقدوا فردًا واحدًا على الأقل من عائلاتهم. أما الخسائر، فلم تقتصر على البنية التحتية، بل طالت النفوس أيضًا، وأثقلت القلوب، صغيرها وكبيرها، بجراح لا تندمل.
نحن لا نكتب بصفتنا سياسيين، بل باعتبارنا بشرًا، ونعلن بوضوح: لا رواية، ولا تاريخ، ولا أيديولوجيا يمكن أن تبرّر القتل الجماعي للمدنيين.
وإن كان يبدو أن لا قدرة لنا، نحن الكتّاب، على وقف المجزرة التي تتواصل أمام أعين العالم، فإننا نرفض أن تقع في صمت. نرى من واجبنا أن نُسجّل هذه الفظائع، شهادةً للتاريخ، ونداءً للأجيال القادمة.
الموقعون: