جمال زقوت: أهل غزة كانوا دوماً قادرين على كسر الظلم

Fatima Shbair, Getty Images

محمد الزقزوق

كاتب من فلسطين

فـأهل غزة الذين تمكنوا من أن يتحولوا من حفاة عراة معدومين بعد النكبة إلى قيادات ثورة وانتفاضة قادرين على أن يتخلصوا من هذا الثالوث الذي يحاصرهم. وأهل غزة تاريخياً كانوا دوماً قادرين على كسر الظلم المحيط بهم.

...للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله
أين نحن في السير قدما...
عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

05/07/2023

تصوير: اسماء الغول

محمد الزقزوق

كاتب من فلسطين

محمد الزقزوق

وباحث من مواليد خانيونس عام 1990، درس اللغة العربيّة وآدابها في جامعة الأقصى، يكتب في العديد من المنابر الفلسطينيّة والعربيّة، عضو ناشط في عدد من التجمّعات والأجسام الأدبّية والثقافية الفاعلة في المشهد الثقافيّ بقطاع غزّة، وكان منسّقًا عامًّا للتجّمع الثقافيّ لأجل المعرفة "يوتوبيا، يعمل في مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي منسقاً في برنامج المكتبات المجتمعية والفرق الشبابية، حصلت مجموعة الشعرية " خانني العرّافون" على جائزة على الخليلي للشعر، ضمن مسابقة ملتقى فلسطين الثقافيّ الأولى للكتّاب المبدعين والمبدعات لعام ,2018".

صدرَ في نيسان الماضي من العام الجاري 2023 كتاب: غزاوي سرديّة الشقاء والأمل لكاتبهِ جمال زقوت، عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، يُقدِم الكتاب مذكرات من حياة اللجوء في مخيم الشاطئ داخل قطاع غزة، لمناضل من جيل اللجوء الأول بعد النكبة الفلسطينية العام 1948، في سياقٍ سرديّ يجمع في ثناياه بين التجربة الشخصية بتفاصيلها الخاصة والحميمية، وبين المشهد العام والمشترك. كما يُقدِم الكاتب في إطار هذه السرديّة إضاءات على مجموعة من التحولات التي عاشها المجتمع الغزي في مراحل مفصليّة من تاريخه، وما يرتبط بهذه المراحل من محطات: اللجوء والنزوح والحكم العسكري المصري في غزة في الحقبة الناصرية، وبدايات الاحتلال والمقاومة له. 

الكتاب لجمال زقوت: سياسي فلسطيني من مواليد مخيم الشاطئ في غزة العام 1948، أُعتِقلَ الكاتب عدة مرات جراء نشاطَهُ السياسي المُقاوم وأبعدته السلطات الإسرائيلية خارج فلسطين العام 1998 بتهمةِ المشاركة في تأسيس القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضةِ الأولى، ولقد عاد إلى قطاع غزة العام 1994 وشغل عدد من المواقع السياسية. 

 

منذ لحظة التلقي الأولى لعنوان الكتاب، يُمكِن لنا فهم الشقاء في مسيرة يحيطُ بها الشقاء في تجلياتٍ متعددة: اللجوء، حياة المخيم، النكسة، الشتات والنزوح، وسياق الفقد والأسر والإبعاد، لكن كيف يمكن لنا فهم الأمل وسط هذه المساحة الواسعة من مفردات اليأس، كيف يُمكنكَ تعريف الأمل بعد كلّ هذه السنوات؟

