مصادفة قرأت كتاب فاتنة الغرة الشاعرة الفلسطينية المقيمة في بلجيكا، الذي سيصدر قريبا بعنوان "دم نازح في الممر" الذي تسرد فيه يومياتها عن الإبادة الجماعية التي تعرض لها -وما زال- قطاع غزة حتى الآن، مع كتابة هذه السطور، منذ أكثر من عام، إذ كنت ممن اختارتهم فاتنة ليقرأوا المسوّدة، لإبداء ملحوظات في مرحلة المراجعة، وهي الورشة الكتابية الضيقة التي نعقدها ككُتاب مع أصدقائنا المقربين قبل إرسال مسوّدات كُتبنا إلى الناشر.
وكان طلب فاتنة مفاجأة سعيدة ومبهجة لي، وجدت نفسي أتعامل معها بفضول، ورغبة قوية في الاطّلاع على نص مكتوب يتعامل مع الإبادة. ووجدت في داخلي فضول كبير ككاتب: كيف يمكن لشاعر أو كاتب فلسطيني أن يروي هذه المأساة المعاصرة؟ وكان البعض منا قد اعتاد التعامل مع المأساة الفلسطينية باعتبارها حدثًا خلف ظهره مرّت عليه عقود، وتخلّده الروايات والقصائد. وكنا أيضًا قد اعتدنا على التعامل مع النكبة الفلسطينية بأنها حبيسة الدواوين والأدب الفلسطيني، كأن النكبة الفلسطينية ليست حقيقية على الأرض، أو تجري في مجرة أخرى، وكأن الاحتلال الإسرائيلي ليس أسوأ احتلال معاصر نعيشه منذ كنا صغارًا، حتى صرنا كهولًا، وبتنا نتقدم نحو سن الشيخوخة وهذا الاحتلال المعاصر القميء لا ينتهي.
إذن، ففاتنة هي ابنة هذه المأساة. تحمل الجنسية البلجيكية بحكم الإقامة في قارة أوروبا، تتردد باستمرار على وطنها وعلى قطاع غزة بحكم انتمائها الأسري والقدري إلى القطاع، ويسوقها القدر أن تقرر زيارة أسرتها قبل الحرب بأربعة أيام، وتجد نفسها محاصرة في مستشفى القدس هي وأسرتها، نازحة من جديد مع عائلتها، معها كتاب ليوسا، وجهاز اللابتوب، فتبدأ تحكي وتكتب وتدوّن رسائل إلى ابنة شقيقها "لمار"، فتكون ثمرة هذه الرسائل كتابًا يصل عدد رسائله إلى ٢٤ رسالة، ونكون نحن المحظوظين بكتاب فاتنة، إذ إن من رأى غير من سمع، ونحن جميعًا جلوس أمام شاشات الأخبار نسمع منذ عام وأكثر عن تزايد أعداد الضحايا في جريمة الإبادة، يومًا بعد يوم نتابع وتخفق قلوبنا وتتعطل حياتنا ونحن نتمنى أن تتوقف الإبادة، لكنها لا تتوقف، وتمضي آلة القتل الجنونية في طريقها، يسمح العالم باستمرارها، فتكتب فاتنة من قلب الإبادة شهادتها، وتمنحنا لأول مرة نصًا يوثق هذه الجرائم. لهذا أقول إننا محظوظون بهذا الكتاب.
