أفلام سادس أيام فلسطين السينمائية… في رام الله وبيت لحم

بدأت الأحد، ٢٥ تشرين الأول /أكتوبر، وفي خامس أيام فلسطين السينمائية، عروض الأفلام الأربعة الروائية والوثائقية، في مدينة رام الله بعرضٍ للفيلم الروائي الأفغاني الطويل “دار الأيتام”، ٩٠ دقيقة، في المسرح البلدي – دار بلدية رام الله، تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت القدس، للمخرجة شهربانو سادات، وهو فيلم درامي تدور أحداثه في العاصمة الأفغانية كابول نهاية ثمانينات القرن الماضي، إبان الغزو السوفيتي لأفغانستان، حيث يعيش الصبي “قدرت” الذي يعمل في بيع تذاكر السينما في السوق السوداء.

تلقي الشرطة القبض على الفتى الحالم بأن يصبح نجماً في سينما بوليود وتحتجزه في ملجأ للأطفال الأيتام تابع للإتحاد السوفيتي، مع أولاد أفغان آخرين، ومن داخل محتجزهم يفكر الأطفال وقدرت أحدهم بكيفية انخراطهم بمقاومة للدفاع عن بلدهم الذي اجتاحته الدبابات السوفيتية ودمرت مؤسساته.  

“الحديث عن الأشجار”

كما عرض في الثامنة مساءً في قصر رام الله الثقافي، الفيلم السوداني الوثائقي الطويل “الحديث عن الأشجار”، للمخرج صهيب قسم الباري، وهو فيلم حاز على العديد من الجوائز في مهرجانات عربية ودولية، وهو يروي حكاية ثلاثة من صناع الأفلام السودانيين، وأصدقاء منذ زمن طويل، تركوا السودان في الستينيات والسبعينيات لدراسة السينما وأنشأوا معاً مجموعة السينما السودانية نهاية الثمانينيات، بعد عودتهم للسودان، في محاولة لإحياء دار سينما الثورة ومحاولة استقطاب الجمهور لها، رغم العوائق البيروقراطية الكبيرة التي تواجههم، يعملون بجد وإصرار من أجل تحقيق غايتهم. يرصد الفيلم لحظات هامة وممتعة وشيقة من لقاء الأصدقاء الثلاثة، وأبرز المواقف التي حدثت معهم في سبيل تحقيق عروض سينمائية للجمهور في أم درمان.

“شارع حيفا”

وبالتزامن مع الفيلم السابق، عرض كذلك في مسرح وسينماتيك القصبة، الفيلم العراقي الروائي الطويل شارع حيفا، للمخرج مهند حيال، وهو فيلم يروي حكاية من حكايات حرب العراق عام ٢٠٠٦، حيث تفجر العنف الطائفي في العاصمة العراقية بغداد، نتيجة لسقوط النظام العراقي واحتلال العراق من القوات الأجنبية. وفي واحد من أخطر شوارع العاصمة، شارع حيفا، تدور الأحداث الدرامية للفيلم بين أحمد الذي يضطر للذهاب من شارع حيفا لخطبة حبيبته، وسعاد التي تنتظره، والقناص الذي يصيب أحمد بطلق ناري. ما بين الشخصيات الثلاث وما حولهما من شخصيات فرعية تدور حكايات درامية، لا تحاكم البشر بقدر ما تحاكم الحرب وما خلفته من ويلات على البشر، تعكسها حكاية الأشخاص الثلاث.

“دييغو مارادونا”

وأخر عروض اليوم السادس، والذي عرض أيضاً في الثامنة مساء في سرية رام الله الأولى، الفيلم الوثائقي البريطاني “دييغو مارادونا” والذي يوثق لحياة واحد من أهم لاعبي كرة القدم بالعالم، الأرجنتيني دييغو مارادونا، منذ بداياته وانضمامه لنادي نابولي الإيطالي، حيث كان النادي يصارع للخروج من ذيول ترتيب نوادي كرة القدم الايطالية، قبل أن ينضم إليه لاعب أرجنتيني شاب يقلب موازين الأمور ويصعد بالنادي نحو الدرجة الأولى محققاً انتصارات كروية مذهلة، في مدينة كانت في ذلك الوقت من ثمانينيات القرن الماضية تحت حكم المافيات والصراع بينها وبين البوليس. 

عروض أفلام في بيت لحم

أما في مدينة بيت لحم فقد بدأت عروض الأفلام في السادسة مساءً، بعرض للفيلم السوداني الروائي الطويل “ستموت بالعشرين” في دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث، الفيلم الوثائقي التشيلي الطويل “الجاسوس”، للمخرجة مايت آلبيردي، والذي يعد هذا الفيلم تجربتها الطويلة الأولى، The Mole Agent أو الجاسوس، الذي كتبت السيناريو الخاص به وأخرجته، فتدور أحداثه حول المحقق رومولو، الذي يوظف جاسوساً لاختراق بيت للمسنين والمتقاعدين يشتبه في أنه تجري فيه أشياء مريبة. إذ تشتبه امرأة في أن أمها تتعرض للإهانة والعنف في ذلك البيت، وتحاول أن تعرف طبيعة ما يحدث هناك، فيستعين رومولو بالعميل المتقاعد سيرجيو 83 عاما، الذي يقبل المهمة على الفور لكي ينشغل بعد وفاة زوجته. وفي مهمته لجمع المعلومات وكشف الحقائق يقترب العميل السري من عدد من النزلاء وتفاصيل حياتهم، ويكتشف الحقيقة التي غابت عن الجميع، في فيلم يبدو وكأنه نسخة درامية كوميدية تشبه أفلام الجاسوسية الأمريكية بدون مشاهد عنف مفرط وأسلحة ومطاردات.

“حكاية الأخوات الثلاث”

كما عرض في الثامنة مساءً أيضاً في دار يوسف نصري جاسر للفن والبحث، الفيلم التركي الروائي الطويل “حكاية الأخوات الثلاث” ١٠٧ دقائق، والذي يروي حكاية ثلاث أخوات من قرية فقيرة وسط الأناضول ينتقلن للعيش مع عائلات غنية بهدف تحسين حياتهن (عادة تركية تشبه التبني) لكن بسبب ظروف غير متوقعة تضطر الأخوات إلى العودة إلى قريتهن. تعود ريحان إلى المنزل ليتبين أنها حامل، فيقوم والدها، شوكت، بتزويجها على عجل بفيسيل راعي القرية الفقير، ويعاملها بازدراء كل من في القرية بمن فيهم عائلتها ووالدها شوكت. أما هافا فتعود إلى البيت بعد الوفاة المفجعة لأخيها بالتبني بعد صراع طويل مع المرض. وبعد بضعة أيام من عودة هافا تصل نورهان إلى القرية برفقة نيكاتي، والدها بالتبني. ولأول مرة منذ سنوات يلتئم شمل الأخوات الثلاث.

يحاول شوكت جاهداً أن يقنع نيكاتي أن يأخذ هافا لتعيش عندهم بدلاً من نورهام. وبمساعدة رئيس البلدية يضغط شوكت على نيكاتي. أما فيسيل، الذي يملك أجندته الخاصة حيث يكره كونه راعياً، فيطلب من نيكاتي أن يوفر له عملاً يساعده على الخروج من القرية. وفيما تحاول الأخوات الثلاث التأقلم مع محيطهن الجديد والمألوف في آنِ معاً، يجتمع شوكت ونيكاتي وفيسيل على مائدة الطعام لتتكشف سلسلة من المواجهات غير المتوقعة.