قبل الإجابة عن سؤال الأمل، أود أولاً القول: إنني إنسان متفائل وهذا له مبرراته وسياقه التاريخي الذي حاولت أن أقدمه بواسطة الكتاب، بدايةً فكرة إنتاج سردية لها علاقة بصورةٍ أساسيةٍ بالموضوع أكثر من الذات، ولا أفشي سراً حين أقول: أنني دائماً كنتُ أجد الكثير من تشجيع الأصدقاء على مسألة تدوين التجربة، من حيث كيفية معايشتي وإدراكي لها، بالإضافةِ إلى الطريقةِ التي صقلت بواسطتها هذه التجربة شخصيتي ووعي العام بما يجري، والحقيقة أن هذا التشجيع ظلًّ مستمراً من قبل مجموعة واسعة من الأصدقاء الذين تجمعني بهم جلسات استرجاع الذكريات والتفاصيل المتعلقة بحياة المخيم وممارسات الاحتلال وسلوكياته، بالإضافة إلى بعض القصص الشخصية الأخرى، وظلّتْ هذه المحاولات قائمة إلى أن جاء وقت الاستجابة لها مع بداية دخول وباء كورونا واجتياحه للعالم، حيث أنني وجدت في الأشهر الأولى من دخول الوباء فرصةً لتحدي محاولات الهَيمنة على عقول الناس والتي كانت تمارسُها الحكومات المُختلفة من خلال ترويج بعض الإشاعات التي أظهرت العالم وكأنه سيندثر، وفي وقتها طرحتُ على نفسي هذا الافتراض، وهو لنفترض أن الوباء بصورة جدية سيعصف بكل مكونات الحياة في فلسطين، ثم وجدت نفسي أمام سؤال: ألم تكن النكبة أخطر بمئة مرّة من هذا الهاجس المُسمى كورونا؟ وهي التي بسببها فقد الفلسطيني أرضه وبيته وذكرياته وصوره ونفسه، بمقاربةٍ تاريخيّةٍ كانت النكبة صورة من صور الإبادة الجماعيّة التي تُشبِهُ ما تسببهُ الأوبئة أو ربما تتفوق عليه، لأنه جميع الشعوب التي تعرضت على مدار التاريخ الإنساني للأوبئة ظلّتْ على الأقل موجودة على أرضها، بينما الفلسطيني فقد أرضه، لقد فجّرَ هذا السؤال وتلك المقاربة الرغبة العارمة لدي تجاه الكتابة، وبدأت بالفعلِ مشروع كتابة هذه السرية، بحيث كنتُ أكتب وعلى مدار ثمانين يوماً بمعدل 6 إلى 7 ساعات يومياً، لقد كانت الكتابة جزءً من حالة التحدي للحظةِ الراهنة وفي ذات الوقت جزءً من الاستجابة إلى الرغبة المُخزنة اتجاه تدوين تجربتي، وكل ما كتبتهُ في هذا الكاتب وهو نتاج حقيقي لكل ما عايشتهُ وشهدتُ عليه، وتفاعلتُ معهُ وتأثرتُ وأثرتُ به من أحداثٍ وتفاصيل، وما اختبرتهُ من مشاعر وتجارب تحولتني من لاجئٍ معدوم في أسرة فقيرة تعيش في أزقة المخيم داخل بيت من غرفتين يتسع لثمانية أفراد، إلى ما صرت عليه والأدوار التي قمتُ بها، ولذلك ورجوعاً إلى سؤال الأمل، أعتقد أن الأمل قرار وواجب ومسؤولية، وأكثر تجليات هذا الفهم للأمل حضوراً، وهو ما قام به ملايين الاجئين الفلسطينين الذين عاشوا فترات طويلة على أمل العودة إلى بلادهم، إلا أن هذا الأمل لم يكن داعياً إلى المكوث والانتظار ولم يركنوا إلى أن تُمنَح العودة لهم، لقد عوضوا أنفسهم عن فقدانِ الأرض والبيتِ بالتعليم، وما يتصل به من شرفِ العيش والعصاميّة من أجلِ المساهمةِ في بناءِ أجيالٍ قادرةٍ على امتلاكِ الوعي، وقت الكاتبة كنتُ أقارنُ بينَ قدرة الناس وأملهم في التخلص من وباء كورونا مقابل القدرة والأمل والطاقة الفلسطينية الهائلة التي تَشكّلتْ في مواجهة النكبة، أعتقد أن الأمل دائماً قابل لأن يكون حقيقة إذا ارتبط بالإرادة والقرار.
 