يبدأ الكتاب برسالة تقصّ فيها "فاتنة" على ابنة شقيقها وقائع سفرها أولًا إلى مصر، لكي تعبُر إلى قطاع غزة، وبيروقراطية السلطة في مصر معها حينما طالبتها فجأة أن تحصل على فيزا للولوج إلى القاهرة، خلال سفرها بالباص من دهب في جنوب سيناء، حيث استوقفها كمين شرطة، وطالبها ضابط مصري بأن تعود أدراجها إلى دهب للحصول على الفيزا المطلوبة. سبع ساعات عليها أن تعودها الفلسطينية على الرغم من جواز سفرها البلجيكي! أغضبني هذا الجزء من الكتاب، لأنه كشف عن تعسّف السلطة المصرية مع الفلسطينيين. نحن نتحدث هنا عن النظام المصري الحاكم الآن، واللافت أن غضبي من البيروقراطية المصرية كان أعلى من غضب فاتنة نفسها، إذ استقبلت طلب ضابط الشرطة بمقاومة بسيطة، وأذعنت لطلبه، وعادت أدراجها إلى دهب، مؤجلة ذهابها إلى القاهرة، ليحدث معها مصادفة سعيدة، إذ يمنحها شخص ما فجأة فيزا كان قد ابتاعها بمبلغ ٢٥ دولار، ويمضي دون أن يطالبها بدفع ثمنها. هذه المصادفات القدرية تجعل فاتنة تستبشر خيرًا بالمضيّ قدمًا في رحلتها إلى القاهرة، كي تعود منها إلى قطاع غزة عبر معبر رفح.
معلومات مهمة أيضًا تقدمها فاتنة لقارئ كتابها في هذه الرسالة، بسرد رشيق لا يتوخى تقديم المعلومات، وإن كان القارئ يستطيع ببساطة تلقّيها، منها أن الفلسطيني محكوم عليه إذا كان في مدينة من مدن شبه جزيرة سيناء أن يغادرها إلى القاهرة، إذا رغب في أن يذهب إلى قطاع غزة عبر معبر رفح! أمر عجيب استوقفني أنا أيضًا، وإنْ تعلمت منه الكثير من الأشياء التي أجهلها عن بلدي.
تكتب فاتنة يوميات الإبادة عبر سلسلة من المواقف تسرد فيها موضعها هي وعائلتها، ونزوحهم من بيتهم العامر إلى مكان اعتبره الفلسطينيون آمنًا في القطاع. وكان المكان الذي وقع عليه اختيار فاتنة وأسرتها هو مستشفى القدس في حي تل الهوا. وفي المستشفى ستقضي فاتنة ٢٣ يومًا نائمة في ممر يقع بين غرف المرضى، وفي هذا الممر ستشهد مآسي كثيرة، على رأسها بالطبع الدماء التي نزفتها أبدان المصابين والشهداء، ضحايا القصف. ولأن "فاتنة" تخاطب ابنة شقيقها الصغيرة، فهي لا تكتب أبدًا بأسلوب يجعلها تجزع، أو تصاب بالصدمة، بل تبسّط المشاهد الدموية، وتجعلها مستساغة بعض الشيء على الحكي، من ذلك ما تقوله في الرسائل الأولى:
تخيلي أنني حينما بدأت الحرب كنت اسأل أبناء عمومتك عن أصوات القذائف لأطمئن، ما نوع هذا الصاروخ أو هذه القذيفة؟ فكان الأطفال يردون عليّ بابتسامة ظاهرها الطمأنينة وباطنها سخرية من عمتهم البلجيكية التي لا تجيد التمييز بين أصوات القذائف المدفعية التي تطلقها الطائرات الأمريكية أو الإسرائيلية، والفارق بين كل صاروخ يسقط منهم. الصاروخ الأمريكي له صوت سقوط ألواح زينكو من الطابق العاشر مختلطًا بصوت فحيح يوقف شعر الجسم على أقدامه، في حين أن الصاروخ الإسرائيلي ينزل ضربة واحدة "بوووووووم" خبطة واحدة، ولا تقلقي إن متنا فلن نسمع للصاروخ صوتًا.
