عامان على رمّان… نريد مكتبنا في حيفا

2018-08-24 10:00:00

عامان على رمّان… نريد مكتبنا في حيفا

أمّا الحال التي تنتظرها المجلّة لتتحقّق، فهي، ببساطة، أن ينهار الإنترنت، ثم تنهار إسرائيل -أو، أفضل: إسرائيل ثم الإنترنت- و”تعود“ المجلّة ومحرّرها إلى فلسطين، فنعود إلى الصحافة الورقية التي تصل أبواب البيوت، وإلى مكتب للمجلّة له عنوانه، لا مقاهٍ وبيوت لا قاع لها في مدن أوروبية.

تكمل رمّان اليوم عامها الثاني، سريعاً، وقد أوجدت لنفسها مكانة خاصة في الصحافة الثقافية العربية، متمسّكةً بنوعيّة ما تقدّمه، مع تفاوت نسبي بين مادة وأخرى، ومتمسّكةً بتقديم جمالي للمادة المكتوبة، تحرص عليه، وباستقلاليتها وحرية كتّابها وجرأة محتواها.

في العام الأوّل كانت رمّان تتأسّس وتوسّع مساحةً لنفسها بين المواقع الإلكترونية والصحف العربية العديدة. في العام الثاني واصلت المجلّة مرحلة التأسيس والتطوّر، واستطاعت -رغم ميزانيتها المتواضعة- أن تنال الثّقة من قرّائها لتقدّم محتوى بمسؤولية أكبر -يدل على ذلك عدد القراءات وقبله اهتمام الكتّاب/القرّاء بالنّشر في المجلة- واستطاعت بذلك نيل ثقة العديد من المؤسسات والمهرجانات فكانت إمّا شريكاً إعلامياً وحيداً لها كما هو الحال مع ”جناح فلسطين“ في مهرجان كان السينمائي، وكما هو الحال مع حدث فنّي هام سيُنظّم قريباً، أو شريكاً إعلامياً مجاوراً لمؤسسات كبرى من صحف وتلفزيونات كما هو الحال مع «دار النمر» في بيروت و«مهرجان رام الله للرقص المعاصر» و«معرض الكتاب في فلسطين» وغيرها

وكان يمكن للمجلة أن تكون شريكاً إعلامياً في أحداث ثقافية أخرى إنّما طبيعة تلك الأحداث التي تتطلّب حصراً حضوراً في المكان، حدّ من إمكانية تغطية موسّعة للمجلّة وإن لم يمنع ذلك نشرَ مقالات ومواد منوّعة تخصّه.

ومن هنا سآتي إلى ”الخلل البنيَوي“ في العمل الصحافي الذي لن تستطيع رمّان التخلّص منه بصيغتها الحالية: موقعاً إلكترونياً يتناول عن بعدٍ الأحداث الثقافية الفلسطينية.

المجلّة، منذ تأسيسها، قدّمتُها في المقالة الافتتاحية كمجلّة ”أشبه بحال الشّتات الفلسطيني“ فتكون ”كونيّة بقدر ما هي محليّة“ وليس ذلك إلا تأثّراً ”بشكل مباشر ومتراكم بالمأساة الأولى، النّكبة“، فكان لا بد أن نكون، كصحافة فلسطينية، شريكاً ”إلكترونياً“ مع هذه المؤسسة الفلسطينية في بيروت وذلك المهرجان في حيفا والمعرض في رام الله…

أمّا الحال التي تنتظرها المجلّة لتتحقّق، فهي، ببساطة، أن ينهار الإنترنت، ثم تنهار إسرائيل -أو، أفضل: إسرائيل ثم الإنترنت- و”تعود“ المجلّة ومحرّرها إلى فلسطين، فنعود إلى الصحافة الورقية التي تصل أبواب البيوت، وإلى مكتب للمجلّة له عنوانه، لا مقاهٍ وبيوت لا قاع لها في مدن أوروبية.

ليكن هذا العنوان في حيفا، كمكتب رئيسي للمجلّة، مع مطبعة في النّاصرة (أو العكس، لن نختلف)، وكتّاب ثقافيين في رام الله والقدس وغزة، ومراكز توزيع للمجلّة في بيروت ودمشق والقاهرة. فتكون المجلّة محليّة حقيقةً، فلسطينية بالمعنى الذي تكون فيه أي صحيفة محلّية في بلد لا يخضع لاحتلال، فلا تكون صحافة منفى، ولا يكون تعاونها مع الأحداث الثقافية في البلد تعاوناً إلكترونياً، بتواصل إلكتروني يكون بين المحرّر وبين منظّمي الحدث، وكتّاب وصحافيين مجاورين لمكانه.

إلى حينه، حيث تقوم رمّان بدورها الطبيعي كمجلة ثقافية فلسطينية، تحضر بمحرّريها إلى المهرجانات والمعارض لتقدّم تغطيةً ونقداً ومراجعةً ورأياً، إلى أن تتحرّر فلسطين ويصير لرمّان مكتبٌ في حيفا أو الناصرة، ستبقى على صيغتها الإلكترونية، محاولةً أن تكون رديفاً جاداً لكل الحراك الثقافي الفلسطيني داخل البلد وخارجه.