الكِتاب هو سيرة ذاتية، وكالكثير من كُتبِ السيرة الذاتية في الإطار الفلسطيني، فإن مساحة العام المشترك تبدو طاغية ومتشابه في الوقت ذاته، ما الذي دفعكَ إلى كتابة هذه السيرة الذاتية؟ ما الذي وجدت أنه من المهم كتابته؟ خاصة أنها تجربتك الأولى في الكتابة؟ 

فيما يخصُ التفاصيل الجديدة والمختلفة، لنبدأ من المخيم، كُتِبَ الكثيرُ من الكتبِ والسِير حول المخيم، ولكنها بحسبِ معرفتي اقتصرت على تناولِ المخيم في سياقِهِ النضالي وكونَهُ مركزاً للنضال والمقاومة وهذا صحيح، لكنني في هذا السرديّة حاولتُ أن أتحدثَ عن تفاصيلٍ دقيقةٍ تتعلقُ بيومياتٍ عاديةٍ معاشة في تفاصيل المخيم، حالاتُ الفقرِ الشديد، وتناول وجبات محدودة وعدم وجود مرحاض في المنزل، ووجود مرحاض عام متشرك في المخيم لا تتوفر فيه المياه، أنا تحدثتُ عن هذه التفاصيل وعن الأسرة الفلسطينية التي اعتقدتْ أنها بالإخصاب الانجابي يُمكن لها أن تمحو محاولات الطمس والإذابة، أن يصحو مثلا طفلٌ على والديهِ وهم في علاقةٍ حميميةٍ وأثر ذلك على تكوينه المعرفي وصحتهِ النفسيّة، حاولت أن أتحدثَ عن ذلك بالإضافة إلى الحكايات التي توقفت على زمن ما قبل المخيم، والذين كانوا يجتمعون في مساحاتٍ ضيقةٍ مُطلّةٍ على البحر مثل: ساحة الشوا أو هنا وهناك؛ ليتبادلوا قصص ما قبل النكبة، والحديث أيضاً عن البحر نفسه الذي غرق فيه الكثير من الأصدقاء، لكنهُ في الوقتِ ذاتهُ كانَ سبباً في انقاذِ المخيم من المجاعة الحقيقية، وحاولت كذلك أن أُوثق الفترة الناصرية بما لها وما عليها، بالإضافة إلى حدثني عن الأشخاص الذين وصفتهم بـ تعبير “على البركة” والذين وصلوا إلى حالاتٍ من فقدانِ العقل أو تَخيّل أشياء غير حقيقية، وهذه الحالات تتصلُ كذلك بالنكبة وممارساتِ الاحتلال، شخصية عشيش العامل في مركز تموين وكالة الغوث والذي كان لا يرتدي سوى ملابس مصنوعة من قطع “الخيش” وعندما مات ظنَّ أهلُ المخيم أن لديه أموال كثيرة، ليكتشفوا في النهاية أن كلَّ ما لديهِ من أموالٍ هي أموالٌ منتهية وغير معمول بها. هذه التفاصيل التي أردتُ أن أتحدثَ عنها والتي أعتقد أنها لم تذكرْ من قبل.

عن الإرتكازِ إلى الذاكرة في عمليةِ الكتابة، كيفَ تُحدد ذاكرتُكَ أولويات المهم فالأقل أهمية؟ وهل منهجية بناء السرد في هذا الكتاب اعتمدت على استرجاع الحدث من حيث كونهُ مفصلاً تاريخياً؟ أم من حيث كونَهُ جملةً من المشاعر المُعاشة؟ 