فقرة كهذه يتبين القارئ منها الخطة التي اختطّتها صاحبة "ثقوب واسعة" لنفسها في الكتابة، فالكتاب لا يكتبه مراسل حربي يهتم بإحصاء عدد الرصاصات وأعداد الضحايا ومواقع الضربات. والكتابة التي تتبعها فاتنة لا تهتم بحكي ما يجري ساعة بساعة، فلدينا نشرات الأخبار، ولدينا مقاطع الفيديو للمراسلين من شتى القنوات الإخبارية في القطاع، ولدينا أيضًا صحافة المواطن التي بدأها مواطنون فلسطينيون وثّقوا فيها الدمار وجرائم الإبادة المختلفة، لكن خطة "فاتنة الغرة" كانت غير هذه الأساليب؛ كانت تسعى إلى أن يكون هذا الكتاب معايشة لعائلة فلسطينية، تصوّر بدقة كيف تحيا أسفل الصواريخ المنهمرة حياة كاملة، حياة يختلط فيها الخوف بالسخرية من أحد أفراد الأسرة المغترب، الذي عاد فجأة ليتورط في الحصار مع أسرته، ويعايش عن قرب نكبة جديدة.
من موقعي كمتابع للحرب، كنت أثناء القراءة أُدهش لهذه الجوانب التي لم نطّلع عليها خلال مشاهداتنا الأخبار والتقارير الصحافية التي توثق للإبادة. ومن موقعي ككاتب، كنت أُدهش لقدرة فاتنة الغرة على وصف ولعها بكوب الماء البارد، الذي بات عزيز المنال في القطاع المنكوب، بينما الحرب من حولها تمضي في طريقها حاصدة الأرواح ومدمرة الممتلكات، وهي تصف سعادتها بكوب الماء. هذه هي الكتابة التي ترصد لنا بدقة المشاعر الإنسانية المتناقضة؛ الخوف من الموت مع تجدد كل قصف، والحاجة المستميتة لشرب كوب ماء، أو استعادة الخصوصية المفقودة، أو التوق إلى لحظة سكون وسط ضجيج الجمع. وهكذا، ترصد فاتنة في كتابها هذه الحاجات الضائعة، ورغبتها في استعادتها. هنا مثلًا في هذا الموضع من رسالتها الثالثة تتحدث عن اللهجات الفلسطينية التي تسمعها من النازحين والنازحات من حولها في مستشفى القدس، أو تصف روائح الخبز في مطلع رسالتها الرابع فتقول:
رائحة الخبز الطازج يا لمار تفرك أنفي كلما هبّت نسمة هواء أوصلتها إلي، يمكنني المسير وراءها وتتبعها حتى أصل إحدى غرف الطابق.
رائحة الخبز الفلسطيني الذي يخبزه النازحون في قطاع غزة تحت وطأة القصف والإبادة، أفضل عند فاتنة من المخبوزات الفرنسية كافة. وبينما تعقد الكاتبة هذه المقارنة، لا تنسى أبدًا أن تكتب لنا مأساة قصف المخابز، وهو الحدث الذي سمعناه مرارًا من الأخبار، ولكن تقدمه لنا هنا في هذا الكتاب مضفورًا بصور من قلب الواقع الرهيب. فرائحة الخبز هي ريح قوية تسري في طرقات المستشفى التي يحتمي بها النازحون، هي ريح قوية تمر فوق الرؤوس الجائعة، والأبدان الفارغة. تصور لنا فاتنة طوابير البشر التي يقف ويصطف فيها الجائعون، شاهرو الأيدي من أجل تناول الأرغفة المخصصة لهم، أو لمصارعة من يتعدى على دور غيره.
