المخرج الفلسطيني باسل عدرا الفائز بجائزة أوسكار عن فيلم "لا أرض أخرى" أطلق صرخة في الأمم المتحدة، وحذّر من أن الوضع "يزداد سوءاً" في القرى المحتلة. ولقي عدرا الذي دعته لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، تصفيقاً حاراً داخل قاعة اجتماعات في مقر المنظمة الدولية في نيويورك، الخميس، في نهاية عرض الفيلم.
وقال عدرا إنّ الفيلم يهدف إلى "إبلاغ العالم بأننا نعيش على هذه الأرض وأننا موجودون، وأن يرى الجميع ما نواجهه يومياً؛ هذا الاحتلال الوحشي". وأضاف: "حتى بعد فوزنا بجائزة أوسكار عُدنا إلى الواقع نفسه، والأمر يزداد سوءاً". وأكد أنّ "عنف المستوطنين متواصل (...) يهاجمون يومياً تقريباً مسافر يطا وبقية أنحاء الضفة الغربية" التي تحتلها إسرائيل منذ 1967.
وقال عدرا إنه بدأ التعامل مع الكاميرا وهو في سن صغيرة بهدف توثيق ما يحدث لأهله وقريته في منطقة مسافر يطا من عنف المستوطنين والجيش وقوات الأمن. كان يشاهد الجرافات تقتحم المنطقة باستمرار، مما يؤدي إلى تدمير المنازل وتشريد السكان. وأضاف: "كنت دائمًا أتمنى لو كان لدينا صحافيون أجانب لتوثيق الحياة اليومية للناس ومعاناتهم تحت الاحتلال. واجهنا تحديات كبيرة أثناء إنتاج هذا الفيلم الذي استغرق خمس سنوات، وكنا نسعى لنقل المعاناة التي يعيشها الناس في مسافر يطا".
وفي ختام حديثه، قال عدرا: "الشعب الفلسطيني يقاوم هذه المخططات ويصمد في أرضه، لكننا لا نعلم كم سنظل قادرين على التحمل والصمود. أنا هنا لأروي حكايتنا، وسنبقى نناضل حتى نحقق حريتنا وكرامتنا. وأتمنى أن لا تعيش ابنتي الصغيرة التجربة التي عشناها نحن. نأمل أن نعمل معا لتغيير الواقع وفرض احترام القانون الدولي".
يوثّق الفيلم التهجير القسري للفلسطينيين على يد الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في مسافر يطا، وهي منطقة في الضفة الغربية المحتلة أعلنتها إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة خلال الثمانينيات. وتظهر مشاهد من الفيلم جرافات تهدم منازل أو جدران مدرسة، وتوثق الاستفزازات والاعتداءات من المستوطنين. وبعد معركة قانونية طويلة، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، عام 2022، حكماً مهّد الطريق أمام تهجير سكان القرى الثماني في هذه المنطقة.
وعلى الرغم من فوز "لا أرض أخرى" بجائزة أوسكار، فإن أي شركة لم توزعه بعد في الولايات المتحدة، ولم يُعرض سوى في عدد محدود من دور السينما.
في الاجتماع نفسه، قال المسؤول في مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيمس تيربون إن "تقارير الأمم المتحدة لا تفوز بجوائز، لكن الفيلم الوثائقي لا أرض أخرى يجسد بأسلوب قوي وسهل ما وثقته الأمم المتحدة في عدد لا يُحصى من التقارير". وأضاف أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وعلى مدى أكثر من 15 عاماً، رصد وسجل وحذر من وضع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة والانتهاكات الواسعة الناجمة عن الاحتلال العسكري الإسرائيلي على مدى 57 عاماً. وشدد قائلاً: "وجود إسرائيل غير القانوني في الأرض الفلسطينية المحتلة يجب أن ينتهي، وفق ما أكدته محكمة العدل الدولية".
وكالات/رمان