كلاهما معاً، وحاولتُ أن أضبطَ حالة استرجاع الأحداث من حيث كونها تاريخاً ومن حيث كونها أيضاً جملة مشاعر معاشة بإطارٍ زمني، حيث أن الحالة العامة في المخيم تطورتْ من مخيمٍ يعيشُ تفاصيلَ الفقرِ والبؤس ويعتمدُ على البحرِ والبرتقال وكرت التموين في تلبيةِ احتياجاتِهِ الأساسية، إلى مخيمٍ يعملُ ويُنتج. صحيح أن العمل ومع شديد الأسف بدأ داخل الأراضي المحتلة ومن قبلها الخليج، لكنه كان يعني أن تطوراً بدأ يَحدث، ولذلك حاولت أن أضبطَ إيقاعَ الأحداثِ بوتيرةٍ زمنيةٍ تراتبيةٍ نامية، بدايةً من المدرسةِ، ثم العمل في الداخلِ المحتل، ثم الدراسة والجامعة وكل هذه المراحل وتطوراتها وارتباطها بالزمن كانت محرك أساسي في استرجاعِ الأحداثِ وترتيبِ أولوياتِها وأهميتها، أتذكر في بيروت حين كنت هناك وكانت مظاهرات تحمل شعار “لا صوتَ يعلو على صوتِ تحريرِ الجنوب” لقد حركَ هذا الشعار داخلي مشاعرَ ليس الأسف على استشهاد شقيقي، فهو اختار هذا الطريق لنفسه، لكني كنتُ أعتقد أنَّ الشعارَ الأنسب هو لا صوت يعلو فوق صوت تحرير فلسطين، وهنا دعني أُسجل حقيقة تاريخية، هو أنني وقت ذهابي إلى الضفة الغربية؛ لنقاش تطورات وأعمال الانتفاضة الفلسطنية، ظلَّ هذا الشعار يدورُ في رأسي وظلَّ ما ارتبطَ به من أحداث عالقاً وحيّاً وحينها قلت: أن الشعار يجب أن يكون لا صوت يعلو على صوت الانتفاضة ، وهكذا يعلب الإيقاع الزمني وتطورات الأحداث دوراً هاماً في بناء السردية ونموها. 

تذكرُ في أكثرِ من موقعٍ داخل الكتاب دور اليساريين الفلسطينين، في تعزيزِ وعيكَ وإدراككَ بما يدورُ حولكَ من أحداث، وذلك من خلالِ رفدهم لك بالعديدِ من الكتب التي شكَّلتْ وبصورةٍ مبكرةٍ وعياً وإداركاً مبكراً لما يدور حولك من أحداث، أخبرنا عن هذا الدور، ولماذا ينحسر ويتراجع دور القوى اليسارية التوعوي في الوقت الحالي؟ 

أولاً: أودُّ أن أقول إنني انتميت لأسرةٍ انحيازُها الأول في تلك المرحلة كان للحركةِ الشيوعيّة، وأنا أقول وبصراحة: أنَّ الفضلَ الأول في جنينيةِ الوعي الذي تشكَّل لديّ في فهمِ وإداركِ الحياة وما يدور حولي من أحداثٍ يرجعُ لأصدقاءِ الأسرة وأبناءِ العمومة من الشيوعيين، ليس فقط في رفدي بالكتب التي ساعدتني على التخلّص من حالةِ الهيمنةِ والترهيب والتخويف التي حاولَ أن يزرعَها مدرسُ التربيةِ الدنية لدي في طفولتي، والتي وصلت إلى درجة أنني أعتقدُ في حينها أنني الشخص الوحيد الذي سيكون في الجنة من عائلتي وأنهم جميعاً سيدخلون النار، بل أيضاً من خلال إتاحةِ التجربة لاختبار الأشياء دون أن يناقشوني مرةً واحدةً في حينها بأن هذا صواب وهذا خطأ، الأشكاليّة الحقيقيّة فيما تفعلهُ التيارات الإسلاميّة،أنها تلصقُ اجتهاداتها الفكرية بالدين وبالتالي يصبح الاتجاه الفكري مغلقاً، والحقيقة وبالرجوع إلى سؤالك حول تراجع دور القوى اليسارية، أنا أظن للأسف أن اليسار الفلسطيني الذي لعب دوراً غير مسبوق، ليس فقط في إبقاء جذوة الوعي متقدّة بل أيضاً في تحديدِ بوصلة هذا الوعي اتجاه القضايا الوطنية، يشهد واقعاً مُحزناً الآن، لأن القيمة الأساسية لحيوية الفكرة هو قدرتها على أن تقدمَ بدلاً للحالة السائدة، والحالة السائدة فلسطينياً الآن هي الشرذمة والانقسام، لذلك فإن الدور اليساري يجب أن يتمحور في القدرة على تقديم رؤية جامعة، وليس الإمتثالِ لحالةِ الاستقطاب الموجودة، بحيث يكون بعضهم منحازٌ هنا وبعضهم منحازٌ هناك، لذلك فإن الفشل الذي تعانيه هذه القوى هو فشلاً مركباً، حيث أنها لم تفشل فقط في تكوين رؤى جامعة قادرة على أن تجمع أطراف الاستقطاب في بوتقةٍ واحدة، بل أن بعضها وقفَ مضاداً لأي محاولة من شأنها أن تحاول إحداث إجماعاً وتوحداً، لذلك فإنني أشعر بالأسف الشديد لما وصلت إليه الأمور لدى القوى اليسارية، وأدعوهم للحفاظ على الإرث النضالي الممتد والكبير للقوى اليسارية والذي ليس حكراً على مجموعة من الأفراد أنما هو عنوان وطني جامع يجب الحفاظ عليه بتفعيل الدور الطليعي والتوعوي لهذه القوى. 

