لم يكن في مدينة الملاهي

Giacomo Balla, futurist blackbirds,1924

منى المصدر

كاتبة فلسطينية

بينما نحن ضجيج الموت، \ الذي سيبتلعكم لاحقاً \ فانعموا في الصمت وانزعوا عنا الأسطورة \ دعونا نعجن أملنا بطيننا \

للكاتب/ة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

الأكثر قراءة

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

20/04/2025

تصوير: اسماء الغول

منى المصدر

كاتبة فلسطينية

منى المصدر

من مدينة غزة. صدر لها مجموعتان شعريتان: "لأنني أخشى الذاكرة" و"أعد خطاي". بالإضافة إلى مجموعة سردية بعنوان "توقيت". حاصلة على ماجستير في الأدب المقارن. شاركت في أنطولجيتين شعريتين عن غزة برفقة شعراء آخرين. ترجم لها عدة قصائد إلى الإنجليزية والفرنسية.

في الإبادة، عجنَّا الأمل وألصقناه صلصال قلوبنا؛

ليبهت الارتجاف قليلاً! 

إعلان

أمام منشور الإخلاء الإجباري، لُكنا صلصالنا

فنضجت عيوننا خوفاً وتيهاً؛

إعلان

بسؤال أوحد: "وين بدنا نروح، غزة كلها إخلاء؟!" 

 

تطاير شخص في السماء، لكنه لم يكن في مدينة الملاهي 

كيف نُكَدِّبَ عين طفل رأت هذا كله؟!

وأن نخبره بأن رجلاً كان يحب الوثب العالي، فجربه في السماء؛ ليُرَى! 

 

كم مشهداً ترميمياً تحتمل مخيلة فيلم الرعب؟

هل طفلاً بلا رأسٍ وجنيناً مقتولاً، كافٍ لإثارة مخيلة فيلم الرعب القادم؟! 

ومن ثم: "مبني على قصة حقيقة"! 

ما الحقيقة الخطابية الواهمة أمام شلال دمنا؟! وشوك طريق النزوح! 

العالم المهرج! العالم الذي رفضنا واستهلك موتنا خطابياً 

العالم الذي يبحث دوماً عن صورة البطل فينا؛ ليخلص ضميره

هل العالم قادراً على إجابتنا عن: 

كم كتفاً انحنى من حمل البيت نزوحاً؟

كم ظهراً احتضنه البيت مُرغماً تحت طبقاته؟! 

هل يكفي لون اللباس أن نُعَرِّفَ شهيداً؟ 

كيف يُودَع الشهيد؟ هل يُقبل رأسه، هل تُشد يده يأساً أن تنقبض على يدنا عناداً للقتل؟! 

كيف يُودَعُ الشهيد مجهول الهوية؟ الشهيد في المقبرة الجماعية؟ الشهيد المتحلل؟ الشهيد الجمجمة؟

هل للعالم أن يخبرنا في ملهاته، كيف نودع كل هؤلاء؟ وأن يسلبنا أسطورة ألبسنا إياها؟ 

حين كل ما أردناه قطف وردة في الطريق إلى المدرسة؟ كوب شاي في العصرية! ومشياً على الشاطئ دون خيمة نزوح! 

 

في الإبادة،  اغتلنا 

محونا 

تزلزلت الأرض تحت أقدامنا 

تشردقنا في نطق الشهادة

ظنناها القيامة

وأنتم خرسى 

بينما نحن ضجيج الموت، 

الذي سيبتلعكم لاحقاً 

فانعموا في الصمت وانزعوا عنا الأسطورة 

دعونا نعجن أملنا بطيننا 

وحين نقتل، سنطير خارج البانتوستان

أشلاء أو مكتملين الهيئة

إلى طيننا، الذي ستغتالنا جرافة الإبادة منه مرة أخرى! 

الكاتب: منى المصدر

هوامش

موضوعات

GOOGLE AD

نكـتـب لفلسطين

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع

اختيارات المحرر

من أجل صحافة ثقافية فلسطينية متخصصة ومستقلة

اشتراكك بنشرتنا البريدية سيحمل جديدنا إليك كل أسبوع