الأصوات التي تخترق سمعها، وتخترق روحها، بقدر ما يزعجها بعضها، بقدر ما يجعلها تطمئن للحظات أن بقاء هذه الأصوات حية هو ما يجعل المقاومة مستمرة. تكتب فاتنة عن انزعاجها من أصوات الأطفال الكثيفة من حولها، وأمنيتها أن تصمت هذه الأصوات لبضعة دقائق من اختلاط أصوات القصف بأصوات لهو الأطفال في هذا المقطع من الرسالة السابعة:
"أصوات الأطفال في المبنى تثير داخلي يا لمار مشاعر متعددة، أحياًنا أجد نفسي قد امتلأت حتى النخاع وقدرة التحمل عندي باتت في السالب، فينطلق صوتي عاليًا بالصراخ على أهلهم، كنت أصرخ فجأة فينقطع حبل الصوت في الطابق، الكل ينظر إليّ، ولم يجرؤ أحد يومًا على مجادلتي أو الصراخ عليّ، كأن هناك اتفاق جمعي بين سكّان الطابق على الصمت حينما يعلو صوتي. لم تكن حنجرتي التي تصرخ وقتها، بل شبكة الأعصاب في جسدي كله من كانت تصرخ. أصرخ فيتوقف الزمن للحظات ينظر فيها الأطفال إليّ بعيون مفتوحة كأننا في لعب "حركة صنم" ثم يعاودون نفخ البلالين وفرقعتها في شبكة أعصابي الداخلية، مرة كاد أن يصيبني الجنون من طفل بعينه".
نحن نفهم من هذا المقطع ما لن تنقله لنا أبدا نشرات الأخبار: أن تعيش وسط الجمع، أن تخترق روحك كل الأصوات، أن تتعرى شبكة أعصابك بينما أنت تنام وتصحو وتقضي يومك وسط الآخرين، غير محمي من الضوضاء. وربما يسأل قارئ لكتاب فاتنة نفسه: أحقًا تبحثين عن الهدوء والسكينة؟ بالطبع، كل إنسان يهفو إلى لحظة سكينة، وأن يطمئن وسط الحصار والدمار إلى أن صوت انفجار بالونة بجواره، ليس قذيفة.
وقارئ الكتاب تفاجئه الكاتبة أيضًا بقدرتها على تقديم الذوات الإنسانية في أشد لحظات حصارها من الموت، وهي تبحث عن لذة أخيرة، ومتعة كانت قد تتمتع بها في وقت السلام وابتعاد الخطر. لقد ابتسمت أكثر من مرة وأنا أقرأ سطور "فاتنة" في رسالتها الثامنة عشرة التي عنونتها "سيجارة بين موتين" التي تقرأ فيها هذه الكلمات:
الحمام أيضًا يمكن أن يكون فسحة لتدخين سيجارة يتعذر تدخينها في ظرف يبدو التدخين فيه، خاصة للمرأة، أمر مستهجن في وسط مجتمع محافظ وحرب تستعر في الخارج.
وهذان السطران يأتيان ضمن فصل/ رسالة طويلة إلى لمار، تشرح فيها الكاتبة رغبة النسوة في الاختلاء بأنفسهن للتمتع بهذه المتع اللاتي كُن يتمتعن بها في الأوقات العادية، وصارت الآن صعبة المنال والظفر، بحكم أن الكل أصبح بمواجهة الكل، كل الشعب على اختلاف أطيافه صار بمواجهة بعضه بعضًا. وهكذا، بعد فقرة أو فقرتين، نقرأ أيضًا كيف ظهرت الأصوات المتشددة التي تستنكر تدخين النساء، وكأن كل ما تتحمله النساء من مشقّة النزوح والثكل غير كافٍ، فيمارس عليها الرجال أيضًا استبدادهم وتسلطهم. تقول فاتنة في موضع آخر من الرسالة نفسها:
مرة كاد الأمر يصبح جرسة في الطابق، حيث علا صوت رجل يبدو من لباسه ولحيته أنه من المتعصبين يقول إن هناك رائحة دخان تخرج من الحمامات وإننا في حرب، وهذا سلوك مرفوض. وبدأ بإلقاء خطبة عصماء وأنا أتجاهل أن أنظر باتجاه، حتى جاء صوت طفل صغير يرد على الشيخ بأن حمام الرجال مليء بأعقاب السجائر، فسكت الشيخ كأنه بُهت حيث أُسقط في يده القيام بدور الرقيب الديني علينا.
فعلى الرغم من الإبادة الجارية، لا يتورّع بعض الرجال بممارسة التشدد والتطرف على النساء اللواتي يعانين بالفعل من كل شيء. وهذا أيضًا ملمح يميز هذا الكتاب، فهو توثيق دقيق لهذا المجتمع في تعرّضه لهذه المحنة والانتهاك والسلب الذي تعاني منه نساؤه في هذه الظروف الحالكة.
وثمة قضية أخرى تناقشها المؤلفة بجسارة، وهي قضية كونها الأوروبية حاملة إحدى جنسيات دولها، التي تُترك لها تذكرة عبور ونجاة لها وحدها دون عائلتها على معبر رفح، لتخرج من المحرقة والإبادة، تاركة عائلتها خلفها. تكتب ابنة عائلة الغرة عن هذه المسألة الأخلاقية في موضعين من الكتاب، الرسالة التاسعة عشرة والعشرون، فتقول:
الحكومة البلجيكية كانت قد وضعت اسمي على المعبر منذ بداية الحرب كي يتم إجلائي أسوة بالرعايا البلجيك الآخرين، وكنت أعرف أن هذا ليس الخيار الذي أريد اتخاذه الآن، وبالقطع ليس وحدي، لذلك كان ردي بأنني لن أخرج إلا رفقة جدك وجدتك. كيف أتركهما وهما في هذا العمر في قلب المحرقة؟ كيف أقول لهما وداعًا ولا أنظر خلفي بعدها؟ هذا خيار يحتاج قلباً ميتاً للقيام به، أو ربما قوة جبارة ولم أعتقد أني أمتلك أيهما.
وهذه هي لبّ القضية التي ميزت بين فلسطيني وآخر، الفلسطيني يحمل جوازًا يخصّ دول القارة التي تدعم بعض دولها الإبادة، فيشتري جوازه تذكرة النجاة من الجحيم، لكن عائلته لا تتمتع بهذه المزية، فكيف يتركهم وينجو بنفسه؟
لهذا نراها تعود وتكتب في الرسالة العشرين:
كل قرار اتخذته كان بدافع من الخوف. عندما كان يلح عليّ الجميع إن كنت سأبقى أم سأرحل، اخترت البقاء لأني كنت أخاف، أخاف من قذيفة تستهدفني وأنا في الطريق إلى المعبر، مثلما حدث مع أشخاص آخرين. أخاف من إصابة أكثر من الموت، من فقدان ذراع أو ساق أو عين، من حريق يلتهم وجهي. أخاف من رائحة البارود وصوت القذيفة وصوتها يحاذي أذني، ومن الخوف أخاف أن أدير ظهري وألتفت إلى البيت ورائي فأراه حطامًا. هذا خوف، أن أترك خلفي حكايات أمي وضحكها الذي يهتز لها جسدها كله. هذا هو الخوف كله. والخوف هو ما كان يدفعني للبقاء يا لمار.
يدفع الخوف البشر إلى الفرار، بينما خوف فاتنة الغرة أجبرها على البقاء. ومن هنا ينبع سحر هذه السطور، وطريقة الكاتبة في الإجابة عن الأسئلة الأخلاقية التي تطرحها، فهذه الإجابات غير متوقعة، ولكل من اكتسب جوازًا أوروبيًا أو أمريكيًا منحه بساطًا سحرية للنجاة من بلاده المنكوبة بالديكتاتورية والحروب الأهلية والإبادة الجماعية، تُحول فاتنة الغرة بوصلة بساطها السحري/ جواز سفرها وجنسيتها البلجيكية، لتعود إلى وطنها، قطاع غزة، ولتكتب لنا هذا الكتاب.
سيصدر الكتاب باللغة العربية عن إحدى دور النشر قريبًا، بينما يصدر بعد أيام عن دار نشر في بلجيكا وهولندا.