الطفولة في غزة، بين أزقة مخيم الشاطئ على البحر المتوسط، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، ثم الخروج من غزة والتنقل بين عدد من الدول، ومراقبتها عن بعد من الخارج إلى الداخل، ومن الداخل بواسطة الأهل والأصدقاء إلى الخارج حيث تُقيم، كيف ترى غزة المدينة بعيداً على المنشآت العامة التي تحيطُ بها، كيف تراها من زاوية ابن مخيم الشاطئ المقيم خارجه؟ 

أحاولُ أن أكون متواجداً في غزة من فترة إلى أخرى، وكلّما سنحتْ الفرص وتسهلّتْ أمور الدخول إليها، بيتي ما زال في غزة وكذلك بيت العائلة، وكذلك بيوت أصدقائي وأقاربي، لذلك أنا أعيش غزة من الداخل حتى وأن كنت فيزائياً موجود خارجها، في العدوان الأخير على سبيل المثال كنت أتواصل مع عشرات الأصدقاء بصورةٍ يوميةٍ لمعرفة ما يجري بدقة، والحقيقة يمكنني القول: أن غزة تعيش حالة من البؤس المركب، أولاً من ظلم الاحتلال وثانياً من ظلمِ ذوي القربى، فهي تحت حكم أحادي يستخدم بؤس ومعاناة الناس ويوظفها لبخدم رغبتهُ في السيطرة على الحالة الفلسطنية، وأعتقد أن هذه المحاولات غير ممكنة لأنه التعددية والتنوّع الفلسطيني لا يمكن أن يُقاد بفكرةٍ واحدة، وكذلك السلطة الفلسطينية لا تبذل تجاه غزة الجهد المطلوب ليس فقط لإيجاد حلول للمشكلات اليومية والمعضلات المعيشية والاجتماعية، بل أنها تفرض مزيد من العقوبات على الناس في غزة، كقطع الرواتب والإحالة إلى التقاعد المبكر، لذلك أعتقد أن غزة هي قصة فشل لكل من تورط في إيذائها، هي قصة فشل لحماس وهي قصة فشل لمنظمة التجرير بكل فصائلها وهي قصة فشل للقوى الإقليمة في المنطقة وهي قصة فشل للقوى الدولية في العالم، ولا يمكن أن تكون قصة فشل لإهلها، الذين لا يمكن أن يفقدوا بوصلتهم وهذه هي ثقتي، فـأهل غزة الذين تمكنوا من أن يتحولوا من حفاة عراة معدومين بعد النكبة إلى قيادات ثورة وانتفاضة قادرين على أن يتخلصوا من هذا الثالوث الذي يحاصرهم. وأهل غزة تاريخياً كانوا دوماً قادرين على كسر الظلم المحيط بهم.

الكاتب: محمد الزقزوق

هوامش

موضوعات

الأكثر قراءة

عشرة أفلام عظيمة عن المافيا (ترجمة)
10 أفلام تشويق إيروتيكية رائعة (ترجمة)
أين نحن في السير قدما...
الصحافة الثقافية وما نناضل من أجله

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع